لبست مسك طرحتها بعجل وهي تحاول تخفي رجفة أطرافها الي تملكتها من اول ما سمعت صوت أويس يناديها، مو خوف منه لكن زاد كرهها اكثر تجاه كل رجل في حياتها! وكأنها تحاول تتمالك ما بقى منها من قوه عشان تقدر ترجع البيت بكامل قواها العقليه
طلعت من الخيمه واتجهت تجاه السياره من دون ما تعطي اويس أي قدر ولا كأنه واقف ينتظرها ! مشى وراها بخطوات سريعه وهو يحاول يلفت انتباهها: بجيب السياره لهنا ليه تمشين!
تجاهلته مسك وهي تحاول تمشي بخطوات أوسع تجاه السياره تتفادى البرد الي ضرب أطرافها اول ما طلعت من الخيمه، تنهد اويس بقلة حيله وهو يحاول يجاري خطواتها وبحذر، وقف مكانه ورفع حاجبه ونطق بأستغراب وهو يشوفها فاتحه باب الغماره الثانيه وتجلس فيها: ليه قاعده ورا تعالي قدام!
نطقت مسك ببرود مندون ما تكلف على نفسها انها تلتفت له حتى: مالك علاقه
نطق اويس وهو يقرب من الباب ويمسكه قبل ما تقفله: أقول انزلي قدام مو حلوه يتكرر الكلام اكثر من مره! انا زوجك مو سواق عندك!
رفعت مسك انظارها البارده عليه وبكل جمود! بردت ملامح اويس بعد ما طاحت عيونه على عيونها! كانت بارده لالدرجه الي تخليه يؤمن بيقين انه الحياه انسحبت منها سحب وماتت مشاعرها! كل ما تمر دقيقه على اويس يكتشف حجم المصيبه الي سواها مندون تفكير!
بلع ريقه بتوتر او ما نطقت وهو يسحب الباب من تحت كفه بقوه: مالك أي علاقه فيني!!
ترك اويس الباب مستسلم تجاه الجماد الي قدامه وكأنها تحررت من كل انسانيتها تجاهه!، حس بندم غريب تجاه الي سواه، حس برغبه ملحه تجاه هالباب عشان يفتحه مره ثانيه بعد ما قفلته ويجرب يعتذر هالمره من كل شرايين قلبه بس كان الخوف مسيطر عليه! مو خوف منها لكن لحظة ضعف اكثر تجاه الشي الي سواه بحقها! هل كلمة اسف كفيله انها ترمم الي صار لقلبها!
زم شفته وهو يحاول يسيطر على ملامحه وركب السياره وحركها مندون ما ينطق بحرف، كان يحاول يحافظ على كبرايائه قدامها لكن فعلته انهت ما بقى منها وخلته عباره عن سافل تتحكم فيه أفكاره قبل ما يتبين عن الحقيقه !
زفر أنفاسه بضيق ونطق بعد دقايق وهو يحاول يكسر الصمت الي بينهم: كيف كان العشا؟
سكت لثواني بعد سؤاله لعله يلقى منها جواب لكن مافي فايده، التفت وراه بحذر ورجع انظاره لطريقه بعد ما ادرك انها باقي صاحيه لكن متعمده تتجاهله!
تنرفز اويس من البرود الي فيها ونطق بضيق: وش فيك! الواحد ما يغلط يعني!!
اعتدلت مسك بجلستها وأخيرا فتحت شفتها: تبرر لننفسك؟ وش لقيت منك انا يوم اتهموني بالغلط وانا بريئه؟
بلع اويس ريقه بتوتر بعد ما سمع صوتها ورد بسرعه خايف ترجع تسكت مره ثانيه: يعني بالله ايش متوقعه من رجال يطلع ويشوف مرته تمشي لتجمع رجال وبيدها ورد! كويس ان الي بيننا كان كلام غيري ما بيفكر وممكن يذبــ...
قاطعته مسك بصوت جامد وكأنها طفشت من تبريره السخيف بنظرها: احس اني مصدعه! وكلامك هذا ما يزيدني إلا مرض!
فهم اويس مقصدها وكمل بدون اهتمام: لا تصيري حساسه بزياده! المفروض تتفهمي لان أي احد غيري كان بيسويه!
سكت اويس اول ما سمع تنهيدتها ونطقت: ممكن تسكت؟!
بلع اويس ريقه بغيض من اسلوبها وهو يحاول يبرر الي سواه : إذا وصلنا البيت نتفاهم
تجاهلت مسك تهديد اويس لها ولا كأنها سمعته حتى! اكتفت من الرجال الي فحياتها وتسلطهم وتبريرهم لأغلاطهم بهالشكل وكأنهم يحاولون يثبتون انهم ما يغلطون عبث وانها كأنثى لازم تتنازل وتتحمل عشان تعيش بهدوء!
بعد دقايق من الصمت وقف اويس السياره قدام باب البيت والتفت يشيك عليها وينبها انهم وصلوا، ما امداه يتحرك إلا وهو يشوفها فاتحه الباب وواقفه قدام الباب تنتظره يفتح البيت لها، تنهد بقلة حيله ونزل من السياره ومشى لها بخطوات بارده متعمد يستفززها بعد حركتها معه فالسياره، كانت مسك بالعه هدوء الدنيا كلها ولا كأنها متهتمه للغايه الي قاعد يحاول يوصل لها!
قرب منها وفتح الباب ونطق بهمس: ما ودك نتفاهـــ..
قاطعته مسك وهي رافعه حاجبها عاجزه تتحمل تسمع نبرة صوته: وش نتفاهم فيه؟ الموضوع انتهى من اول ما دخلت خيمة الحريم فاهم!
رفع اويس حاجبه بعدم فهم: دام انه انتهى وش هالتصرف!
التفتت عليه مسك ببرود وهي واقفه قدام غرفتهم: ما عجبك تصرفتي؟ ودك اشدك من يدك واسحبك فوسط الديار عشان تفهم ليه اتصرف كذا؟
تجمد اويس مكانه بعد ما جددت الندم بداخله واكتفى انه يراقبها بصمت، دخلت مسك الغرفه وسحبت مفرشها لغرفة ملاذ مو مهتمه للنظرات المستغربه عليها، وقف اويس قدام غرفة ملاذ اخته ونطق بعصبيه غريبه: وش هالحركات السخيفه! وش بتقولين لأمي لو شافتك هنا!
نطقت مسك وهي تعدل مفرشها: لو سمحت ممكن تطلع برا! اظن الي بيننا ورق لا اكثر عشان تفكر تفرض سيطرتك علي!!!
غمض اويس عيونه وهو يحاول يمسك اعصابه: مسك خلي عنك حركات الوغدان وارجعي الغرفه!
زفر اويس أنفاسه بنفاذ صبر وهو يشوفها تتجاهل كلامه ولا كأنه قاعد يتكلم معها! دخل الغرفه ومسكها من معصمها بقوه يحاول يرجعها الغرفه غصب وهو ينطق بغيض: امشي قدامي!!
سحبت مسك معصمها من تحت كفه بقوه ونطقت بصوت مخنوق وهي تحاول تمسك دموعها: خلنيي في حالييي!! وش شايفني انت؟؟ عبده عندك ولا جاريه؟ ليه ناذر على نفسك تكسرني فوق كسري!!
تجمد اويس مكانه والتفت لها، كملت مسك وهو تمسح الدمعه الحاره الي هربت على خدها بطرف كمها بسرعه: كنت احسبك عون لي وسند بعد ابوي واخواني! كلامك لي ونظراتك كسرتني مليون مره اكثر من كسر اخواني لي! في كل مره افكر احن عليك واسمح لقلبي يعطيك من زواياه مجال بس ما تعطيه فرصه حتى!
بدأت دموعها الحاره تنهال على خدها عاجزه تسيطر عليهم وكملت: تحسب تصرفك قبل كم ساعه تطبطب عليه كم كلمه؟ انت مستوعب انت وش اتهمتني فيهه؟؟ خلاصص وربي نفسيي طابتتت ماعد ودي منك ولا من احد شي ابي سلامة قلبي بس تكفى!!
بلع اويس ريقه بربكه وهو يشوف دموعها المنسابه على خدها عاجز يقول لها ايي شي! تقدم لها بربكه ونطق بحيره: استهدي بالله وش هالكلام!
رفعت مسك حاجبها : لو سمحت لا تدخل الغرفه! احس أني بطلع كل الي فبطني إذا سمعت صوتك!
رجع اويس بخطواته على ورا بسرعه اول ما سمعت كلماتها ونطق بتردد: وش اسوي عشان ترضين؟!! ـ
زاد بكى مسك وهزت راسها برفض قاطع وهي تسحب مفرشها وتتلحف فيه: دخلت على الله ثم عليك لا تجيني! خلني في حالي!
طلع اويس من الغرفه على طول ووقف وسط الحوش بحيره! رفع يده يحك راسه بعدم استيعاب ما يدري شلون يتصرف! ما توقع ولا واحد بالميه ان الموضوع ممكن يكبر لهالدرجه، ماكان اويس مستوعب كمية الأذى الي كان يجيها منه مندون ما يحس! جلس وسط الحوش ونطق بفكر مشتت: متى سويت لها كل ذا!
حس اويس بضيق في صدره وهو يشوف شلون دمر الي كان بينهم بيده بتصرفه الطايش معها! وش كان بيخسر لو سكت لثواني بس وتركها تعطيه الورد واحسن نيتها تجاهه! ايس كان بيقلل منه لو ابتسم في وجهها لثواني بس اول ما شافها لعلها تلين له قلبها! بدأ يمرر يده على وجهه يحاول يسيطر على اعصابه فهاللحظه
حاوط وجهه بكفوف يده وهمس لنفسه بضيق: وش اسوي بنفسي الحين!
زفر أنفاسه الحاره بكل قوته لعله يطلع شوي من الضيق الي فصدره مع أنفاسه المكتومه في جوفه! سند ظهره على جدار الغرفه وغمض عيونه متجاهل البرد الي لفح اطرافه وبدأ يفقد الإحساس فيها، تنهد بقلة حيله وهو يسمع شهقاتها الخفيفه ممن ورا الجدار عاجز يتصرف ويكفر عن غلطته الي ماكان يحسب لها حساب
فز اويس من مكانه او ما سمع صوت أذان الفجروبدأ يتلفت حوله يحاول يستوعب المكان الي هو فيه! حرك اطرافه بصعوبه بعد ما تجمد من البرد وتنملت اطرافه من الجلسه الي كان عليها
قام من مكانه بصعوبه وميل راسه على جدار البيت يحاول يسمع صوتها بس ماكان لها حس، عرف اويس انها نامت واخيرا واكتفى انه يركب السياره ويرجع لأبوه قبل ما تصحصح مسك وتكتشف انها لوحدها فالبيت
عند الشيخ رعد الي قام من فراشه وفك قربة الماي وبدأ يتوضى ويجهز لصلاة الفجر، جفف اطرافه بطرف شماغه ومسك عود خيزران ودخل على العيال ونطق بتنبيه ويضربهم بخفه بالخيزران الي بيده عشان ما يكلف على نفسه ينزل لهم ويهزهم عشان يقومون
كانوا العيال غرقانين بنومهم مع البرد والجو الهادي، زفر الشيخ رعد بقلة حيله والتفت على الماي بنية انه يرشهم فيها، فز فيصل من مكانه اول ما حس ان خاله ممكن يغدر فيهم ونطق وهو يمثل انه واعي: صبحك الله بالخير يا خالي رعد
ابتسم له الشيخ رعد بتسليك: الله يصبحك بالنور، متى ناويين تصلون يا قليلين الخاتمه؟!
هز فيصل راسه بنفي وقام من مكانه بصعوبه وهو يترنح بنعاس: لا والله انت قل وانا امر
رفع الشيخ رعد حاجبه يحاول يمسك ضحكته والتفت على تميم الي وقف وراه يجفف اطرافه بطرف شماغه: شفت وش يهبد فيه ولدك؟
رفع تميم حاجبه ونطق بحده: يا حيف الرجال قم يالله انت وياه نصلي جماعه! ولك وجه تقول زوجوني!
فز فيصل على صوت ابوه وقام من مكانه بسرعه ومد يده يسحب البطانيه والمفارش من على العيال عشان يصحصحون بس مافي فايده! تعصروا العيال على انفسهم بعد ما حسوا بالبرد عاجزين يقومون من مكانهم!
التفت السيخ رعد على الشيخ حمد ونطق بهمس: تترك لي الموضوع؟
رفع له الشيخ حمد كتوفه بعدم اهتمام: لو ودك تجلدهم بالخيزران الي بيدك ما يقول لا
دخل عليهم عواد وهو يهلل ويستغفر: ما قاموا للحين!
تنهد الشيخ رعد ومد الخيزرانه لعواد: استلمهم عني انا بروح اصلي لي ركعتين قبل الفرض
ابتسم عواد وهز راسه بتفهم ومد يده ياخذها منه: ابشر ولا يهمك انت صل وقلبك بارد
التفت عواد على العيال اول ما قفى عنه الشيخ رعد وقرب منهم والتفت على فيصل ونطق بشماته: ودك تتروش ولا امحطك؟
قام فيصل من مكانه بعد ما كان رجع لفراشه اول ما شاف ابوه مقفي: شدعوه مصحصح! " مد يده يأشر على العيال الي جنبه" عليك فيهم انا قمت
ضحك عواد بسخريه على النفظه الي خلته يقوم من مكانه ركض والتفت على العيال يستلمهم بعد ما سمح له الشيخ رعد يستخدم كل الأساليب المتاحه
رجفت اطراف فيصل اول ما وقفت سيارة اويس جنبه ولفحه البرد مع حركتها، نطق بضيق وهو يحاول يمسح اثار الماي: انعدمت المواقف !! لو فيني حيله ناديت لك عواد يتفاهم معك
نزل اويس من السياره ونطق بأستغراب: شمعنى عواد! الحمدلله لحقت على الجماعه اجل
مدد فيصل جسمه بتعب: ابوك وصى عواد على العيال الله يكون بعونهم
ضحك اويس بسخريه وهز راسه بتفهم: سبحان الي خلاني بعيد عنكم، جهزتوا الأغراض؟
اعتدل فيصل بوقفته : وش تقصد!
قرب منهم مازن بفروته: وش تسوون عندكم خالي رعد ينتطرنا داخل!
رفع فيصل حاجبه: من الي توه يقوم؟ ماله داعي تحط نفسك في موقف بايخ!
اعتدل اويس بوقفته ونطق بجديه: الحين صدق متى بتمشون؟!
رفع مازن حاجبه: ليه مستعجل! من وراك! يمكن يفطرون بعدها نمشي
ميل اويس شفته بعدم رضا وهو يفكر بمسك الي تركها لوحدها فالبيت! اكتفى انه يهز راسه بتفهم ودخل خيمة الرجال، التفت فيصل على مازن بعد ما تجمعوا باقي العيال حولهم: شكله تارك زوجته فالبيت دام انه جاي مشتط وده يرجع!
قرب مازن من فيصل ونطق بشبه همس: تعلم تقضي امورك لوحدك وتعلم منه! ناشب لي حتى في عرسي! يرحم لي والديك خلني في حالي!
ضحك فيصل بسخريه: تكفى كثف الدعاء وان الأمور تتيسر
ابتسم مازن بسخريه: نفس ما تيسرت لي ولا لأويس؟
ضحك فيصل وهو يهز راسه بنفي: اذكر الله وخلنا حبايب مو زين الحقد بين الاصحاب! انت مثل حظك ما شفت!
دخلوا العيال الخيمه وبدأ الشيخ حمد يقيم الصلاه وكبر بعد ما اصطفوا وراه، بعد التسليم التفت أويس على ابوه الي كان جالس على يمينه: متى ماشيين؟
التفت له رعد بشك: جاي لوحدك؟ ما جت بنت عمك معك؟
رفع اويس حاجبه : خليتها تنام فالبيت وجيت اساعدكم بالرجعه! انت قلت لي بتمشون اليوم الفجر عشان كذا شغلت السياره وجيت نفس ما وصيت!
رجع الشيخ رعد انظاره للشيخ حمد: متى نرجع؟
رفع الشيخ حمد كتوفه بعدم اهتمام: الي ودك فيه انا ما فرقت معي، والصراحه احس خلاص اخذنا كفايتنا من امس هالساع واحنا هنا
تنهد رعد والتفت على اويس: قم قول لأمك تقول للحريم يتجهزون وقول للعيال يلمون الأغراض
قام اويس من مكانه مسرع للعيال ونطق بأستعجال وهو ماشي تجاه خيمة الحريم: لموا لموا خلاص ماشيين
رفع ليث حاجبه والتفت لأيهم: صدق ماشيين؟
تثاوب ايهم بتعب وراح على فراشه: مدري عنهم لحد يسألني
وقف اويس قدام خيمة الحريم وصادف ملاذ الي كانت ماره من قدام الباب وهمس: ملاذ، بنت!
التفتت له ملاذ بخوف وتطمنت اول ما شافته واقف قدامها وطلعت له: جيت لوحدك؟؟!
كانت ملاذ تمشي نظرها حول أويس يمكن تشوف مسك بس محد كان حوله، قاطع افكارها وهو يدفها من كتفها: بسرعه لموا الأغراض ماشيين
عارضت ملاذ الفكره فالبدايه بحكم ان أوس ما خلاهم ينامون طول الليل وقالبها عزا عندهم من كثر البكي! لكن استسلمت لأن محد بيوقف بصفها بعد ما قال ابوها كلمته، تجمعوا كلهم وجمعوا الأغراض وابتلشوا بالعدد بحكم ان عددهم ما يكفي فثلاث سيارات!
تنهد الشيخ رعد والتفت على العيال وأشر بيده: انا واويس والشيخ حمد وولده وتميم وولده ناخذ الحريم وانتوا انتظروا ورتبوا الخيام الين يجونكم العيال
هزوا العيال روسهم بتفهم بدون اعتراض وبدأو يتوزعون الباقي فالسياره، قربت ام ليث بعدم فهم وهي شايفه ولدها ما بيركب معها: وانت يا ولدي مع من بتركب!
ابتسم ليث ومسح كتفها بخفه: عشان كذا اخذ الشيخ اويس ومازن وفيصل معهم عشان يرجعون بالسيارات!
فتحت ام ليث فمها بأدراك: اهاا توني استوعب يا ولدي اجل انتبه لنفسك!
قربت منه ظبيه بعد ما بعدت عنه امه ومدت له الفروه ونطقت بخجل واضح: خذه تدفى الين يجونك اخوياك!
رفع ليث حاجبه والتفت على عواد الي كان واقف وراه وابتسم: عواد وراي!
رفعت ظبيه حواجبها بعدم فهم : ايه شفته سلمت عليه قبل شوي!
ميل ليث راسه بعد ما استوعب انها ولأول مره التفتت له واخوها موجود وما تجاهلته نفس كل مره وتروح لأخوها وما تهتم لوجودهّ! توسعت ابتسامته ونطق بأحراج وهو يدف لها الفروه: خذيها معك وتدفى، مع الحركه بحس بالدفا
دفت له ظبيه الفروه بدون اهتمام للي قاله ومشت لسيارة الشيخ حمد، رفع ليث حاجبه بتعجب من حركتها ونطق بدهشه: ولا كأني قلت شي!
ابتسم له عواد وقرب منه وهمس: اشوف اختي نستني وبدأت تتعود على غيابي!
وسع ليث عيونه بربكه: لا شدعوه انت تــ...
قاطعه عواد وهو يضحك بسخريه: منجدك ناوي تبرر! امزح معك يا رجال!
تجمعوا العيال داخل الخيمه وكل واحد مسك زاويه وبدأو يعزلوا ألين يرجعون الثلاثه الباقيين ويتوكلون على الله
بعد دقايق في بيت الشيخ رعد فزت مسك من فراشها بخوف اول ما سمعت أصوات تتكلم في حوش البيت، قامت من فراشها بدون وعي وجسمها كله يرجف من الفزه ووقفت جنب الباب وشافت الشيخ رعد داخل ووراه بناته والهنوف، سحبت مسك أنفاسها وهي تعتدل بوقفتها ونطقت بهمس مسموع لملاذ الي قربت منها داخله الغرفه: جابكم اويس؟
هزت ملاذ راسها بتعب ودخلت تدور مفرشها: فاتتك الجلسه والله، سمرنا وحكتنا كيان عن الي صار معه من البدايه خلتنا نمــ.." سكتت ملاذ وعقدت حواجبها بأستغراب وهي تشوف مفرش مسك فالغرفه! التفتت عليها وكملت" نمتي هنا؟
ابتسمت مسك بربكه: ايه!
التفتت ملاذ تكمل تدور مفرشها وهي تحاول ما تعطي الموضوع اكبر من حجمه، حاولت ملاذ قد ما تقدر ان ما يكون لها دور بالي قاعد يصير بين مسك واخوها وتكون واحد من اطراف المشكله بعد الي فهمته من تصرفات مسك من يوم دخلت بيتهم، حاولت ملاذ قد ما تقدر انها تتصرف بشكل طبيعي ولا كأنها شايفه النغزات الي بينهم ، عرفت ملاذ من اول يوم وصلت فيه مسك هالبيت وعرفت السالفه الي صارت بينها وبين خالتها والسبب الي خلا عمها محمد يزوج بنته بأي طريقه ان الموضوع مارح يكون سهل ابدا على اخوها بحكم انها تعرف طبعه وشخصيته المتحكمه والمتسرعه والطايشه! لكن الموضوع زاد عن حده وتجاهلها للموضوع مو قاعد يعطي نتيجه!
تنهدت ملاذ بعد ما سحبت مفرشها والتفتت لمسك: ليه ما نمتي بغرفتك؟
زمت مسك شفايفها وهي تحاول تمسك دمعتها وجلست جنبها: تكفين خليني انام معك!
رفعت ملاذ حاجبها بربكه: يا بنت الحلال اذكري الله! امي لا تسمعك وتحسب ان بينك وبين اويس شي وما ودك تقولين لها!
هزت مسك راسها بنفي : بقول لك كل شي بس خليني انام هنا!
رفعت ملاذ ذراعها وحكت فروة راسها بحيره وجلست جنب مسك وهمست: والله اني ميته نوم" التفتت على يقين الي انرمت على اقرب زاويه فالغرفه ونامت واشرت عليها وكملت" وهذي الي قدامك اكبر دليل! ولا ودي ادخل بينك انتي واويس واكون شرارت شر بينكم الاثنين!
بلعت مسك ريقه بغصه وهزت راسها بنفي: لا والله ما بقول لأحد اني شكيت لك او انك تدرين عن شي!
كانت هالهزه الخفيفه لراسها كفيله انها تطيح دموعها على خدودها البارده، تنهدت ملاذ وهزت راسها بتفهم : والله اني داريه ان هالزواج ما وراه إلا الشقى! قولي وش صاير!
مسحت مسك دمعتها بطرف كمها واعتدلت بجلستها: انا يا ملاذ للحين ما تم الزواج بيني انا اويس ليومك هذا!
وسعت ملاذ عيونها بدهشه من الي تقوله وقامت من مكانها بسرعه وقفلت الباب ورجعت جلست جنبه ونطقت بعدم استيعاب: تمزحين!
كملت مسك بصوت مخنوق: والله !! ما منعته هو الي رفض وهددني ولا رضى يسمع مني كلمه والحين بعد ما كسرني صار يترجاني أتكلم!!!
رصت ملاذ على اسنانها وهي تحاول تتفهم الي قاعده تسمعه: وش كسرك فيه يا بنت! وكلمتيه!
رفعت مسك حاجبها: كسرني يا ملاذ! كلمته! ويرجع يسألني نفس السؤال فكل مره أحاول انسى!! رفضت أقول له أي شي بعد حركاته وكلامه الي كأنه سكاكين في صدري! وبعد حركته اليوم احس مو قادره اقعد معه بنفس المكان!
وسعت ملاذ عيونها: وش صار اليوم! متى صار ذا كله!!
نزلت مسك راسها ونطقت وهي تحاول تمسك شهقتها بعد ما بدأت دموعها تنزل على خدودها مثل المطر وبدأت تحكي لها الموقف الي صار فالمزرعه، انحرجت ملاذ من تصرف اخوها الهمجي وغطت وجهها تداري الفشله الي هي فيها!
التفتت لمسك: وش ناويه تسوين!
مسك: يشك فيني وانا من يوم طبيت هالديره ما طلعت من هالبيت إلا مرتين!!
تنهدت ملاذ بقلة حيلة ومدت يدها تسحبها من كتوفها وتضمها لصدرها : مدري وش اقدر اسوي عشانك وربي! لو بيدي شي سويته بس وش ترتجين من يد الضعيف!
اكتفت مسك بالصمت وهي تسمع لملاذ الي كملت وكفها على ظهر مسك تمسحه بخفه: ما بمنعك من شي ولا بتدخل بينكم والي ودك فيه سويه، مدري وش بتسوي امي إذا عرفت بالموضوع، بس احس من حقهم ومن حق اهلك يدرون انكم مو متفقين! أو عالاقل ان الزواج بينكم ما تم!
دفنت مسك وجهها فحضن ملاذ عاجزه تعطيها أي اجابه، تنهدت ملاذ بقلة حيله واستلمت للامر الواقع وحقيقة ان مسك قاعده تغوص في كئابتها كل ما قعدت بينهم اكثر إو بالأحرى كل ما كانت مع اخوها فتره أطول! خافت ملاذ لو رفضت طلب مسك ممكن تسوي بنفسها شي ويلقونها جثه بينهم جاهلين عن الضغط النفسي الي مرت فيه!
مرت الأيام بين شخصياتنا ليث وظبيه الي كل ما مر يوم زادت الالفه بينهم اكثر بعد ما تقبلت ظبيه وجود ليث ولاحظت اهتمامه فيها وحبه لها، ومازن الي طاير من مكانه وفيصل مو اقل منه لكن الي مأخرهم رجعت الجد صالح من سفره عشان يتممون الوضع ، وأويس الي كل مال الوضع بينه وبين مسك يصير اسواء بالذات بعد ما صارت مسك تتمشى فالبيت متحجبه وتنام مع ملاذ بغرفتها ورافضه تعطي اويس فرصه يعدل غلطه طابت نفسها واقتنعت وايقنت ان وجودها معه مجرد عذاب لها وله بدون استثناء، بيتعب من الشك وهي بتتعب من تصرفاته تجاه حقوقها معه!
حست الهنوف بتصرفات مسك الغريبه بعد ما شافت أن مسك ماعد صارت تخفي تجنبها لأويس بهالشكل قدام الكل، مدت الهنوف يدها وسحبت مسك من ذراعها ودخلتها الغرفه وهمست: صاير بينك وبين اويس شي يا بنتي؟ قوليلي وانا اوريه شغله! ما ينفع تنامين بغرفة ملاذ وزجك لوحده طول هالفتره!
ابتسمت مسك بأنكسار وهزت راسها بنفي: ما عليك يا عمه مافيني إلا العافيه! إن شاء الله خير
رفعت الهنوف حاجبها بعدم تصديق ومدت يدها تأشر على حجابها: اجل ليه ماشيه فالبيت بجلال الصلاهّ! ولاعاد نمتي بغرفتك!
سحبت مسك ذراعها وقوست حواجبها بضيق: الله يسعدك يا عمه خليني براحتي
قوست الهنوف حواجبها ونطقت بعدم فهم: ولو يا بنتي ذا زوجك والبنت لزوم تصبر على زوجها وتعينه وتعاونه! " سكتت ثواني بعد ما قلبت تعابير مسك المكسوره وكأنها انغصت بكلامها وابتسمت تداري الوضع" انتي ادري بزوجك يا بنتي سوي الي يريحك
طلعت الهنوف من الغرفه بسرعه بعد ما تأكدت ان الموضوع مو بسيط عشان تمشيه بهالكلمتين!
دخل اويس البيت وبيده أكياس الخضار الي جابها من السوق ورفع راسه لمسك الي طلعت من الغرفه بعد ما عدلت طرحتها عنه وقربت منه تأخذ الاكياس من بين كفوفه، سحب اويس الاكياس عنها وهمس: خليك بدخلهم بنفسي
اعتدلت مسك بوقفتها ونطقت ببرود: عادي بدخلهم ما بخسر يد ولا رجل!
هز اويس راسه بتفهم ودخل بالاكياس عالمطبخ: معليه بس ما ودي اتعبك فيهم شوفي لك شغله اسهل من ذي
بلعت مسك ريقها وهي تحاول تمسك مشاعرها وما تخلي هالتصرفات البسيطه منه تأثر فيها وتخليها تتصرف معه ولا كأنه صار بينهم شي، اكتفت انها تطلع من عنده وراحت لملاذ الي كانت تكنس الحوش وترتب الاسطبل، مدت يدها وسبت المكنسه من يد ملاذ: هاتي بكنس عنك ادخلي للمطبخ نظيف بس ترتيب خفيف
فهمت ملاذ ان مسك هاربه من اويس وهزت راسها بتفهم ودخلت البيت بدون مجادله، نزل اويس الخضار بسرعه وطلع من المطبخ يحاول يلحق مسك، صادفته ملاذ قدام الباب : وين رايح؟ وش جبت معك؟
عبس اويس بملامحه ومد يده يحاول يبعد ملاذ من قدامه بس كانت تمثل الغباء وكأنها مو فاهمه شي: ابعدي وراي شغل!!
رفعت ملاذ حاجبها: طيب تعال قل وش جبت بعدها سو الي تبي!
قلب اويس عيونه بضيق وسحبها من كتفها ودخلها البيت بالقوه وطلع للحوش، صادف امه الي كانت داخله وبيدها كم بيضه ونطقت بعتب: الله يهديك يا ولدي وش بينك وبين هالضعيفه؟!
قلب أويس انظاره بضيق: ما فينا إلا العافبه إن شاء الله، اعذريني يمه مضطر اطلع الحين
تنهدت ملاذ بقلة حيله ودخلت المطبخ وهي تهمس لنفسها: سويت الي اقدر عليه وربي شاهد علي
طلع اويس لمسك الي كانت تحاول تتجاهل وجوده لكن عجزت بحكم انه وقف قدامها ومنعها تكمل شغلها: ادخلي برتب عنك لا يصرعك الشمس
عقدت مسك حواجبها من الشمس ورجعت انظارها له: وانت وش عليك؟ وش يهمك إذا مرضت او لا! " مدت المكنسه وهوشت له فيها تحاول تبعده من قدامها" ابعد خلني اكمل شغلي لو سمحت!
تنهد اويس بقلة حيله ونطق بيأس: براحتك، جبت معي توت إذا ودك
كان اويس جايبها لها خصيصا بحكم انه شافها يوم طلعوا السوق سوا مشتهيته لكن عناد فيها رفض يشتريه لها، حب يعلمها انه اشتراه بس ردة فعلها البارده خلته يقتنع ان فكرته هذي مو كافيه عشان تسامحه
اعتدلت مسك بوقفتها اول ما قفى عنها اويس ودخلت البيت بعد ما خلصت شغلها، التفتت لملاذ الي كانت شاقه الابتسامه وهي شايله كيس التوت بين كفوفها ونطقت بفرحه واضحه: شوفيي!! باقي مطولين على موسمها شلون لقاها!
ابتسمت مسك مجامله لملاذ: كليه يا روحي عليك بالعافيه، او خليه الين يجون كلهم وقدميه للكل، يمكن يقين بتفرح فيهم
هزت ملاذ راسها بتأييد لفكرتها: صادقه بتستانس عليها يقين بعد ما تخلص لعب
.....
عند فيصل الي كان مقوم الدنيا ولا قعدها اول ما سمع ان الجد صالح وصل البيت الفجر، مسك تميم راسه يحاول يسيطر على الصداع الي جاه من وله والتفت على مزنه وهمس: ابلشنا في عيشتنا! كل ما قلت اسم الله عليه كبر واتشتد يسوي شــ..
قاطعته مزنه بعدم رضى: اسم الله عليه شدعوه! الولد فرحان وخذها مني اول ما تعقدون له بيركز ويرجع زي قبل صدقني!
تنهد بقلة حيله: المهم انا قابلت صالح فالمسجد وقت صلاة الظهر وقلت له اننا رايحين له بعد المغرب إن شاء الله
ابتسمت العنود وهي تمد فنجال القهوه له: وانا اقولل وش بلاه مشتط وكل شوي مجرب شي ولا عجبه العجب!
بادلتها مزنه الابتسامه: روحي له شوفي وش وده وساعديه
قامت العنود من مكانها ووقفت قدام غرفته ونطقت بأستفزاز: ما يتاهل ترا من ذا الي بيكشخ عشان يقابل اعز اخوياه
التفت لها فيصل ونزل البشت من يده : الحين وش أقول قدام جدها!
مسكت العنود ضحكتها: ما اذكر اني قد رحت وخطبت لي بنت حلال!
رفع فيصل البشت ورماه على وجهها بضيق: إذا جايه تقطين كم كلمه خليك جنب امي ازين لك
ضحكت العنود ورجعت له البشت ونطقت قبل لا تروح: خلك عاقل، البنت تحب تتزوج واحد عاقل وتبان فيه المرجله
تنهد فيصل وسند ظهره على جدار الغرفه اول ما قفت عنه العنود وجلس يتأمل الحوسه الي قدامه، ماكانت أشياء غريبه او ستايلات مختلفه! كانت الاشمغه بأشكالها والوانها قدامه لكن شده الشماغ الي كان معلقه على جدار الغرفه، فز من مكانه بسرعه وسحب الشماغ وبدأ يقلبه بين يدينه وكأنه يتفقد عن حاله، ابتسم براحه بعد ما تأكد انه سليم ومافيه أي عيب تمنعه يلبسه، كان هالشماغ يملك ذكرى خاصه....
أنت تقرأ
" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"
Romance⭕ مختومه في طور التعديل⭕ في حقبه زمنيه قديمه وفي شمال السعودية عام ١٩٧٠ إلى عام ۱۹۸۹ تحديداً، وقت البساطه والتواضع والروح الخفيفه، الوقت الي كان الراديو انيسهم والفانوس نورهم في لياليهم وخيولهم وحميرهم هي وسائل تنقلهم تجمع بين أب ظالم وهمجي يتكلم...