في بيت أبو فيصل والي كان يحوس فالحوش ويدور وكأنه يدور على شي ضايع منه! كان واضح عليه التوتر بشكل غريب والي خلاه عاجز يجلس او يوقف فمكان واحد! طلعت مزنه من عند البنات وعقدت حواجبها بفضول بعد ما لمحت حركه غريبه فحوش البيت، ميلت راسها ونطقت بأستغراب: وش تسوي عندك يا أبو فيصل؟ ناسي شي ولا ناقصك شي؟
نطق تميم وكأن وحده من حصى الحوش استقرت بحنجرته: وش تسوون داخل؟ جهزتوا العنود ولا باقي؟
رفعت مزنه حواجبها: مسرع ! شوي ويأذن العصر وتجينا عروس فيصل ونزينهم سوا
قوس تميم حواجبه بعدم رضا: طيب خليني ادخل اشوفها!
مدت مزنه ذراعها وهي تحاول توقفه مكانه وتمنعه يتقدم اكثر ونطقت بتحذير: وين رايح الحريم داخل! واخزيي خزياه، وش بيقولون علينا الناس! على أساس ما شفتها امس ولا قبله!
تنهد تميم والتفت عنها وزفر أنفاسه بشكل اكبر ورجع انظاره لها: مدري وش فيها نفسي يا مزنه! احس ما ودي اخليها تخطي خطوه برا هالبيت!
رفعت مزنه حاجبها وتلاشت فرحتها بعد ما كانت تسجد لله شكر ان العنود بتتزوج للبيت الي ما يبعد عنهم إلا دقايق ما تنعد عالاصابع! نطقت بربكه بعد ما نزلت نبرة صوتها شوي: ليه يا أبو فيصل وش صاير! مازن سوا شي ول...
قاطعها تميم وهو يهز راسه بنفي: لا والله ما لقيت منها إلا كل خير والكل ينشد به وولد اختك مو واحد غريب بس من بعد ما توفى ابوها وانا احسها قطعه من كبدي!
زفرت مزنه براحه ومدت يدها وضربت كتف تميم ونطقت بعتب: الله يسامحك حسيت انك شلعت قلبي احسب صار شي! استودعها رب العالمين والبنت بتتزوج للبيت الي جنبك ليه زعلان! وباقي تلومني يوم رفضت انها تتزوج لولد خويك ذاك!
ابتسم تميم على نفسه: والله ما دريت اني بسوي كذا! هذي هي الأمانه لا حول ولا قوة إلا بالله!
هزت مزنه راسها بتفهم ومدت يدها تحاول تدف تميم وتطلعه برا البيت: اجل روح شوف وش صار عالرجال وايش صار عالخيام الي فالساحه بدال ما تترزز هنا! ومارح تطلع من البيت هذا الين تجيها انت وتزفها بنفسك!
التفتت مزنه عنه ودخلت البيت بعد ما تأكدت ان تميم طلع، قربت غزلان من أمها وهي شايله ولدها بين يديها وتهزه يمين ويسار لعله ينام قبل لا تجيهم كيان ويريحها شوي من بكاه: وين كنتي يمه!
هزت مزنه راسها بنفي وهي داخله: هذا ابوك كان وده يقول شغله وطلع
مدت غزلان ولدها لأمها ونطقت وهي تمثل التعب: امسكيه لي يمه! بشوف العنود وايش ناقصها واشوف المجلس قبل لا يجون الحريم!
اخذت مزنه اوس منه وهزت راسها بتفهم: روحي انا بخمده لك
ضحكت غزلان وهي ماشه عن أمها: الله يحفظك بس خمده خفيفه مو اجيه ماعد القى فيه نفس!
بادلتها مزنه الضحكه ودخلت تشوف وش صاير معهم داخل وتشوف حل لهالولد الي بين يدها
......
في ساحة الديار والعيال الي يروح واحد فيهم يرقص شوي ويرجع يجهز العشاء ويروح واحد وراه وعلى هالحال، اعتدل عواد بوقفته ونطق بربكه: تسمعون الي اسمعه!!
تنهد خليل بقلة حيله: قلت لكم صح عبيد محد يأخذ منه لا حق ولا باطل بس الرعود ما تطمن والله!
هز ايهم راسه بأيجاب ونطق بقلق واضح: العشا يا عيال! لو ينزل مطر رحنا وطي!
زفر عواد أنفاسه ونطق بحزم: قومو بسرعه نسوي خيمه فوق النار والقدور في حال نزل مطر نكون ماخذين احتياطاتنا!
رفع وليد انظاره لعواد ونطق برفض: يا رجال ما بيصير اجلس! ومن فينا باقي فيه قوه يدور شي نسوي فيه خيمه هالوقت!
مد خليل يده وضربه على قفى راسه ونطق بحزم: أقول قم وانت ساكت ما اكلنا تراب إلا من بعد ما استشرناك!
رفع وليد حاجبه وهو يمسح مكان الضربه وعيونه على خليل: قدها؟؟!!
مشى خليل ورا عواد وقلب عيونه وهو يحاول يغيض وليد، اعتدل وليد بوقفته وراح وراهم يساعدهم وياخذ حقه من خليل الي اسرع بخطواته وتجاوز عواد عشان لا يلفيه وليد
ابطئ وليد خطواته بعد ما صار بجنب عواد وابتسم ونطق بسخريه: خواف!! حلال من محطك والله
ابتسم عواد: زين خلنا نعجل عشان نجلس واحنا مرتحين وحتى لو ما نزل نكون سوينا واجبنا!
فجأه حس عواد بيد تسحبه عن وليد الي كان واقف ويناظره باستغراب! اعتدل عواد بوقفته واستووعب انه صار بين الرجال الي يغنون ويرقصون وليث وراه ماسكه من ذراعه ونطق بحماس: تكفى سمعنا شي من عندكم!
رفع عواد حواجبه وهو يحاول يسحب ذراعه من بين يدينه: يا رجال فكني خلني اكمل شغلي!
نطق ليث بأصرار بعد ما شوش الفرقه الي كانت تدق الدفوف وتغني على عواد والكل مصر انه يسمعهم شي من تراثه! نطق عواد والاحراج واضح على وجهه: تكفون خلوني انا يالله متذكر ديرتي!
ردو عليه بالرفض وخليل ووليد دخلو بينهم يحاولون يقنعونه، تنهد عواد ونطق بمحاوله اخيره لاقناعهم: صوتي شينن! خذو خليل واستفردوا فيه!
نطق خليل باعتراض: لا تحاولل! " مد يده واخذ واحد من الدفوف وقرب لعواد: قلي وش اللحن وبسمعك احلى دقه وانت غن!!
مرر عواد نظراته على الجالسين وانحرج اكثر اول ما لمح فيصل ومازن والي كانو يأشرون له برجاء ما يكسر لهم هالرغبه!
مد يده واخذ منهم الميكرفون وهمس للعيال الي جنبه: رددو وراي فاهمين؟ الي أقوله قولوه
هزوا روسهم بتفهم وبدأ خليل وباقي العيال يدقو بدفوفهم اول ما شافوا إشارة عواد الي بدأ بصوت رجولي:
أنت تقرأ
" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"
Romance⭕ مختومه في طور التعديل⭕ في حقبه زمنيه قديمه وفي شمال السعودية عام ١٩٧٠ إلى عام ۱۹۸۹ تحديداً، وقت البساطه والتواضع والروح الخفيفه، الوقت الي كان الراديو انيسهم والفانوس نورهم في لياليهم وخيولهم وحميرهم هي وسائل تنقلهم تجمع بين أب ظالم وهمجي يتكلم...