البارت الرابع والثلاثون

1.9K 69 38
                                    

فز من مكانه بسرعه وسحب الشماغ وبدأ يقلبه بين يدينه وكأنه يتفقد عن حاله، ابتسم براحه بعد ما تأكد انه سليم ومافيه أي عيب تمنعه يلبسه، كان هالشماغ يملك ذكرى خاصه وخلى هالشماغ له ميزه كبيره عنده كل ما تعلق بكيان اكثر!
" فلاش باك بارت 57"
مشى طريق الخزان وكان يشوف العيال جايين مع سطول الماي وما لمح كنان من بينهم عصب وتنرفز : هج الوغد يوم قلت له يساعدني؟
لمح كنان ألي كانت واقفه بين الشجر ألي بجنب الطريق وقرب منها : وش تسوي عندك؟ تتهرب كالعاده
تجاهلته كنان وهي تعصر غترتها الغرقانه بالماي ورجعت ربطتها على راسها تفاجئ فيصل من منظرها وشدها تجاهه عشان تواجهه: شلون تغرقت كذا!
رفعت كنان راسها وعطست بقوه وبدأت تكح: العيال كانو يلعبون بالماي وتغرقت هذا الي صار ارتحت؟
عقد فيصل حواجبه : وش فيك تنافخ طيب !
فصخ فيصل شماغه وحطه على كتف كنان فزت كنان ونزلته بسرعه ومدته له: ما احتاجه برجع البيت واغير ملابسي كلها
ضحك فيصل بقوه ودف الشماغ عليها : أي ملابس؟ نسيت أن ملابسك كلها احترقت ؟
صنمت كنان بمكانها لما استوعبت ان كل شي فالبيت احترق حتى ملابسها، تنهدت وسحبت الشماغ وحطته على كتفها بأهمال : أجل بروح البيت ادور شي ألبسه وارجع
هز فيصل راسه بإيجاب وهو يضحك على فهاوة كنان و برائتها ألي استنتج أن سببها عدم احتكاكها بشباب الحاره
رفع فيصل نبرة صوته عشان تسمعه وهي ماشيه : لو تأخرت بجيك أسحبك من شوشتك
كنان بنفس النبره : ايهه يصير خير
لف عالشباب وسحب الكريك ورجع يكمل شغله وكل ما طرت كنان في باله ضحك والكل مستغرب من ضحكته ألي مالها سبب بنظرهم
..
ابتسم وهو يهمس في نفسه: اضن انها كانت ثاني مره اشوف فيها شعرها!!
قطع حبل ذكرياته صوت العنود وهي تنطق بضيق: والله إن ما رجعت كل شي مكانه...
قاطعها فيصل وهو يعدل الشماغ على راسه: بنروح موكب تخيلي!
كانت العنود فرحانه له بحكم انها تعرف حبه لكيان قبل ما يدري من تكون لكن منظر الغرفه قدامها يخليها تمسك نفسها غصب قبل ما تنهيه وتحول اليوم هذا عزا!
تنهدت بقلة حيلة وتقدمت تعدل له طرف شماغه: وتخوفون لكم الرجال ويحلف ما يعطينا بنتهم
رفع فيصل حاجبه ونطق بعدم رضى: فال الله ولا فالك! بالعكس بيدري اننا شاريين بنته وجادين ما نلعب
اكتفت العنود انها تهز راسها بتفهم ، بعد دقايق وبعد اذان المغرب ميل تميم راسه على غرفة فيصل الي كان على جمر متى يطلع من البيت، تنحنح ونطق بعد ما فز له فيصل: قم يا ولدي يالله عالمسجد
زم فيصل شفته وهو يحاول يمسك ابتسامته وطلع ورا ابوه عالمسجد بعد ما اتفق الظهر مع اهل الديره يكونون له جاهه ويمشون سوا من باب المسجد
دخلوا المسجد وسلموا عالجالسين بعد ما ادوا فرضهم التفت تميم على الشيخ حمد والي كان جالس على يمينه: ها مشينا؟
قاام الشيخ حمد من مكانه: ابد امش واحنا وراك
ابتسم تميم وقام وفيصل وراه لازال قادر على السيطره على ابتسامته قدام الرجال، قاموا باقي اهل الديار والي تحمسوا مع الاريحين وشدوا معهم يشهدون الحدث هذا الي يجمع بين اثنين صارت كل الديار تتكلم عنهم "أصحاب وتغيرت الأقدار بعد ما تبين لهم انها بنت"
كانت بعض الهمسات بين الرجال بكلام بذيء يتعمدون يخفضون أصواتهم عشان لا يسمعهم احد من قرايب فيصل واخوياه
التفت واحد من الرجال على الي جنبه ونطق بهمس: كم تعطيني لو طلع كلامي صح!
رفع الي جنبه حاجبه بشك: ليه واثق من نفسك هالكثر! خمسين وكثيره عليك
هز الأول راسه بنفي : تعقب! مصادري موثوقه!
ضحك واحد وراهم بعد ما سمع النقاش الي بيينهم: يا شيخ انا بنفسي مصدر! كلنا كنا نشوفهم يروحون ويرجعون مع بعض قبل لا يدري عن هويتها وش الجديد عندك يعني!
رفع الأول حاجبه بمكر: مسوي غبي؟ من هذا الغبي الي بيتزوج بنت كانت تخاوي الرجال وتمشي معهم إذا ماكان بينهم شي من الاساس!
هز الثالث راسه بعدم اقتناع: مو ضابطه يا رجال! لو انك صادق ما انصدم الولد يوم درا انها بنت!
ضحك الأول بسخريه وعدل وقفته: هذا هو اكبر دليل! راح الحب من بين يدينه ماعد يقدر يأخذ راحته بعد ما راحت عشان كذا مضطر الحين يتزوجها عشان يداري غلطتـ...
قطع كلامه عواد وهو واقف وراه وماسك شعره من قفى راسه وشاده له بقوه ونطق بنبره كافيه تخلي ركب الرجال تضرب فبعضها: أسمعك تسوق هالكلام بين الرايح والجاي عشان انسيك وش تغديت اليوم!
كانوا الرجال الي حوله قد هربوا اول ما شافوا عواد ماسك خويهم بهالشكل والرعب في وجهه
هز الرجال راسه بتفهم وهو يحاول يبعد يد عواد عنه: ما بقول والله ما أقول!!
شد عواد على شعره اكثر ونطق بنبره اكثر جديه: وإذا سمعتك تهبد بهالكلام مره ثانيه وش اسوي فيك؟
اكتفى الرجال بالسكوت وهو يتلوى تحت يد عواد بألم، تنهد عواد ورخى يده شوي وكمل: على من افلمت وكذبت غير هالأثنين؟! والله اني لأنزل فمك ذا اثلاث واعشي فيه الكلاب!
هز راسه بنفي: والله ما كلمت احد!
زفر عواد أنفاسه وفك راسه بحده ونطق بتهديد: امش من قدامي قلع الله هالوجه!
تقدم له ليث بخطوات سريعه بعد ما شاف الحدث قدامه جاهل عن الحديث الي دار بينهم ونطق بأستغرب: وش بينك وبينهم يا رجال اذكر الله!
نطق عواد والغضب باقي متمكن منه: هذول كلاب حلال من محطهم محط!
قوس ليث حاجبه بأستغرب: اذكر الله يا رجال وش قالوا
عبس عواد اول ما تذكر كلامهم ورد بأختصار: يقذفون بنات ورجال الناس!! ودك اسمع واجلس ساكت!!
رفع ليث حاجبه بأستغراب من انفعاله المبالغ فيه بنظره بحكم انه ما يدري عن من تكلموا هالرجال: لا مو غلطان ! " مد يده وهو يسحب عواد من ذراعه عشان يركبون مع الشيخ حمد ومازن السياره" امش يمكن نوصل قبل العريس
زفر عواد أنفاسه وهو يحاول يتناسى الي صار ومشى مع ليث يلحقون على سيارة الشيخ حمد قبل لا يمشي عليهم
...
في بيت الجد صالح الي كان متعمد ما يعطي كيان وامها خبر ان أبو فيصل ناوي يزوره اليوم جاهل عن العدد المهول الي بيجيبه معه، كان الجد صالح يظن ان أبو فيصل بيجيه وحده وإذا مره مره جاب ولده معه لا اكثر!
دخل البيت بعد ما رجع من المسجد والتفت على كيان الي سفطت سجادتها: جهزي دلة قهوه يا بنتي بيمر علي رجال بعد شوي
ما كان يشوف الجد صالح ان في أي اهميه ملحه عشان يعلمها عن هوية الي بيجونه واكتفى انه يوصفهم بالرجال
اعتدلت كيان بوقفتها جاهله عن هوية هالرجال وهزت راسها بتفهم: ابشر يبه بسس واحد الي بييجيك؟
رفع انظاره بتفكير ورد: حطي فنجال زياده او اثنين يمكن يجيب احد معه مدري يا بنتي
ابتسمت كيان وهزت راسها ودخلت المطبخ جاهله عن الموكب الي جايهم بالطريق
بعد دقايق قليله وكيان جالسه جنب دلة القهوه تنتظرها تفور سمعت صوت سيارات بشكل غريب مو مألوف! عقدت حواجبها بغرابه وطلعت لأمها الي كانت واقفه قدام الدريشه تحاول تشوف وش قاعد يصير برا !
قربت منها كيان بهمس: وش صاير!
قوست ريم حواجبها وهي تحاول تشوف شي بس مافي شي واضح بحكم ان السيارات فالجهه الثانيه من البيت، كملت كيان وهي تحاول تشوف مع أمها: ابوي صالح وين!
هزت ريم راسها تجاه الشارع: طلع لهم!
قامت كيان من جنب أمها ودخلت المطبخ بسرعه اول ما تذكرت القهوه الي كانت عالنار! حاوطت فمها بكف يدها اول ما شافت القهوه المكبوبه حولين الدله والنار الي طفت بسببه
مشت بخطوات سريعه تجاهه ورفعت الدله بعد ما كش وجهها من المنظر الي قدامها، نزلت الدله على الرف بأهمال وطلعت من المطبخ تجاه الطابق الثاني عشان تشوف وش صاير برا بعدين تشوف حل لدله بعد ما تشبع فضولها عن الي قاعد يصير برا، بعدت الستاره بخفه عشان محد يشوفها من برا ووسعت عيونها بدهشه اول ما شافت اهل الديار واقفين عند الباب وجدها جنبهم قدام البيت! وسعت عيونها اكثر وهي تشوف فيصل واقف ورا ابوه بكامل كشخته واخوياه وراه والسيارات مصطفه قدام الباب!
ميلت راسها بعدم فهم ناسيه عن الحوار الي دار بين الرجال وخططهم يوم كانوا بالمزرعه بحكم انها مرت أيام وما ضنت انهم بيجون اول ما يرجع جدها من السفر! شكت بالوضع بعد ما شافت فيصل رازز قدام الباب لكن حبت ما تعطي نفسها توقعات اكبر من الواقع
نزلت بسرعه وصادفت أمها الي كانت طالعه الدرج ونطقت بدهشه: الباب مليان رجال يمه!
رفعت ريم حاجبها تبادلها الدهشه: شفتيهم؟ من هم!!
نطقت كيان وهي تحاول تخبي خجلها: عمي تميم ورجال الديار حتى عمي رعد معهم
انتعش وجه ريم بعد ما استوعبت الموضوع وعرفت السبب الي جابهم ونطقت وهي تسحب كيان من كتفها تنزلها من الدرج: روحي زيني القهوه بسرعه ما اضن الي جهزتيه بيكفيهم!
زمت كيان شفتها ووسعت خطواتها تجاه المطبخ تداري القهوه الي انكبت عليها قبل ما تعرف أمها عن الي صار!
بعد دقايق دخل عليها الجد صالح بعد ما دخل الرجال المجلس ونطق بتنهيده وكأنه مو مرتاح: جهزتي القهوه يا بنتي؟
اعتدلت كيان بوقفتها ومدت له الدله والفناجيل: جهزت وحده والحين بجهز لك الباقي!
هز الجد صالح راسه بتفهم وهو يمد يده لها وياخذ دلة القهوه منها والفناجيل: معليه يا بنتي على مهلك حتى انا ماكنت ادري انهم كثير
جلست كيان مكانها بعد ما فقدت السيطره على رجفت رجولها اول ما طلع جدها من جنبها وراح عالمجلس، اخذت نفس وهي تحاول تهدي توترها وفزت من مكانها اول ما دخلت عليها أمها وهي تشمر اكمامها ونطقت بضحك: الرجال من كثرهم نصهم قاعدين برا
رفعت كيان حواجبها بدهشه: وخزياه!
نطقت ريم بسخريه من الموقف الي هم فيه ومدت يدها تشيك على القهوه: المهم لا تبينين لأبوي اننا ندري عن سبب جيتهم
اكتفت كيان بصمت او بأحرى زاد كلام أمها توترها اكثر وكأنها قاعده تذكرها وتركز تركيزها على أمور تحاول تتجاهلها عشان ما يبان توترها قدام الي حولها
في مجلس الرجال دخل عليهم الجد صالح وعلى يساره الدله ويمينه الفناجيل، فز له ايهم واخذ منه الدله والفناجيل ونطق بهمس والابتسامه مرسومه على شفته: خلني اخذها عنك يا عمي وانت تفضل!
بادله الجد صالح الابتسامه وجلس قبال تميم والشيخ رعد ويتوسطهم الشيخ حمد وباقي الرجال محاوطين المحجلس من طرفه إلى طرفه
تنهد الجد صالح واعتدل بجلسته ورفع انظاره للجالسين: اعذروني ما كنت ادري ان مجلسي صغير لهالدرجه!
ابتسم له الشيخ رعد وهز راسه بنفي: ابد والله يا عمي الوساع بالقلوب
هز الجد صالح راسه بتفهم وكمل: الدله الثانيه شوي وتجهز إن شاء الله كنت اضن أبو فيصل الي بيجينا..
قاطعه تميم: اعذرني انا والله ما كنت ادري انهم كلهم جايين معي ولا كنت عطيتك خبر!
اتسعت ابتسامت الجد صالح وهز راسه بنفي: ابد على عيني وراسي البيت بيتكم واحنا اهل ما بيننا هالرسميات صح ولا!
هزوا راسهم بتأييد وكمل كلامه بعد ما اخذ فنجاله من يمين ايهم: سم يا أبو فيصل
كان الجد صالح حاسس بالسبب الي خلاهم يتجمعون عنده بهالشكل لكن عيب تجي من طرفه قبل ما يتكلمون! اعتدل تميم بجلسته ونطق بعد ما نزل فنجاله وقلدوه من كان فالمجلس: والله يا أبو ريم جيناك انا وهالوجوه الطيبه لغايه وطلب وأتمنى ما تردنا خايبين
رفع الجد صالح حاجبه: ايه يا حياك الله سم، طلبك مقضي بعون الله إن قدرنا عليها
توسعت ابتسامة فيصل ورد تميم: تقدر يا أبو ريم تقدر إن شاء الله
هز راسه بتفهم: سم طال عمرك وما بقصر معكم
هز الشيخ حمد راسه بنفي: حشاك من القصور يا أبو ريم الله يسلم وجهك
هز تميم راسه بتأييد وكمل: صحيح جيتك انا وهالوجوه الطيبه نطلب يد بنتكم الكريمه كيان لولدي فيصل على سنة الله ورسوله
بلع الجد صالح ريقه بعد ما حس بجدية الموقف وهز راسه: يا حياك الله يا أبو فيصل وبكل من حضر، والي مثلك ما ينرد له طلب وسيرتكم بالخير من شرق الديار إلى غربها " زم شفته وكمل وانظاره تتوزع على الجالسين" لكن بنتي كيان الكل يدري وش حصل لها! وانا والله ما انقص منكم ولا منها لكن كلكم تدرون وش قصة هالبنية الضعيفه و والله انها قطعه من فؤادي وفراقها يدمي قلبي! بنتي انكسرت من ابوها كسر موحش ولاحد وقف معها بوقت شدتها! شلون اثق واضمن انها بتطلع من بيتي بقلب سالي؟!
رد عليه فيصل بعد ما اعتدل بجلسته والخنقه واضحه على صوته اول ما سمع هالكلام من جدها: والله يا جدي لو تطلبني افرش لها المرعى حرير واحطها فقرة العين ما أقول لا! انا جيت اطلب بنتك على سنة الله ورسوله متقي ربي والي جالسين شهود على كل حرف أقوله! وإن شفت مني قصور" رفع يده واشر على رقبته بجديه" حلال دمي بين يدينك يا جدي سو الي تبي! والله ماني ناوي لعب او مزاح ولا ما كنت جمعت هالخلق كلها يشهدون على كل كلمه اقولها قبالك
كان الكل مندهش من ردة فعل فيصل على كلام الجد صالح واصراره على رأيه وطلبه
سحب الجد صالح أنفاسه بعد ما حس بالطمئنينه بعد كلامه ونطق بعد ثواني صمت: ونعم فيك وفأبوك وكل عشيرتك يا ولدي " هز راسه بتفهم" لكن انت تعرف العرف يقول نشاور البنت
هز فيصل راسه براحه ونطق ابوه: هذا حق وخذ راحتك
هز الجد صالح راسه واعتدل بوقفته وطلع من المجلس بخطوات ثقيله وكأنه يسحب رجوله بعده سحب!، التفت تميم على فيصل وهمس: الله يهديك يا ولدي لو تسكت شوي وخلنا الكبارنتصرف!
رفع فيصل حاجبه ونطق بنفس النبره: يبه ما سمعت وش قال! لو ما تكلمت كنا طلعنا من اول كلمه! المفروض اني اريحه بكم كلمه عالاقل عشان يرتاح لي يبه ويثق فيني!
تنهد تميم والتفت على رعد الي مسك كتفه ونطق بأبتسامه: بالعكس والله رجال! ودك يسمع ويقعد ساكت! إذا ما تكلم المعرس من يتكلم!
هز تميم راسه بتفهم: الله ييسرها من عنده والله ان الغصه واضحه في صوته عشان كذا خفت يقول فيصل شي ويخليه يصمم عالرفض
هز الشيخ حمد راسه بعد رضا: بالعكس العم صالح كبير بس متفهم وبعد ما يشوف شخصية فيصل ما بيتردد، الحين الموضوع بيد البنت
دخل الجد صالح البيت وفتح الباب ووقف قدام باب المطبخ بهدوء وهو يتأمل تحركات بنته ريم وبنتها كيان فهالمطبخ وكل وحده تجهز شي، قربت منه كيان ومدت لها دلتين: يبه قالوا ان نص الرجال باقي فالشارع وما كفاهم المجلس،صدق؟
اكتفى انه يهز راسه بتفهم واخذ من يدها الدلال ما يدري شلون يفتح معها الموضوع، كان التردد ماكل قلبه وهو يشوفها واقفه قدامه، مدت كيان اصبعها وهي تأشر على وحده منهم: هذي يبه ودوها للي فالحوش والثانيه تدخل المجلس
تنهد الجد صالح وجلس على عتبت باب المطبخ مندون ما ينطق بحرف، رفعت ريم حواجبها بقلق وبدأت الأفكار تدور فراسها بشك، وان الي كانت تضنه ما صاار ويمكن كانوا جايين بخبر شين لأبوها! قربت منه بقلق ونطقت بتوتر واضح في صوتها: وش بلاك يبه خير الله يجعله خير!
زفر ابوها أنفاسه ورفع انظاره لهم الثنتين: جانا تميم أبو فيصل واخو طليقك والشيخ حمد وناس ماشاء الله مثل مجرى النمل ومثل ما شفتي نصهم برا واقفين مجلسي ما وسعهم
رفعت ريم حاجبها ونطقت بعدم رضا: افا يبه وش هالكلام! إن ما وسعهم مجلسك يوسعهم قلبك يبه!
تنهد ابوها واعتدلت ريم بوقفتها وكيان واقفه ورها يسمعونه بقلق ينتظرون الخبر الي ممكن ينزل عليهم كالصاعقه بسبب ردة فعله الغريبه، كمل ابوها كلامه: داخلين علي يطلبون يد بنتي كيان لولدهم وما دريت وش أقول وسكتني ولدهم بكلامه
رفعت ريم حاجبها بعد ما استوعبت ان ابوها قاعد يبالغ نوعا ما بشكل غريب ونطقت بأستغراب: طيب وش مزعلك يبه! ما عاش من يسكتك وانا بالوجود!
كانت ريم جاهله ان ابوها قاعد يخبط في مسطلحاته وعاجز يختار كلمات مناسبه عشان يشرح الي صاير داخل بسبب ربكته وتوتره! تنهد صالح ورفع انظاره على كيان: وش ودك يا بنتي؟ حاسه انك جاهزه لالزواج من ولد تميم؟
وسعت كيان عيونها ونطقت وهي تحاول تمثل الثقل: الشور شورك يبه ولا بعد حكيك حكي
نزل صالح انظاره بتفكير بعد ما استوعب ان ماله حق يمتلك هالمشاعر ويخرب على بنت بنته ولد ورجال يشهدون له اهل الديار كلهم بأخلاقه ونطق بضيق: والله يا بنتي من يوم زوجت امك وهي يا دوب مكمله الاربعطعش والندم ينهش في جسمي، كنت مستعجل ومشتط دام طلبها اخو الشيخ، وشلون اتجراء وارفضه! ولا فكرت اسأل عنه واكتفيت انه اخو الشيخ ولا اكلفت على نفسي شوي حتى واشوف هو يدخل المسجد ولا لا من الأساس، خفت عليها من قرايبنا وكل واحد يقطها عنده شوي! ما تحملت اتركها بين يديهم بنت صغيره وزوجتها عشان تطلع من الجحيم الي كانت فيه ودخلتها جحيم اكبر! وحرمني من شوفتها سنينن ومنين حتى فالاعياد اسلم عليها من ورا الستار وكأني غريب!، " بلع ريقه بغصه وكمل"عشان كذا يا بنتي نذرت على نفسي ما اخليك تعشين الغلطه نفسها الي عاشتها امك
بلعت ريم ريقها بتوتر وهي تحاول تهون الموقف على ابوها: افا عليك يبه وش هالحكي! وكل الناس تغلط حتى ابونا ادم غلط ومحد معصوم! الموضوع مر عليه سنين والرجال مات وانا معك وبين يدينك سو فيني الي تبي وأبو فيصل رجال ينشدون عنه اهل الديار كلها وعن ولده وانا اعرف امه وخواته ماشاء الله تبارك الله، الله لا يضرهم، " التفتت على كيان الي كان واضح عليها الخجل ورجعت انظارها لأبوها وكملت" اسأل عن الولد وبرد خاطرك وبعدها إن شاء الله ينكتب كل خير!
زفر صالح أنفاسه وكأنه كان يحبسها في جوفه سنين، ارتاح قلبه وهو يسمع هالحكي من بنته بعد ما قعد الندم ياكل روحه طول هالسنين عاجز يتخطاه، ما صدق ان بنته ترجع له فيوم ويعوضها عن الي جاها وينسيها ماضيها!
قام من مكانه وهو يهز راسه بتفهم وطلع من المطبخ ومد وحده من الدلال لواحد من الرجال الي كانو جالسين جنب باب الحوش وهمس: قهو اخوياك يا ولدي، عيب جيتونا ضيوف ولا قهويناكم
ابتسم له بعد ما اخذ منه الدله ودخل مجلس الرجال ومد الدله الثانيه لأيهم الي كان واقف جنب الباب وكأنه يحتريه بقلق، ابتسم لأيهم ونطق بصوت واضح: قهو الجالسين يا ولدي إن شاء الله طلبكم مقدور عليه بإذن الله
توسعت ابتسامة فيصل اول ما سمع هالكلمتين من الجد صالح وفز له وباس راسه ونطق وهو يحاوط كفوفه ويبوسها: الله يقدرني على هالامانه ولا يخييب ظنك فيني!
ابتسم له الجد صالح وسحب يده من بين كفوفه وطبطب على ظهره بخفه ونطق: بس باقي شي يا ولدي
جلس الجد صالح مكانه وفيصل جنبه وكمل: أسمحوا لي بأسبوع مهله بس وبعدها نتمم الموضوع إن شاء الله ونتفق على باقي الأصول
هزوا الرجال روسهم بتفهم وعدم اعتراض على طلبه بحكم انه حق من حقوقه ووعدهم بكتب الكتاب بعد أسبوع بإذن الله مو منتبهين لفيصل الي كانت ملامح الصدمه ماكله ملامحه، ماكان مستغرب انه فهم من كلام الجد انها وافقت لكن ماكان متوقع بعد كلامها معه اخر مره ممكن توافق عليه! رفع فنجاله بلا شعور واخذ منه رشفه صغيره وهو يحاول يفكر شلون يخلي هالاسبوع يعدي بأسرع وقت
قرب منه مازن وجلس جنبه وهمس: يالله معليه الشكوى لله تأخر زواجي أسبوع زياده
التفت فيصل عليه ونطق بأستغراب: شكلك نسيت انها اختي!
ضيق مازن عيونه ونطق بتأكيد: بنت عمك بالاصح لا تخلط المواضيع!
رفع فيصل حاجبه بعد ما خرب عليه مازن مزاجه بمزحه التافه: انت مهبول فطره ولا متعلم؟ لان وضعك ما يطمن صدق!
ابتسم مازن بسخريه: زين كذا صرت أهون! قبل شوي كان طرف شفتك واصل عند اذونك وقلت اهون عليك شوي
زم فيصل شفته اول ما استوعب وش يقصد ونطق بإنكار: يا حبك للمبالغه!!
عند ريم الي قامت من مكانها اول ما طلع ابوها ونطقت وهي تحاول تتجنب تحط عينها بعين كيان الي كانت واقفه قبالها: انا بدخل اريح شوي ظهري تصلب على الحطب، وإذا خلصتي طفي النار زين قبل لا تدخلين
هزت كيان راسها وطلعت أمها بسرعه مندون ما تترك لها أي مجال تتكلم معها عن أي شي
دخلت ريم غرفتها ووقفت قدام دريشتها تتأمل الشجره الطويله المزروعه ورا البيت بسرحان، زرعت هالشجره بيدها مع أمها قبل لا تموت بأيام ويضطر بعدها ابوها يزوجها لثنيان خوفا عليها من الضياع بين اخوانه وخواته ومحد يهتم فيها زي أمها! كان الجد صالح يحب زوجته ام ريم بشكل مجنون لدرجه خلته يعجز يتزوج أي حرمه من بعد ما ماتت إلى يومه هذا!
رفعت كفها ومسحت دمعتها الدافيه الي انسابت على خدها اول ما تذكرت كلام ابوها والي كانت اول مره تسمعه منه وتعرف السبب الي خلاه يزوجها لالسافل ثنيان! كانت تلوم ابوها دايما جاهله عن السبب الي خلاه يأمن عليها وهو جاهل عن نواياه السوده تجاه بنته ووحيدته
تنهدت بأستسلام وهي تهمس في نفسها: ما عاش يبه من يعيشني ذليله دام اني تحت ظلك " حاوطت وجهها بكفوف يدها تحاول تداري دمعها وكملت" الله يديمك لي ولبنتي سند
كانت كيان فالمطبخ تتصافق من الحياء ما تدري وش تسوي! كانت تتلفت حولها بضياع وهي تتأمل رفوف المطبخ ونطقت بهمس بعد ادراك: يعني الحين اعتبر وافقت!!!؟ الحين جدي راح لهم وقال وافقت!!
بدأت أطرافها تتنافظ بعد ادراكها وراحت لغرفتها ركض بد ما رشت الحطب بقدر الماي وطفته بأهمال قبل لا تشوفها أمها او جدها صالح فهالحال
أما مجلس الرجال تغيرت السوالف وكل واحد جلس جنب خويه والاغلب حول الجد صالح ياخذون منه علم السفره الاخيره وايش سوى فيها، وقف أويس جنب باب المجلس واشر لفيصل الي كان جنبهم يطلع له، رفع فيصل حاجبه بأستغراب أستأذن من الجالسين عشان يمر ويطلع يشوف وش وده
وقف فيصل جنب الباب ونطق: وش تسوي عندك! الر..
قاطعه اويس بعد ما التفت له: الحين انت ناوي تتزوج بنت عمي صدق ولا تحاول تلفت الأنظار لك ولا ودك ت..
قاطعه فيصل بأستغراب: وش تهبد يا رجال اذكر الله!! أنا طالب بنت عمك على سنة الله ورسوله وكل الرجال الي داخل شهود!
اعتدل اويس بوقفته: محد انكرك لكن شمعنى بنت عمي بالذات!! انت اكثر واحد يدري شكثر كانت تجلس معنا و..
تغيرت ملامح فيصل ونطق بدون ما يعطي اويس مجال يكمل كلامه: وش تقصد بكلامك ذا الحين؟ تشك ببنت عمك او في شي فراسك وودك تطحنه الحين؟
بلع اويس ريقه بعد ما حس بجدية فيصل: لا ما اشكك فيها لكن الكل شافها وانت تدري وش يقولون عنها بنات الديار والي حولينا! خلها وبيجيها نصيبها لو من الصين وش حدك ياخي! ولا كنت تدري انها بنت بس ما علمت احد؟!!
قوس فيصل حواجبه بأشمأزاز منه وكأنه شاف منه جانب ماكان يتمنى يشوفه او يعرفه حتى: يعني انت ما تعتبرني الحين نصيبها؟ تفكيرك هذا خله لك وينفعك اما انا أتمنى ما تدخل بقراراتي والزواج رح يتم برضاك او من دون رضاك والكلام تم بين الرجال وانتهى الموضوع! ومالك أي علاقه إن كان عندي فكره انها بنت قبل لا يعرف الكل او لا خلك في نفسك!
هز اويس راسه بتفهم بعد ما حس ان كلامه مارح يفيد وماوده الموضوع يقلب زعل: سو الي يريحك اهـ..
سكت وهو يشوف فيصل سافهه وداخل للمجلس ببين الرجال مو معطي أي اهميه للكلام معه! تنهد بقلة حيلة ودخل وراه ولا كأنه فتح أي موضوع فضولي قبل دقايق
كان اويس يحاول يفهم من فيصل لو كان يعرف انها بنت قبله او هو اول من كان يعرف بحقيقتها! حس اويس بحيره غريبه من إصرار فيصل على كيان مع انه كان متوقع انها ممكن تكون عانس طول حياتها بسبب سمعتها بين أهالي الديار او يرموها عند أي شايب يستر عليها ويقفل الموضوع! كان إصرار فيصل على كيان مسبب له مليون علامة استفهام عاجز يحلها او يعرف سببها! شلون هو الي كان يعرف قبل الكل ما حس بأي مشاعر تجاهها عكس فيصل!
ماكانت كيان بلامح نادره او جمال خارق يخلي الكل يطيح بحبها لكن اكتفى انه يستسلم ويترك الموضوع يمشي دام انه ما يمسه والبنت راضيه!
جلس ايهم جنب وليد بتعب وهو ينزل الدلهه والفناجيل: احس ظهري مفتوح كنه باب! وش جاب هالامه كلها ويوم ملكة مازن ما جاب هالعدد!
ابتسم وليد بسخريه: انت مخبول!! البنت الي عاشت طول حياتها بين أهالي الديار على انها ولد اليوم جايينها خطاب!!
رفع ايهم حواجبه: تصدق اني ما توقعتها من فيصل!! كنت اضن انك بتتزوجها انت!
وسع وليد عيونها وتلفت حوله يتأكد ان محد سمعه ورجع انظاره له ونطق بأستغراب: شمعنى انا!!
اعتدل ايهم بجلسته وكمل بسخريه: محد كان يدافع عنه كثرك ويداريه وما تجلس إلا جنبه ووين ما راح رحت وراه ولا ترضى احد يزعله!!
سرح وليد بفكره وهو يحاول يتذكر تعامله معها وكمل ايهم: حتى يوم دخلت هي وامها المجلس يوم زواج اويس كنت احسبك تدري بس ما علمت احد!
فز وليد من مكانه: استح على وجهك يا رجال والله ما كنت ادري عن الموضوع ودريت عنه يوم انتوا دريتوا! بعدين كانت ظعيفه البنت بيننا واحنا جلاف عشان كذا كنت ارحمها لا اكثر ولا اقل!
مد ايهم يده وسحب وليد من ذراعه يجلسه وهو يهمس بفشله: اصصص كسر الله هالفك اسكت فضحتنا!! " جلس وليد وهو يحاول يخفي توتر من كلام ايهم وكمل" انا أقول لك كنت احسب كنت اضن افهم لا تجلطني!
تنهد وليد ومد يده يضرب ظهر ايهم بخفه: حلال من عطاك على زورك عشان تعرف شلون تفتح موضوع! اكبر منك ترا ما اسمح لك تدعي علي! افرض سمعنا فيصل او أحد من الرجال هنا! والله ان يسمعون فينا القاصي والداني!
قوس ايهم حواجبه: والله محد قاعد يبالغ كثرك لو ما فزيت محد طالع فينا ودرى عن وش نتكلم!
قرب وليد منه ومسك شفايفه وهو ينطق بخوف لحد يسمعه: خلاص اسكت اكستت!
زم ايهم شفايفه وهو يحاول يكتم الضحكه الي جته وهو يشوف ملامح وليد المفجوع جنبه من كلام الناس لا يخرب فرحتهم هذي!
قاموا الرجال من أماكنهم وأبو فيصل متوسطهم، قابل الجد صالح الي قام له وابتسم: كثر الله خيرك ويسعدنا قربكم والله، وإن شاء الله ربي يكتب لهم الي فيه الخير والصلاح
هز الجد صالح راسه بتفهم: الله يحييكم انورتو البيت جزاكم الله خير
______________________
أتمنى لكم قراءة ممتعه💕
أحتمال كبير تكون هذي اخر دفعه وأكمل لكم بعد رمضان بأذن الله وفي حال نزلت بارت بكره مع اني ما اتوقع لكن بيكون واحد فقط وبنفس طول هذا البارت ويمكن اقصر شوي
دمتم في رعاية الله🤍🤍💕

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن