..
رجع ماجد البيت وهو يعرج .. كان متكئ على أخيه ياسر .. وسبقتهم سعاد إلى غرفته تجهز وترتب السرير له .. أصر ماجد انه ما رمى شيء في دورة المياه .. وأنه دخل وتفاجئ بقنابل الزجاجات اللي تطايرت حوله .. محد فيهم صدق كلامه خاصة ان ريحة الخمر تناقض كلامه..
دخل ماجد غرفته وهو يعرج : أقول لك ما رميت شيء ..
ياسر يجاريه : مصدقك .. مصدقك ..
جلس ماجد بصعوبة على السرير وهو يتأفف ويتذمر .. جلست سعاد على طرف السرير.. وركزت نظرها عليه .. جروح في وجهه .. وذراعه مخيطينها ولافينها .. وساقه بعد .. وش سويت بنفسك يا ماجد ..
سعاد بعتب : احمد ربك ما جرحت شريان ولا كان راحت رجلك ..
ماجد : والله يمه .. ما رميت شيء ..
سعاد تأشر بيدها على دورة المياه : والمعركة اللي كانت في الحمام ..
ماجد رفع يده ونزلها بسرعة من شدة الألم : كم مرة أعيد .. قلت لكم دخلت الحمام وزلقت..
سعاد : طيب تقول زلقت .. والعطور والاغراض اللي كانت على المغسلة .. وش جابهم على الأرض ..
ماجد باستغراب : مدري .. زلقت وشيء مسك رجلي اول ما دخلت الحمام .. حاولت افك رجلي مني وسحبته وما وعيت الا كل الأغراض جات على راسي ..
سعاد رافعة حاجبها : حتى اللي في الرف ..
ماجد يشرح بيده : كأني كنت تحت قصف جوي ..
ناظرته سعاد وهي مو مصدقته .. عصبيته وهواشه البارح مع مشاعل ومعها .. ورجعته الفجر سكران وفاقد .. يأكد لها انه هو اللي سوى هالشيء بنفسه .. قامت وماجد يناظرها بترقب ..
ماجد : يمه .. أنتِ مصدقتني ..
سعاد : أنا مصدقة اللي شفته ..
ماجد يهز راسه : يعني مومصدقتني ..
سعاد اصبعها على جبينها : قول شيء يدخل المخ ..
ماجد : يعني معقولة أذي نفسي ..
سعاد : في حالتك أمس كل شيء جايز ..
ماجد بنبرة : ما رميت شيء ..
حس ياسر بالتوتر اللي بين ماجد وأمه .. تدخل علشان ينقذ الموقف ويدعم حجة أمه .. وما يستخف بحجة ماجد ..
ياسر : تقول أنك زلقت صح ..
ماجد بتأفف : أي ..
ياسر : في ايش ؟؟
ماجد يتذكر : شيء علق في رجلي ولما هزيتها اختل توازني وزلقت على الأرض .. وبعده تفاجات بالاغراض تتكسر حولي وعلي .. وكل ما تحركت زاد الزجاج المتطاير ..
ياسر مو قادر يصدق : وانت ما شفت اللي علق في رجلك ..
ماجد يهز راسه : لا ..
ياسر : ليه ما شغلت النور ..
ماجد يناظره : شغلته ما اشتغل ..
ياسر : شلون ما اشتغل .. كان شغال لما شلناك من الحمام ..
ماجد : ما اشتغل معي .. كان الحمام ظلام .. وما شفت قدامي ..
سعاد : وتبينا نصدقك ..
ماجد ياشر على دورة المياه : روحي وشوفي بنفسك ..
سعاد : الخدامة نظفت الحمام من زمان .. وما يستدعي اشوف .. شفت بنفسي ..
توجه ياسر الى دورة المياه .. شغل النور لكنه ما اشتغل .. طفاه وشغله مرة ثانية ونفس النتيجة.. تركه لثواني .. واشتغل بنفسه .. صار يدور في دورة المياه على شيء يأكد كلام ماجد.. المكان نظيف .. خالي من معظم اغراضه لكنه نظيف .. انتبه الى امه خلفه .. وسع لها تدخل ..
لاحظت سعاد تذبذب النور .. ماجد صدق في هذه .. لكن هل ممكن يكون صادق في اللي قاله.. القت نظرة سريعة على دورة المياه والتفتت تطلع .. لكن لفت نظرها خيطين مربوطين تحت المغسلة على بايب الماء .. استغربت وجوده .. نزلت وفكته .. خطرت لها فكرة مجنونة .. لكنها طردتها على طول .. مستحيل ما تسويها .. مهما صار بينهم ما توصل لهذا .. ومو من طبعها الغدر .. لو بغت تاذيه سوتها في وجهه وما خافت .. سمعت ياسر يناديها .. لفت الخيوط في يدها وطلعت ..
