عند العيال وقف خليل وهو يصفق بحماس وعيونه على الشباب ألي جايين وعلى راسهم صحون الغداء : هلا بالحامل والمحمول
وقف أويس وهو يعزز مع خليل: أسفرت وانورت بنموت من الجوع
تجمعو العيال وهم يحطون صحون الغداء عالأرض وغسلو يديهم وبدأو ياكلون؛ شرق مازن باللقمه الي كانت بحلقه ويدق فيصل بكوعه وهو يأشر على كنان وهي جايه عليهم: ويي! شف شف شكله لبس ثوب أبوه وجانا
رفع فيصل راسه وفطس ضحك ولف وجهه عشان ما تشوفه كنان وهو يضحك، لف عليهم أويس : وش بلاكم تضحكون ؟
أشر مازن براسه على كنان ويفطس أويس من الضحك، قربت منهم وهي معقده حواجبها ما تدري وش سبب ضحكهم، لف عليها وليد ووسع عيونه وهو يفسح لها مكان: من لبسك ذا!
نطقت كنان نتجاهلها سؤاله: عدل جلستك ما باكل
عدل وليد جلسته وعيونه على كنان ألي خزت فيصل وأويس بنظراتها ودخلت البيت تشوف أخر التطورات؛ وقف فيصل وهو يغسل يده عالسريع ويلحق كنان : بكره وإذا مره مره بعد بكره ونكون خلصنا
قربت كنان من غرفتها ألي صارت فاضيه تماما وكل اغراضها ألي كانت مبسوطه فيهم راحو مع النار لفت على فيصل ألي كان واقف وراها : ماودي اشتغل برا، بجلس هنا واساعدهم بالدهان
فيصل : براحتك بس مو ناوي تشتري لك ثوب؟ شكلك مره غلط
نفظت ثوبها وهي تتأمله: ماعندي وقت أروح اشتري واحد الحين
رفع فيصل حواجبه : انا وياك نروح الحين !
عقدت كنان حواجبها من حماسه الغريب : ليه متحمس هالكثر
هز فيصل راسه بنفي وهو مبتسم: لا من قال أني متحمس! أبي اتهرب من الشغل شوي تعبت من الصبح وانا اخلط فهالأسمنت ونوزع على بيوت الحاره عشان يرممون بيتهم تحسب أني اشتغلت على بيتكم بس ؟ بعدين ناوي يجينا العيد وانت ما معك ثوب زي الناس!
كنان : أجل بنادي أويس بعد يلحقنا
هز فيصل راسه بأيجاب وهو يلحق كنان ألي راحت عند أويس تقترح له الفكره
عقد أويس بحواجبه: اروح السوق؟!! والله ظهري مفتوح كنه باب شوف أحد غيري
قوست شفتها: انا وفيصل بنروح كنت أبيك تكون معنا
هز أويس راسه برفض وهو يجلس على البلكه : روحو لحالكم وشوله نروح كلنا كننا جيش
لفت كنان على فيصل ألي كان بعيد عنها شوي ورفعت له كتوفها بمعنى مافي فايده ؛ وصى فيصل وليد عالشغل بحكم أنه اكبر شباب الحاره وراح ركض يلحق كنان ألي مشت عنه عشان تاخذ آسر وتروح فيه عالسوق قرب منها فيصل بسرعه وهي يشدها من كتفها : لا يكون ناوي تاخذ آسر معك!
ميلت كنان راسها بعدم فهم: أيه ليه؟
تنهد فيصل : وش ألي ليه تسحبه وراك وين ما رحت خلاص خله يرتاح وبعدين مفتاح سيارة عمك باقي معي خلنا نروح فيها
هزت كنان راسها بنفي: لا لا وينن ما عمري ركبت سياره أخاف والله
مسكها فيصل من ذراعها وهو يمشي ويسحبها وراه : أقول خلك رجال بعد كم سنه ما بتعرف شي أسمه حصان وغصبا عنك تتعلم تسوق وتشتري سياره
تنهدت كنان بضيق وودها لو تسطره كف، ما عمره فتح معها حوار وانتهى بدون ما تتضايق
..
في بيت الشيخ رعد قامت الهنوف وهي تنفظ ملابسها وتتمغط من التعب وعيونها على ملاذ ألي من يوم راحت الديوان وعقلها مو معها فزت على صوت أمها وهي تقول: أحنا خلصنا يالله قومي داخل أمسحي الصحون مثل البرق مو تقعدين تسوين لهم مساج للمغرب اسرعي عشان تاخذين المفارش الصغار وتنشرينهم عالسطح
قامت ملاذ بدون ما تناقش أمها بشي وعلى طول بدأت شغلها وكأنها من أول تنتظر شي يشغل بالها ؛
ريم : واضح أنها متضايقه أو شي من اليوم ساكته ماهي عادتها!
الهنوف: مافيها إلا العافيه لو اتركها تتعود عالكسل وكل ما ضاقت قعدت عز الله راحت فيها
ريم: أيه معليه سنعيها ما قلنا لا بس لا تدلعين اختها وهي لا ما يصير
عدلت الهنوف جلستها : ما علينا من هالسالفه الحين ما ودتس تجيبين أخ ولا أخت لكنان ، مو معقوله ١٩ سنه ولا حنيتي للأطفال وغير عن كذا كنان الحين رجال وانتي أغلب الوقت لوحدتس جيبي واحد تتسلين معه
ريم: من ثنيان؟ لا والله أن يخسي أجيب وغد منه وكنان كافي ووافي الله يحفظه
الهنوف: أيه مختلفنا بس فالأخر هم عزوه لتس قبل أبوهم
ريم : لا تحاولي تقنعيني قلبي طاب وعاف الوغدان الصغار مافيني على الفرقى طول هالسنين وانا على اعصابي اخاف يلحق خواته
كشرت وجهها ونفثت الهنوف على ملابسها : أعوذ بالله انطقي منطق خير الله يهديتس
خلصت ملاذ من المواعين واخذت المفارش عالسطح وهي تنشرهم وعيونها عالوادي مليت راسها بتعجب: الحين ألي شفته صدق ولا" سكتت شوي وعيونها ثابته على المفرش الي قدامها " لو ألي شفته مو صدق أجل ليه خاف ! دقيقه! الحين هي نفسها!! وعمتي ريم !!
فتحت فمها بدهشه وهي تتلفت يمين يسار بعدم تصديق ؛ ارتعش جسمها أول ما سمعت صوت أختها من درج السطح: والله لو أنتس تنشرين للديره كلها ما طولتي تسذا " بوزت شفايفها " المهم أمي تقول أخلصي وانزلي ولد عمي لا يجي مع أويس يريحون شوي بعد الشغل
قلبت ملاذ عيونها وهي تخز يقين ألي تركتها وراحت ونطقت بنبره عاليه عشان تسمعها : كان مديتي يدتس
سفهتها يقين وألي زاد ملاذ قهر وبدأت تتوعد فيها بعد ما تخلص
..
في ديره ثانيه ما تعرفنا على اهلها ولا قد شفناهم! قام للباب بملل وهو يحك راسه ويتثاوب: ياليل الغثاء من جانا الحين
فتح الباب وعدل وقفته أول ما شاف أخته واقفه قدام الباب : أم ليث! باقي اسبوع عالعيد مسرع جيتينا
تجاهلته أم ليث وهي تدخل وتنزل طرحتها: مو مبسوط بجيتي ؟ باقي خلف ورحمه جايين وراي ويمكن ليث يلحقهم
فهد: ما اعرفك تجين إلا بالمناسبات وش عندتس هالمره؟
ألتفتت أم ليث يمين جهت المطبخ : وينها زوجتك؟
جلس فهد على فراشه وهي تلحف: فبيت اهلها " تسند على كفه وهو منسدح" وانتي وش جابتس؟
أم ليث: جايه أشوفك ولا مالي مكان هنا ! " ضربته بخفه على رجله" ما صليت الظهر للحين؟ اذن العصر ترا
فهد بكذب يحاول يصرفها: إلا إلا صليت وش عليتس أنتي وعيالتس إذا جو رجاءا مابي ازعاج
قامت عنه أم ليث وراحت المطبخ تشوف وش تسوي لعيالها قبل ما يوصلون كان الوضع مزري والمطبخ معفوس فوق تحت تنهدت وشمرت اكمامها وبدأت ترتب الفوضى ألي حولها عشان تقدر تشوف لها طريق وهي تطبخ : ما تنلام والله لو هجت بيت أهلها زين أنها باقي متحمله عفنه كلكم يالرجال نفس الطينه
..
عند كنان ألي كانت متمسكه بالباب بقوه وهي تتشهد وتكبر وجسمها كله ينتفظ من الخوف لف عليها فيصل ووسع عيونه بدهشه: والله ما شفت أحد مفلم كثرك! تراني ماشي ٦٠ وش الخوف ذا كله هذا وانا ناوي أعلمك
نطقت كنان بصوت مهزوز : وين هالسوق ألي ما بغينا نوصله!! طولت وانت تسوق
أبتسم فيصل وهو يتأمل ردة فعل كنان على ألي بيقوله: وصلنا من أول بس ما دخلته حبيت العب بنفسيتك شوي
وقف السياره على جنب ونزلت كنان بدون أي ردة فعل قرب منها فيصل وهو مستغرب ما توقع أنها بتسكت : وش فيك لا يكون زعلت!
لفت عليه كنان وعيونها غرقانه بالدموع ودها ترفسه بس فارق الطول والعرض يخليها تتراجع عن الفكره، وسع فيصل عيونه بدهشه ونزل لمستواها: ويي! ليه تصيح!
بلعت كنان ريقها وهي تحاول تقاوم دموعها: شايفني خايف ورافض الفكره من البدايه ومع كذا كنت مبسوط ومستانس على شكلي!
نطق فيصل بتوتر من دموعها ووجهها ألي قلب أحمر: أسف والله لا تصيح معرف أواسي ترا!
مسحت كنان دموعها ألي نزلت بعنف ونطقت بحده
: وين اصرفها ذي! برجع مشي وسيارة عمي ترجعها له
عطت فيصل ظهرها وهي ماشيه تجاه السوق شدها فيصل عشان تقابله ونزل لمستواها: تبي تدخل السوق ووجهك كذا! اقعد هنا شوي ألين يبرد وجهك وتخف دموعك عالأقل
ما ردت عليه كنان واكتفت تتجاهله ودخلت السياره وسندت راسها عالباب بعد ما قفلته ؛ لحقها فيصل وجلس مكان السايق ولا تجرأ ينطق بحرف وكان بكاء كنان وشهقاتها سيدة الموقف؛ حك فيصل راسه بملل بعد ما مرت نص ساعه على هالحال ولف على كنان ألي كانت على وضعيتها: ما ودك ننزل قبل ما تظلم الدنيا؟
فزت كنان على صوته وعض فيصل شفته السفليه بأسف أول ما لاحظ انها كانت بغفوه وفزت على صوته مسحت عيونها وهي تعدل شماغ فيصل ألي كان على راسها: إلا نازل
أبتسم فيصل أول ما لاحظ الشماغ ونزل من السياره يلحق كنان ألي تمشي بخطوات سريعه تحاول تتجنبه؛ دخلت محل الثياب وبهمس: أبي ثوب جاهز
رفع راعي المحل حاجبه ونزل لمستواها يحاول يسمع وش تقول: ارفع صوتك يا ولدي ما عرفت وش تقول
قرب فيصل وهو يلمس الأقمشة ويتأملها: نبي ثوب جاهز لعلبة الفول ألي قدامك
أبتسم راعي المحل وهو ينقي ثوب وكنان ألي خزت فيصل لكن اختارت أنها تسكت ولا تدخل بنقاش معاه؛ طلع راعي المحل ثوب بمقاس كنان ويمده لفيصل: شوف ذا يناسبه ولا ادور غيره؟
اخذ فيصل الثوب وقرب من كنان ألي شد كتفها ولفها عشان تعطيه ظهرها وبدأء يقيس الثوب من ورا رفع راسه لراعي المحل وابتسم: ماخاب ضني يوم جيتك "مد الثوب لراعي المحل عشان يغلفه" هات اثنين نفس المقاس
لفت كنان بدهشه على فيصل: وش ألي اثنين ! بتدفع حقهم أنت؟
هز فيصل راسه بإيجاب: أيه وش المشكله اعتبرها رضاوه
دخل يده لجيبه بس قاطعته كنان وهي تطلع فلوسها بسرعه وتطيح الأعشاب ألي كانت بجيبها ، نزل فيصل عالأرض ورفعه ومده لها: هد اعصابك شوي شوي لا يطق فيك عرق
رصت كنان على اسنانها بقهر : غصب تخليني ثقيل الطينه عند الناس
رفع فيصل حواجبه بأستغراب وهو يمسك فكها : أقول سنونك لا تطيح وانت تطحن فيهم
تجاهلته كنان ودفت يده ولفت على راعي المحل وعطته فلوسه وسحبت الثياب وطلعت ولحقها فيصل بصمت وركب السياره لكن كنان رفضت تطلع وأصرت تكمل طريقها مشي نزل فيصل من السياره واخلاقه فخشمه طفش من اسلوبها وزعلها وحساسيتها الزايده؛ قرب منها وسحبها من معصمها حاولت تفك يدها لكن قوته كانت اضعاف قوتها دخلها داخل السياره بالغصب وقفل الباب من برا عشان ما تنزل ألين يشغل السياره تجاهل أنظار كنان ألي كانت تشرح كل ذره من مشاعرها
تجاه فيصل وأكتفت أنها تنتف شفايفها بشكل هستيري ومتجاهله الضرر ألي سببته لنفسها
..
ظلمت الدنيا وكل الشباب راحو بيتهم رفعت الهنوف العشاء وهي تأشر لملاذ تاخذهم من يدها وتحطهم قدام عمها وأبوها والباقي جلست ملاذ جنب أويس وهي تحط العشاء وعيونها تحوم فالغرفة أبتسمت ريم لأويس وهي تسأله: قلت لكنان ينزل يتعشى؟
أويس وهو يبادلها نفس الأبتسامه: ايه كلمته بس قال شبعان يمكن أكل شي مع فيصل بالسوق
وسعت ريم عيونها بدهشه: راح السوق ؟ وليه ما رحت معه ؟
حك أويس راسه بقلق ما عرف شلون يبرر لعمته أنه كان مكسل يروح معها : كنا مشغولين وملابسه غرقانه وراح يشتري ثوب جديد بدال ألي احترقوا وفيصل كان فاضي وراح يساعده
تنهدت ريم: الله يهديك وعدتني أنك بتكون معه وين ما راح
رفع أويس حاجبه : أفا عليك يا عمه لو ما كنت مشغول ما خليته يروح لوحده بعدين فيصل ولد خالتي مزنه رجال وينشد فيه الظهر لا تخافي عليه
كانت ملاذ تاكل معهم وقاطه اذنها معهم وفي راسها مليون سؤال ومارح تلقى جوابها إلا من كنان نفسها
سحب أويس خبزه وهو يدهنها باللبن وسحب خياره من الصحن ووقف: باخذ هذي له وانتو كملوا تعشوا
هزت ريم راسها برضى؛ لف عليها ثنيان بهمس: لا تخليني اسفل فيك قدامهم! الدلع الزايد ذا ما أبيه ومره ثانيه غصبا عن خشمه ينزل ويتعشى مع الباقيين
أبتسمت ريم للشيخ رعد والهنوف وكملت تتعشى وهي تحاول تتجاهل كلام ثنيان ألي ما يعرف متى وقت العتب ومتى يسكت
رقى أويس الدرج وهو يدندن وأول ما وصل السطح نزل لمستوى كنان ألي كانت تعقد أطراف المفرش وتمتم بكلام مو مفهوم ونزل الخبزه ألي سواها على شكل سندويشه وقربها لها : ادري أنك ما اكلت شي خذها وكلها
كان ودها تكابر وترفضها لكن خانتها معدتها أي صرخت من الجوع وسحبت الخبزه بسرعه : ما عرفتك وانت تهتم
وسع أويس عيونه وهو يقعد على مفرشه : اجحدها بعد اخر مره اعطيك وجه "عدل جلسته وعيونه على قطعت القماش ألي كانت ملفوفه جنبها " وش ذا ألي بجنبك؟ من ناوي تسحر
لفت كنان على القماشه وسفهتها وكملت تاكل: عطتني أياهم أمي أم محمد عشان الزكام
أويس: الجو معتدل شلون زكمت
كنان وعيونها على أويس: قول والله؟ اجل اصبر خلني أسألني " حولت نظرها على جسمها وهي تسأل بأستهزاء" وش فيك زكمت يا كنان ما يصير الجو زين ماهو بجو زكام وحركات مرضى
ضحك أويس على حركتها البايخه وسحب منها القماشه وهو يطل من السطح وهو ينادي : ملاذذ " سكت شوي " يقيينن! عمى وحده منكم تطلع !
طلت ملاذ من الشباك ورفعت راسها على أويس: صمخ انتي وياها " رمى قماشة الأعشاب على راسها وهو يكمل كلامه" غليهم بالماي وحطيهم بستكانة الشاي وهاتيه
سحبت ملاذ الأعشاب وهي تخز أويس وتدخل البيت وتسوي الأعشاب وتحطه عالدرج ؛ نزلت كنان واخذته ورجعت،كان أويس متلحف ونايم شربت الكاسه بهدوء وسحبت فرشها بعيد عنه وتلحفت ونامت
...
تحرك من مكانه بشويش أول ما تأكد أن أبوه رجع البيت ونام لكن باب الغرفه لازال مقفل والجوع يعصر فيه والحرق الي بكتفه كل ماله يزيد ألمه سحب أقرب بلوزه بيضا وهو ينفظها ويربطها على كتفه ويفتح الشباك بشويش ألي كان مطل على حوش البيت من الخلف كان متعمد ما يطلع فالنهار ألين يتأكد أن أبوه فالبيت عشان يكون معه وقت كافي يهرب ؛ نط من الدرشه وجلس بألم بحكم أنه كان حافي والأرض كلها حصى وأعواد صغيره كانت كفيله أنها تسوي جروح طفيفه في باطن رجله ؛ مشى بخفه وهو يحاول ينط من فوق السور حق الحوش لكن كان السور اطول منه بكثير صار يلتفت يمين يسار يدور شي ممكن يساعده ولمح برميل الماي مشى لعنده بخطوات ثابته يحاول يتجنب أي صوت من الأعود ألي تتكسر تحت رجله سحب البرميل ألي كان فاضي من فتره طويله ورقى عليه ونط من ورا السور ماكان في أي فكره براسه او وين يروح بس يبي يطلع من الجحيم ألي هو فيه وقف على أطراف الديره والابتسامه شاقه وجهه تنهد بسعاده أول ما حس أنه في أول خطواته للهروب كمل طريقه لوجهته المجهوله حتى هو ما يدري وين أرضه من سماه مايبي يروح لأصحابه ولا لأهل ديرته ولا يبي يروح لأحد يبي يبدأ حياه جديده بعيده عن علاقات أبوه وعيالهم كانت قرارات سريعه نتيجه لالتوتر والخوف ألي كان مسيطر عليه هو يمشي فالظلام والجوع ألي ينهش جسمه
..
طلع الصبح وكأي يوم عادي وروتين معتاد على شخصياتنا إلا في بيت الشيخ حمد ؛ مسك مازن الورقه وهو يسفطها لاصغر حجم يقدر عليه وحطها تحت المزهرية ألي كانت بزاوية الغرفه وقام ينفظ ثوبه بتوتر عدل شماغه وسلم على أبوه فالديوان وطلع من البيت
مر الوقت وخلصوا الشباب من بيت ثنيان وبيوت الحاره وكان وقت قياسي بالنسبه لهم وهذا كله بسبب تكاتف شباب الديرتين ووقفتهم الوحده جت العصريه وتجمعو العيال فالوادي إلا كنان ألي كانت ترتب البيت مع أمها بعد ما رجعو قوست شفايفها بحزن وجلست عالمركى: راح فستانييي
سحبت ريم المخده وهي تنفظها وترجعها مكانها: فستاني وانا عروس ما كان ودي يروح تسذا بس يالله معليه لعلها خيره
لفت على كنان ألي دفنت وجهها فالمخده بضيق: قوم ساعدني عن الحركات البايخه ذي!
رفعت كنان راسها وهي تعدل شعرها وتسحب غترتها وهي طالعه: بروح أشيك على آسر من قبل الحريق وأنا ناسيه
عدلت ريم وقفتها وهي تتنهد بعد ما طلعت كنان وسكرت الباب وراها دخلت الأسطبل وسحبت آسر وراها وراحت للوادي
..
عدل فيصل جلسته وفتح العزبه وهو يطلع أبريق الشاي: بسوي لكم شاي تبلع الستكانه وراه
تسند خليل عالمركى : خله لك دامك بتبلعنا الستكانات بدال الشاي
قرب أويس من خليل وهو ينسدح ويحط راسه على رجول خليل: خله احمر بالله مو نفس أخر مره أصفر ما قدرت ابلعه
وسع فيصل عيونه بدهشه: شربت اربع ستكانات وتقول ما قدرت تبلعه! بغيت تبلعني انا الله يصلحك
هز وليد راسه يهدي فيها دهشت فيصل: معليك منه يبلع الأخضر واليابس وبعد ما يخلص يبدأ ينتقد
قلب أويس عالجهه الثانيه وهو يكتف ذراعه: الشرهه مو عليكم
ضرب خليل راس أويس بخفه وهو راص على أسنانه بألم: مو مخده عند أبوك ! راسك ثقيل!
رفع أويس يده وهو يقرصه بخفه على فخذه: حدك على أبوي
حك خليل مكان القرصه وسكت أول ما شاف كنان داخله عليهم وهي رافعه أطراف ثوبها وكأنها شايله شي ، تجاهلها فيصل وكمل يسوي الشاي وهو يسرق النظر لها بينهم ، دخلت كنان وهي متشققه من الحنان ألي واضح على وجهها
عدل أويس جلسته: وش بلاك معفط وجهك كذا!
قام وليد وهو يوقف جنبها ويشوف وش شايله: كل ذي التعابير عشان ذا" وأشر بأصبعه على ثوبها "
وقف مازن وهو يحاول يعرف وش ألي معها وابتسم ولف على العيال : أحسب عنده سالفه
تلاشت الملامح من وجه كنان وهي تتلفت عليهم ونطقت بحده : أجل بطلع وارجعها مكانها
ضرب أويس برجله بقلة صبر: يا وغد ما فيني أقوم أشوف وش عندك نزله أشوف
نزلت كنان ثوبها بشويش وهي تحط القطه الصغيره ألي واضح عليها ما كملت شهرين كأنها قطعه من الغيم وعيونها الزرقاء الآسره، ميلت كنان راسها بلطف وهي تشيلها من على الأرض وتحطها على خدها بحنان: شوفوا ما أحلاااهاا
قرب خليل منها وهو يتأمل القطه الصغيره: وي وي تشبهكك تقول أنها أختك بيضاء وعيونها زرق
أويس: كل مره طالع لنا بشي جديد الحين بيسحب على آسر ويقعد يربي ذي
رفعت كنان راسها وعقدت حواجبها: من قال أني بسحب على آسر!
كان فيصل يتأمل ألي يصير من بعيد وكنان ألي بادلته التجاهل قام خليل وهو يسحب خشب كانو جنب البيت من برا وبدأ يكسر فيه وهو يلف على كنان والعيال: تعالو نسوي لها بيت على قدها
وقفت كنان بحماس وهي تحط القطه بحضن أويس ألي كان متقرف ومو طايقها وطلعت تساعد خليل
قعد مازن قدام أويس وهو يمسح على ظهر القطه : وش نسميها ؟
أويس : خل أبوها يسميها هو ألي جابها أنا مالي دخل
نطق فيصل وعيونه على الشاي ألي صار جاهز وبدأ يصبه فالستكانه: مزون
صفق وليد بحماس : الله عليككك والله لايقق
دخلت كنان على صوت التصفيق جاهله الحوار ألي صار مندونها وهي تسأل: وش صاير
لف مازن عليها : سميناها مزون
أبتسمت كنان وهي تجمع كفوفها عند خدها : عجبنيي قدام صدق كنها مزون
دخل خليل وراها وهي ينفظ الغبار ألي عليه: وانت المفروض سموك أهلك مزن مو كنان
تجاهلته كنان وضحكوا الشباب على خليل إلا فيصل ألي أكتفى بأبتسامه عشان يغيضها فقط وقرب من العيال وبدأ يوزع ستكانات الشاي عليهم
..
دخلت مزنه على العنود ألي كانت مطلعه كل ملابسها من الخزنه عشان ترتبهم، وجلست جنبها : الله يحفظتس يا بنتي وش تسوين
العنود: شوفت عينتس يمه أرتب ملابسي انحاست من بعد العرس
عدلت مزنه جلستها وهي تبتسم: يا سبحان الله ألي خلق وسوى
لفت عليها العنود وهي تبادلها نفس الأبتسامه: وش جاب الطاري
مزنه : تشبهين أمك ريوف كأنتس هي كل ما شفتتس تذكرتها الله يرحمها
أبتسمت العنود أكثر وهي تقرب من مزنه وتقبل راسها: يا حظي والله كل ما جاني فضول أروح اشوف المرايه
هزت مزنه راسها بإيجابية نطقت بشبه همس: وش عاد قلتي يا بنتي ماعد عطيتينا خبر ، أبوتس مُصر ما يقول لهم شي ألين يسمعها منتس
عدلت العنود جلستها وهي تعض طرف شفتها السفليه بتوتر وتمثل عدم الفهم: وش يمه
مزنه : سيف ولد خالتتي موضي
نزلت العنود راسها بخجل أخذت نفس تستجمع فيه قوتها : يمه مدري وش أقول بس سيف اصغر مني وانا أحس..
قاطعتها مزنه وهي تحط كفها على كف العنود: يعني ما ودتس صح؟
نزلت العنود راسها بخجل وهي تهز راسها بإيجاب
طبطبت على كفها بخفه : معليه يا بنتي من حقتس تقولين رايتس وابوك مارح يغصبتس على شي ما تبينه
قامت مزنه من مكانها وما ودها تحرج العنود أكثر : يالله يا بنتي أسرعي كملي شغلتس وزيني القهوه والتمر وجيبها بالديوان عند أبوتس
اكتفت العنود بالصمت وهي تهز راسها بإيجاب وكملت ترتب ملابسها وكل جسمها ينفض من الخجل
...
في وجهه مجهوله بين الجبال وشجيرات والحشرات ، سند ظهره على أقرب صخره ووخر عنها بسرعه بعد ما حس بألم بكتفه أول ما لمس ظهره الصخره، تنهد بضيق وهو يرفع القماش الأبيض وهو يشوف وضع الحرق كل ماله يصير أسوء ، بدأ يقطع من الشجيرات ألي جنبه جاهل نوعها وهو يفرمهم بكفه ويحطهم على الحرق ، رص على اسنانه بألم وجسمه كله يرجف من الجوع والتعب ما يدري وين أرضه ولا يدري وين بيروح ، سحب القماشه وهي ينفضها ويرجعها مكانها ووقف وهو يحاول يمشي بخطواته الثقيله بعد ما تسند على عصا يتفادى فيها السقوط
..
" قبل العيد بيومين"
دخلت العنود يدها بصحن الحنا وهي تدهن شعر ليال لتفت على ملاذ ألي كانت جالسه وراهم : ما تبين تحنين؟
ملاذ : لا ما ودي
وسعت غزلان عيونها بصدمه: انتي ملاذ بشحمتس ولحمتس؟ غريبه وانتي ألي تسابقينا عليه
لفت ليال على ملاذ: جد ما بتحنين شعرك؟
ضربت العنود راس ليال عشان تعدل راسها : لا تحركين راسك وانا احنيك
عقدت ليال حواجبها بألم وكملت ليال: وش بلاتس أحد مزعلتس؟
كانت ملاذ سرحانه ومو معهم وعندها شي يشغل بالها من أيام ، عدلت طرحتها وهي طالعه: انا برجع البيت نسيت شي هناك
لفت عليها غزلان وهي تسرح شعرها: وش نسيتي ؟ بعطيك حقي لو معي
هزت ملاذ راسها بنفي وطلعت لفت العنود على غزلان : هذا عذر خليها اكيد عندها شي ما ودها تقوله لأحد
ليال: انا اقول لها كل شي ليه ما تقول لي بعد!
العنود : مو كل شي ينقال يا فالحه خلوها على راحتها
كملت العنود تحني شعر ليال وغزلان ألي كانت تسرح شعرها عشان تحني شعرها بعد ليال
.....
عدلت كنان جلستها جنب آسر وبدأت تظفر له شعره الأبيض وهو ألي كان معطيها الأمان وحاط راسه بحضنها ، فزت كنان بخوف على حركة آسر الغريبه ألي خلته يوقف ويصهل بكل قوته وقفت كنان وهي تسحبه من اللجام تحاول تهديه لكن مافي فايده، لفت كنان على الصوت ألي سمعته وراها وبدأت ترجف بخوف وتبلع ريقها بتوتر وكأن ألي كانت هربانه منه حصل!
تقدمت ملاذ بهدوء وهي تبادل كنان نفس التوتر ونطقت بهمس: خله يهجد عشان اعرف اتكلم معك
عجزت كنان ترفض من التوتر ولفت على آسر وهي تحاول تهديه ، بعد محاولات تهد الحيل هدأ آسر بعد ما جلست ملاذ بزاوية الأسطبل ورجع جلس مكانه ، قربت كنان من ملاذ وجلست قريب منها توترت ملاذ وزحفت شوي تحاول تبعد عن كنان، لفت كنان وهي تقول : وش جيتي تقولين
بلعت ملاذ ريقها وهي تحاول تمثل القوه: أول شي وش اكلمك فيه؟
رفعت كنان حواجبها بعدم فهم : وش تقصدين
ملاذ : أقول انتي ولا انت ؟
بلعت كنان ريقها بتوتر وهي تشبك كفوفها تحاول تخفي الرجفه ألي تملكتها: ما يهمني دام أننا وحدنا
ملاذ: هو ذا البلا أننا وحدنا لو أحد شافنا قلب الأسطبل فوق راسي وراستي
لفت كنان بحده : وش تبين الحين انطقي وفكيني!
رمشت ملاذ بتوتر من نبرة كنان : وش ألي قاعد يصير! هذا ألي أبي افهمه !
كنان : إذا أنتي ناويه تطلعي المتخبي ترا بتتعبين
ملاذ: ليه اتعب! بس كم سؤال براسي وأبي لهم إجابه
وقفت كنان وهي تنفظ ملابسها: عندتس سؤال واحد غيره ما بجاوب
وقفت ملاذ وهي تفرك كفوفها ببعض: سؤالين!
رصت كنان على اسنانه بضيق: انا قلت واحد
بلعت ملاذ ريقها بأستسلام : طيب بس قولي لي مغصوبه ولا برضاتس؟
رفعت كنان حواجبها بدهشه أول ما استوعبت أن ألي قاعد يصير لها ما كان بيدها أبدا ومن يوم تعرف نفسها وهذي هي العيشه الي عايشتها لكن ما تبي تجاوب جاواب ممكن يسيء لأمها أو أبوها، قربت من آسر وهي تمسك الضفاير وتعدلها: غيري السؤال
تنهدت ملاذ وسكتت شوي تحاول تختار سؤال ممكن من خلاله تلقى جواب شافي ويريحها ونطقت : انتي نفسها كيان ؟
أكتفت كنان بالصمت وهي تهز راسها بإيجاب ، وسعت ملاذ عيونها بعد ما اقتنعت وقربت من كنان وجلست جنبها: والله اني كنت حاسه!! أصلا ما في أحد هنا يخلي بنته تركب خيل عشان كذا استغربت، أمي تدري؟
نطقت كنان ببرود تحاول تنهي الحوار ألي بينهم : لا، وانا قلت سؤال واحد ثاني شي لحد يدري عن الي صار بيني وبينتس هنا فاهمه؟
هزت ملاذ راسها بإيجاب ونطقت كنان قبل ما تبدأ ملاذ: والحين ارجعي بيتكم قبل ما يشوفتس احد وانتي طالعه من الأسطبل
قوست ملاذ شفايفها ووقفت بضيق وطلعت لكن جواب كنان كان كافي أنه يطفى نص الفضول ألي كان شاغل بالها، لفت كنان على آسر بضيق وهي تحضن رقبته ونطقت بهمس: ما تدري شكثر يخوفني وجودها حولي احسها تخنقني من الخوف! "ابتسمت بسخريه" ألي كنت اغار منها صارت تغار مني
بادلها آسر الحضن وهو يصهل بخفه وكأنه يطمنها أنه بجنبها
..
عند أويس ألي دخل بيت الشعر بعد ما تصارع مع الأضاحي ووزعهم على بيوت أهل الحاره عشان تكون جاهزه صباح العيد ، سد وليد خشمه بأصابعه من ريحة أويس وهو يدفه برجله يوم قعد قدامه: قم قم تقول كنك طلي جاي من زريبتك
عدل أويس جلسته بعناد وهو يمد رجوله: والله اني قاعد لو تقول وش ما قلت كان جيت ساعدتني لو فيك خير
وليد وهو يتلثم بغترته: حكمة ربي ألي ما عطاني نفس حلالكم يدري أني ما بقدر عليهم
جلس فيصل بعد ما عطى مزون " القطه" أكل وهو يلتفت على العيال: الحين محد فيكم جاه خبر عن ليث
عدل مازن جلسته وهو يحاول ما يخلي السؤال يتشعب : قلت لك أنه قال لي بيروح عند خواله ويمكن يطول عندهم
هز خليل راسه بإيجاب وهو ياكل بذور دوار الشمس: احسن له والله يفتك من مناقرة أبوه شوي
فيصل: هي كويس إذا وقفت على مناقره بس
أبتسم مازن أبتسامه صفرا وهو يحاول يخفي المشاعر الغريبه ألي اجتاحته فجأه : أي والله انك صادق
نزل خليل ألي بيده والتفت على أويس ألي كان يضرب ظهره بقبضة يده يحاول يخفف ألم ظهره : عمك محمد بيعيد هنا؟
أويس: ايه يقول أبوي بكره الفجر يمكن يوصلون
فيصل: يوهه الله يعينك عالغثى من الحين
وليد : يا وجه الله من الحين اقول لك لا تخلهم يدرون عن بيت الشعر
مد أويس يده لكيس دوار الشمس وهو يهز راسه بنفي: يخسون أعلمهم" أومئ براسه على خليل" علم ذا يمسك لسانه
قرب وليد من خليل وهو يشده من زلفه : يا ويلك لو علمتهم من الحين أحذرك
عقد خليل حواجبه بضيق: تستهبلون؟ انا يالله متحمله تقولون لا أعلمهم! بعدين لا تنسون أن هزاع ولد عمك موب غثيث زي الباقي
قطع حديثهم القطه ألي تعلقت بظهر فيصل تحاول تتسلق لكن بحكم ضخامت جسمه طاحت
لف فيصل وهو يضحك: ياوك يالعجيزه
أويس: أول ما جت كنت تتحاشاها وش صار لك ولا عشان كنان مو هنا ماخذ راحتك معها
تجاهله وكمل يلعب مع مزون والعيال كملوا نقاشهم شلون يتهربون من أبن عم أويس وكنان يوم العيد
....
في شمال السعوديه قريب حدود الأردن
ألتفت على أخته وهو ياخذ منها سطل الماي الفاتر والأقرب للبروده : شبي النار إذا تقدرين " حط سطل الماي عالأرض ووقف" خلاص انا بشبها وانتي شوفي الحلال
قربت منه بهمس عشان ألي نايم جنبهم ما يصحى: أخاف تروح عنه ويقوم! خلك جنبه وانا بشبها ماهي بصعبه
مسكها من كتفها: لأني خايف عليج وماضنتي يقوم له ثلاث أيام مندون وعي
فزت اخته على الصوت ألي اطلقه النايم وكأنه يتألم لف عليه وقرب منه وهو يشد عليه: صحيت يا أخوي؟
فتح ليث عيونه بصعوبه وهو يتأوه من الألم : وين..
قاطعه وهو يحاول يريحه: لا تتكلم وانا اخوك إذا قوى بدنك قول ألي فخاطرك
تنهد ليث ونطق بتعب: من انت!
أبتسم وهو يقرب سطل الماي ويبلل قطعة القماش فيه وحطها على جبين ليث ألي أرتجف جسمه من البرد : عواد النسيم
ما انتبه ليث للي قاله عواد بسبب الرجفه ألي تملكته من الكماده ورجع لسباته
ألتفت عواد على أخته ألي كانت تسرق النظر من ورا الباب: يا ظبيه
تقدمت بسرعه وجلست جنبه بقلق: وش صار عليه؟ رجع نام؟
ألتفت على ليث وزم شفايفه بحزن: ليله طويل هذا كله بسبب الجرح ألي على كتفه
هزت ظبيه راسه بإيجاب: أيه ألتهب عليه وصابته حمى
عواد: شبيتي النار؟
ضربت جبينها : نسيت والله هالغريب نساني
عواد : أيه ارمي عيوبك عالناس " تسند عالأرض وقام" اجل انا بشبها
لحقته ظبيه وتعلقت على ذراعه وهي تعتذر منه ، كان ليث واعي ويسمع حديثهم لكن الحمى هدت حيله وعجز يفتح عيونه لهم
بعد كم ساعه طلع عواد عند ظبيه ألي تأخرت برا وهو يتلفت يمين ويسار لعله يشوف زولها ، ركضت له ظبيه وغمازاتها باينه أثر الأبتسامتها وبيدها صحن مليان حليب ومدته لعواد : خذه من يدي نسيت اقفل الشبك
بادلها عواد الأبتسامه واخذ منها صحن الحليب ودخل على ليث ألي صحصح مره ثانيه ، جلس عواد جنبه وهو يحاول يرفع راس ليث بذراعه : أشرب أشرب لا تموت علينا
فتح ليث فمه بصعوبه وهو يحاول يشرب من الصحن، تنهد بعد ما اخذ كم رشفه وهز راسه بنفي وهو يحاول يتجنب الصحن : ماني قادر
نزل عواد الصحن وهو يسحب المركى عشان يسند عليه ليث: لازم تشرب وتقوم على نفسك
اخذ ليث نفس بصعوبه وهو يتألم من كتفه وكأنه نسى الحرق : كتفيي!
عواد : حاولت اداويك بالي اقدر عليه وانت ساعدني واشرب الحليب توه دافي
ليث: الله يجزاك خير بحاول اكمله عشانك
رفع له عواد الصحن وهو يحاول يشربه وتسند عالمركى وهو يحاول ينام من التعب
....
عند أويس ألي أخذ قشور بذور دوار الشمس ورماها بوجه خليل بحده: والله انك تخسي وتعقب!!
رفع خليل يده وهو يشيل القشور من على شنبه وهو يلتفت على أويس ببرود كافي يستفز أويس أكثر: عجبك ولا ما عجبك كنان بيفوز والكل يدري ليه مسوي مصدوم كل سنه!
عدل وليد جلسته وهو يحاوط خصر أويس برجوله من ورا عشان يحجزه وما يقدر يقوم وكان الكل ودهم يستفزون أويس بحكم أن كنان تفوز بسباق الخيل ألي يصير كل سنه بعيد الأضحى كنوع من الترفيه لشباب الديرتين
فيصل: وين روحك الرياضيه ألي غثيتنا فيها؟
أويس: أجل دام السالفه كذا ألي يفوز فينا وش له؟
وليد: إذا الموضوع في مكافئه بشارك بالتحدي وش لي؟
ضحك فيصل وهو يحك شنبه وعيونه عالعيال: الموضوع فيه تحدي!
وقف فيصل من بينهم وهو يحط مزون على راسه : التحدي بيننا كلنا والي يفوز الباقي يخدمونه
صفق خليل بنصر: والله كفووو انا موافق
رفع أويس نظراته على فيصل الواقف وعلى خليل وهو يحاول يبعد رجول وليد ألي جالس وراه : قدام وبيننا من فاز فيكم
سحبه وليد من قفاه وهو يجلس مره ثانيه: هالسنه غير عن كل سنه
لف أويس والعيال وهم معقدين حواجبهم بأستغراب! رفع وليد حواجبه بدهشه: ما كنتوا تدرون!
خليل : وش الغير عن كل سنه يعني
عدل وليد جلسته : هالسنه بيكون في مسابقة القنص من على الخيل ورح يقيمون شيوخ الديرتين مظاهر الخيول
أبتسم أويس بحماس: لعبتيي ذيي بعطي أختي الخيل تزينه لي
أبتسم خليل على الطاري : خذ خيلي معك خلها تزينه لي
جلس فيصل عالمركى وهو ينزل مزون عالأرض : وأختك وينهي ما تزينه لك!
خليل: اخت أيش الله يهديك من يوم تزوجت ما نشوفها إلى فالسنه حسنه كله من زوجها الغثيث
كشر أويس بملامح وجهه أول ما تذكره: يوهه يا شينه من طاري غيروا السالفه
أبتسم خليل ببرائه وعيونه على أويس: بتاخذه؟
خزه أويس لو بيده فقع عيونه بس تمالك أعصابه : يا ثقل طينتك يا رجال
..
سحبت ملاذ مكنسة السعف وهي تهوش ليقين ألي جالسه قدامها تجمع ورد الأقحوان كأنه باقه قربت منها وهي تضرب ظهر يقين بخفه : قومي قدامي ننظف الحوش
عقدت يقين حواجبها وهي تجمع باقي الورد الي كانو في حِجرها: لا تلمسنهم !! بعديي!
رفعت ملاذ المكنسة على كتفها : أقول أمشي يالله عشان ننجز ورنا كعك العيد باقي ما جهزناه
طلت الهنوف من المطبخ وبنبره عاليه: قومي يا بنتي تعاونوا الحوش كبير
قلبت يقين عيونهاط بقهر لأنهم قطعوا متعتها وهي تجهز لأحدهم مفاجأه ، رفعت ملاذ سطل الماي وهي ترشه عالأرض وبدأت هي ويقين يفركون وويزعون الماي بالمكنسه
ملاذ: لمن هالورد ؟
يقين نطقت بدون ما ترفع نظرها ومكمله شغلها: لكنان يزين فيه آسر
عدلت يقين وقفتها وهي رافعه حواجبها : الله!! وش بينتس وبينه تعطينه الورد
يقين: ولا شي بس اعطيهم له واروح وش بلاتس!
انحنت ملاذ وهي تكمل فرك فالأرض: عطيني هم وانا بعطيه
وسعت يقين عيونها بدهشه : وش تعطينه عيب! عالأقل أنا باقي ما اتغطى!
ملاذ: ما بعطيه هو بنفسه لكن بعطيهم عمتي ريم " لفت وجهها عن يقين عشان ما تلاحظ شي على وجهها" لأني سمعت أنهم هاليومين ما يرجعون إلى آخر الليل مع الأضاحي والتجهيزات
يقين: بس الأضاحي وزعهم أويس اليوم كلهم!
لفت ملاذ بنظره حاده : كملي شغلتس وانتي ساكته وافهمي الكلام من الكبار!
كملت ملاذ وقين ينظفون ارض الحوش عشان إذا طلعو عند عمتهم ريم يجهزون كعك العيد والبيت نظيف مشت ملاذ بسرعه بعد ما خلصت تنظيف وسحبت الورد وحطتهم بجيبها وحطت الطرحه على راسها وطلعت مع أمها عند أم كنان تحت أنظار يقين ألي مشت وراهم بقهر فكل مره ملاذ تمشي كلامها عليها
..
عند كنان ألي كانت راكبه خيلها وتدرب عليه بعيد شوي عن الديره وبعيد عن أنظار أهل الديره أنحنت على رقبت آسر وهي تمسح على الظفاير بخفه : كل سنه كنت ما اعرف اطلع من البيت إلا يوم العيد ومع كذا ما كنت تخيب ضني فيك " رفعت جسمها وهي تعدل جلستها: بس هالمره حتى لو خسرنا ما بزعل وجودك يكفيني
حركت كعب رجله بحركه سريعه خلت آسر يركض بأقوى ما فيه كردة فعل لالضربه الي جته من كعبها رفعت القوس وهي تحاول تقنص العلامات الحمرا ألي حطتهم عالشجر القصير لكن كانت تخفق فكل مره تحاول فيها تصيدهم بحكم أنها أول مره تحاول تقنص وآسر يركض كان الموضوع شبه مستحيل بالنسبه لها ، وقفت بتعب وهي تنزل وتنسدح بين الوبل النابت وهي تاخذ نفسها بصعوبه تسندت على كوعها أول ما سمعت صوت خيول جايه عندها وكان فيصل وأويس ووليد وخليل ومازن كلهم راكبين خيولهم ويتسابقون
رفعت كنان ذراعها عشان تحمي عيونها من الغبره الي طلعت أول ما وصلو جنبها وهي تكح : وش جابكم!
نزل أويس وهو تمغط: ياووك متى اخر مره ركبت عالخيل!
خليل: عيد الأضحى الي فات
ضحكو الشباب وهم يجلسون جنب كنان ألي ضايعه وما تدري وش جابهم عندها
أبتسم وليد : تحسب ما بندري وينك؟ " حاوط رقبة كنان بمزح" وراك وراك وين ما رحت
مازن: حلو هالمكان إذا ودك تدرب قبل العيد
أويس : كنان وين ما راح يلقى مكان يتخبى فيه بس وين بيتخبى وانا موجود!
رفعت كنان نظرها على فيصل ألي كان مكتفي بالصمت: وانت جايبينك غصب ولا وش!
_______________
قراءة ممتعه للجميع اتمنى ما تبخلوا علي بكومنت لطيف ونجمه بجمالكم💕
أنت تقرأ
" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"
Storie d'amore⭕ مختومه في طور التعديل⭕ في حقبه زمنيه قديمه وفي شمال السعودية عام ١٩٧٠ إلى عام ۱۹۸۹ تحديداً، وقت البساطه والتواضع والروح الخفيفه، الوقت الي كان الراديو انيسهم والفانوس نورهم في لياليهم وخيولهم وحميرهم هي وسائل تنقلهم تجمع بين أب ظالم وهمجي يتكلم...