البارت الثالث

2.7K 73 1
                                    

صبت القهوه لالدله الي كانت فوق النار وقامت تنفظ ملابسها من الرماد أول ماسمعت صوت الباب
فتحت الباب بترحيب : ياهلا وسهلا "قربت تسلم على الهنوف وموضي والبنات" أخيرا شفناكم ، ادخلو البيت بيتكم
دخلت الهنوف مع موضي و وراهم البنات وجلسو
نزلت الهنوف طرحتها : والله لي فتره ابي أجيك بس شوفت عينك بيتنا ما يفضى
جلست ريم جنبهم : أي والله عذرتك " رفعت عيونها على موضي بعتب " بس موضي قلبي عليها عتبان
موضي: أفا عليك يا ريم ، من عيوني أجيب لك رضاوه
ريم : ماعد شفناك ولا لك حس لنا أسبوعين منك
موضي : حقك علي والله بس كنت أسوي جرد أنا وولدي فالدكان وما فضيت حتى لنفسي
الهنوف: عادي بعذرك " لفت على ريم " قلت لأختي مزنه وبناتها يجون، نستغل الفرصه دام أننا شفناكم
قامت ريم تجيب دلة القهوه : أبد والله فوق عيني وراسي
قامت ملاذ وسحبت الدله من يد عمتها ريم : عنك يا عمه أنا بصبها
أبتسمت ريم : الله يحفظك يا بنتي
...
جلسو الشباب وبدأ فيصل يصب القهوه للعيال و وليد يتلفت يمين يسار حاس أن في أحد ناقص لف على فيصل الي كان يصب القهوه
وليد : وين أيهم ، ليه ما جبته معكم
أخذ ليث الفنجان : هو كذا وحداني ما يطلع إلا إذا قلنا له يطلع
فيصل : قال لي أنه بيطلع السوق
لف ليث بحماس على كنان : يا ولد عيونك كذا صدق ولا
خجلت كنان وأكتفت أنها تهز راسها بإيجاب
أويس : خواته الي ماتو قبل ما ينولد كانت عيونهم نفسه " لف على ليث" بس تصدق محد من أهلنا عيونه كذا إلا بنات عمي ثنيان
كنان بخجل: ماهو بشي مميز ترا غيرو السالفه
لاحظ فيصل أن كنان خجلانه وأول مره يشوف تعابير وجهها كذا كمل يصب القهوه وجلس بجنبها
قرب وهمس ونسى أنه كان متضايق : نمت اليوم ؟ شفتك أمس طول الليل صاحي جنب الجمر والكل نايم، شلت همك حسيتك تعبان الصبح
لفت كنان عليه : قالو لي أنك كنت متضايق ! أشوف مافيك شي !
....

وصلت أم فيصل عند ريم وبيدها حلويات وعصيرات جابتهم معها، سلمت عليهم وقعدت جنب ريم
ريم : مستحيل تجين ويدك فاضيه كأنك الدلَّال
ضحكت مزنه : ياشيخه عادي خلي البنات ينبسطون أدري فيها يقين تموت فيهم
استحت يقين ودفنت راسها بظهر أمها بضحك وتضايقت امها : احرجتي البنت الحين بتدخل بين ضلوعي
ضحكو على يقين وعلى حركاتها
قامو البنات من بين الحريم وراحو الغرفه الثانيه عشان ياخذون راحتهم
لفت ريم على مزنه : ها متى ناويين يكون عرس غزلان
ابتسمت مزنه : تو قبل كم يوم جانا الشيخ حمد وطلب اننا نقدم العرس للأسبوع الجاي بحكم أن الولد جاهز ولا في سبب يخلينا نأخره اكثر من كذا وإن شاء الله خير
الهنوف : الله يتمم لهم على خير تهبل غزلان وين بيلقى مثلها
موضي: اي والله قمر الله يحفظها وسنعه
مزنه لفت على موضي وغمزت لها بأبتسامه : والعنود في كلام عنها بعد بس باقي الوضع ما تأكد أول ما يصير شي بقول لكم
ضحكت موضي: الله يتمم لها على خير هي بعد والله انها تنحط على الجرح يبرى
لفت موضي على ريم والهنوف وتغيرت ملامحها وبتردد : إلا كنت بقول لكم سمعت كلام كذا فالحارة مدري صحيح ولا لا بس قلت أتأكد منكم أول
عقدت ريم بحواجبها بخوف : عساه خير يا موضي وش سمعتي
موضي : الحين انتو متفقين على شي بخصوص كنان وملاذ؟
فزت ريم : لا أبدا ولا قد تكلمنا عن هالشي! من قال لك؟
هزت الهنوف راسها بإيجاب وعيونها على ريم مستغربه من ردة فعلها : ايه صح ماقد تكلمنا عن هالموضوع
تنهدت موضي : كنت حاسه والله أن الموضوع كذب
ريم بحده : مين قال لك هالكلام
ارتبكت موضي تدري أن ريم والهنوف بينهم مشاكل كثيره مع أم خليل : محد بس سمعت كذا ومو متأكده من مين
ريم : اسألك بالله أن تقولين !
الهنوف لفت على موضي : أم خليل قالت لك صح ولا ؟
موضي : مدري وش اقول لكم والله
مزنه : الله يصلحها هالمره ما تخلي شي ألا تدخل فيه
...
عند البنات كانو متجمعين ومتحمسين بالسوالف وقدامهم كيس الحلويات والعصير
غزلان بخجل حطت البسكوت بفمها : عرسي بيصير الأسبوع الجاي
فزت ملاذ بحماس : أسألك بالله صادقه !
ضحكت العنود : أي والله جانا الشيخ حمد وحددوا موعد العرس والحين مشغولين نجهز الدبش لها وقلنا لأمي تكلم أمك تجينا هالأسبوع تساعدينا
ملاذ قامت تضمها : يا قلبيي عساه زواج العمر " بعدت عنها وعيونها تلمع من الدموع " يا ويلي غزلان عروس
لفت غزلان وهي تدق على كتف العنود وعيونها على ملاذ : وفري دموعك لبعدين ترا حتى العنود جو يطلبونها ، تتوقعين مين جاها ؟
لفت ملاذ بدهشه على العنود : على مييين !؟
غزلان : جت خالتي موضي هي وابوك يطلبونها " ضربت على رأس العنود بخفه" بس هالرخمه تقول بتفكر أول
ملاذ بصدمه: أبوي وعمتي جوكم وانا ماعندي خبر ! افاا زعلوني والله " لفت على العنود " يا حظه سيف والله ترا أخلاقه واصله أطراف الديره لا تفكري واجد
العنود بخجل: الصدق مو سالفة أبي افكر بس كنت خجلانه أقول موافقه عشان كذا قلت افكر الين ربك يفرجها
غزلان : أجل بروح أقول لأبوي أنا دام أنك باقي خايفه تطلع من فمك من السحى
ضحكت ملاذ: اي والله بتسوين فيها خير فرجي عنها كربتها
ضربت العنود راس ملاذ بخفه وهي بقمة خجلها
غزلان: وانتي ملاذ ما بنشوفك في يوم عروس؟
قوست ملاذ بشفايفها: سعيد الحظ باقي ما جاء
العنود بغمزه: ما جاء ولا فبالك أحد
ابتسمت ملاذ: في في ياخي بس
غزلان : افا! بس وش؟
ملاذ بخجل : صديق الطفوله
العنود : اهاا خلاص أضن أني عرفت من تقصد
غزلان أبتسمت : ايه ايه وصلت
..
عند العيال كانو مسويين دائره ويلعبون لعبه وبينهم كنان الي كانت مغصوبه على يمينها فيصل وعلى يسارها أويس وجنبه وليد ومازن وخليل وكانت اللعبه أن واحد فيهم يقوم يشرح مثل شعبي والي يحزره يختار العقاب على الباقيين ، كان ليث واقف وبدأ يأشر بيده ووجهه ومن الحماس بدأ يحرك رجوله
خليل : يا رجال بتشرح زي الناس ولا اقعد
ضحك وليد : أشك والله أنه جايب مثل صدق ولا يسلك لنا
أويس بقمة تركيزه : أصص يا عيال أحس أني عرفت
فيصل : المثل فيها شي قديم؟
هز رأسه ليث بإيجاب وينتظر احد يقولها لأنه تعب ومحد فهم
فزت كنان بحماس لأول مره قدامهم وأشرت بأصبعها على ليث : عادت حليمه لعادتها القديمه صححح؟
استغربو أول مره يسمعون هالنبره منها حتى أويس الي عالأقل كان يشوفها وهي صغيره بس الذكرى الي ماسكه في راسه أنها هي والحجر واحد
صرخ ليث وضرب كفه بكفها بحماس : أيييه كفو عليكك "سحب كفها عشان تقوم" يالله حدد عقاب ونبي عقاب مو صاحي
قامت وعيونها تدور عليهم ورحت عينها على فيصل وأبتسمت: أيه لقيت واحد
وليد : الله يستر وش بيقول
خليل : هذا ما نسمع حسه إلى بالنادر اكيد افكاره نادره نفسه
ضحكت كنان وأشرت عالباب : أبيكم تطلعون تغسلون آسر
أويس عقد حواجبه : يستهبل ذا! ترا بقول لأبوي ياخذه منك زي ما عطاك
كنان : لا والله أنك تخسي بس عمي ما يخسي
ضحك فيصل وقام : قوموا نسوي الي يبي هذا اتفاقنا من أول
مازن معترض : لا لا ما أقبل الدنيا برد يمكن يمرض عليك يا كنان خله بالصيف وأبشر
لف عليه ليث : من متى تصير ديرتنا حاره؟ طول عمرنا والجو براد
عبست كنان : طيب خلاص بغير العقاب وبقوم أعطي كل واحد ضربه على يده
جلس فيصل : يالله بالدور الله يحفظك
...
في مجلس الشيخ رعد كانو الرجال محوطين المجلس وكل مجموعه تتكلم عن موضوع يهمهم والي يضحك والي يشكي
ثنيان : أقول لكم الحرمه ما يكسر راسها وعنادها إلا الثانيه ولا لا تنتظر ألين تتمرد عليك أصفقها من البدايه عشان تعرف حدودها
أبو خليل ياخذ رشفه من فنجاله : أي والله صادق أول ما تفتح فمها ألجمها بوحده فوق راسها
تميم بحده: وش هالحكي يا رجال الحرمه الي تتكلمون عنها أمك وأمي وأختي وأختك وش هالهرج الماصخ
ثنيان بعدم رضى : أقول خل عنك هالكلام وتوهم يبون يخلونهم يروحون المسجد يحفظون القرآن مع الوغدان
أبو خليل : أي والله طالت وشمختت تحفظ بيتها وتخلي عنها الدوج بالشوارع
الشيخ رعد : راحت تحفظ كتاب الله وش الغلط فيه ، هالهرج وقفوه مابيه ينعاد
الشيخ حمد : الله يهديكم ويخلف عليكم ما عندكم هرج غير الحرمه سوت والحرمه طلعت
صد عنهم ثنيان ولف على أبو خليل وكملوا هرجهم الي يسم البدن ولا يحب أحد فالمجلس يخوض فيه إلا هم
...
أويس وهو يقرب السراج عشان الوقت صار حزة مغرب وبدأ يشغله وعيونه عالسراج: أبوي يقول أنه بيشتري سياره من السوق عشان زواج بنت خالي ثنيان
فيصل عدل جلسته : أيه حتى أنا سمعت أمي تتكلم عن الموضوع
ليث : يا سلاام أول سياره تدخل حارتكم وتركبها عروس
وليد : الله يبارك له وعقبالي
لفت كنان عليه : السياره ولا العروس؟
ضحكو وانحرج وليد ما عرف يرقعها، وقفت كنان وسحبت فروتها من الأرض بس سحبه أويس مستغرب : أفا يا ولد على وين
كنان سحبت فروتها : برجع البيت شوف السماء صايره حزة مغرب
خليل مسح راسه : ياليل الدجاجه ما يتحمل يقعد فالليل برا
كنان بحده : شدخلل خلني في حالي
وليد يهدي العيال : خلوه براحته وش بلاكم عليه
وقف فيصل وراها : بجي معك
كنان : وليه جاي معي يا حظي
لف فيصل عالشباب وأشر على كنان : شوفت عينكم هو الي يهاجمني مو أنا !
ضحك أويس على فيصل : شفيك عليه يا ولد خله ذا الوحداني " لف على كنان " وانت يا ويلك تروح يمين او يسار سيييده عالبيت
تأففت كنان وهي طالعه: وين بروح يعني
رفع أويس نبرته عشان تسمعه: الرناا
تجاهلته وركبت خيلها ومشت عالبيت
..
أم خليل بضيق تكلم نفسها : يتجمعون الحريم في بيت ريم وانا لوحدي هنا وزي ما قال المثل " إذا بغيت الجود دق أهله " ووينهم ووين الكرم والجود لعنبو دارهم
قامت وفتحت خيشت الرز وبدأت تنقي فيهم من الطفش
..
نزلت كنان من على خيلها ودخلته السطبل وفتحت الباب بدون ما تدق الباب كالعاده مافيه أحد فالبيت غير أمها ، أنصدمت وتصلبت رجوله أول ما شافت البنات جالسين فالغرفة الي قبالها
كانو البنات يجربون الزينه والكحل حق غزلان الي أخذتهم قبل ما تجيهم لعرسها، أنصدمو البنات أول ما شافو كنان واقفه عند الباب كل وحده قامت تسحب طرحتها تحاول تغطي شعرها مرتاعه من دخلتها الي مافيها لا أحم ولا دستور بس كنان كانت بعالم ثاني ، كانت عيونها على ملاذ والكحل بعيونها والفستان غزلان الي كانت لابسته عشان يشوفونه البنات، ما قدرت ترجع وتقفل الباب، شي خلاها توقف وتعجز تتحرك أو تشيل نظرها عنهم
قامت ريم مرتاعه ودفت كنان بقوه وطلعتها للحوش وقفلت وراها الباب: تعلم تدق الباب قبل ما تدخل، البنات خافو أول ما شافوك!
ما قدرت كنان تنطق بحرف، مشاعر غريبه فقلبها ما عرفت شلون توصلها أو تعبر عنها وأكتفت أنها تسمع تهزيء أمها وعتابها
لفت كنان طالعه السطح بعد ما خلصت أمها كلامها ودخلت البيت عند البنات واتسندت على الجدار وباقي مو فاهمه وش صار لها!
ريم بخجل وهي داخله على البنات الغرفه: اسفه يا بناتي أكيد ارتعتو، هذا ولدي الله يهديه لا تخافون قد راح
وطلعت عنهم ودخلت عند الحريم تعتذر لهم عن الي صار
ضحكت العنود وضربت كتف ملاذ بخفه: الحين عرفت وش الي عجبك فيه
غزلان: ايييه تبي وغدان زرق
ملاذ وبالها مو معهم: شفتو شلون كان يطالع فيني بنات؟؟ ما شال عينه ألين جت عمتي تطلعه
غزلان: اييه شفتت شكله طاح على وجهه ومحد سمى عليه
العنود: حرام عليكم بنات والله واضح باقي مسكين بعد كم سنه نعزز للهبلا ملاذ مو الحين باقي صغير
لفت ملاذ وعقدت حواجبها: هييهه أنتي وياها ترا حتى أنتو مافي فرق بينكم وبين سيف وأيهم !! وسيف أصغر منك بسنه بعد
سكتوا البنات لما أدركو أنهم بنفس الموجه
..
عند كنان ألي أول ما سمعت الحريم طلعو من البيت نزلت بسرعه وركضت داخل البيت وقبالها أمها ألي بدأت ترتب البيت بعد ما طلعو ، قربت منها وشالت الي بيدها ودها تقول شي بقلبها بس خايفه من أمها ، خايفه تصدها وترجع تحس بنفس الشعور الي بالقوه تخطته من فتره
"" فلاش باكك""
كانت ريم تقصر شعر كنان ألين كتفها وتمشطه وعيونها تدمع على الحال الي بنتها فيه
لفت كنان ببرائة طفله عمره ما تجاوز سبع سنين : يمه ليه قصيتي شعري ليهه؟ كان حلو
جلستها ريم بحضنها: كذا أحلا عشان تكون أحلى واحد بين العيال كلهم
ميلت كنان راسها: يمه انا بنت مو ولد أبي اصير أحلا من البنات كلهم مو من العيال "رفعت راس أمها بكفها الصغيره وتبتسم" فهمتي يمه؟
ريم بجديه تحاول تتجاهل مشاعرها : أنت الأن ولد مو بنوته صغيره أنت ولد كبيرر
أنكسر خاطرها وغرقت عيونها: أنااا بنتت بنتت مو ولدد ليه ملاذ عادي وانا لا!
مسكتها أمها وتهزها من كتوفها: الكلام ذا لو أسمعه مره ثانيه بزعل عليك!
....
عند ليث الي قام ينفظ ثوبه ولف على العيال : أنا رايح اتل خلف من أذنه وراجع البيت
خليل يلوح بيده يمثل أنه مكسور : وتتركني لوحدي بينهم
ضربه أويس بخفه على كتفه: وش تقصد يا المخنز والله أني اطلق منه
قام وليد وراه : أنا بعد راجع نشوفكم بكره على خير
قام فيصل يلم العزبه وينظفها ويرتبها: حنا بعد شويات وطالعين الله معك يالعشير
عقد أويس حواجبه : أفا هو العشير وانا وش؟
ضحك فيصل توهق فيه : انت الكل بالكل فكنا منك
كان مازن ملتهي عنهم باله مشغول بشي ثاني
..
قربت كنان وحطت الي بيدها وجلست جنب أمها الي كانت تجهز الماي الدافي لزوجها وتفتك من الحن والزن حقه
كنان بتردد وهي تفرك كفوفها فبعض وعيونها تحارب دموعها : يمه بقول لك شي
ريم وهي ملتهيه بشغلها : قول يا ولدي وش عندك
كنان : ودي أسايرك عرس بنت عمتي مزنه
ريم : اكيد بتروح وش ودك تقول غيره؟
قعدت كنان عالأرض من التوتر ما قدرت تتكلم وهي واقفه: أبي ألبس فستان نفس البنات وسايرك هناك
لفت ريم بدهشه موسعه عيونها : بسوي نفسي ما سمعت الكلام الي قلته
مسكت كنان يدها وغرقت جفونها: يمه تكفيين بس هالمره، خليني أروح معك على أني بنت تكفينن
وخرت يدها بعصبيه : أبعد عني وغير الموضوع ابوك لا يجينا الحين ويسمعك
انفجرت كنان وهربت دموعها على خدها : يمه لو مره قولي لي يا بنتي ، لو مره حسسيني أني بنتك يا يمه " قامت من مكأنها وبعدت عن أمها " أبي ألبس فستان نفس ملاذ! أبي احط كحله وحمره ! أبي اجلس مع البنات واضحك معهم وش فرقي أنا عنهم؟ " مسحت دموعها بعنف تمثل القوه" يمه وربي أني لأخذ آسر وأهرب من هنا وربي ماعد بتشوفين وجهي لا أنتي ولا أبوي !
نزلت ريم لمستوها وكلها خوف من فكرة أن بنتها تبعد عنها : لا لا خلاص لك الي يرضيك وش تبين
فزت كنان على كلمة " وش تبين" ومتلت محاجرها مره ثانيه : أبي أسايرك بس هالمره
قامت من مكانها بقلق وتعض على اظافرها: طيب أسمعي بفكر واشوف تمام؟
عقدت كنان حواجبها : كيف يعني !؟
نزلت ريم مره ثانيه لمستواها : الحين أبوك بيوصل بأي لحظه ولو شافك كذا بيسوي محظر عشان كذا قوم غسل وجهك وانا بفكر شلون أخليك تسايرني العرس
هزت كنان راسها بآيجاب وقامت مع أن في شي بداخلها ينكر كلام أمها وعجزان يصدقه ، طلعت للحوش ودخلت راسها فسطل الماي الي كان بارد مع الجو كانت تحتاج شي يثلج على قلبها ويشيل الثقل الي فيه
...
دخل ليث البيت ووراه خلف وفتح الباب بشويش عشان يتجنب أبوه إذا كان بغرفته
لف ليث على خلف : يا ويلك لو تطول لسانك ادخل غرفتك على طول ولو صار وتكلم او قال شي لا تفتح فمك
دفه خلف ودخل : ليه تحسبني رخمه زيك ؟ برجع عند جدتي لو قال شي
حزت بخاطره الكلمه بس حاول يتجاهله ودخل وراه
طلع أبو ليث وبيده العصا ، كان يراقبهم من سطح البيت وانتظرهم يدخلون ، رفع العصى وضرب ظهر خلف الي كان يحاول يهج
أبو ليث : ألا يا ملاعين الجدف والله أنكم نفس الحمير ما تمشون إلا بالعصا الله لا يبارك فيكم ما لقيت منكم منفعه طول اليوم تدوجون بالشوارع ما القى واحد فيكم جنبي ، كل واحد راز طوله كأنها خشبه
مسك ليث أخوه وقربه منه عشان يحمي أخوه بظهره : يبه أبشر بالي يرضيك ظهري لك بس لا يجي على خلف تكفى يبه
سحبه أبوه من قفاه يحاول يبعده عن خلف بس ما قدر بحكم ضعفه وبدأ يضرب في ظهر ليث ، كانت أم ليث هي بنتها مقفلين الباب على نفسهم بعد ما لقو نصيبهم منه
..
وقف أويس بيطلع وقعد يتمغط بجسمه ولف على خليل الي كان منسدح وحاط غترته على عيونه : ولد قم ، ولا ناوي تنخمد هنا؟
نزل خليل غترته: مافيني قوه والله بنام والفجر بفز عالمزرعه
فيصل : أجل يالله نتوكل
مازن : قم قفل الباب ورانا لا يدخل عليك من وحوش الوادي
طلعو وما مرت نص ساعه ويفز خليل بخوف وقدامه ليث واضح منهد حيله ووراه خلف
خليل : الله يخلعك خلعت قلبي ! وش بلاك أنت واخوك؟
ليث : ما بلاني شي مير ظهري يوجعني
خلف وعينه على خليل : بتنام هنا؟
ليث بحده : أسكت وحط راسك ولا أسمع منك نفس
قام خلف بنفس النبره : أضن أن أبوي ورث وراه من ياخذ طبايعه
رماه خليل بالغتره ويأشر بأصبعه السبابه على فمه: اصص أخوك الكبير ما ترادده
بعد خلف عنهم وراح الزاويه وحظن المخده ونام
..
فتحت ريم الستاره وكانت كنان قاعده تسرّح خيوط الليل
ريم بهمس : امسك هذا فستان قديم من أيام عرسي بس يا ويلك أشوفك تطلعه قدام أبوك أو تخليه بالعلن
نزلت كنان المشط من يدها وفزت عند أمها مو مصدقه أن بين يدينها فستان
كنان برجفه من الحماس: ابشريي بحطه بعيوني
راحت أمها وسكرت الستاره ورجعت غرفتها ، قامت كنان بلهفه ومشاعر متضاربه وبدأت تبدل ملابسها مو قادره تصبر ليوم العرس
قامت تدور وتتمايل قدام مرايتها الصغيره وتحاول تبعد عنها عشان تشوف جسمها كامل ، حضنت نفسها ومندون ما تحس نزلت دموعها مثل البَرَد
كنان : وش يصبرني انا الحين!
قامت بسرعه وبدلت ملابسها ولفت الفستان وحطته داخل مخدتها وحطت راسها عليها : بحطك تحت راسي " تنهدت " ما بسمح لأحد يخرب فرحتي هالمره وضمت مخدتها وما قدرت تنام ليلتها من الفرح
....
عند الشيخ حمد الي كان جالس فالديوان ويشرب فنجاله بعد صلاة الظهر وجنبه ليال تسولف له عن أخر الأخبار الي قالتها لها رحمه
ليال: يبه شوف حل مع أبو ليث والله ما صارت صوت عصاه ألين أخر الشارع
الشيخ حمد: هذا رجال ما يخاف الله لا في نفسه ولا فأهله
ليال: لو تشوف وجه البنت شلون صاير بسببه بتحلف عليها ما ترجع بيتهم
الشيخ حمد: يا بنتي أنا وش أقدر أسوي؟ كلمنا أم ليث إذا ودها نفكها منه بس ما رضت وقالت بتصبر عشان عيالها
هزت ليال راسها بنفي: مو صاحيه والله! أكيد من الضرب صارت تفكر عوج
دخل عليهم مازن بضيق وواضح أنه ما نام الليل ووجهه مشحب، قرب من أبوه وجلس جنبه وأشر على ليال عشان تطلع
ليال بعناد: وش فيك تحرك راسك يمين وشمال
مازن مو طايق الكلام: اطلعي يا ليال بكلم أبوي فموضوع
حس الشيخ حمد أن الموضوع جدي ومو وقت المزح، أبتسم ولف على ليال
الشيخ حمد: قومي يا بنتي زيني لنا قهوه من يدينك الحلوه الي فالدله برد
ليال: أبشر يبه لو تبي عيوني بعد
..
كان الجو براد والشمس متخبيه بين الغيم وكان السيل هاجد له يومين وصافي وعذب والسمك فيه تجري، نزلت كنان وشمرت عن رجلها ونزلت بين الماي، كانوا العيال يسبحون فالماي وينثرون الماي على بعض وضحكهم واصل ألين أخر الوادي
جلس فيصل جنب كنان: ليه قاعد هنا وما نزلت معهم ؟
كنان: ماحب الماي البارد
فيصل: الماي يثلج الصدر أنزل مارح تندم
كنان مصره عالرفض: مرتاح أنا كذا
قام فيصل وسحب غترتها بمزح وركض عند الشباب وينتظر كنان تلحقه، ألتفت أويس بدهشه وعيونه على كنان
أويس: يا عيالل لا يفوتكم كنان نزل غترته
لف وليد وخليل وأيهم وعيونهم على وسعها، ما فهم فيصل ليه الكل منصدم
ضرب كتف أويس بخفه عشان يلتفت له: وش فيه خوفتوني
أويس: ما عمره نزل غترته وإذا أحد نزلها عنه غصب الله يرحمه
أرتبك فيصل ولف وراه وشاف كنان واقفه بيدها الحجر
كنان بحده: رجع غترتييي، لا تحسب بحركتك ذي بلحقك لا والله أنت الي تجيبها لهنا
وصارت ترمي الحجر عليهم، أحتمى أويس بظهر فيصل والباقي هجو أول ما شافو كنان بيدها الحجر
أويس بحده: الله لا ربحك أمزح معه بكل شي إلا غترته
فيصل وهو يحمي نفسه ورا الصخور: وانا وش دراني أنه مهبول
دفه أويس: روح تفاهم معه وربي لو أروح له أنا بدعسك أنت وياه
قام فيصل ومشى بتجاه كنان وهي بدورها أول ما شافته جاي عندها أتبكت وحست بالخوف ونزلت الحجر من يدها وتمثل مقولة يا جبل ما يهزك ريح
قرب منها بعصبيه ومسك يدها ورفعها : تخيل جت براس أحد؟
خافت وحاولت تسحب يدها بس ما قدرت!
رفعت راسها تمثل الثقه : كنت اتعمد ما تجي على أحد فيكم !! بعدين ليه ترفع صوتك علي !
ما كان وده يقسى عليها بس تنرفز من أستهتارها
فيصل بحده: كنت أمزح معك بس أنت قلبتها جد !
صرخت كنان بوجهه: أمزح بكل شي بس لا تسحب غترتييي!
سحبت غترتها من يده وعطته ظهرها وراحت طريق الرنا ، لف فيصل يدور أويس الي كان يشوفهم من بعيد
قرب أويس من فيصل: راضو بعض بأقرب وقت لا أشوفكم داخل البيت وانتو متشاحنين
قلب فيصل عيونه: انا الغلطان ألي فكرت أمزح معه؟
أويس: كلكم غلطانين، لا أشوفك أنت وياه هناك وصل له العلم
رفع فيصل نبرة صوته لأويس الي كان متجه على بيت الشعر: يخسي والله! مو ناقص غير أروح أدهن رجوله عشان يرضى عني
كانت كنان ورا الشجر وتسمع الي صار بين فيصل وأويس
...
عدل الشيخ حمد جلسته ولف على مازن الي كانت عيونه حمرا
الشيخ حمد: سم يا ولدي وش بلاها عيونك كذا
مازن ببرود: رحت مع الشيخ رعد عند أبو فيصل تخطبون العنود؟
هز الشيخ راسه بإيجاب: ايه رحنا
مازن بدأ ينفعل شوي: من زمان وانا أبيها لي يبه! وأخر شي أسمع أنك رحت جاهه مع الشيخ رعد!
عقد حواجبه مستغرب: وش تقول يا ولدي! وليه ما قلت من أول؟ البنت خذاها الولد
مازن بحده: يبه انت تدري أن سيف اصغر منها شلون طاوعتوه!
الشيخ حمد بنفس النبره: الولد راح لهم شاريها ورجال يشهد له مداهيج الرجال والبنت صارت من نصيبه وش باقي نسوي؟
مازن وقف وقال بتهديد: البنت لي راضيين ولا كارهين
الشيخ حمد: أعقب وأجلس
مازن: والله لأذبحه يبه محد بياخذها غيري
طلع مازن من الديوان وناويه نيه قشرى
قام الشيخ حمد مو مهتم لبشته الي طاح عالأرض ولا لعقاله المايل ورايح على ديرة الشيخ رعد
..
وصل الدلَّال وفرش بسطته الحمرا على الأرض وبدأ يصيح بأعلى صوته ويحرج على أغراضه ، تجمعوا البنات والحريم حوله أول ما سمعوا صوته الي صاير مألوف عندهم فالحارة ، قربت كنان منه وهي تحاول ترمي عيونها على البساطه الي قدامه
لف عليها الدَّلال: وش ودك يا ولدي أقلقتني وأنت تدور فوق راسي
عطته نظرات الأستغباء ورجعت جلست جنبه بهمس : يا عم مطلق ودي أهدي أمي كحله عطني أحسن كحله عندك
تبسم العم مطلق " الدلَّال " ودخل يده بين الأغراض وطلع علبة كحل مطحون
العم مطلق وهو يهز بعلبة الكحل يحاول يغريها: هذا أحسن كحل ممكن تشوفه وما بتلقاه إلا عندي
تبسمت كنان وأخذت الكحله ورجعت بعد ما تذكرت شي ثاني: إلا يا عم عندك أشياء كذا تجوز لو في بنت بتروح عرس ؟
العم مطلق: أفا عليككك كل شي عندي، وبدأ يطلع لها وغريها من بين الغراضه، قامت كنان من جنبه وهي ماخذه نص البسطه من الحماس وحطتهم على خيلها وراحت طريق الرنا
...
دق مازن باب البيت وهو صاد عنه ومعطيه ظهره ، فتحت العنود الباب مستغربه من وجود مازن ورا الباب رفعت طرحتها تتلثم فيها
العنود : يا هلا مازن أبوي تميم طالع السوق مو هنا
مازن قرب من الباب وهمس: جيت لك يا العنود مو لعمي
عقدت حواجبها: وش ودك
مازن : أنا شاريك يا العنود " صد عن الباب شوي عشان ما تخاف " تدرين من يوم حنا صغار وأنا ودي أطلبك من عمي تميم
حست برجفه وخوف مو منه لكن من الخبر ألي جابه معه : كلم الرجال وقتها يجيك الجواب
مازن بعد ما خانته عيونه وأهتزت حروفه : تكفين يا العنود لا ترضين بغيري والله اني شاريك ولاني راضي بوحده غيرك والله أن يحرمون علي بنات آدم كلهم إن ما خذيتك
أحمرت العنود من الخجل ولا عرفت وش تقول وعادت كلامها : كلم الرجال يا مازن وإن شاء الله خير
قفلت الباب وقلبها شوي ويطيح بين رجولها وخطواتها صارت ثقيله ، ميلت ملاذ راسها من الباب : من كان عالباب
ارتبكت العنود ونزلت طرحتها وهي داخله : واحد يدور أبوي وقلت له مو موجود
ملاذ: كل ذا يسأل !
تجاهلتها العنود وراحت على الغرفه عشان تكمل شغلها
غزلان بنبره عاليه : أسرعوا خلونا نكمل شغلنا عشان نطلع عالسوق وتساعدوني أكمل أغراضي
...
دخل الشيخ حمد على ديوان الشبخ رعد وأنفاسه تسبق خطواته وأنظاره تدور عالديوان ومحد فيه إلا رجال الديره ، عطاهم ظهره ورجع ديرته لعله يلقى ظالته تحت أستغراب وحيرة الشيخ رعد
..
عند كنان ألي تربعت جنب الرنا وبدأت تحفر تحتها وتحط الكحله وكل الي أشتريهم وبدأت تدفن فيهم تحت الشجره، فزت من مكانه وطاحت على قفاها والتفت مسرعه على صوت أويس الي كان وراها
أويس : وش تحفر عندك كنك جربوع؟
قامت كنان برجفه وهي تنفظ يدها على ملابسها ووقفت فوق الحفره
كنان : ولا شي كنت اتسلى بس
أويس قرب جنبها وجلس
كنان : وش مقعدك !
أويس بنبره جديه ماقد سمعتها كنان من قبل : تتصالح أنت وفيصل وخل عنك حركات الوغدان
جلست كنان فوق حفرتها وكل تفكيرها متى يروح
كنان : ما أختلفنا بس الكل يدري أن..
قاطعها أويس بحده : ايه بس هو ما كان يدري! لا تصير حساس بزياده " لف عليها " بعدين وش كنت تفكر فيه وانت ترمي الحجاره ؟
كنان حست بالخوف من نبرته : كنت أبي أخوفه بس !
أويس : أنا رايح بيت الشعر ، لا أشوف وجهك أنت وهو ألين تعتذر له
كنان : بس هو..
قاطعها بحده : لا تبرر كلكم غلطانين بس أنت تماديت
راح عنها ورجع البيت عشان يروح مع أبوه يجيبون السياره من السوق، أخذت آسر ومشت طريق البيت بعد العتب الي جاها
...

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن