25

1.5K 52 0
                                    

..

دخلت غرفتها وسكرت الباب بهدوء .. مشت بخطوات ثابتة وجلست على الكنبة .. ما تدري شلون يتحرك جسمها .. المحامي بيجي السعودية بعد أيام .. ما في وقت .. حتى لو حكيت لمشاعل قصتي مع ابوها ومع سعود .. شلون راح تتفهم وانا اللي كنت معارضة علاقتها بهذيك البنت .. تركتها وهي في أمس الحاجة لي .. قاطعتها حتى اني دعيت عليها لما تطلقت .. اجي الحين وأقول لها سامحيني .. لي ظروفي وعيشتي مع أبوك كانت جحيم .. ليه بس في الوقت اللي اظن بالقى بنتي .. تضيع مني ..
ما راح تسامحني ولا تغفر لي اللي صار في ابوها .. اذا اخوانه ما سلمت منهم .. شلون بتكون ردة فعلها وهي بنت أبوها .. وانا ما قصرت معها .. ما عطيتها سبب واحد يخليها تسامحني .. او حتى تتفهم موقفي .. نزلت راسها تصيح بصمت ..

ناهد بغضب : وبشور مين بتاخذيينها معك ..
مي : ما راح اسافر بدون لمى ..
ناهد : ناسية حضرتك من الام هنا ..
مي : انتِ متى ما بغيتِ تكوني أمي صرتِ أم .. ومتى ما بغيتِ تنسين ..
قربت منها ناهد بتضربها .. لكنهم في الكافيتريا والناس تطالع .. قبضت يدها واخذت نفس عميق ..
مي بتحدي : اضربيني .. ليه وقفتِ ..
ناهد تزفر : اسمعي مي .. ما راح اطاوعك ولا راح احاسبك على الكلام اللي قلتيه في حق عمك .. لكن ...
مي بحدة : لمى بتسافر معي .. واذا حاولتِ تمنعينها .. راح افضح كل شيء ..
ناهد بنبرة : تهدديني حضرتك .. ومن راح يسمع لك ..
مي بابتسامة ساخرة : جدتي مثلاً .. هي تدور الشارة عليك وعلى زوجك ..
ناهد : تهدديني بعجوز قريح ..
مي : العجوز اللي موعاجبتك .. تقدر تقلب حياتك الى جحيم ..
ناهد تناظرها : انتِ ليه صايرة حقود .. قلبك اسود ما يسامح ..
مي تاشر على نفسها : انا حقود ..
ناهد تكمل : من تزوجت وانتِ شايلة علي .. اعرف انه ممكن تغارين شوي .. بس ما يوصل الى الكره والحقد .. وحقد يخليك تطلعين اشاعات على عمك .. زوجي ...
مي بكره وبغضب : عمت عينه ..
ناهد بتحذير : بنت ..
مي باندفاع : أنت ما سألتي نفسك ليه انا ابتعدت عنك .. ما سألتِ نفسك ليه نلبس ملابس واسعة وطويلة لما يكون زوجك المحترم موجود .. ما سألت نفسك ليه نقفل أبواب غرفنا مقفلة دايم حتى في النهار .. حتى الحمام ما نروح له الا ووحدة مننا تكون قريبة من الثانية ..
ناهد : ما عمري انتبهت لهالامور .. دايم اشوفكم تلبسون اللي تبون .. صحيح أحيانا تلبسون واسع واكمام طويلة .. لكن هذه حرية شخصية .. تلبسين اللي تبين .. وشيء طبيعي تقفلون باب غرفكم .. ما اشوف شيء غلط في الموضوع ..
مي تبتسم بحزن : طبيعي ما راح تشوفين ..
ناهد تقوم : انا رايحة اشوف لمى .. النقاش معك مضيعة للوقت ..
مي تهز راسها : قولي اللي تبين .. لكن اختي باخذها معي ..
ناهد : انتِ ما عندك زوج وبيت تروحين له وتهتمين فيه .. ما يخصك في بنتي ..
مي تقوم : ما يخصك في بيتي .. اختي وباخذها ..
تلفتت ناهد وشافت الناس يناظرونهم .. خزت مي ومشت عنها .. احمدي ربك أنك في مكان عام .. ولا عرفت شلون أرد عليك ..

ما حبت مي تكون مع أمها في غرفة وحدة .. غيرت طريقها وطلعت .. اللي ريحها ان لمى مو لحالها .. أهلهم جاين يزورونها .. تحتاج لدقايق تتنفس وتستعيد اعصابها .. كانت تمشي في الحديقة اللي قريبة من المستشفى .. قعدت على الكرسي الحجري واسندت ظهرها .. وصارت تتامل الناس الموجودين حولها .. كانت تفكر انها لما تتزوج ماجد بتبعد عن المشاكل وعن زوج أمها وملاحقاته اليومية لها .. ( تنهدت بألم ) لكني طحت في يدين الشيطان .. رفعت يدها تسمح شفايفها بقوة وهي تتذكر مشاعل لما تبوسها .. كان غصب عنها .. لكنها ما تنكر أنه الامر عجبها .. لكنها مضطرة تجاريها لأنها بحاجتها .. هي اللي عرضت نفسها عليها علشان تشوف أختها .. ( ضحكت داخل نفسها ) يعني كأنها تنتظر موافقتي .. بتنتظرني أيام أسابيع لكن مصيرها تطلب اللي دفعت فيه ملايين .. هي سوت المستحيل علشان أكون عندها .. وانا راح اسوي المستحيل علشان اختي .. حتى لو اضطر أني امثل اني أحبها ..

دواء جروحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن