البارت الخامس

2.3K 67 4
                                    

"عند الرجال "
صفو الرجال يمين ويسار أول ما سمعو الصوت يقول
" هلا لا يالله حيه يا لعبين الدحيه "
بدأت الدحه والكل يردد بصوت عالي وبدأو يدقون فالطيران والدفوف ، طلع فيصل وهو يسحب أيهم  من بين الصفوف ومسك أطراف بشته وهو يدح قدامهم ويشوفه أويس وسحب نفسه ويروح بجنبهم ويدحون قدام الصفوف
صاح خليل وهو يدح من بينهم وهم يرددون وراه
" بسم العظيم وسبحانه والشاعر يبدي قيفانه "
" يالله طلبتك التوبه والمذنب تغفر ذنوبه "
" ولا المنايا مكتوبه والنفس تحاسب راعيها "
"فنجال الصبح بهرته من عقب ليلٍ سهرته "
" والماضي كله ذاكرته وأيامن ماني ناسيها "
والكل قام يدح ويرقص وجو مشتعل وتجمعو الشباب كلهم جنب فيصل وأيهم ألي كان يلوح بسيف أبوه ويدحون بجنبه وهو يلوحون بالبشت يمين ويسار
...
عند البنات ألي كانو بقمة اندهاشهم من الملاك ألي قدامهم
ملاذ : ماشاء الله تبارك الله أضن ديرة عمتي ريم مشهوره بالعيون الزرق
أبتسمت كنان وهي تهزه راسها بنفي : لا لا ...
قاطعتها العنود وهي تضحك : يا زينها المتواضعهه
رحمه : وش تقرب لك خالتي ريم
أرتبكت كنان وحاولت تفكر بشي سريع بس ما قدرت تفتح فهمها وبدأ جسمها ينتفظ خايفه تقول شي وتورط أمها ، حطت ليال كفها على كف كنان وهي تلتفت على رحمه : قالت خالتي ريم أنها بنت جيرانهم وجت تسير عليهم
هزت كنان راسها بإيجابية: أيه كنت جايه أسلم عليها ولزمت علي أحظر  العرس معها
أبتسمت غزلان : يا عمري والله نورتينا بجيتك زورينا دايم
كان في شي يرقص بداخل كنان وكأن سعادتها توها تعلن وجودها داخل جوفها،  أول مره تحس أنها فالمكان ألي تنتمي له كانت تبي تعيش اللحظه بكل تفاصيلها قبل ما ترجع البيت ويرجع كل شي نفس ماكان
دخلت الهنوف : يالله يا بنات قوموا نزف أختكم
قامو البنات وكل وحده بيدها دف وبدأو يزفون غزلان ويقين ألي كانت جالسه على طرف الممر تنثر الورد على غزلان والكل يزغرد ويصفق مشت غزلان ووصلت عن الكوشه وجلست بين دق الدفوف وتصفيق المعازيم والزغاريد نزلت يقين سلة الورد وبدأت ترقص في نص المجلس وهي تلفح بشعرها الطويل يمين ويسار بين أنظار المعازيم ودهشت كنان ألي ما ركزت على جمال الشعر الطويل محد فالعرس كان شعره قصير إلا كنان
وقفت ملاذ وهي تسحب يقين وهي تبتسم بهمس : يكفيي لا يكون ناويه تلفحين لالصبح؟ أجلسي لحد يصرعك بعين
ضحكو البنات على جدية ملاذ وخوفها على أختها من عيون المعازيم وألي ما يطلع منها هالجانب الحريص إلا وقت الجد
كنان : ما شاء الله تبارك الله شعرها يجنن خفت عليها من عيون الناس
ملاذ وهي تهز راسها وقربت من كنان بسبب صوت الدفوف العالي وهمست بأذنها: ايهه في حريم ما يخافون الله ويقين باقي وغد ما تعرف
ابتسمت كنان أول مره تكون بهالقرب من بنت غير أمها ومن زمان نفسها تتقرب من ملاذ لكن بحكم ألي هي فيه كل احلامها وامنياتها تلاشت واكتفت أنها تستمتع في هذي اللحظه قبل ما ترجع البيت
..
رفع وليد الدف وبدأ يضربه بقوه عشان تتجمع الصفوف مره ثانيه وبدأ السامري أول ما نطق خليل :
" لاعبيني يا هواء"
صاحو الشباب معه وهم يكملون البيت بكل طرب 
" والليل سامر "
كمل خليل وكأنه يحكي حاله من زود الطرب
" لاعبيني باللحون السامريه"
ضربو الدفوف بقوه يعلنون فيها الفرحه للعرسان شاشت روس الشباب وبدأ السامري وكان خليل الصوت العذب فالعرس الكل كان يستكن بصوته ينبسط فيه ويفزون أول ما يسمعون صوته
مشى الوقت على أبطالنا والكل كان مبسوط وفرحان وكان الكل متجمع عشان العشاء
وقف فيصل وهو ينفظ ثوبه : اللهم لك الحمد
وقف أويس وهو يلحقه: كثر الله خيرنا وخيرك
ضحك فيصل وهو يعدل شماغه : عساك كنت مبسوط؟
أويس : أقصاها جعلها دايمه الأفراح
فيصل : والله كان خاطري كنان يكون موجود يشوف الأعراس شلون تصير
أويس : مسكين خوف أمه عليه تخطى الحدود،  تخيل ١٨ سنه وهو بين الجدران ما تخليه يطلع بحجة أنه ولدها الوحيد وتخاف عليه
قرب منهم وليد : يا رجال ما تنلام كل بناتها الي قبل ماتو وهم صغار طبيعي تخاف
فيصل : شلون ماتو يارجال كذا بدون سبب؟
أويس : محد يدري يقولون ماتو فجأه والله أعلم
خليل : كنا كل فتره نروح نزوره كذا نرفه عنه ونروح حتى أمه ما كانت تخلينا نقعد معه واجد بس أويس
أبتسم أويس : ولد عمه طبيعي تثق فيني اكثر منكم
رفع خليل يده وضرب راسه أويس ألي وسع عيونه: يا حمارر يدك كلها رز!!
قام خليل ورفع ثوبه ودعسها يهرب من أويس ألي وقف يهدده إذا شافه ينتف شعره
....
كانت كنان تشرح بحماس شلون تركب الخيل وشلون تهتم فيه
ملاذ: بفهم بس شلون وافق أبوك تاخذين خيل وتهتمين فيه وتركبينه!!
رحمه : منجد أنا لو افكر بس جلدني أبوي
عقدت كنان حواجبها بإستغراب : ليه يجلدك! عادي كله خيل وش المشكله
العنود: فديرتنا عيب المره تركب على خيل كذا لحالها وتروح وترجع فيه فهمتي؟ يمكن فديرتكم انتو عادي
ملاذ :صادقه يا حسرتي بس أشوفه من بعيد
كنان : ما كنت أعرف أن البنات عيب يركبون خيل !!
رفعت العنود يدها بدأت تصفق : خلاص خلونا نغير السالفه عشان محد يضيق فينا
قامت ليال وهي تسحب رحمه : قومي خلينا نرقص مع البنات
أبتسمو البنات وبداو يصفقون لرحمه وليال وهم يرقصون وهنا كنان كانت في قمة سعادتها ألي وصفتها بالغريبه لأنها أول مره تحس بهالشعور من السعاده والحماس مع البنات شعور جديد على قلبها الصغير
لفت ريم على كنان وهي بين البنات تضحك وتأشر لها تجيها ، فزت كنان وقامت عند أمها بسرعه: سمي
ريم : تجهزي بنرجع البيت
كنان برفض : لا يمه تكفين باقي بدري تو بدأت اخذ وأعطي معهم!
ريم : بسرعه تجهزي لازم نرجع قبل ما يسبقنا أبوك للبيت وانا قلت لك من قبل لا تحتكي فالبنات واجد
قامت كنان وهي تسحب رجولها بخطوات ثقيله ما ودها ترجع البيت وترجع لحياتها ألي قبل حطت طرحتها على راسها وقربت من ملاذ ألي كانت جالسه جنب العنود : بنات أنا رايحه أشوفكم على خير
قوست ملاذ حواجبها بحزن : لااا تونا بدينا ننبسط
العنود: تو كنا ناويين على سهره مسرع بتروحين
طبطبت على كتفها بخفه: كان ودي اجلس معكم اكثر بس معليه مره ثانيه إن شاء الله
عدلت وقفتها بين أنظار ملاذ والعنود وأبتسمت لهم وطلعت ..
..
قرب فيصل من عند الباب ينتظر أمه تجيه سند ظهره على الجدار وهو يشوف البنات الصغار بيدهم ماي ويكبون عالأرض ويتزحلقون بالطين محد يراقبهم ولا مهتم فيهم الكل مشغول بالعرس مسك وحده من والوغدان : بسرعهه تروحون تجمعون تراب وتجففون الطين قبل ما اتوطى ببطنكم
لفت عليه البنت وهي تحاول تسحب نفسها منه : طيببب بروحح
فيصل : المهم أنا حذرتكم بسرعه الحين قبل ما تطلع العروس
طلعت كنان وهي تتحلطم وتتزحلق مع الطين ألي كان عند الباب مسكها فيصل بسرعه بدون وعي ومن الخوف فزت كنان وطاحت عنها طرحتها ، قامت وهي ترجف وتنفظ ملابسها مو منتبهه للي جالس جنبها ويتأمل كل حركه منها وكأنه ضاع بينه وبين نفسه ومو مدرك ألي قاعد يصير قدامه ، سحبت كنان طرحتها وهي تلف وتشوف فيصل وراها تجمدت أطرافها وكأن أحد كب عليها مويه بارده طاحت عينها بعينه وهي تعدل لثمتها وألي قهرها أنه ما تحرك ولا نزل عيونه! رفعت طرف ملابسها وهي تمشي خطوات سريعه
وجود فيصل وراها زاد خوفها وتملكها وكل خليه في راسها تقول لها أنه عرفها وعرف أنها بنت عشان كذا ما شال عينه عنها مع أن الدنيا ظلمه وكانو على ضو القمر لكن أيقنت أنها أنتهت تماما وكل تعب أمها راح
فيصل ألي كان في عالم ثاني وكأن حياه جديده أنتعشت في قلبه أرتبك وهو يتلفت يمين ويسار أول ما أدرك نظراته لها جاهل عن هويتها وعن الحور ألي كانت قدامه ! كان بينطق ويسمي عليها أول ما طاحت بس ما عطته فرصه وراحت كان وده يدقق في ملامحها لكن الشي الوحيد ألي لفته عيونها مندون أي شعور وقف شعر جسمه أول ما تذكر نظراتها  وفز على صوت أمه وشرق بريقه وهو يكح قربت منه مزنه وهي تضرب على ظهره بخفه
مزنه : أسم الله عليك وش بلاك!
فيصل وهو ياخذ نفس : مافيني شي يمه مافيني شي
مزنه وهي تعطيه ضربه أقوى : خلعتني الله يسامحك ، نسيت وش كنت بقول
فيصل : جهزوا غزلان عشان نزفها الوقت تأخر
مزنه:ذكرتني الله يذكرك بالشهادة خلاص روح جهز السياره
هز راسه بإيجاب وهو رايح يجيب السياره عشان يزفون غزلان وأيهم ألي ماكن بيتهم بعيد مره وكلهم بنفس الديره أخذ طريقه وهو ببحر بأفكاره
..
مسكت ريم كنان من كتفها وهي تسحبها لها وأنفاسها تلاحق بعض : وش فيكك ! هدي شوي تعبت وأنا أحاول الحقك
كنان بربكه: خفت أرجع وأبوي فالبيت عشان كذا كنت أمشي بسرعه
ريم وهي تمسك صدرها تحاول تجمع أنفاسها : أبوك بيروح يزف غزلان معهم بعدها بيرجع البيت
جلست ريم على اقرب صخره عشان تجمع طاقتها شوي وقفت كنان جنبها وعيونها تدور فالمكان بقلق
ريم: وش فيك !
كنان بتوتر : ها! لا مافيني شي بس كنت قلقانه أحد من العيال يشوفني ويعرفني
ريم : لا معليك كلهم عند الرجال محد بيشوفك
عضت طرف شفتها بضيق بعد شوفت فيصل وحست كل فرحتها وقت العرس تلاشت أكثر ولا عاد لها أي حماس أنها تعيد هذي التجربه مره ثانيه ماقدرت كنان تصارح أمها بالي صار مع فيصل واكتفت أنها تسكت وتنتظر أمها ترتاح وتكمل مشي للبيت
....
دخل فيصل البيت بعد ما راحو المعازيم واستقبلته العنود وهي تسحب بشته من على كتوفه وهي مبتسمه : كيف كان يومك؟
هز فيصل راسه بإيجاب وهو يتمغط جلست العنود وهي تسفط البشت: البيت صاير بارد مندونها أمي والبنات ما وقفو بكي أول ما طلعت
فيصل : أي والله صادقه بنشتاق لشقاوتها " لف يمين ويسار " وين أمي وأبوي ؟ نامو؟
العنود : أمي زعلانه وخاطرها مكسور ما طلعت غزلان من البيت إلا ودموعها سابقه خطواتها
تنهد فيصل ثم فز وهو يقرب من العنود ألي فزت بخوف من حركتها السريعه: إلا كنت بسألك بس لا تعصبين
عقدت حواجبها بإستغراب : وش عندك !
فيصل : في بنت جت عرس غزلان اليوم عيونها غير كذا فاتحه؟
العنود : شلون ؟
فيصل وهو يأشر على عيونه : أقصد عيونه غير ، كذا لونها غير نفس عيون بن خالتي ريم؟
العنود : تقصد نفس عيون كنان؟
فيصل وهو يهز راسه : ايهه نفس عيونه كذا ملونه
العنود وهي تبتسم : ليه وين شفتها ؟ لازم أحكي لأبوي عشان يشوف لعيونك حل 
وسع فيصل عيونه بدهشه : والله ما كنت متعمد بالصدفه شفتها وهي طالعه بعدين ما شفت منها إلا عيونها !
العنود وهي ماسكه بطنها من الضحك : شفيك ارتعت امزح معك أدري فعيونك مو زايغه
اخذت نفس بعد الضحك القوي وهي تعدل جلستها : ذي من ديرة خالتي ريم لو تشوفها تطيح الطير من السماء أخلاق وخلق الله يهينهم
بلع ريقه وهو مغرم بالوصف ألي تقوله العنود : من ديرة خالتي ريم؟
العنود : ايه جت تسير عليها واخذتها معها مره وحده
قوس فيصل حواجبه بحزن أول ما أدرك أن مافي فرصه يصادفها بالغلط مره ثانيه ونطق: طيب تعرفتو عليها؟
قامت العنود وهي متعمده تترك فيصل يغوص بين افكاره وحيرته : مدري كنت مشغوله بعروستنا بعدين ليه تسأل عن بنت الناس؟
وسف فيصل عيونه بضيق : روحي عني بالله !
تنهد فيصل وهو يشوف العنود طالعه من الغرفه ويدفن راسه تحت المخده وطيفها ما يفارق تفكيره فز من مكانه أول ما تذكر نظراتها وهي بين يديه وقوس حواجبه بحزن :متأكد أني شفت يدها مجروحه!!
انسدح وهو يتقلب بالفراش وخذ نفس وعيونه على القمر ألي كان واضح من الدريشه تنهد ونطق :
واهنيك ياقمر مرتفع فوق
وتشوف من ودي عيوني تشوفه
فتحت العنود الستاره وهي تأشر بأصبعها على فمها بمعنى أسكت : اششش قصر صوتك أمك وأبوك نيام!
رفع البطانيه على فمه وعيونه على العنود ألي طلعت وسكرت الستاره وراها نزل البطانيه وتنهد بضيق ما يدري شلون يوصل لهالطيف
...
بعد ما دخلت كنان البيت وبدلت ملابسها ورجعت للغتره والثوب والملابس ألي اعتادت تلبسها ، دخلت عليها ريم وهي تجلس جنبها بجديه : سويت ألي أنت تبيه ارتحت؟ لاعد أشوف ألي صار يتكرر مره ثانيه أنت شفت القلق ألي كنا فيه طول اليوم
بلعت كنان ريقها بغضه وهي تحاول تقاوم دموعها: بجلس طول عمري وأنا عايشه على أني كنان الولد ألي ماله حق يعيش حياته نفس ما يبي والشكل الي المفروض يعيشه؟ أنا بنت ومصيري أعيش بنت ليه معيشتني هالعيشه!
قربت ريم وهي تسكر فم كنان بكفها عشان توقفها عن الكلام: يكفي لحد يسمعك! كم مره أقول لك أبوك لو يدري أنك بنت بيذبحك؟
بعدت كنان كف أمها بعنف : وش سويت! ليه بيذبحني؟
ريم : هددني قبل ما احمل فيك لو كنتي بنت بيذبحك ويذبحني معك
كنان: طيب خلاص كبرت ما بيقدر يسوي فيني شي لو عرف ! بعدين بالعقل تبيني اعيش على أني ولد ألين اقفل ال٤٠ سنه!!
ريم : إلا بيسوي واردى بعد ! بيذبحك ويذبحني ولا همه حتى ، تكفى استوعب ألي قاعده اقوله بس اصبري معي شوي ألين امسك عليه زله واقول لالديره كلها انك بنت بس لا تضغطين علي تكفين!!
هزت كنان راسها بنفي وهي مدركه أن هذي الحقيقه ولا هي قادره تهرب من الي قاعده تعيشه ، سحبت البطانيه وغطت راسها بعنف تحاول تخبي ضعفها وحزنها عن أمها ألي طبطبت عليها بخفه وطلعت من الغرفه
...
عند عروستنا غزلان كانت تحوس رايحه وجايه من التوتر والقلق فزت على صوت الباب وجلست على طول وهي تحاول تخفي قلقها وتوترها،  دخل أيهم برزته وبشته وهو منزل راسه من الحيا وجلس جنبها وهو يحاول يكسر الخوف والقلق الي بينهم قرب منها وقبّل راسها بحنيه : اللهم أني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه " أبتسم  وهمس" الله يبارك لنا
حست غزلان برجفه وأحمر وجهها وتجمعت دموعها بعيونها ونطقت بصوت مبحوح: الله يبارك فيك
مسح دموعها بطرف شماغه ورفع راسها بكفوفه وهو يحاول يطمنها ويهديها : لا تبكين والله ما يصير إلا ألي تبينه وما تنامين إلا وخاطرك طيب ومسرور
قرب منها وضمها وهو يحاول يشيل عنها خوفها وقلقها ألي هو ما سلم منه بعد لكن يحاول يكابر عشانها
..
دخل أويس وهو يتمغط ويسحب ملاذ من قفاها وهي ألي كانت جالسه جنب أمها ويجلس مكانها ويحط راسه على كتفها ، وسعت ملاذ عيونها وهي تحاول تسحبه : يا ثقيل الطينهه قوم من مكاني !!
بعدت الهنوف من أويس وهي تعاتبه: اختك الصغيره عيب عليك ! بعدين جاي من الشارع لحضني مثل العنز روح تسبح تصحصح شوي
الشيخ رعد : قم بسرعه كبر الباب وباقي يتمسح ، قم تروش بعد اللعب ألي لعبتوه
عدل أويس جلسته وهو يتنهد : أبشر يبه على هالخشم بس ثواني خلوني أريح ليه قلبتو علي كلكم
ملاذ بحده : ما قلنا لك لا بس وش هالأسلوب يوم أنك تجرني وتقعد مكاني؟
مدت الهنوف يدها وسحبت ملاذ لحضنها وتحط راسها على فخذها اليمين: خلاص يالله نامي هنا صدعتي راسي
فزت يقين وبغيره من أختها وحطت راسها على فخذ أمها اليسار ونامت
ضحكت الهنوف وهي تمسح على راسهم بحنيه وترفع يدها وتمسح ظهر أويس بخفه ويبدلها بأبتسامه خفيفه
لف الشيخ رعد وهو يحاول ما ينزل من هيبته قدامهم : الله يهديكم ويصلحكم
استأذن منهم أويس وراح الديوان يريح وينام بعد الكرف حق اليوم وأول ما حط راسه نام على طول من التعب
....
فز فيصل من نومه على صوت الديك ويقوم مسرع ويسحب شماغه وهو طالع سحبته مزنه وهي ماسكه ثوبه وعقدت حواجبها من تصرفه : وش بلاك يا ولد وين رايح؟ ادخل جهزنا الفطور
لف عليها فيصل وهو يعدل شماغه: نسيت شغله يمه بروح اسويها وارجع
ميلت العنود راسها على فيصل : يا ويلك من أبوي لو درى أنك قمت من الفراش للشارع
فيصل : أنتي أسكتي ومارح يعرف
ضربته مزنه على كتفه بعتب : عيب عليك ! وقدامي بسرعه ادخل
دخل البيت وهو ضايق وعيونه شرار على العنود ألي رفعت كتوفها وقوست شفايفها بمعنى وش دخلني
رفع تميم راسه وقدامه فيصل داخل عليه ويبوس راسه بأحترام ويجلس جنبه : ماعد قلت وين أبوي ولا وش يسوي طول الوقت تدوج مع العيال
فيصل : سامحني يبه انشغلت مع عرس اختي والله " قام يبوس راس أبوه مره ثانيه " أبشر بالي يطيب خاطرك
تميم : قال لي الشيخ حمد أنه بيجينا اليوم العصر " رفع اصبعه السبابه وهو يأشر عالأرض" قبل العصر تكون فالبيت
هز فيصل راسه بإيجاب : أبشر على هالخشم
تميم : رجعتو السياره للشيخ رعد؟
فيصل : لا يبه كان الوقت متأخر مره وكنت ناوي الحين ارجعها
تميم : أيه زين رجعها بعد الفطور على طول يمكن يحتاجها ومستحي يطلبها
فيصل: أبشر
خلص فطوره وراح ديرة الشيخ رعد وصل السياره وسلم عليه وراح طريق الرنا
..
عند الشيخ حمد ألي ماكان وده يطاوع ولده ويعطيه ألي يبيه بس كان خايف عليه يتمادى وما يبي يكسره : ماكان ودي نروح وبنتهم توها اعرست لكن أنا بسوي ألي علي والباقي عليهم إن شفتهم رفضو لا أسمع حسك وإن كان وافقو الله يبارك لك
هز مازن راسه بإيجاب والابتسامه شاقه وجهه وتدخل ليال وبيدها صحن الفطور وتحطه قدامهم وعيونها على مازن : وراك مبتسم كنك المهبول؟
حس مازن على نفسه وبوز بشفايفه وهو يحاول يخفي الأبتسامه : وانتي وش عليك ؟ افطري وانتي ساكته
هزت ليال بكتوفها : مصيرك بتقول لي راضي ولا كاره
قرب الشيخ حمد من الفطور ونطق بجديه : يكفي حكي وكل واحد يمد يده
مدت ليال يدها وهي تحارش مازن بنظراتها وابتسامتها واكتفى مازن أنه يتجاهلها لأن تفكيره مو معها أبد
.....
عند كنان ألي كانت جالسه فوق الرنا " شجرة منجا وذكرتها فالبارت ال٦" تنهدت أول ما تذكرت جمعت البنات وضحكهم وسوالفهم ولا كان ودها هاليوم ينتهي ، فزت بخوف وهي تنزل عيونها على تحت وتشوف فيصل ألي كان يسحب طرف ثوبها متعمد يخوفها: الله يسحب عدوك وش بلاك اليوم من الصبح !
ضحك فيصل وهو يحاول يرقى جنبها : بس مريت وشفتك قلت أسلم عليك
كنان : ما يحتاج كنت ناوي أنزل بعد شوي وأروح بيت الشعر
قرب منها فيصل وسند ظهره بجنبها وتنهد: الحين ليه ما حضرت أمس؟ صادق ليث يوم قال أنك عند خوالك؟
حست كنان بالخوف أول ما تذكرت ألي صار بينهم أمس وقالت بشك: أيه كنت هناك ليه وش صار ؟
فيصل وهو يهز راسه بالنفي: ما صار شي بس فقدناك وقلت يمكن باقي زعلان وقمت ترقعها بخوالك
كنان وهي تحاول تسحب منه كلام: ليه وش صار معك أمس؟ صار شي غريب او شي مو مألوف؟
لف عليها فيصل وهو يطالع فعيونها وأبتسم : لا بس يمكن طحت
وسعت عيونها بأستغراب وعدلت جلستها: شلون ما فهمت!
فيصل : مو قلت لك ما بتزوج إلا لما ألقى ألي تناسبني؟ المهم أني لقيتها بس مدري وينها
ميلت كنان راسها ومو فاهمه شي من ألي يقوله: أثاري راسك ضاربه شي مو قادر ترتب كلامك شلون لقيتها وضاعت!
ضحك فيصل وهو ينزل من الرنا وتلحقه كنان: خلها على ربك بس أسر كياني وملك الحشى
ما فهمت كنان شي ولا قدرت تسحب الكلام ألي كان ودها تسمعه لكن أرتاحت أن فيصل مو معطيها أي ردة فعل أنه عرف هويتها أو شي من هذا القبيل وأكتفت أنها تلحقه بصمت وهو يسولف لها عن عرس الرجال وألي صار فيه وهي تهز راسها بحماس
..
كان الجو في بيت الشعر حار وواضح أن النقاش بينهم كبير لف وليد على العيال وهو يحاول يفرق بينهم : والله أن الموضوع تافه ولا يستاهل
أويس : ياخي من أول نقول ألي يخسر يتحمل ألي يجيه ! ليه يلعب إذا بيقعد يرفض كل شوي!
نثر خليل الورق ألي كانت بيده فالأرض وبنفس النبره : أجل قول شي يدخل العقل!
دخل فيصل مع كنان وهو يصفق بقوه يحاول يلفت الأنتبه وبنبره عاليه : هيه هيه أنت وياه وش صاير بينكم!
وقف خليل وهو يحاول يشرح لفيصل : هالوغد الي قدامك قال يالله نلعب ورق والفايز يحكم عالخاسر وقلنا تم ولما خسرت قال لي روح كل تراب!! هذا شي يدخل العقل
لف أويس راسه عالجهه الثانيه وهو يحاول يتهرب من الموضوع : هو ألي قال نلعب من البدايه مشكلته!
فيصل : مريض انت! وش هالطلب الغبي ! قم قم لأهبدك بالنعال " وانتوا بكرامه "
قرب فيصل وهو يجمع الورق ويخلطهم فبعض : أنا ألي بلعبكم وألي يخسر بحكم عليه أنا
سحب كنان ألي كانت واقفه جنبه وجلسها بجنبهم وبدأ يوزع الورق بينهم
سحب كنان ألي كانت واقفه جنبه وجلسها بجنبهم وبدأ يوزع الورق بينهم : تسحبون من بعض ألين ما يبقى إلا الجوكر وألي يطلع معه الجوكر أنا بتصرف معه
بدأو يسحبون الورق وكل واحد عيونه عالثاني يحاولون يعرفون الجوكر مع مين ، لفت كنان على فيصل وهو يدري أن الجوكر معها : ما ودي ألعب والله خلوني برا الموضوع
ضغط فيصل على كتفها عشان ما تقوم: أقول انثبر مكانك ولا تتحرك خلنا نشوف وش النهايه
تحرك الجوكر وفالنهايه طلع مع خليل ألي مسك راسه بدراما يمثل البكاء ومسك أويس من كتوفه وهو يهزه : والله أنها حوبتك داعي علي شكلك
وقف فيصل وهو يمسك ذراع خليل ويشمر اكمامه : أجل الحين كل واحد يعطيه وحده بالأصبع
قاموا العيال وما عطوا خليل فرصه يتكلم وكل واحد عطاه جلده وهو ألي مسك ذراعه بألم بين ضحكهم : واضح ودكم فيها من زمان وجتكم الفرصه
كملو يضحكون على خليل ألي كان كل شوي يقوم يلحق واحد فيهم عشان يرد له الجلده
جمع أويس الورق وقعد يخلط الورق من جديد عشان يبدأون شوط ثاني : خلوني بس أشوف واحد يرفض العقاب
رفع ليث يده وهو يأشر بمعنى أسكت: اسكت اسكت وزعهم ولا نسمع حسك
أويس : جلدك يحكك؟
بدأ يوزع الورق وكل ما مشى الجوكر عند واحد فيهم ضحكو وينفضح صاحب الجوكر قبل ما تنتهي اللعبه قام خليل وهو يجمع الورق وبحده  : الحين يا ويله الي يضحكك ! ألي عنده الجوكر ينطم
بدأ يوزع الورق مره ثانيه ووقفت الجوكر عند كنان ألي مسكت راسها : تكفون أنا بوجهكم خلوني!
وقف فيصل وسحب كنان وحاوط خصرها برجوله وكتف يدينها : وش ودكم أسوي فيه
كانت كنان تحاول تتحرر من تحته بس كانت قوتها لا تقارن بجسد فيصل : تكفون قلت أنا بوجهكم !
أويس : لو كل واحد فينا قال أنا بوجهكم محد تعاقب
رفع وليد عود الحطب الي كان طافي من أمس وناوله فيصل : أرسم الرنا على وجهه عشان يبطل يروح هناك
بدت كنان تصرخ بس مافي فايده : طيب أرسمو بس تكفى قوم من علي
فيصل: لاا أنا بمسكك وهم يرسمون " لف على العيال ومد لهم العود " كل واحد يرسم شي بس بشويش على وجهه عشان أمه ما تحفر على وجوهنا صدق
قربوا العيال وكل واحد رسم شي واحد رسم على جبهتها وواحد على خدها وهكذا ، وقفت كنان وهي تكح : كان جلدتوني نفس خليل وجهي صاير يحرقني!
ليث : أنت يالعصقول تبي نجلدك؟
ضحك أويس وهو يمثل بيده : هذا لو أجلده نفس الجلده حق خليل أنكسر على طول
فيصل : معليه مره ثانيه نجلدك
وقفت كنان وطلعت من البيت وراحت تدور ماي تغسل فيه وجهها ألي صاير يحكها بشكل هستيري ، وقف وليد ولحقها وقف جنبها ونزل راسه لمستواها : وش تحس؟ صدق تحسس عليك؟
كنان وهي تفرك وجهها بالماي : أضن من الضغط مو من الفحم نفسه
وليد: والله احسبك تمزح لو أدري ما رفعت العود حتى
كنان : ريح خاطرك
قربت كنان من الصبار ألي كان مزروع جنب البيت وبدأت تكسر فيه وتدهن وجهها فيه
تقدم فيصل وهو موسع عيونه على فعلها : وش يسوي هالمهبول! وش فيك ؟
شدها من كتفها بقلق تجاهه : وش ذا ألي بوجهك
كنان : مدري شفت أم محمد تسوي كذا أكثر من مره وقلت أسوي نفسها 
وليد : تحط الصبار بوجهك!
كنان : أيه
كملت كنان تدهن وجهها تحت انظارهم المتعجبه 
...
ضربت الباب بخفه وبيدها الصحن الفطور ، تقدم أيهم وفتح الباب لأمه وهو يقبل راسها : يا هلا بريحة الجنه صباح الخير
أم أيهم : الله يصبحك بالخير ي ولدي
وناولته صحن الفطور وهي تبتسم له : افطروا جعله بالعافيه " ميلت راسها " وين عروستنا أسلم عليها
فزت غزلان بسرعه وتقدمت عند الباب وهي تقبل راس عمتها : هلا عمتي تعالي افطري معنا
أم أيهم : الله يرضالي عليك لا يا بنتي أنا فطرت الحمدلله والحين بروح أكمل الخياطه وراي شغل كثير تدرين العيد قرب
غزلان : الله يعينك يا عمه و أي شي تامريني عليه أنا موجوده أنا وحده من بناتك
سحبت أم أيهم غزلان  لحضنها وهي تطبطب على ظهرها بخفه : الله يحفظك ارتاحي أنتبه باقي عروس وانا متعوده عالشغل ذا
هزت غزلان راسها برفض : لا والله اغير ملابسي واجيك
أبتسمت أم أيهم وهزت راسها وصدت عنهم وراحت غرفتها ؛ قفل أيهم الباب وجلس يفطر : بروح السوق أجيب كم غرض من السوق عشان الغداء ودك بشي اجيبه معي لك؟
هزت غزلان راسها بنفي منحرجه : لا سلامتك أنتبه لنفسك بس
حس أيهم بخجلها وأبتسم : متأكده؟
أكتفت غزلان أنها تهز راسها بخجل وأشرت عالفطور: كل كل عشان ألحق أساعد عمتي
ضحك على ردة فعلها وحركاتها ألي أسرته من لطافتها وخجلها
....
عند كنان ألي تركت العيال في بيت الشعر وراحت مكانها المعتاد لكن هالمره أكتفت أنها تجلس تحت الرنا وما تطلع فوقها وسندت ظهرها على جذعها،  همس فيصل من وراها : وش سالفة هالشجره مافي شجرة منجا فالوادي إلا هذي مين زرعها !
لفت عليه كنان وركزت نظرها عليه ورجعت سندت ظهرها : انا زرعتها
فيصل: تمزح!
كنان : عمرها ١٥ سنه وحطيتها هنا عشان محد يجيها بس انت ملقوف
تنهد وهو يتمغط : شوفت النفس شينه ترا ! " تقدم وجلس جنبها " تعلم تعدل اسلوبك
تجاهلته كنان وكملت تتأمل الوادي ألي كان الأطلاله لالرنا
غمض عيونه وتنهد : طرت في بالي أبيات الحين ودك تسمعاها؟
كنان : ما يهمني
تنهد ونطق :
"ياللي سكنت القلب والدار دارك"
قاطعته كنان وهي كاتمه الضحكه : وش تقول! ما يليق عليكك
عقد فيصل حواجبه : ليه تقاطعني يا وغد! طارت الأبيات الحين مبسوط؟
ضحكت كنان وضربت راسه بخفه متعمده تغيضه: ما يليق لك طول وعرض وتقول القلب ومدري ايش
نزل فيصل يده وقرصها على كتفها ونطق بين تألمها بسبب القرصه: أخر مره أقول عندك شي ، بس ياويلك تقول للعيال شي من ألي قلته
كنان وهي تتألم وتمسح مكان القرصه بكفها : الله يقلع شكلك! من زين ألي قلته عاد
وقف فيصل وهو ينفظ ثوبه ويحاول يغير الموضوع : كيف صار وجهك ؟
وقفت كنان وراه : لا تجيب الطاري كنت ناسيه والحين رجع يحكني
فز فيصل وكنان على صوت الركض وهم يضيقون عيونهم يحاولون يعرفون صاحبه ، وقف ليث وهو يلهث وبالقوة يجمع أنفاسه وهو ساند نفسه عالرنا من التعب
فيصل بقلق ومتوتر : وش فيك وش صار !
تقدمت كنان بجنبهم وأكتفت بالصمت وهي تحت الدهشة والخوف ، جمع أنفاسه ونطق بصوت متقطع : يقولون الوغدان أحترق بيت أبو كنان !
طاحت كنان في مكانها ورجولها عاجزه تشيل جسدها ألي بدأ يرجف بشكل هستري ودموعها ألي لقت طريقها على خدها من دون مقدمات!
نزل فيصل لمستواها وهو يحاول يهديها : صل على رسول الله أذكر الله !
كانت انظارها فالفراغ وعاجزه تفكر بأي شي، لف فيصل على ليث ألي كان واقف وبخوف وحده : وين العيال طيب!
ليث بتأتأه وتوتر : نزلو الحاره يشوفون الوضع وانا جيتكم
رجع فيصل أنظاره على كنان عاجز يتصرف ! نزل يده تحت ذراعها وحاول يرفعها من الأرض وأول ما حست فيه سحبت نفسها وبدت تمسح دموعها بعنف وأخذت نفس قوي وبدأت تركض قاصده بيتها وفيصل وليث ألي لحقوها بدون ما يسألون أو يقولون شي

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن