البارت الرابع عشر

1.9K 60 5
                                    

تنهد ليث وهو يشيل على ظهره كيس الطحين عشان يوصله لبيت وحده من كبار السن الي فالحارة وهو يردد تهويدته المعتاده : "مابعد عسر الزمن إلا تياسيره ، لو سود الأيام تفجعنا حقايقها" سكت وهو يبتسم لواحد من أهالي الحاره ووقف وهو يسلم عليه : يالله انك تحييه وتعطيه كيف حالك؟
أبتسم وهو يهز راسه برضى: الله يبقيك ويسلمك وين رايح؟
حول ليث نظره على كيس الطحين الي على ظهره وهو يعدله : رايح عند الحجه سيده الله يحفظها من يوم مات ولدها مالقت من يوصل لها الطحين اهل الحاره مشغولين بدنياهم
تنهد وهو يمسح على كتفه: الله يكتب أجرك وافي وانا اخوك " قرب منه وهو يهمس له" إلا يوم اني شفتك تذكرت أهل الحاره أمس وهم ياكلون بلحمك ، انتبه على نفسك
عقد ليث حواجبه بدون فهم وهو ينزل كيس الطحين عالأرض ويعدل وقفته: ما فهمت! وش يقولون عني!
بلع ريقه وهو يحاول يشرح له: تدري انت هالأيام فالطاحون وكذا
ليث: وش فيه الطاحون!
تنهد وهو يقرب منه : يوم انك فالطاحون وبنت الجبل معك فيه فهمت؟
قوست ليث شفايفه وهو يحاول يستوعب الكلام الي ينقال له: بنت الجبل! من ذي بسم الله!
مد يده وهو يضرب ليث على كتفه بخفه: اخت عواد يا رخمه وش بلاه استيعابك يا دوب! احسبك فطن!
رفع ليث يده وهو يحك راسه بحيره: وش فينا طيب البنت تجينا تطحن وتروح وش علاقتي فالموضوع!؟
أبتسم بسخريه : تطحن وتروح! اغلب اهل الديره يقولون انها تدخل فاضيه وتطلع فاضيه !
تنهد ليث وهو يوخره عنه ويشيل كيس الطحين على ظهره: أبعد عني بالله انت وحكيك الي يجيب الضيق! الناس لو عندها شي يشغلها ما فكرت تشوف فلان وش سوا وفلان وين راح
بعد ليث وهو يتحلطم من الي سمعه وهو يقرب من بيت الحجه سيده ويضرب باب البيت وتفتح له بأبتسامه: يا حيه ولدي " مدت يدها وهي تأشر على زاوية الحوش" هناك نفس كل مره
أبتسم ليث وهو يدخل وينزل كيس الطحين ويمسك خصره بألم: أههخخ، عاد يا حجه كيف ايامك؟
أبتسمت له وهي تقرب من باب غرفتها وتطلع كيس بداخله ثلاث حبات برتقال : الحمدلله بخير ونعمه" مدت له الكيس وهي تحطه بين كفوفه " خذه معك جعله عافيه
أبتسم ليث وهو ياخذهم منها بأمتنان على حركتها اللطيفه لكن تلاشت ابتسامته بعد ما قربت منه وهي تهمس له بعتب: يا ولدي بنت الجبل لا طلع عنها كلام فالحارة بتموت بس انت ما بيجيك شي بحكم انك ولد
تصنم وجه ليث وأرتبك من ارتجالها الغريب وكملت : الناس ما ترحم وفرحت انك جيت اليوم عشان انبهك على هالشي
أبتسم ليث بمجاملة وهو يطبطب على كتفها وهو طالع : الله يسعدك على حجه ويزيد فضلك أشوفك على خير
مشى طريقه وهو راجع الطاحون وخاطره ضايق من الي سمعه! معقوله مخاوف ظبيه صارت! تنهد وهو يتمتم: بنت الجبل راحت وبنت الجبل جت وعع ناس مريضه
....
فالسوق تقدمت غزلان وهي ترفع طرف ثوبها عشان تعدي عتبة السوق ولف عليها فيصل وهو معقد حواجبه وبهمس: نزلي ثوبك!
رفعت غزلان راسها وهي ماسك العنود بطرف ذراعها عشان تجاريها بالمشي: وش تبيني اسوي! اطيح على وجهي!
نزل فيصل يده وهو يأشر على رجلها:رجال السوق بيشوفون رجلك ! ودك ابتسم يعني!
تنهدت غزلان بضيق ونطقت العنود وهي تدفه من كتفه: خلاص يا ابني امشي بتخلي الي ما شاف يشوف! فوق ما اننا مطلعينك بالقوه بتقوم تجلدنا بنص السوق!
هز فيصل راسه بتسليك وهو يمشي قدامهم ، التفت بحماس وهو يشوف زول مازن داخل واحد من المحلات ويدخل له بسرعه وهو يسلم عليه بحراره: يه يه شوفوا من قاعد هنا! وش تسوي يا رجال!
أبتسم مازن وهو يبادله : شوفت عينك قاعد اشتغل
هز فيصل راسه بتفهم وهو يلتفت حول المحل بفضول ، التفت مازن على باب المحل وهو يشوف غزلان والعنود عند الباب وباين عليهم الضيق من فيصل الي سحب عليهم ودخل مندون مقدمات ، رجع مازن انظاره على فيصل وهو يسأله بفضول: وش تسوي فالسوق؟
قوس فيصل شفايفه: جاي مع خواتي قالوا يبون يتقضون
أشر مازن عالباب وكمل: روح كمل معهم لا تخلهم ينتظرونك برا عيب عليك
أبتسم فيصل بسخريه: انت قول لي وش حدك تشتغل !
حك مازن راسه وهو ينطق ويرفع نبرة صوته: عشان أجمع مهر البنت الي ناوي اتزوجها
أرتبكت العنود وهي تسمع كلامه وتبعد عن الباب وغزلان ألي تلحقها مستغربه، رفع فيصل حاجبه بدهشه وهو يضرب على كتفه بتعزيز وهو طالع من المحل: اخصص والله وطلعت رجال ينشد فيك الظهر يالله ياسعدها من تاخذك
احترت العنود وهي تسمع حوارهم وبدأت تتحرك جنب باب المحل بقلة صبر ، مدت غزلان كفها وهي تضربها على كتفها بعصبيه: وش بلاك! لا يكون حسرانه! تونا طلعنا من البيت ترا!
تنهدت العنود بضيق وهي تسحب غزلان وتمشي ورا فيصل الي طلع من المحل والابتسامه شاقه وجهه وبدأت تسحبه معها
عقد فيصل حواجبه بضيق وهو يسحب ذراعه: بنت!!
التفتت العنود عليه: مره ثانيه لا صرت وحدك روح سلم عالرايح والجاي!
قلب فيصل عيونه وهو يمشي عنهم: روحوا خلصوا طلباتكم قريب بأذن مغرب
تجاهلوه البنات وهم يدخلون محل الجلابيات وكل وحده منهم تتحلطم بضيق
تقدم مازن على باب المحل وهو يشوفهم ماشيين قدامه وهمس بوَّله وعلى شفايفه أبتسامه طفيفه
" لك في عروقي ظمى وين المزن يا سماء؟ ياليت قلبي روى"
نزل راسه وطيف ذكرى لطيف مر على ذاكرته وهو يوسع أبتسامته أكثر وهو يدخل المحل بعد ما صدوا
" فلاش باك"
وقفوا العيال بعد اللعب وهم يلهثون من التعب وكل واحد سند ظهره على جدار والبنات جالسين على طرف الجدار يعززون لهم ، نزلت غزلان ذراعها وهي تمسح على رأس فيصل بعد ما قرب منهم وهو يسحب الماي من جنبهم ويشرب بلهفه ونطق وهو يلتفت على مازن: دافييي ذبح حلقي
أبتسم مازن وهو يسحبها منه ويصبها على راسه: خلني ابرد راسي أجل
رفع فيصل حاجبه بضيق وهو يسحب علبة الماي الفاضيه من يده ويرميه على راس مازن بقوه : خذ والله انك تستاهل! من قال لك اني رويت!!
رفع مازن راسه وهو يمسح قفا راسه بألم ويلتفت على العنود وهي مقبله عليهم بجرة ماي بارده وهي تمدها لهم : هذي بارده
سحب مازن جرة الماي وهو يلتفت على فيصل بضيق: ظمت عروقي بسببك ولك وجه تتحلطم !
التفت مازن على العنود وهو يبعثر شعرها بمزح: أقبلتي مثل المزن
بعدت العنود يده بضيق بعد ما خرب شعرها وهي تجلس جنب غزلان وتعدل شعرها
قرب ليث وأيهم وهم يتحلطمون ووجه ليث أزرق من الجهه اليمين، تقدم فيصل وهو يمسح عالكدمه الي بوجه ليث : من سوا لك كذا! وين طحت!
أبتسم ليث وهو يمسح مكان الكدمه : ما تعورني عادي!
تنهد أيهم وهو يحاوط رقبت ليث : بنروح الجامع من بكره وانتوا تلعبون هنا
ضحك مازن بسخريه وهو ياخذ الكوره من بين رجولهم: زين جايب شي جديد؟
رفع ليث حاجبه: بتروحون انتوا بعد
التفت مازن على فيصل الي كان يبادله الضحكه وهو يأشر على ليث وأيهم: شف الدلخ ذا!" ألتفت عليهم وهو ينزل لمستواهم" كل عيال الحاره بيروحون
مشى وهو يطير الكوره عند فيصل ومد يده وهو يأشر على ليث وأيهم: ما بتلعبون؟ امشوا بسرعه كل واحد يوقف مكانه
عدلوا العيال وقفتهم وهم يلاحقون الكوره والبنات على طرف الجدار يصفقون بحماس والي كان هذا روتين اطفال الحاره قبل ما يمسك أمام المسجد حلقات القرآن ويبدأ يدرس الأولاد كل عصر وتندثر هذي العاده عندهم
...
عند كنان ألي رفعت يدها بضيق وهي تسحب غترتها بقوه وترميها وهي جالسه على واحد من اغصان الرنا وتنهدت تنهيده تعكس كل المشاعر المتضاربه داخلها ، كانت عيونها تتبع الغتره وهي طايحه عالأرض وهمست : وش اسوي بنفسي الحين!! " مسكت راسها وهي تبعثر شعرها بقلة حيله " يوهه يالغثيانن يا ساترر! وش جابها هالعله!!
رفعت راسها وهي ترفع حاجبها وكملت: كم مره قلت لها لا تجين لا تجين وهي صمخه ما تفهم! شلون اتفاهم مع هالعله الحين!! يوووهه يا كبديي
هدت روحها وميلت راسها بتساؤل: وش صار عليها يا عمري طلعت وهي مصروعه من الخوف
نزلت من الرنا وهي تسحب غترتها من الأرض بأهمال ولأول مره تمشي فالوادي بدون ما تهتم أن شعرها متأثر ومكشوف ، كانت الفوضى ألي بداخلها أكبر بكثير من أنها تهتم وتركز بالي هي فيه
تقدمت عند بيت أم محمد وهي تضرب الباب بخفه وتفتح لها أم محمد بحب وترحيب:هلا هلا ببنيتي ادخلي
أبتسمت كنان بخفه وهي داخله وتنفظ غترتها عند الباب قبل ما تدخل وتجلس جنب الباب، التفتت عليها أم محمد بعد ما قفلت الباب وهي معقده حواجبه: أقعدي وسط المجلس يا بنتي ما يجلس جنب الباب إلا الجنون
قوست كنان شفايفها بخوف وهي تقوم بسرعه وتتوسط المكان بعيد عن الباب وهي تسأل أم محمد بفضول: صدق يمه فيه جن هناك!
ضحكت أم محمد بسخريه وهي تجلس بمكانها المعتاده جنب السعف والخيوط : مدري كانو يقولون كذا
أبتسمت كنان بخجل وقربت منها وهي تسحب السعف البايس وتبله بالماي : سويلي وحده حمرا ودي أحطها بغرفتي
رفعت أم محمد راسها بجديه: وش صار؟ ما تجين عندي إلا ومعك بلا
بادلتها كنان النظره وهي تحاول تخفي الخنقه الي اجتاحت حلقها فجأه لكن خانتها شفايفها وهي ترتجف وتعلن لها مدى ضعفها تجاه الي صار!
مدت أم محمد يدها وهي تمسح على كتفها بلطف وهي تهمس بخفه تعكس قلقها: وش صار يا بنيتي قولي
ضمت كنان رجولها وهي تدفن وجهها بين ارجولها تحاول تخفي دموعها الي خانتها بدون سابق إنذار وصارت تنهمر بغزاره
عضت أم محمد شفتها السفليه تحاول تخفي قلقها ومدت يدها وهي تضرب على كتفها بخفها: بسرعه بتتكلمي ولا لا!
رفعت كنان وجهها وهي تمسح دموعها نطقت بصعوبه: ملاذ بنت عمي درت أني بنت
وسعت أم محمد عيونها وهي تعدل جلستها وتسمع لها بأنصات: متى درت! " غمضت عيونها وهي تهز راسها بنفي" لا لا قولي لي شلون عرفت!
بلعت كنان ريقها بخوف: قالت لي ووعدتني ما تقول لأحد هي تدري من زمان !
عقدت أم محمد حواجبها : متى زمان! وش صار!
كانت كنان تشرح بكل حواسها وهي تحاول تبرر لأم محمد الي صار، هزت أم محمد راسها بتفهم وهي تمسح على كتفها بخفه عشان تهدى: يعني قريب عرفت مو زمان يا بنتي ، وانا احسب أنها تدري من قبل الحريق " تنهدت وهي تكمل كلامها" يعني هذا الي مخوفك؟
هزت كنان راسها بنفي : لا مو هذا يمه " بلعت ريقها وهي تمسح دموعها الي بدأت تنزل من جديد وهالمره كانت اقوى من الي قبلها ونطقت بشهقه" فيصل ولد عمتي مزنه دخل الأسطبل وانا اعدل لملاذ سلسلالها وشافنا وصار يتهمني وأني قليل أصل وما اخاف على عرضها وانا الحين خايفه يكلم أبوي، وربي لو تدري أمي بتذبحني قبل أبوي
مسكت أم محمد راسها وهي تحاول تجمع الي قاعد يصير بعد ما صدعت من الكلام الي قاعده تسمعه ورفعت راسها وهي تنطق بحده: وملاذ وش وداها الأسطبل!
نطقت كنان: مدري مدري نسيت بس هي دايم تجي وتطلع بسرعه بس هالمره طولت شوي عشان كانت " سكتت كنان وهي تحاول تتذكر وش الكلام الي دار بينهم بس عاجزه تتذكر من الخوف الي جاها" مدري وش كنا نقول نسيت!!
تنهدت أم محمد وهي تضمها لصدرها وتمسح على شعرها : زين أهدي الحين وخليني أفكر وش نسوي
...
عند ملاذ ألي من أول ما دخلت البيت ووجهها مقلوب ولونها باهت ، قربت الهنوف منها : بنعقد لأخوك الجمعه الجايه
رفعت ملاذ راسها بدهشه من كلام أمها : من! أويس؟
هزت الهنوف راسها وهي تطلع الملابس من السله وبدأت تسفطهم: أيه وأبوك خطب له بنت عمك
وسعت ملاذ عيونها وهي تسأل بفضول: من بنت عمي !!
كانت ملاذ تحسب أن الي طرى في بالها صار لكن كسرت الهنوف فضولها وهي تنطق : بنت عمك مسك في غيرها؟ المهم بيعقدون ويمكن الزواج اليوم الي بعده
عدلت ملاذ جلستها بعد ما استوعبت كلام أمها: مسك مسك بنت عمي ما غيرها!! ليه كل هالعفسه وش وراكم؟
رفعت الهنوف كتوفها بجهل: مدري عنهم محمد الي طلب هالشي وابوك ما رفض
رفعت الهنوف يدها وهي ترمي الملابس بوجه ملاذ وتقوم: كمليهم عاد مو فالحه غير بالأكل والمرعى وقلة الصنعه
تنهدت ملاذ بضيق أول ما رجعت لها الذكرى والي صار فالأسطبل ، مدت يدها وهي تجمع الملابس ،دفنت وجهها فيهم لعل وعسى يكون كل الي صار حلم
طلت الهنوف عليها وهي تسألها: كلمتي عمتك وريم؟
ارتبكت وهي تهز راسها بإيجاب: ايه يمه كلمتها وما ردت لي خبر
تندت الهنوف وهي داخله تكمل شغلها
رفعت ملاذ الملابس وعيونها على باب الحوش لعلها تلمح كنان وتطمن أن كل شي عدا
...
نرجع لكنان ألي طلعت من باب بيت أم محمد وهي تلتفت لها بأبتسامه: بحاول يمه عاد إذا ما ضبط مالي غير أمي
هزت أم محمد راسها بتفهم وهي تمسح على كتفها بخفه: الله ييسر أمرك ، انتبهي فطريقك الدنيا ظلمت
هزت راسها وهي تمشي تجاه بيتها ، كان بيت أم محمد معزول عن الحاره نوعا ما وبعيد عن بيوت الحاره شوي ، فزت كنان بخوف وهي تمسك على صدرها وتسمي بعد ما حسيت بحركه وكان أويس ووليد وخليل نازلين من الوادي سواء ، التفتت عليهم وهي معقده حواجبها: خلعتوني وش بلاكم تمشون مثل البهايم!
ضحك خليل بسخريه وهو يقرب منها وهو يحاول يخوفها: وش خوفك ها؟ انتبه تنزل عيونك على رجولي بس
وقف شعر كنان أول ما فهمت قصده وهي تدفه تحاول تكابر خوفها : وجععع
مد أويس يده وهو يسحب خليل من قفاه : خلاص يا فله الدنيا مغرب مو زين تجيب هالطاري
ميل وليد راسه وهو يلحقهم : ما سمعتوا عن السعلي؟
رفعت كنان حاجبها : وش ذا بعد!
هز أويس راسه وهو يصحح له المعلومه: تقصد نباش القبور؟
هز وليد راسه بنفي : لا يا ولدي سمعت يقلون سعلي مدري سعلو شي زي كذا
رفع خليل حاجبه: ايه هو نفسه نباش القبور مسوي جايب معلومه جديده
رصت كنان اسنانها بقوه وهي تنطق بقلة صبر وخوف: وش ذاا ! حيوان ولا وش!
رفع خليل كتوفه بجهل: مدري يقولون انه هجين بين بشر وحيوان وناس تقول جني
هز وليد راسه وهو يأكد كلام خليل: أيه عليك نور " التفت على كنان وكمل " يقولون أنه ما يحب ياكل غير لحوم الأوادم عشان كذا إذا ما لقى أحد ياكله ولا طفل يفترسه يروح يفتح القبور وياكل اصحابها
تنهد أويس وهو يرفع يده ويضرب وليد من قفى راسه ونطق : خلاص انت وياه كل واحد يهبد بهارات من عنده" التفت على كنان وهو يدفها من كتفها ويقدمها بعد ما حس بخوفها: امش قدامي يالله
ارتجفت كنان بخوف وهي تمشي بخطوات سريعه ، التفتت على العيال ونطقت بأرتباك: طيب وش سالفة رجول الحمار!
رفع أويس حاجبه من سؤالها وهو الي يحاول يقفل الموضوع عشان ما تخاف وهي تفتحه من جديد!
نطق بعدها وهو يوقف عند باب بيت عمه ثنيان: الجني إذا يبي يجيك على هيئة انسان ما يقدر يجيك بهيئه كامله لازم يكون في جزء منه حيوان " رفع أصبعه وهو يأشر على اطرافه" تكون يده يد حمار او رجله رجل حمار ويمكن عيونه او اذونه نفس الحمار ، ارتحت الحين؟
كانت كنان تسمع له بأنصات وكل خليه بجسمها تعلن مدى خوفها الي عاجز يخليها تقدر تتحرك
تنهد أويس بعد ما شافها تهز راسها بتفهم والتفتت عنهم وهي داخله الحوش ، رفع خليل عود من الأرض وهو يرميها قدام كنان الي نطت من مكانها بخوف وهي تلتفت عليهم بدهشه ، ضحك خليل وهو يقرب منها ويعتذر ونطق وهو ميت ضحك: والله اسف مو قصدي اروعك
دفته كنان بقوه وهي داخله البيت وتركت أويس ووليد يقومون بالواجب تجاه خليل ألي رفع كفه وهو يثبت غترته على راسه عشان ما تطيح والعيال يلحقونه عشان يجلدونه
..
دخل عواد المجلس بعد ما تطمن على أخته وتأكد أن حوش الحلال مقفل وجلس وهو يسخن له ماي فالدله كالعاده وفتح علبة التمر وهو يحطها قدام ليث الي اعتدل بجلسته أول ما شاف عواد داخل عليه ونطق: وش أخبار الحاره صار شي جديد؟
أبتسم بأرتباك أول ما تذكر كلام أهل الحاره وخاف يكون عواد سمع عنه ونطق: أبد كلٍ مشغول في نفسه بس أبو زيد قال بيطلع هاليومين يشيك على حلاله
هز عواد راسه بتفهم وهو يصب القهوه عالماي : أحد بيكون معه ولا لوحده؟
هز ليث رأسه بنفي: ما اضن لأنه الوحيد الي جاني وعطاني خبر
رفع عواد راسه وهو يثبت انظاره على ليث: كم لك عندي؟
أنحرج ليث من السؤال ونطق: حول الشهرين؟
أبتسم عواد بسخريه : بتكمل الثالث وانت باقي تقول شهرين
بادله ليث الابتسامه بأحراج وكأنه حس أن عواد يلمح له على شي ، قطع عواد حبل افكاره وهو يمد له بصحن التمر : سم
مد ليث يده بارتباك وهو ياخذ التمره منه وكمل : مو من حقي الحين اعرف وش سالفتك؟ ابطيت عندي لكن الحين من حقي اعرف وش جابك هنا
عض ليث شفته السفليه بأحراج عاجز يوصف الي بداخله وكمل عواد: قول الي بخاطرك وإذا حطيت راسك ونمت انسى انك قلت لي
رفع ليث انظاره على عواد : زين وانت ما بتقول لي وش طلعك من دارك؟ كلنا هاربين ولا ؟
أبتسم عواد وهو يصب فنجال القهوه ويمدها لليث: دام الفضول ذابحك ببدأ انا
تنهد عواد وبدأ يسترسل بالكلام وعيونه تراقب ردة فعل ليث على قصته: قبل ١٤ سنه جو عندنا اثنين رجال من هالديار القريبه منكم ذابحهم الجوع والعطش ، كان شكلهم يرثى له وواضح عليهم السفر وانهم من برا الديره، ومن عزت ابوي عجز يتجاهلهم ويروح ودخلهم البيت وضيفهم وأكلهم وشربهم لكن بعض الناس ما يبان الجميل على وجهه " سكت شوي وهو يبلع ريقه وكمل " كان ابوي يحط اختي عند الجيران عشان يهتمون فيها الين ارجع انا وهو من الوادي ، لكن دام ان عندنا ضيوف رحت هالمره للوادي لوحدي وبعد ما خلصت رجعت البيت وانصدمت بجثة أبوي عند عتبة الباب ! تقدمت له وحاولت أحس بأي خيط يدلني على روحه بس كنت متأخر ، دخلت البيت وكنان مقلوب فوق تحت وهالدخيلين مو موجودين " تنهد وهو يمسح وجهه بكف يده بضيق" وبعد سنين وبعد ما تأكدت أن أختي كبرت وتقدر تعيل نفسها قررت اسافر لدياركم وأدور هالدخيلين وأخذ بثار أبوي الي راح دمه هدر
كان ليث يسمع له بأنصات تام ونطق وهو رافع حواجبه بفضول: وعساك لقيتهم؟
ضحك عواد بسخريه وهو ياخذ رشفه من فنجاله: لا ما لقيتهم ولا ادري وين بلقاهم
عقد ليث حواجبه بضيق: ما تعرف وش اسمائهم او أسم ديرتهم؟
رفع عواد حواجبه بجهل وهو يهز راسه بنفي: لا معرف لأنهم جو عندنا بأسماء مزوره بس لو شفتهم بعرفهم ، والله لو اعجز واعدي الميه ما انسى ملامحهم!
تنهد ليث بضيق وهو يحاول يفكر بعمق ونطق: طيب قعدتك فالوادي لها دخل بالسالفه؟
هز عواد راسه بإيجاب: اجلس على أطراف الوادي لعلي اشوفهم لو صدفه دام انهم من الشمال
قوس ليث شفته : لو تعرف اسم واحد منهم او ديرته كنت قدرت اساعدك او بسأل لك أحد من قرايبه
أبتسم عواد وهو ينزل فنجاله وزفر انفاسه: بيجي اليوم الي بلقاه بس معليك كل شي بوقته حلو " رفع عواد راسه " وانت مو ناوي تتكلم ؟
عدل ليث جلسته وهو يبتسم بسخريه على وضعه ونطق: انا يا طويل العمر من يوم فتحت عيني على هالدنيا وانا احب الخدمه واحب اساعد الكل ، انسان نشيط بطبيعتي بحكم أني اكبر اخواني
قاطعه عواد وهو يسأله: يعني معك اخوان اصغر منك؟
هز ليث رأسه بإيجاب: ايه معي أخت وأخ اصغر مني المهم خلني اتكلم ترا ما قاطعتك وانت تسولف قبل شوي
ضحك عواد وهو يضربه على كتفه بخفه ومد له يده بمعنى كمل وكمل ليث كلامه: لكن الي كان يكسرني ويذلني دايم كان أبوي ! دايم يضربني ويذلني قدام الناس وعلى اتفه الأسباب وكأنه يفرغ طاقته السلبيه كلها فيني ! " رفع حاجبه وهو يلتفت على عواد" ما كان يكتفي فيني بس! كان يتهجم على أمي وعلى اخواني بشكل مريع! شي طبيعي ارجع البيت والقى اختي وجهها مضروب وامي جسمها متورم ومع ذلك كان الكل متحمل! الوحيد الي كان ما يسكت رغم الجلد الي يجيه كان أخوي خلف ولو بيده هرب قبلي بس ما يتجرأ!
أختي كل أهل الحاره يتنمرون عليها ويقولون أنها ما تخلي بيت إلا تدخله! ما يدرون أنها تهرب من جور أبوي وظلمه!
امي يا عواد أمي!! فكل مره نترجاها نهرب منه وتطلق ما ترضى وتردي وش عذرها؟" هز عواد راسه بنفي وكمل ليث" تقول وش يقولون علينا الناس لا طلعت من بيت زوجي! بعدين يقولون ان العيب فيني وانا ساس البلاء! تخيل أنها بدال ما تفكر بحل للي قاعد يصير لا! قاعده تتحمل عشان كلام الناس فيها واحنا نروح وطي تحت يدين هالرجال!
" رفع ليث يده وهو ينزل ملابسه من على كتفه عشان يبان الحرق ونطق بحرقه" شفت هالحرق؟ ابوي كان السبب! " رفع أبريق الشاي من قدام عواد وهو يمده له وكأنه بيرميه " سوا كذا!! تخيل بكل برود رمى ابريق الشاي الحار على كتفي وانا ادري ان نيته كانت وجهي لكن ما توفق ! تلومني يوم اني هربت؟
هز عواد راسه بنفي ونطق: ما ألومك يوم انك هربت ولا بعاتبك بس وش بيصير لأهلك من بعدك؟
بردت ملامح ليث وهو يعدل جلسته: قبل ما اطلع من البيت طلعت أمي منه وراحت عند خالي مع أخواني عشان كذا ما بيقدر يسوي لهم شي دام أنهم هناك
هز عواد راسه بتفهم: زين على كذا تقدر عالأقل تطلع وانت مرتاح
ليث: ما ودي ارجع الديره ألين أكون نفسي وما اترك فرصه لأبوي يذلني ويهينني بين الناس مثل ما تعود كل مره
مد عواد يده وهو يسحب الفناجيل من الأرض وغسلهم قبل ما يرجعهم والتفت على ليث بعتب يحاول يلطف الجو: إلا وين ما تسوي لي القهوه قبل ما ارجع دام انك ترجع قبلي؟
مد عواد يده وهو يسحب الفناجيل من الأرض وغسلهم قبل ما يرجعهم والتفت على ليث بعتب وهو يحاول يلطف الجو: إلا وين ما تسوي لي القهوه قبل ما ارجع دام انك ترجع قبلي؟
أبتسم ليث بسخريه: البن فغرفة أختك ولا ناسي؟
حك عواد راسه : أي والله صادق ! بديت أعجز وانا أخوك
ضحك ليث وهو يضرب كتفه بخفه: وش تعجز يا رجال والله ان وضعك أزين مني انا الي إذا قلت عمري ٢١ يقولون كذاب يحسبوني ثلاثيني
هز عواد راسه بتفهم وهو يسحب المفرش ويمده لليث: بهذي صادق
وسع ليث عيونه وهو يضرب عواد بالمفرش بخفه : أجل صادق ها!
....
عند مازن الي دخل البيت بتعب وهو ينزل غترته ويرميها على طرف المجلس وينسدح ، دخلت ليال وراه وهي تسرح شعرها وجلست جنب مازن: وين كنت؟ وش جبت لي؟
التفت لها مازن بتعب وهو يأشر لها تطلع: راسي بينفجر من الفجر وانا صاحي خليني ارتاح
رفعت ليال حاجبها : كلنا صاحيين من فجر مسوي جايب شي جديد؟ قول لي وين كنت ؟
تنهد بتعب : حصلت لي شغل فالسوق ارتحتي؟
أبتسمت ليال بحماس وهي تنزل المشط : وين حقي؟
عقد مازن حواجبه بعدم فهم: وش حقك!
رفعت ليال أصبعها السبابه والأبهام وهي تفركهم فبعض: حقي حقي وينه!
رفع مازن حاجبه بسخريه: قولي انك تمزحين؟ سري من جنبي بس لا اهبدك قال حقي قال! ابوي ما يعطيك!
قوست ليال شفايفها: إلا يعطيني بس لما تجيك من أخوك تكون غير
عوج مازن لسانه وهو يقلد كلامها بعباطه: من أخوك تكون غير ، اقول اطلعي بس لا تفرشي المجلس شعر!!
رفعت المشط وهي تسرح شعرها بعناد: من ينظف هالمجلس؟ انا ولا انت؟
تنهد مازن بضيق وهو يمد لها فلوس من جيبه ويعطيها ظهره: اطلعي خليني اريح ظهري من اليوم ما جلست
فزت ليال من مكانها بسرعه وهي تسحب غترته من طرف المجلس ونطقت: بغسل لك غترتك
التفت مازن عليها وهو يشوفها طلعه من المجلس وعدل جلسته ونطق بهمس: لو ادري انك بتطلعين أول ما اعطيك فلوس كان عطيتك وانا عند الباب
عدل مازن جلسته وهو يطلع الكتوب من جيبه ويفتحه بخفه عشان ما يطلع صوت وبدأ يقرأ بتمعن
كانت صغيره عكس الي توقعه والي كان يتمناه لكن كان واضح انه كتبها على استعجال، تنهد وهو يكمل يقرأ وكان محتوى الرساله:
" بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أخوي مازن بن حمد اتمنى تكون بخير وصحه وعافيه
حبيت أطمنك بعد الرساله الأولى أني لقيت ماكان أجلس فيه ولقيت شغل فالديره الي انا فيها والكل يحترمني ويحبني ويثق فيني
امي واخواني باقي عند خالي صح؟ اتمنى يكونون بخير دام انهم بعدين عن أبوي ألين ارجع
انا الحين ساكن في ديرة"..." قريبه لحدود الأردن وساكن عند واحد أردني يعاملني نفس اخوه
أكيد أن الي وصل لك هالرساله يكون الدلَّال نوفل ، سلم لي عليه كثير قبل ما تسلم له الرد
ايه صح تذكرت ، ودي انك ترد علي مع نوفل قول لي وش حصل بغيابي وطمني على أهلي
وفي أمان الله وحفظه
أخوك ليث بن فارس"
تنهد مازن بضيق وهو يسفط الرساله يحطها تحت المزهرية جنب الرساله الأولى ، رجع مكانه وهو يحاوط راسه بكفوف يده يحاول يسيطر على الصداع الي اجتاح راسه فجأه
انسدح بمكانه وهو يسبح بفكره وهل يكذب على ليث او يكتب له الحقيقه!
...
أصبح الصبح على أهل الديار ، أحترت الشمس وطلعوا الرجال يشوفون اشغالهم ، قرب أيهم من باب أبو فيصل وهو يدق الباب بخفه لكن ماكان في رد! ضرب الباب بشكل أقوى وابتعد عن الباب أول ما فتح له فيصل وتقدم له وهو يتثاوب بنعاس: غزلان نايمه من بعد المشي حق أمس تبيها ضروري؟
عقد أيهم حواجبه وهو يعدل وقفته: وين مشت!
تقدم فيصل وهو يجلس على عتبت الباب : توحمت الأخت عالسوق ورحنا سوينا لها فره ورجعنا
عض أيهم شفته السفليه وهو يأشر عالباب: ودي أشوفها
قام فيصل بملل وهو يفتح الباب ويدخل متجه تجاه الديوان ويفتحه لأيهم وهو يأشر له يدخل: بروح اصحيها
هز أيهم راسه بإيجاب وهو يتوسط الديوان ويدخل عليه ثنيان ، وقف أيهم وهو يبتسم له ويمد له يده وهو يسلم عليه بحراره ونطق ثنيان: يالله ان تحييه ، أخبارك وأخبار الوالده؟
هز أيهم راسه بإيجاب وهو يعطي ثنيان مكانه ويجلس جنبه: اللهم لك الحمد بخير ونعمه ، اخبارك انت يا عمي واخبار أهل البيت
ثنيان: الحمدلله ، بتجي غزلان الحين
هز أيهم راسه بتفهم وهو يعدل جلسته: يا عمي انا ماجيت والنيه شينه لكن سمعت شي وضاق خاطري
رفع ثنيان حاجبه بعدم فهم : وش نوحك؟ وش الي حصل !
أرتبك أيهم : سمعت أن غزلان أمس طلعت السوق صحيح؟
ميل ثنيان راسه وهو يهز راسه : ايه يا ولدي راحت مع أخوها وبنت عمها ، غزلان سوت شي ضايقك؟
قوس أيهم حواجبه : تدري يا عمي انا زوجها ولي كلمتي حتى لو كانت ببيت أبوها ! ومو من حقي انها تستأذن مني؟
أبتسم ثنيان بخفه وهو يطبطب على كتفه بخفه: الله يصلحك ويهديك يا ولدي بس هي ما راحت مع أحد غريب راحت مع اخوها !
هز أيهم راسه بتفهم: أدري يا عمي لكن مو من حقي انها تعطيني خبر عالأقل؟ ما انقص من قدرك حاشاك والله يا عمي لكن ضايقني الموضوع
بادله ثنيان ونطق بنفس النبره: صليت يا ولدي الضحى؟
رفع أيهم حواجبه بتعجب من سؤاله الشاطح وهز راسه بنفي: لا يا عمي أنشغلت شوي
ثنيان: بني آدم إذا بدأ يومه بشكل صحيح بتتيسر أموره ألين يبات فهمت يا ولدي؟
زم أيهم شفايفه بأحراج وكمل ثنيان كلامه: أول ما تقوم أقراء أذكرك وصلِ فرضك وضحاك وقتها بيعطيك ربي الحلم والراحه في يومك ، المشاكل هذي الصغيره بشوفها تافهه وما تستاهل الجدال والنقاش
هز أيهم راسه بتفهم وهو منزل راسه بأحراج ، مد ثنيان يده وهو يضرب على كتفه بخفه: سو الي وصيتك عليه ومره ثانيه قول لي وش جنيت الحين بخليكم لوحدكم
رفع أيهم راسه وهو يشوف عمه ثنيان طالع وغزلان داخله عليه بخجل وبيدها جرة الماي وهي تقرب منها وتجلس جنبه : كيف حالك يا ولد عمي؟
رفع حاجبه : وين يا روحي ويا قلبي ولا مع الوحام نسيتيها؟
ضحكت غزلان وهي تنزل الجره على الأرض وتصب له ماي وتمدها له: يا ثقل طينتك أشرب أشرب
بادلها أيهم الأبتسامه وهو ياخذ منها الماي : كيف كان السوق أمس
عضت غزلان شفتها وارتبكت: زينه يجي منها " رفعت يدها وهي تنزل غترته وتمسح على شعره" اكيد ما كانت ذاك الزود دامك مو معي
عض أيهم شفته السفليه بضيق من نفسه بعد ما فهم أنها قاعده تحاول تراضيه قبل ما يزعل عليها : عادي يا قلبي بس عطيني خبر مره ثانيه عالأقل يمكن كان ودي اروح معكم؟
هزت غزلان راسها بتفهم : أبشر وش فخاطرك بعد؟
أبتسم أيهم برضى وهو يحاوط كفوفها بين كفوفه: ما ودك ترجعين البيت ؟ ضاق البيت من بعدك
نزلت غزلان راسها بخجل : ضاقت فيني وانا فيه مدري ليه بس أبشر أول ما اتحسن برجع معك
هز أيهم راسه بتفهم وهي يمسح على شعرها بخفه: زين الي يريحك ، محتاجه شي ناقصك مصروف؟
بدأت غزلان تحكي له بحماس وتتحلطم من فيصل وحركاته بالسوق ، كان أيهم يسمع لها بكل أنصات وهو يتأملها ويتأمل حركاتها العفوية
..
عند كنان ألي ما غمض لها جفن طول الليل من القلق ألي ذبحها ، وقفت بسرعه من فوق مفرشها وهي تسفطه وتسحب ملابسها وغترتها وتعدلهم قدام مرايتها الصغيره وهي تهمس لنفسها: لعب بحسبتي الكلب ، والله ما اسمح له يمسك علي زله وإذا انحديت ادعسه بدعسه
فزت من مكانها وهي تلتفت على أمها الي كانت واقفه عند الباب وهي رافعه حاجبها بأستغراب: وش ترطن لوحدك!
أبتسمت كنان بربكه وهي تقوم وتنفظ ثوبها : كنت اغني يمه ، ما سمعتي أغنيه أبو بكر سالم عالراديو؟
رفعت ريم حاجبه : لا وش غنى ؟
قربت كنان وهي تحاوط خدود أمها وهي تغني: خلي أسر قلبي بالطرف الكحيل ، وأبوي أنا وأبوي من هذا الجميلل
بعدت كنان بسرعه وهي تضحك لأمها وهي طالعه من الباب والتفتت ونطقت بصوت مسموع: لا تنسي تفتحي الراديو وتسمعيها
تنهدت ريم وهي تمثل عدم الأهتمام وعيونها على كنان وهي طالعه وتسكر باب الحوش وراها بعد ما سحبة آسر معها ، التفتت عالراديو وهي تتأمله بتردد ، جلست وهي تسحبه قبالها وبدأت تقلب فالمحطات بس ما طلع لها شي! كانت فقرة القرآن بوقت الضحى ، استغفر ربها وهي تتمتم بعتب: حسبي الله على عدوك الناس تذكر الله بالصبح وانت تقول لي اسمع ابو بكر
لفت مأزرها على خصرها وهي تدخل المطبخ مكانها وملجأها الي يشغلها عن الي حولها
عند كنان ألي وصلت جنب الرنا وهي تمسك راسها بصداع: الله لا يوفق العدوا وش اسوي الحين!
عضت شفتها السفليه بضيق وطلعت فوق الرنا وبدأت تقطف حبات المنجا وترميها وإذا نزلت تجمعها ، بدأت تتمتم في نفسها بعد ما ضرب غصن الرنا بوجهها ، نطقت وهي تمسح جبهتها بألم: كان ناقصني أنتي وتكتمل! كله من فيصل وجه الخبز ، هذا وجهي إن خليته ياكل وحده ، لا لا أمزح هو ساس والأساس
نزلت من الرنا وبدأت تجمع الحبات من الأرض وتحطهم على ظهر آسر ومشت طريق بيت الشعر ، قربت من الباب وهي تقرب أذنها منه وهي تحاول تسمع حسهم عشان تكتشف من الي داخل البيت ، تنهدت بضيق بعد ما عجزت تسمع أي شي واستغربت من الهدوء الغريب! فتحت الباب بخفه وهي تحاول تسرق نظره قبل ما يشوفونها ، وقفت مكانها بدهشه وهي تشوف العيال متجمعين بوسط البيت على شكل دائره وهم يهمسون بينهم، قربت منهم ونطقت بأستغراب: وش تسوون !
رفع خليل راسه وهو رافع سبابته قدام شفايفه: أششش، اجلس شوف المعركه
عقدت كنان حواجبها بأستغراب وهي تقرب منهم وتحاول تكتشف الشي الي خلاهم متجمهرين بهالشكل !
بعد أويس من بينهم وبدأ يدفها عشان يتفرقون بعد ما شاف كنان تحاول تدخل بينهم وتشوف وش معهم ونطق بحده: خلاص انت وياه بلا وغدنه خلصنا!
رفع وليد حاجبه وهو يلتفت له: من الي ربطهم وفتح حلبة مصارعه بوسط البيت؟
وسع أويس عيونه يمثل الدهشه: من! لا يكون تلمح أنه انا!
ضحك خليل بسخريه: لا الجنيه الي سوت كذا انت معصوم
قربت منهم كنان وصارت تضحك من المنظر الي قدامها والتفتت عليهم وهي تأشر عالأرض: من ربط النمل كذا!
" كان النمل مربوط من رقبته بشعره بشكل غريب والعيال متجمهرين عليهم يتأملون الضرب الي بينهم "
أشر خليل براسه على أويس: مسوي مجنون! مدري من برك على ظهري مثل البعير وصار ينتف شعري ويربط النمل فيهم
ضحكت كنان بخفه وهي تنزل القماشه الي على ظهرها وتطلع منه المنجا ومدتهم للعيال: زين هذي الفضاوه وعمايلها
رفع أويس حاجبه وهو ياخذ منها المنجا: وش المناسبه! أعرفك ما تخلي أحد يلمسها
هزت كنان راسها بنفي : أبد بس شفت الحبات استوت قلت حرام تروح عالفاضي
التفتت على وليد وهو يأشر لها على أويس: دريت أن ولد عمك بيتزوج؟
وسعت كنان عيونها بدهشه وهي تلتفت على أويس ألي كان يراقب ردة فعلها بصمت: صادق؟ سألتك بالله !
ضحك خليل وهو يضرب على كتف أويس بمزح: ايه ولد عمك بيعرس وانت أخر من يعلم
أبتسم أويس بسخريه وهو ينزل راسه ويتأمل المفرش ، رفع راسه على كنان الي قربت منه وهي تطبطب على ظهره: والله وتحقق حلمي واشوفك عريس!
مسكت راسها بعدم تصديق: أحس مقدر اتخيل هالمخبول بيتزوج!
رفع أويس حاجبه : مخبول!! شكلك ناوي على جلدك!
ضحكت كنان وهي تعدل جلستها: من سعيدة الحظ؟
بلع وليد اللقمه الي بفمه : لا قول والله انك ما تدري !
قوست كنان حواجبها بعدم فهم: وش بلاك! والله اني ما ادري! وحده من الديره ولا!
نطق أويس وهو يحك السجاد بطرف أصبعه: بنت عمي محمد
غطت كنان فمه بدهشه وهي تقرب منه بهمس مسموع: عمي ما غيره! والله انك رحت وطي!
رفع أويس راسه وهو يلتفت لها : ليه !!
كشت بوجهها وهي تأشر على رقبتها: راشد وعبيد بيفقعون مرارتك
رفع خليل حاجبه بسخريه: ليه من بيتزوج هو! اختهم ولا هم!
تنهد كنان : ما أقصد كذا بس بيستقعدون ويصير لهم عذر يضايقونه فيه
عدل أويس جلسته : والله لأوريهم النجوم بعز الظهر! أويس بن رعد انا مو حيا الله!
أبتسمت كنان بفخر وهي تضرب كتفه بخفه: أخسس ما عرفتك وانت رافع خشمك كذا!
التفتو العيال على فيصل وأيهم ألي دخلوا البيت وكل واحد يتحلطم من جهه
، التفت فيصل على كنان وهو يشوفها جالسه جنب أويس وضحك بسخريه وهو يجلس جنب عزبته وفي نفسه" قليل حيا فوق سوات أمس جالس جنب أخوها ولا كأنه مسوي شي وقدامي بعد صدق انه شين وقوي عين!"ألتفت على وليد الي كان مستغرب من حلطمتهم أول ما دخلوا وهو يسألهم: وش بلاكم داخلين مثل الدجاج قرقرقر
نزل أيهم غترته عالأرض وهو يلتفت على العيال: يا عيال خلونا نكون صريحين! امس طالع مع زوجتي وبنت عمهم السوق ولا عطاني خبر ويقول مالك دخل وهذي أختي!
رفع خليل حواجبه وهو يمد رجوله بملل: وهو صادق البنت ماطلعت مع أحد غريب
تنهد فيصل وهو يضرب على كتف أيهم بخفه ويوجه كلامه للعيال: يعني بالله عليكم أقوم اطق مشوار لبيته وانتوا تدرون أن بيته بأطراف الديره عشان اقول له بالله تسمح لأختي تطلع معي السوق ونرجع؟ هذا مجنون ولا بعقله!
التفت أيهم عليه : انا ما قلت تعالوا استأذنوا ! انا قلت عطوني خبر ! يمكن كان ودي أروح معكم ! وش المشكله!
هز وليد راسه بتفهم وهو يهدي فيهم: خلاص يا رجال مره ثانيه عطه خبر قول ودك تخاوينا ولا نروح لوحدنا؟ وخلص انحلت المشكله !
سحب أيهم غترته من الأرض وهو يسند ظهره على المركى وهو يهمس بصوت مسموع: ايه هذا الي كنت اقصده
نطق فيصل بتسليك وهو يمسح على كتف أيهم: تمام يا حبيب قلبي ولا يضيق خاطرك
كانت كنان تحس بضيق وهي تمثل الأبتسامه قدام فيصل بعد الي صار اليوم الي قبله ، نزلت راسها وهي تتأمل المنجا الي قدامها والتفتت على خليل ألي سحب حبتين وهو يقدمهم لأيهم وفيصل: خذو جربوها والله أنها عسل، طعمها ألذ من يوم رحنا نكشت
مد فيصل يده وهو ياخذها منه ويلتفت على كنان : أيه واضح!
ضحك فيصل بسخريه وهو يتمتم في نفسه" قاعد يرشيهم قبل لا انتفه! "
وقف فيصل بعد ما خلص الي بيده وقام قدام الباب وهو يأشر لكنان تلحقه ، أرتبكت كنان وهي تلتفت على العيال تتمنى أحد فيهم لطلب منها تجلس لكن كانوا ملتهيين في سوالفهم ، قامت وراه لكن التفتت على صوت أويس : وين رايحين!
أبتسم فيصل وهم يسحب كنان من كتفها ويطلعها برا البيت: قال لي أعلمه الرمايه شويات ونرجع
زم أويس شفايفه وهو يحاول يمسك نفسه ولا يحسس الي حوله أن في شي غريب

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن