البارت الثاني والعشرون

1.7K 56 2
                                    

كمل فيصل طريقه لكن انتفض جسمه ووقف مكانه أول ما لمح ألي قدامه! معقوله ألي قاعد يشوفه صدق !!بدأت انفاسه تتسارع ودقات قلبه كفيله أنها تحسسه بشعور قريب للكتمه! حس بتقلص بمعدته وغثيان عاجز يفسره!بلع ريقه بأرتباك وهو يضيق عيونه لعله يركز أكثر وما يطلع ألي في باله صحيح!
كانت كيان على خيلها آسر فالوادي جاهله بالشخص الي واقف على طرف الوادي يتأملها بدهشه! تنهدت بضيق ونزلت راسها على رقبة آسر ونطقت بهمس: شكله انجن ! معقوله كرهه لي وصله لهالدرجه! يضرب نفسه بكل جنون وبدون سيطره ! لهالدرجه كرهه لي خلاه ينجن كذا!
صهل آسر وهز راسه بخفه عشان ترفع كيان راسها، أبتسمت بين دموعها ألي أنزلت منها مندون ما تحس وكملت : زين زين قمنا!
كان فيصل يتأملها من بعيد يحاول يستوعب ألي قاعد يشوفه! تمنى لو أنه طلع من البيت من قبل لعله شافها صدفه! أبتسم ورفع راسه لالسماء يحاول يمنع دموعه تنزل على خده ونطق بسخريه: عشان قررت اتخطاك طلعتي لي من العدم!
نزل راسه ووسع عيونه بدهشه وبدأ يتلفت حوله بعد ما استوعب أن كيان راحت مندون ما يركز!
تنهد بضيق وعدل جلسته بطرف الوادي وبدأ يلعب بالعود ويرسم بشكل عشوائي عالأرض وبلا هدف وكأنه يلهي قلبه عنها !
....
طلعت ريم من المطبخ وبيدها صحن الفواكه ، قربت من أبوها وجلست جنبه وحطت الصحن قدامه ونطقت بضيق: يبه ليه سويت كذا! اتفقنا ما يطلع من الأسطبل !
هز الجد صالح راسه بأيجاب ومد يده ياخذ عنقود عنب وكملت ريم: وش بيقولون عنها بنات الحاره يبه؟ محد برضى يتزوجها!
التفت عليها أبوها وعقد حواجبه ونطق: الي صار للبنت اليوم مو قليل وقد قلت لك ألي صار صح ولا؟ البنت ما سوت شي غلط! خليها تنبسط ! من يوم عرفت نفسها وهي معه! أقوم أنا أحرمها عشان كلام الناس ألي ما يودي ولا يجيب! خليها تغير نفسيتها بعد الي شافته وأما الرجال يجي بداله ألف رجال! وبنتي مو منتظره أحد يعيلها!
هزت ريم راسها بتفهم : أدري يبه بس انت ما تشوف وش يسوون لما نروح مجالس الحريم!
الجد صالح: وانا وش علي منهم!
ريم: يبه محد يقعد معها! وكلهم يتحاشونها! سمعت أم وحده منهم بأذني وتقولها بوجهي! تقول لبنتها لا تقربي من بنتها وتهددها لو قربت منها! وهذا كله بسبب تمسكها بشخصيتها القديمه!
رفع الجد صالح حاجبه بعتب: المفروض انك دخلتي بعينها وما سمعتي كلامها وسكتي! الغلط عندك مو عندهم! انتي تدرين ان بنتك عاشت في بيئه غير عن كل البنات! شلون تسمحين لهم يقارنونها ببناتهم!
اكتفت ريم أنها تسمع كلام أبوها بهدوء وبدون ما تجادله أكثر من كذا! كانت رافضه فكرة رجوع آسر من البدايه لكن تعلق بنتها فيه ودلال أبوها لها خلاها عاجزه تتصرف أو تسيطر عالموضوع وتخليها تعيش مثل أي بنت فالديار!
دخلت عليهم كيان وهي تحاول تتحاشى النظر لهم ، التفتت على صوت جدها ألي نطق بنبره عاليه: واخزياه! تدخلين مندون ما تسلمين يا بنتي؟
انحرجت كيان منه وقربت لهم وباستهم على راسهم وجلست : سهيت يبه أمسحها بوجهي هالمره
أبتسم الجد صالح وهو يحاوط كتوفها بين ذراعه بحنيه : وين رحتي وش سويتي
عدلت كيان جلستها ونزلت غطوتها: مشيت أنا وآسر فالوادي، ما سويت شي جديد
هز الجد صالح راسه بتفهم وسحب عنقود عنب ومده لكيان: ذوقيه يا بنتي انا نقيته
أبتسمت كيان وأخذت منه عنقود عنب وهي تحاول تتحاشى نظارت أمها العتبانه عليها
....
عند ليث ألي وقف عند باب الغرفه ودقه بخفه ، همس بخفه: بنت
رجع خطوتين ورا أول ما فتحت له ظبيه الباب، همست بتعب: وش صاير!
قرب من الباب وهو يدفها بالصحن الي بيده ويدخل الغرفه: وش ودك يصير مثلا! " مد يده وهو يأشر لها تجلس قدامه" اجلسي خذي لك لقمتين من صبح الله ما دخل بطنك شي
تنهدت ظبيه بتعب وجلست قباله وهي تتأمل الصحن بهدوء عاجزه تبدأ، سحبت المفرش ألي كان وراها وحاوطته بين يدينها ونطقت : أحس مالي نفس!
هز ليث رأسه بتفهم والتفت وراه وطلع تفاحه وسحب السكين من الصحن الي قدامه وبدأ يقطعها: التفاح يفتح الشهيه ويخليك تحسين بالجوع
مد ذراعه وهو يقدم لها قطعة وأبتسم: كل هالتعب والحمى عشان قتلتي فار أمس؟ لو أدري ما خليتك تقتلينه
حزرته ظبيه بعيونها ونطقت: كان قتلتها بدال الفلسفه الزايده ألي مالها سنع!
رفع ليث حاجبه وهز راسه بنفي: لا لا أبداً! لو قتلته أنا وش بيصير لو جاك غيره وانا مو موجود؟
ضحكت ظبيه بسخريه: أيه زين وقتها يحلها ربك! ماله داعي تستبق الأحداث
هز ليث رأسه بتفهم: حلو حلو ومسطلحات متطوره وحركات وكذا ، المهم لازم تعوضيني
ميلت ظبيه راسها بعدم فهم: وش عوضه!
عدل ليث جلسته: اليوم بسببك مارحت الطاحون واضطريت اعتذر من الشيخ عشان اقعد معك، عشان كذا لازم تعوضيني عن هالخساره الي صارت
قلبت ظبيه عيونها بأستفزاز: اهتمامك فيني صار خساره؟
هز ليث رأسه بنفي: لا تفهمين الموضوع زي ما تبين! واضح وش اقصد
نزلت ظبيه راسها تمثل عدم الفهم وبدأت تاكل قطع التفاح الي اقدامها: وش تهبد انت! وش تبي مثلا!
قام ليث من مكانه وهو يمسح ثوبه : إذا تعبت انتبهي لي بعد مو تسحبين علي
رفعت ظبيه راسها له : زين وقتها يصير خير لا تبلشنا من الحين
هز راسه بتفهم وهو طالع من الغرفه: بشتكي فيك عند أخوك لو خلفتي!
ضحكت ظبيه بسخريه وبنبره عاليه عشان يسمعها: يالله عفوك ورضاك غصب تثبت لي أنك باقي وغد
أبتسم ليث وهو طالع من الغرفه بس ما تطمن أنها تحسنت عن الصباح وصارت أحسن
التفت ليث على صوت الخطوات الجايه تجاهه ، أبتسم لعواد : بدري! تو المغرب ما جاء !
هز عواد عصاه وهو يتلفت حوله: أبد الحلال شبع بسرعه " قرب من ليث " وينها ظبيه! لايكون نايمه من الصباح!
عدل ليث وقفته وهمس: كانت تعبانه وتوها تصحصح
وسع عواد عيونه : وش جاها!
التفت على غرفة ظبيه ناوي يروح لها بس وقفته يد ليث ألي قال: لا تجيب لها طاري أمس
هز عواد راسه بتفهم وهو يبعد يده عنه ومشى بسرعه وفتح الباب بدون تردد
فزت ظبيه من دخلته ونطقت بصدمه: خلعتني يا أخوي!
أبتسم عواد وهو يجلس قدامها: دامك قلتي كذا يعني وضعك أحسن صح؟
هزت ظبيه راسها بأيجاب والتفت عالباب: قال لك ليث؟
هز عواد راسه بأيجاب: لا يكون كنتي ناويه تخبين علي! عادي ترا الناس كلها تمرض وتتعافى
ضحكت ظبيه وبدأت تسفط مفرشها، بردت ملامحها أول ما استوعبت أن أخوها دخل الغرفه وهي بهالشكل! شلون تفسر له سبب وجود مفرشين متفرقه بالغرفه!
وقف عواد واستقام وأبتسم لها: بطلع الحين إن بغيتي شي قوليلي
هزت راسها بأيجاب، فزت وراه وهي تسكر الباب بسرعه وتلتفت عالمفارش وبدأت تلمهم بشكل عشوائي ، التفت بخوف على صوت الباب مره ثانيه وتنهدت براحه أول ما لمحت ليث ألي دخل وهو معقد حواجبه بأستغراب: وش فيك!
هزت راسها بنفي وهي تحاول تلم الفوضى ألي صارت بسبب المفارش: ولا شي بس دخل أخوي والمفارش عالأرض
رفع ليث حاجبه بعدم فهم: كنتي نايمه طبيعي تكون المفارش عالأرض!
التفت عليه ظبيه : تستهبل! مفرشك كان جنب الباب!
أبتسم ليث بأستفزاز: انتي ألي سويتي ذا كله !
نطقت ظبيه بغيض: بتطلع ولا لا!
هز ليث رأسه بتفهم: بطلع بطلع وشولهه!
جلست ظبيه عالأرض بتعب أول ما طلع ليث من الغرفه وزفرت براحه
....
وقف الحارث قدام المحل بأستغراب وقدامه مازن يتعامل مع واحد من الزباين: مو قلت لي أنك تعبان اليوم؟
أبتسم مازن : شفت أني تحسنت قلت بلا ما اقعد فالبيت بدون فايده
هز الحارث راسه بتفهم وكمل مازن: ما بتقعد مع أبوك اليوم؟
هز الحارث راسه بنفي: أبوي متنوم فالمستشفى مدري كم بقى من عمره
زم مازن شفايفه ونطق بهمس: الله يشفيه ولا يوريك فيه مكروه
أبتسم الحارث بخفه: يمكن الموت أعز له من هالعيشه! " التفت على مازن وكمل" متى فتحت المحل ؟
رفع مازن حاجبه ومد دفتر الكشف له: قبل ساعه تقريبا وأكثر شوي
أبتسم الحارث وأخذ منه الدفتر: كويس عطيتك مفتاح احتياطي " سكت شوي والتفت على مازن بفضول" وش حدك تشتغل وانت ولد الشيخ حمد والي ودك فيه يجيك وانت جالس!
وسع مازن عيونه بصدمه : قل انك تمزح! وش هالسؤال الشاطح! من وين جبت هالهبد!
رفع الحارث حاجبه : معلوماتي مغلوطه؟
ضحك مازن وكمل الحارث: أجل ليه توك تفكر تشتغل! دامك اكبر مني الفروض بديت تشتغل على نفسك من بدري!
هز مازن راسه بنفي: أول شي الفرق بيننا أن أبوي معروف عشان كذا الناس تعرفني وتسهلي وضعي فهمت؟ يعني إذا طلبت شي أو مساعده كل أهل الحاره بيساعدوني عشان يردون جميل ابوي عليهم
هز الحارث راسه بتفهم: ايه هذا ألي أقصده
ضحك مازن بسخريه: لو كنت مثل ما تقصد كان ما شفتني هنا
هز الحارث راسه بتفهم ورجع الدفتر لمازن: حاول تداوم بكره بدري بمشي البضاعه كلها قد ما اقدر
عقد مازن حواجبه بأستغراب: عسى ما شر ليه؟ ناوي تقفل المحل؟
تنهد الحارث ومشى تجاه الأقمشة يفحصها: ايه بقفله ماعد لي فيه وبرجعه لخوالي
فز مازن من مكانه وقرب من الحارث: استهدي بالله! هم طلبوا منك المحل ولا قاعد تتصرف من راسك! شلون بتصرف على ابوك؟
الحارث: ما طلبوه لكن عمامي ناويين نيه وقالوا إذا أبيهم يوقفون بصفي لزوم اقطع ما بيني وبين خوالي
وسع مازن عيونه بدهشه من الي قاعد يسمعه ونطق بأستغراب: وش قاعد ترطن أنت! بسرعه تكلم!
جلس الحارث بعد اصرار من مازن ألي جلس جنبه وضغط عليه عشان يتكلم! بدأ الحارث يحكي ألي بينه وبين خواله وشلون دخلو عمامه الموجه ، نطق مازن بحده : تستهبل أنت ولا راكبك جني؟
رفع الحارث حاجبه : عمامي يبون مصلحتي مو هذاك" يقصد خاله" أخذ حلال أمي وقاعد يتصرف فيه مندون أذني !
ضحك مازن بسخريه: هذاك الي تتكلم عنه بنى لكم ذاك البيت وفتح لكم المحل وخلا أبوك يعف نفسه عن الفقر ولولا الله ثم هم كانكم تاكلون فتات الخبز! والحين تقول هذاك!! ولا كأنه خالك!
كشر الحارث : بالله لا تدخل نفسك في مواضيع مالك فيها وألي عطاني اياه برده له ولا أبي منه شي بس يرد لي أرض امي
مد مازن يده وضرب راس الحارث بخفه: توك بطين الأرض وش دراك بالي رايح والي جاي! أسمع من ألي أكبر منك وبطل استخفاف! المفروض تحاول تهدي النفوس وتقول لأعمامك ما يتدخلون بورث أمك !! مو تسمح لهم يلعبون براسك كذا
وقف الحارث بدون اهتمام: يخي لا تدخل لو سمحت! وماني بوغد عندك! ثاني شي ادري وش يفيدني ويضرني
نطق مازن بنبره عاليه عشان يسمعه الحارث ألي طلع من المحل: كل واحد ينسفك دمه بسببكم والله انها بذمتك أنت وعمامك! والله ما يتنازل عنكم أحد!
كمل الحارث مشيه وهو يحاول يتجاهل كلام مازن عشان ما يحرك فيه شي أو يخليه يعيد التفكير بالشي ألي ناوي يسويه!
تنهد مازن بقلة حيله أول ما استوعب أن الموضوع أكبر من ألي كان يضن! عمام الحارث ماهم قليل ولا منهم خير من زمان والكل يعرف شرواهم! محد يتعامل معهم ولا يسايرهم وهذي مو أول مره يسوونها!
قام مازن من مكانه بسرعه وقفل المحل ومشى تجاه البيت
....

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن