البارت العشرون

2K 61 6
                                    

عند خليل الي وقف عند باب البيت مستغرب من أمه الي كانت قاعده على عتبة الباب، نزل لمستواها وهو رفع حاجبه بأستغراب: وش تسوين هنا يمه ؟
رفعت أم خليل راسها وهي تحاول تبين الكف الي جاها عشان يسألها ، زم خليل شفته بضيق ونطق بجديه: رحتي بيت الشيخ؟
عدلت أم خليل وقفتها وهي تبتسم له: ما طلعت من هناك إلا بعد ما بردت قلبي فيهم
بلع خليل ريقه بخوف غريب: وش سويتي يمه!!
ضحكت بسخريه ونطقت بفخر: سمعتهم الحين بتعيش وتميش بين الناس ، أجل أنا أم خليل تضربني كف!!
غمض خليل عيونه وهو يحاول يتمالك اعصابه وكمل: يمه وش سويتي
دخلت أم خليل البيت وهي تتكلم بحماس: تخيل انهم زوجو الولد لبنت عمه عشان يداري عليها ، أنا بس رحت أسألها وش صار عالبنت وإذا كان توقعهم صح ولا لا قامت ضربتني!! بس ما طلعت إلا بعد ما نويت لهم نيه
زفر خليل وهو يجلس مكانه عاجز يوقف على رجوله من الي قاعد يسمعه ونطق بأنفاس متقطعه: تدرين اني أبي بنتهم ومع كذا رحتي وسويتي هالبلا صح؟
رفعت أم خليل حاجبها: لا يا رجال!!! ألف بنت تتمناك ما وقفت عليها بنت العوبه وقليلين الأصل
رفع خليل راسه ونطق بحده : تدرين انيي أبيها هيي ومن زمان اقول لك عن هالموضوع وتسفهيني!! والحين وش!! صار حلم أبليس بالجنه!!
نطقت أم خليل بقرف متجاهله مشاعره: والله لو ما بقى فهالكون إلا هي وانت بتموت عشان تتزوج ما زوجتك! موت احسن ولا ازوجك بنتهم!! مجرد ما اتخيل انك بتقول للهنوف يا عمه أحس راسي بينفجر وصدري ينكتم!!
عندك بنات أهل الديره كلها أما هي بأحلامك تلقاها
ضحك خليل بسخريه وهو يهز راسه بأيجاب: انتي بقيتي فيها أمل؟ والله يمه وهذا انا حلفت بأسم الي خلقني اني ما اتزوج غيرها!! والله لأحرمك أحفادك زي ما حرمتيني من أمهم!
طلع خليل من البيت وهو قاصد الوادي عاجز يتحمل القعده فالبيت اكثر من كذا ، تدمرت كل خططه لالصلح ، وشلون يواجه أعز أخوياه بعد سوات أمه!!
....
عند فيصل ألي وقف عند باب البيت وهو يسحب طرف طرحة أمه عشان تنتبه له ، عقدت مزنه حواجبها وهي تلتفت عليه ونطقت بحده وهي تبعد يده عنها: وغد بتسحب طرحتي واحنا باقي فالشارع!!
أبتسم فيصل بأحراج وهو يأشر لها بمعنى قربي وبهمس: تعالي يمه
عدلت مزنه وقفتها بقلة صبر: وش عندك!
رفع فيصل راسه وهو يتلفت حوله عشان يتأكد ان خواته دخلوا وكمل بهمس: اسمحيلي أنام فالكوخ يمه
رفعت مزنه حاجبه بأستغراب: وليه تنام هناك وعندك غرفه هنا! وغير عن كذا الماكن له فتره مهجور اكيد يبيله ترتيب وشغل ، متى أخر مره رحتوا له انت وخواتك؟
رفع فيصل حاجبه ونطق بدون تردد وهو الي كان مجهز إجاباته طول الطريق: لا يمه رتبته قبل كم يوم ونظفته والله
تنهدت مزنه بحيره ،التفتوا على تميم الي مشى من جنبهم : خليه ينقلع وين ما يبي ماهو وغد تراكضين وراه طول عمرك
زمت مزنه شفايفها بقلة حيله وهي تشوفه داخل البيت بدون اهتمام، التفتت على فيصل الي كان متشقق من الفرح : بكيفك مالي دخل فيك
قرب فيصل منها وهو يضمها وبهمس: شدعوه تحسسيني مدري وش بسوي بس بنام هناك وارجع الصبح
هزت راسها بتفهم وهي تدعيله وتقفل الباب وراه بعد ما تأكدت أنه قفى عن نظرها
قرب فيصل من الباب الأخضر وهو يفتحه بخفه وهو ينفث الغبار الي طار على وجهه من الباب ، ضرب الباب بخفه عشان ينزل الغبار الي عليه ودخل وقفل الباب وراه ، التفت على الجدار وهو يتأمل الحروف المكتوبه ونطق وهو ينزل شماغه ويفرش مفرشه: هذي وش كانت تهبد بالضبط! لو أعصر مخي عصر مستحيل أطلع كلمه مفيده !!
تنهد وهو يجلس على مفرشه وهو يهوجس في نفسه ، كان محتاج يختلي بنفسه بعيد عن الناس لعله يلقى له مرسى ، ضاق خاطره وهو يتذكر خطواتها بهالغرفه ، شلون بيوم وليله انقلب كل شي ، أبتسم وهو يتأمل الحمامه الي جلست على درشته ونطق بهمس :
هيضتني يا حمام الدوح! .. كنك على الضلع تكوني
ألين قام الخفوق يفوح .. من فوحته هملت عيني
ذكرتني خلي المملوح .. شيء مضى بينه وبيني
الصاكب الي غدا منزوح .. واللي طوى حبه سنيني
زمان يوم الصدر مشروح .. يومه بقربي يسليني
واليوم ماعد فيه مزوح .. أفلت يدينه من أيديني!
ارتجفت شفته وهو يحاول يسيطر على الغصه الي تملكت صدره أول ما تذكر أخر لقى بينهم ! تذكر ملامحها المصدومه وهي طالعه من الأسبطل جاهله أنه ينتظرها برا! شلون تشبثت بذراعه بقوه والي بعثرت كيانه وخلته ضايع في نفسه شلون فلتت يدينها عنه واختفت مره ثانيه! عض شفته السفليه بضيق وهو يتذكر تفاصيلها فهاليوم الي عاجز يوصفه! ليه كان ينكر طول الوقت أنها هي نفسها البنت الي يدور عليها طول هالوقت! ليه ما اقتنع لما حاولوا خواته ينبهونه! شهق من ضيق صدره عاجز يمسك دموعه الحاره الي أنهالت على خده، عاجز يلومها ! عاجز يحط الغلط عليها بعد ما عرف من الي كان ورا البلا كله!!
مسح دمعته بعنف وهو يتلفت حوله يحاول يتجاهل أو عالأقل يشغل نفسه شوي عن الي قاعد يدور في راسه
...
عند ليث الي سحب مفرشه قبال مفرش ظبيه ونطق بجديه: أسمعي والله ما اخليك تنامين ألين نتفاهم!
أرتجفت ظبيه بخوف وهي تسمع نبرته الجديه : على وش!
تربع على مفرشه وهو يقابلها: ليه وافقتي عالزواج؟
نزلت راسها عاجزه تعطيه إجابه ترضيه ، تنهد ليث وكمل: أسمعي يا بنت الناس أنا مابي اظلمك معي وتصيرين دين على رقبتي ! مابي يسألني عليك رب العالمين واتعذب بسببك!
رفعت ظبيه راسها وهي تتلحف بمفرشها: انا مو مغصوبه
رفع ليث حاجبه: ايه زين دامك مو مغصوبه وش فيك! خايفه؟
عضت شفتها السفليه بتردد : لا مو خايفه
عقد حواجبه بحيره: أجل وش فيك يا بنت ! بتقعدين على هالحال ألين يجينا أخوك؟
لفت وجهها عالجدار وبدأت تتكلم وليث يسمع لها باهتمام وهي معطيته ظهرها: إذا ما زوجتك أخوي بيقعد مقيد فيني طول العمر! حتى لو عجزت بيقعد قلقان ومهموم بسببي ، خفت أرفض ويحس بالثقل ومسؤوليه أكثر، وافقت عشان اشيل عنه همه وخوفه علي
رفع ليث كفوفه ويحوط راسه من الصداع الي جاه: طيب وانا وش علاقتي ! تمام ما أختلفنا انتي عندك هدف نبيل وطموح عشان أخوك ، طيب وأنا وش موقعي من الأعراب!
التفتت عليه ظبيه بربكه: حتى انا مابي اظلمك معي بس والله حتى انا ماكنت مستعده اتزوج وكل شي جاء فجأه!
هز ليث رأسه بتفهم وهو يدف راسها: انخمدي عشان من انكتم من الضيقه الي فيني
سحبت ظبيه مفرشها وهي تعطي ليث ظهرها ، تنهد ليث بقلة حيله وهو يتحلطم بداخله وهو الي كان يحسبها مهتمه فيه يوم كانت تنزل له من الجبل ، التفت عليها : تدرين وش يسمونك أهل الديره؟
هزت ظبيه راسها بأيجاب ونطقت بهمس: أيه بنت الجبل
قوس ليث شفايفه وهو يعدل سدحته: اخر مره افتح معك موضوع
ضحكت ظبيه بخفه من ردة فعله وهمست: ترا معرف إلا هالشي ، إذا سمعت شي جديد هناك مابقدر أعرف إلا منك
أبتسم ليث أبتسامه جانبيه وكأنها مدحته! تنهد وهو ينسدح على جنبه الأيمن وهمس: كل شي بيعدي إن شاء الله
أكتفت ظبيه أنه تهز راسها بتفهم مندون ما تلتفت له
....
مرت أشهر ثقيله على شخصياتنا وفي كل يوم يتأملون أفضل ما فيه ، مرت أسابيع على أخر مره تقابل فيه أويس مع خليل بحكم أن كل واحد فيهم انطوى على نفسه بعد الي صار ، كان خليل يتجنب أي مكان يتوقع أنه بيلقى أويس فيه بعد سوات أمه ، مستحي يواجهه!
أما فيصل فكان يتداول على كوخه، اعتزل الناس واصحابه وأكتفى أنه يبادلهم الأبتسامه وقت الفروض ، كانت الصدمه الي بداخله كفيله تبعثر كيانه وتخليه ضايع ،عاجز يتقدم وعاجز يتحرك وكأنه قاعد يغوص وينتظر أحد ينتشله من الكئابه الي دخل فيها ، حس بالخيانه ، حس أنه غبي بس مين يلوم !! مهما فكر واحتار تظل بريئه بنظره ولا لها دخل بالي صار لها طول هالسنين ولا هي الي متعمده تخليه بهالموقف الغبي يوم انها تجلس معها ومع العيال كأنها ولد!
وليث الي يحاول يتأقلم بالمكان الي فيه ، وفكرة أنه صار مرتبط بشخص أخر خلاه يكون حذر ويفتح عيونه على أشياء كان جاهلها بهالعمر! صارت علاقته بعواد أقوى بحكم أنهم صاروا يجلسون بمجلس واحد مع أخته وكأنه هم وانزاح عن قلبه
....
في بيت الشيخ رعد الي كان جالس فالديوان ويقراء كتاب الله بحكم أن هاليوم يوم جمعه وما بقى شي على أخر ساعه فاليوم
التفت على الباب بأستغراب وهو يأشر لأويس الي كان جنبه عشان يفتح الباب ، عدل الشيخ رعد شماغه وهو يشوف الضابط داخل عليه وهو يبادله التحيه
جلس الضابط وهو ينزل يد الشيخ الي كان بأمر أويس يزين القهوه والتمر : أبد يا شيخ الحين بطلع بس جيناك ببشاره
تقدم أويس من عند الباب بحماس وهو يجلس جنبهم ونطق الشيخ رعد: عساه خير بشرنا
عدل الضابط جلسته : لقينا الدواج مدري الدلال المهم هذا معيض وموجود الحين بالقسم
وسع أويس عيونه ونطق : وين لقيته!!
مد الشيخ رعد يده وهو يشد على ركبة أويس وهز راسه لالضابط الي كمل كلامه: كان تعبان في بيته من فتره طويله وسافر الرياض عشان يتعالج ومسكناه وهو راجع بعد ما يأس أنه يلقى له دوا
زم الشيخ رعد شفايفه وهو يهز راسه: لا حول ولا قوه إلا بالله ، طيب وش صار الحين؟
كمل الضابط بعد ما استقام وعدل وقفته: الحين ودنا تجي معنا دام انه انت الي رفعت البلاغ ونحتاجك تسمع شهادته وإذا احتجنا مساعدتك تكون موجود
فز الشيخ رعد وهو يسحب بشته : يالله يا كريم ، ابد أمش وانا وراك
أبتسم الضابط وهو يهز راسه بتفهم وطلع من الديوان، التفت الشيخ رعد على أويس ألي كان ما يقل عنه حماس: قول لأمك أني طلعت وعندي شغل ، انتبه تقول لها اني رحت المركز عشان ما تقلق
هز أويس راسه بتفهم وهو يشوف أبوه طالع من الديوان ، دخل أويس البيت وهو يتلفت حوله وهو يتأمل هدوء البيت
دخل بحزم وهو ينادي بصوت عالي: يا بنات!
طلعت مسك بسرعه من المطبخ ونطقت بخوف: سم
عقد حواجبه : وين امي !
التفت أويس على صوت أمه وهي داخل البيت بعد ما نزلت الملابس من السطح وتنادي ملاذ الي كانت تسرح شعر يقين بالمجلس ، قرب منها أويس بعد ما سمح وجهه : أبوي طلع مشور مدري متى يرجع حبيت اعطيك خبر عشان ما تقلقين
هزت الهنوف راسه بتفهم وهي داخل المجلس عند ملاذ ، التفت أويس على مسك بأستغراب : وش صاير!
هزت مسك راسها بنفي : مدري بس اضن باقي متضايقه من أخر سالفه
رفع أويس حاجبه بعدم تصديق: لنا ثلاثه شهور وذا الموضوع باقي ما تقفل! حتى الناس نسوا وش صار !!
أكتفت مسك أنها تسمع له مندون ما تعطيه أي ردة فعل، ماكانت تحمل أي مشاعر كره لأويس بالرغم من معاملته الجافه لها لكن كانت ممتنه له ولأنه ما تمم كلامه ورجعها بيت اهلها قبل شهرين وتركها تعيش معهم
...
عند ريم ألي التفتت على الباب وهي تشوف كيان داخله من الباب وتجاهلتها ودخلت غرفتها ، وسعت كيان عيونها بدهشه وهي تلحق أمها بسرعه ، دخلت كيان الغرفه وهي تتأمل حركات أمها الي كانت تجاهلها ولا كأنها موجوده
مدت كيان يدها وهي تحاوط ذراع أمها ونطقت: يمهه
سحبت ريم ذراعها من بين يدينها ونطقت بجديه: ابعدي عني انا مو أمك ولا انتي بنتي
رفعت كيان حواجبها تمثل الدهشه : أفاا عليك يمهه!! والتسعه الشهور والحليب ألي رضعته وش صار عليه!
التفتت ريم عليها : اعتبريها شفقه والله يكتب اجري فيهم
أبتسمت كيان وهي ترجع و تضم أمها : راعية واجب من يوم عرفتك يا جعلني فدا
تنهدت ريم بضيق وهي تدفها: يوم يصير لي كلمه عندك وقتها تعالي ضميني
قوست كيان حواجبها بحزن : وش سويت يمه! عشان طلعت مع آسر؟ وش صار!
رفعت ريم حاجبها بدهشه: وش صار!! اتفقنا من أول يوم ما يطلع من الأسطبل صح ولا لا؟ انتي مو كنان! ما تسمعين وش يقولون عنا الناس يوم يشوفونك بالوادي تمشين فيه وتسابقين!
نزلت كيان عيونها وهي تحاول تدور مبرر : شدعوه يمه ترا ما سويت جريمه كله خيل! وانا وش اسوي لهم إذا ما يرضون بناتهم يركبون خيول! اقوم احرم نفسي عشان سواد عيونهم
وسعت ريم حواجبها وهي تضرب راس كيان بخفه: اسكتي يا قليلة الأدب! سوالف الخيل حق العيال بس مو انا ولا أنتي الي نغير هالعادات!
عدلت كيان جلستها: يعني تقنعيني ولا يوم جاك فضول تجربين تركيبه!
رفعت ريم المخده وهي ترميها بوجه كيان : قومي من قدامي وادخلي كملي شغل المطبخ عشان ما افتن فيك عند ابوي! موب عشانه مسافر قمتي تسرحي وتمرحي
فزت كيان من مكانها وهي تدخل المطبخ بسرعه بعد ما سمعت طاري جدها ونطقت بصوت مسموع: أمسحيها في وجهي إن شاء الله تكون أخر مره
تنهدت ريم بقلة حيله ونطقت بهمس: الله يهديك ويصلحك، ما يمشيك إلا طاري أبوي!
...

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن