بدأت أطراف العيال ترجف بشكل هستيري وكأنهم يعرفون بالخبر ألي بيوصلهم والسبب ألي خلى الشيخ يفتح فيه محاضره وهم فالطرق، التفت الشيخ رعد على العيال ونطق بثبات مصطنع: مين بيجي معي للثلاجه؟
جلس وليد مكانه عاجز يوقف من رجفة رجوله وهز راسه بنفي
تنهد الشيخ رعد : يا عيالي والله أني مثلكم! واحد منهم مجهول الهويه لازم نشوفه عشان نعرف منهو والثاني يقول من ديار الشيخ حمد
التفتوا العيال على وليد ألي زفر أنفاسه براحه أول ما استوعب أن خليل من ديرة الشيخ رعد وبدأ يمسح دموعه بطرف شماغه ألي نزلت بغزاره تعلن عن الراحه الكبيره ألي سرت داخله ، هزوا العيال راسهم بتفهم ونطق فيصل: بندخل معك يا شيخ ووليد يجلس هنا
هز الشيخ رعد راسه بتفهم ومشوا ورا الممرض ألي يسوقهم طريق الثلاجه ، وقف الممرض والتفت عليهم نطق بصوت هادي: رجاءاً ممنوع الصراخ واللمس داخل الثلاجه ، شوفوا الجثمان من بعيد في حال تعرفتوا عليهم ممكن اسمح لكم تاخذونهم
دخلوا الثلاجه وبدأ الممرض يمشي قدام الجدار ألي كان مرصوص ادراج بأبواب حديدية، كانت الغرفه باردهه وكافيه انها تسمح لجسمك ينتفظ من البرد أول ما تدخلها ، فتح الممرض واحد من الأدراج وفتح ألي جنبه وطلع الجثمان ألي كان ملفوف بالكفن، قرب الشيخ رعد والعيال وراه يمشون بتردد مد يده وبدأ الممرض يبعد قطعت القماش عن وجههم
وسعوا العيال عيونهم بدهشه من المنظر ألي قدامهم والي عجزوا أنهم يستوعبونه والتفتوا على ليث ألي كان واقف ومتسمر مكانه!
تقدم ليث بخطوات بتثاقله ووقف جنب الجثتين وهو يتأملوهم بصدمه!!
قرب الممرض يمنعه بس ذراع الشيخ رعد منعته يتقدم وهمس له: هذا أبوه وأخوه !!
وقف الممرض مكانه سامح لهم يقربون من الجثمان، بلع ليث ريقه والتفت على العيال والشيخ رعد والممرض وكأنه يحاول يتأكد منهم أن الي قدامه صدق خلف وأبوه!
كانت جثة أب ليث متهشمه وكأنه مات تحت حيوان مفترس! قرب الممرض ونطق بتردد وهو يأشر على أبو ليث: هذي الجثه وصلتنا اليوم الفجر وكانت مصابه بطلق ناري فالصدر والواضح أن ما تم العثور على الجثه إلا اليوم وهذا سبب الخدوش والأعضاء المفقوده فيه وألي سببها السب...
قاطعه الشيخ رعد وهو يشد على كتفه وهمس: يكفي!
قرب ليث من جثة خلف متجاهل جثة أبوه ومسح على خده البارد، كانت صدمته بجثة خلف أكثر من صدمته بجثة أبوه! كان عاجز يبكي! الغصه كسرت حلقه بس عاجز ينزل أي دمعه من الصدمه ألي قاعد يعيشها هذي اللحظه كانت اطرافه ترجف بشده وانفاسه ثقيله!
التفت على العيال مره ثانيه ونطق بصوت مبحوح: ليه محد قال لي أن أخوي كان من المصابين؟
رفعوا العيال حواجبهم بجهل والتفتوا على الشيخ رعد ألي نطق: صدمتنا من صدمتك يا ولدي! ولا كان عندنا خبر انه من المصابين!
قرب فيصل من ليث وهو يشد على كتفه: ولد صحصح معي!
كانت ملامح ليث جامده عاجز يعطي أي تعبير ! بلع فيصل ريقه ونطق بحده: وولدددد!!!
كان يحاول فيصل انه يخلي ليث يستوعب ألي حوله ويبكي! كان وده يشوف ليث يبكي عشان يتأكد انه طلع من صدمته بس فشل!
كان أويس واقف مكانه عاجز يسوي أي حركه أو ينطق بأي كلمه ، مد الشيخ رعد يده وسحب ليث وقدمه لجثة خلف وأبوه ونطق : لله ما أعطى ولله ما اخذ! خلف وأبوك عظم الله اجرك واجر اهلك فيهم
سكت الشيخ رعد وهو يتأمل ملامح ليث ألي قلبت ألوان وهو يسمع شلون يعزيه في اخوه وابوه!
التفت ليث على اخوه ونزل لمستواه وهمس بصوت مليان رجفه وغصه: ويحي ياخوي !! خنقتني يا أخويي
بدأ ليث يبكي بشكل هستيري وهو يحاوط وجه أخوه بكفوفه، وقف فجأه والتفت على الشيخ رعد والي كان بالقوه ماسك دموعه ونطق بجديه عكس وضعه قبل ثواني: ألي بيعزيني يعزيني بأخوي! " التفت على أبوه ونطق بحسره وهو يمسح دموعه بطرف شماغه" أما أبوي كان قاطع صلاه يا شيخ
انخنق ليث وصار يشاهق مع بكاه، جلس عالأرض ونزل شماغه ودفن وجهه فيه وبدأ يبكي بحرقه وضيق مافيه ، ماكان يتمنى بيوم انه يعترف في قرار نفسه أن أبوه انسان ما يستحق أن أحد يصلي عليه أو يدفن في مقابر المسلمين! تحسر على أبوه والضياع ألي كان فيه جاهل انه ممكن يموت في أي لحظه واكتفى انه يتشبث بملذات هذي الدنيا!
جلسوا العيال بمستواه وهم يحاولون يهدونه، مد فيصل يده وحاوط راس ليث وضمه لصدره ونطق بصوت مخنوق:ليثث اذكر الله!! اذكرر الله!!!
التفت الشيخ رعد على الممرض ألي كان عاجز يمسك دموعه من المنظر ألي قدامه وهمس له: برسل لك أحد ياخذ جثمانهم بس مع هالحاله ما اضن اننا بنقدر ناخذهم معنا بنفس السياره
هز الممرض راسه بتفهم وبدأ يقفل ادراج الثلاجه تحت أنظار ليث ألي كان رافض رفض تام أن أخوها يرجع لالثلاجه!
رفع ليث حاجبه والتفت على الشيخ ونطق بلا وعي: يا شيخ الجو هنا بارد!! تكفى خلنا نرجعه معنا !
مد أويس يده ولف وجه ليث تجاهه ونطق بحده: أخوككك ماتت!! ما يحس خلاص!!!
أنت تقرأ
" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"
Romance⭕ مختومه في طور التعديل⭕ في حقبه زمنيه قديمه وفي شمال السعودية عام ١٩٧٠ إلى عام ۱۹۸۹ تحديداً، وقت البساطه والتواضع والروح الخفيفه، الوقت الي كان الراديو انيسهم والفانوس نورهم في لياليهم وخيولهم وحميرهم هي وسائل تنقلهم تجمع بين أب ظالم وهمجي يتكلم...