البارت التاسع والعشرون

1.7K 49 22
                                    

شرقت مسك بريقها وهي تتكلم وبدأت تكح بشكل هستيري! وسع الشيخ رعد عيونه بصدمه ومشى بخطوات سريعه تجاه الديوان، كان جاهل وين كان يمشي او شلون كان يمشي! كان جاهل شلون وصل بهالسرعه قدام الباب وكأنه امتلك قوه خارقة!!
بلع ريقه بصعوبه وباب الديوان قدامه مفتوح لدرجه كافيه تسمح لخيوط الشمس تدخل عليه وتبين تفاصيله، بدأ يمشي بخطوات ثقيله وهو يتأمل الصحون المتكسره قدامه! رفع انظاره بثقل يحاول يغصب نفسه ، شهق انفاسه بضعف وهو يشوف الدم المنتثر بكل مكان حتى سقف الديوان ما سلم منه!
كان ثنيان مرتمي على طرف المركى والدم يحاوط صدره ورقبته يدل على الدم ألي نزل بغزاره! كان واضح انه نحر نفسه بقطعة زجاج مغروسه في كف يده!
طلع من الديوان بخطوات سريعه ووقف قدام الباب وبدأ يسحب انفاسه بشكل هستيري! جلس عالأرض تحت أنظار الهنوف الي كانت محاوطه فمها بصدمه وملاذ الي ضامه مسك لصدرها تحاول تهديها مو فاهمه شي!
سحب الشيخ رعد شماغه من على راسه بأهمال ودفن وجهه وبدأ يبكي بحرقه! تمنى من كل اعماق قلبه لو انه ما مات هالموته! رفع يده وبدأ يضرب راسه وهو يلوم نفسه على تقصيره تجاهه!!
طلع أويس من غرفته وهو معقد حواجبه بأسغراب وقرب من أمه ونطق بهمس قبل ما يلاحظ ابوه فالحوش: وش بلاكم من سارق لونكم!
التفت عالحوش وفتح فمه بصدمه من منظر ابوه قدام باب الديوان! رفع طرف ثوبه ومشى لأبوه بخطوات سريعه وشده من كتوفه: وش صاير يبه! وش بلاكم تنوحون!
انفجع أويس من منظرهم جاهل عن الجثه البارده الغارقه بدمها وراه! كان يضن ان أبو مسك بلاه شي بحكم حالتها المزريه بعد الي شافته!
ارتخت اطراف الشيخ رعد وسند ظهره على كتف أويس ونطق بصوت مبحوح: عمك ثنيان أنتحر..
تجمد أويس مكانه وتوسعت عيونه بعد الي سمعه بصدمه!! فقد توازنه والتفت وراه وشاف الفوضى والطامه الي صايره هناك!!
انتشر الخبر في الديار بثواني! وما عدت دقايق والجنايات فالبيت، تجمعوا الناس في مجلس الشيخ رعد والي كان خاص فالمناسبات الكبيره بس! من كان يتوقع انه ممكن يفتح هالمجلس بيوم عشان عزا اخوه! بدأو الرجال يهمسون بين بعض ويتسائلون عن وضع ثيان وكل واحد يفتي من راسه ألي يقول "هذا غضب ربي وجزاته النار" والي يقول "الموضوع مافيه نقاش المنتحر مخلد فالنار" والثاني يرد عليه "هذا كلام ما يختلف عليه اثنين!!"
وقف الشيخ رعد على رجوله بصعوبه والتفت عالرجال الجالسين بمجلسه ونطق بصوت رجولي بارد! مليان انكسار وجفا: الي جاني يعزيني فأخوي على عيني وراسي! لكن الي جاي يقرر هو للجنه أو للنار اتمنى يتفضل الباب يوسع جمل!
وقف الشيخ حمد وحاوط كتوفه وجلسه بالغصب وهمس: استهدي بالله يا رجال! محد جاك يتشمت بمصيبتك!
عقد رعد حواجبه بأستنكار: انت ما سمعت الي يقولونه؟ وكأن ربي ولاهم على خلقه وكل واحد يستنتج من راسه! شلون يحاسبون مجنون!!
تنهد حمد بقلة حيله وهز راسه بتفهم: الله يأجرك في مصيبتك يا أخوي بس ولو سو نفسك ما سمعت فالأخر رب العالمين الي بيحاسب ويعفو!
قوس رعد حواجبه بضيق ونطق بهمس وهو يضرب صدره بخفه: انت شايف وش بلاني ربي فيه!! تشوفها بسيطه يابو مازن!! انكسر ظهري! هالرجال ما شفت منه خير لا منه حي ولا ميت وش اسوي بنفسي!!
قرب أويس من أبوه بعد ما طلعت فرقة الجنايات وأخذوا معهم جثة ثنيان من الديوان ونطق له بهمس: الجنايات راحوا
بلع رعد ريقه بصعوبه ونطق بتعب: يا ولدي الله يصلحك ما ودي ادخله! قفله او ادخل نظفه المهم ماودي اشوفه!
تنهد أويس بقلة حيله وهز راسه بتفهم ومشى بخطوات سريعه ينفذ كلام أبوه قبل ما يروحون رجال الديره للديوان ويزيد الحكي بينهم بعد ما يشوفون المنظر!
تنحنح تميم وفيصل وراه وهم داخلين المجلس وقرب من رعد ونطق بتردد: الله يحسن عزاك، كلنا فهالدرب بعد عمر طويل!
التفت رعد على تميم الي جلس جنبه ونطق بحسره: ليته هرب ودعمته سياره ولا مات هالموته!!
قاطعه تميم ونطق بحده: استغفر ربك!! أخوك مريض وماعليه من ما صابه! انت تتوقع لو انه كان صاحي وبوعيه كان سوى هالسواه!
نزل رعد راسه وسحب طرف شماغه وضغط مدامع عينه يحاول يداري دموعه من هول المصيبه ألي هو فيها!
.....
في بيت الجد صالح وهو واقف قدام باب البيت ، هز راسه بتفهم لالرجال الي كان واقف قدامه ودخل البيت ، طلعت له ريم وهي تحوس الطرحه على راسها: من جاك الحين يبه! غريبه!
حاوط كتفها وهو يدخلها للبيت ونطق بتوتر: ادخلي يا بنتي واقول لك
حست ريم بخوف من تصرف أبوها وجلست وسط المجلس ونطقت بقلق بعد ما جلس ابوها جنبها: ها!!؟اقلقتني!
بلع الجد ريقه بحيره ونطق بعد دقايق : ابو كيان توفى" مد يده وشد على كفها ونطق بتحذير بعد ما لاحظ الصدمه على وجهها" ما لفيت ودرت! ادري فيك فطينه واللف ما يفيد معك عشان كذا قلتها صريحه!
انصدمت ريم من الكلام الي يقوله لها فجأه! بلعت ريقها بعدم تصديق ونطقت بشك: متأكد يبه من الخبر ألي جاك ؟!
رفع حواجبه وهز راسه بكل ثقه: أكيد الرجال قال الجنايات في بيت اخوه الحين يفحصون المكان!
عقدت حواجبها ونطقت بشك: شلون مات مو فاهمه! تو قبل كم يوم رحت انت وكيان ولما سألتها قالت مافيه إلا العافيه! شلون كذا فجأه!!
سند ظهره ونطق بشك متبادل: الله أعلم! بس دام في جنايات يعني الموضوع مو موته عاديه!
زمت شفايفها ونطقت بربكه وبهمس: لا تفتح السالفه لكيان إذا جت! أنا بعدين بفتح معها السالفه وأمهدها لها!
رفع الجد صالح كتوفه: انتي ادرى ببنتك شوفي شلون تعطيها الخبر! انا أخاف ابين سعادتي وانا اكلمها!
تنهدت ريم ونطقت بضيق: لا تقول كذا الله يحفظك! مو خايفه من شي كثر ردة فعله وش بتكون!
عند كيان الي كانت تتأمل الورد الأصفر الي جمعته من اطراف الديره ، حطت كم غصن على شعر آسر وجمعت الباقي عشان تهديها أمها وهي راجعه، وقفت مكانها بصدمه وهي تسمع الحريم الي جنبها يهمسون بينهم!كان اسم ابوها واضح بين كلامهم! عقدت حواجبها بأستغراب من الكلام المتداول بينهم وكأنهم يتعمدون يسمعوها لكن فالواقع ماكانوا يدرون انها حولهم حتى! وقف شعر جسمها بدهشه من الي سمعته واستوعبته من كلامهم! طاحت الوردات من بين اصابعها وبدأت تركض تجاه البيت من دون وعي! نست تجر آسر معها أو حتى تنتبه عالطريق الي كانت تمشي منه! زلقت رجلها بحصى صغيره وطاحت على وجهها مندون ما تحس!
همهمت بألم بعد ما ضربت ركبتها بالحصى الصغيره وكفوف يدها الي تجمعت عليها التراب والي كان كفيل يسبب لها جروح طفيفه على ركبتها وباطن يدها، اعتدلت بوقفتها بصعوبه وكملت مشيها بدون اهتمام للألم الي قاعده تحسه بمفاصلها!
دخلت بيت جدها بخطوات عرجاء ودموعها مغرقه عيونها! عاجزه تدري عن سببها بالضبط! هي تبكي بسبب الي سمعته او الطيحه الي طاحتها كانت تألم لهالدرجه!
فزت ريم من مكانها أول ما شافت كيان داخله عليهم بهالمنظر والجد صالح وراها ونطقت بصدمه: أسم الله عليك وش بلاك!
شهقت كيان وهي تحاوط ركبتها بعد ما جلست عالأرض ونطقت بأنفاسك متقطعه: جرحت رجليي!
نزلت ريم لمستواها ونطقت بقلق: وش صار لك يا بنتي! طحتي وانتي راكبه فوق آسر؟
هزت كيان راسها بنفي عاجزه تنطق أي حرف بسبب شهقاتها ، قوست ريم حواجبها بحيره والتفتت على أبوها ورجعت انظارها لكيان: زين وش بلاك!!
زادت شهقات كيان أكثر تحت نظرات ريم والجد صالح المصدومه بالي قاعد يصير قدامهم! بلعت ريقها بصعوبه ونطقت بأنفاس متهالكه: أ...أبوي إنن...إنتحر؟
وسعت ريم عيونها بصدمه والتفتت على أبوها ونطقت بعدم استيعاب: ثنيان انتحرر؟؟
رفع الجد صالح حواجبه بصدمه وهز راسه بنفي: والله ما عندي ألي معلومه يا بنتي!
التفتت ريم لكيان ونطقت بدهشه: وانتي شلون عرفتي! من قال لك هالكلام!
رفعت كيان راسها ومدت يدها تأشر على الباب الي وراها: حريم الحاره قالوا! وحده قالت أبوها نحر نفسه ومات! والي جنبها تقول ان انا السبب وان...
قاطعتها ريم الي نطقت بحده : ايشش!!! أص لاعد تتكلمي! شوي ونعرف ايش السالفه !!
رفعت كيان حواجبها بدهشه: بننتظر هنا الين يجينا تأكيد الخبر!! يعني كلامهم جد وابوي مات!
فز الجد صالح من مكانه ونطق : بروح اتأكد الأن ولا يضيق خاطرك! " التفت على ريم وكمل" اقعدي معها لا تخليها ألين ارجع!
هزت ريم راسها بتفهم والتفتت على كيان الي كانت منهاره بكي عاجزه تعرف السبب بالضبط! كانت تمسح باطن كفها بطرف اصبعها وهي تأن بألم لكن ألم قلبها كان أكبر والي كان كفيل يخليها تنفجر بهالشكل على شي تافه!
كانت ريم قادره تتحكم بمشاعرها في هذي اللحظه بحكم انها تخطت ثنيان من فتره طويله ومشاعرها تجاهه مثل أي رجل غريب في حياتها!
أما كيان الضايعه والي عاجزه تعرف سبب بكاها من أيش! كان ألم الجروح البسيطه على ركبتها وكفوف يدها مو كافيه عشان تسبب هذا النوع من الانهيار!!، والجد صالح الي وصله خبر موت ثنيان بس جاهل عن التفاصيل الي حكتها له كيان! قشعر جسمه من الفكره شلون لو كان واقع! ركب سيارته على عجل ومشى مندون ما يهتم بأي أمر من أمور السلامه ألي كان أغلب أهل الديار يتجاهلها ولا يهتم لها !
وقف فيصل ورا أويس ألي كان يسفط المخدات والمفارش الي كانت على ارضيه الديوان بعد ما تغرقت بدم ثنيان! ، بلع ريقه ونطق بتوتر: روح ارتاح وانا بكملها عنك!
كان فيصل راثي لحالة أويس وأهله بحكم هول الموقف!، اعتدل أويس بوقفته والتفت على فيصل: اورح اقعد وش اسوي؟ انخنقت حتى الدمعه مو راضيه تنزل!
قرب منه فيصل ومسح ظهره بخفه:المفروض تطلع حزنك وما تكبته عشان لا يصير لشرايينك شي!
ضحك أويس بسخريه والتفت على المفارش يمكن تلهيه: خلاص وانا اخوك والله ان موته رحمه لنا وله ! ما خلى أحد في حاله حتى الناس الي جايه تعزي بعد ما سمعوا بالخبر ما يدرون هم يترحمون عليه أو لا! ما يدرون حتى إذا بيحضرون صلاة الجنازه !! الكل قاعد يقول كافر منتحر والثاني يقول مجنون ! وش الأشاعه ألي نمشي معها برأيك؟!
زم فيصل شفته بربكه عاجز يرد عليه وكمل أويس: حتى الإشاعات مو كذبه عشان نقدر ننكرها!!
رفع فيصل يده وبدأ يمسح حواجبه بحيره : والله مدري وش اقول..
جلس أويس عالمركى بتعب: أمرنا لله، ولا اعتراض على قضائه وقدره الحمدلله على كل حال
ابتسم أويس بسخريه بعد دقايق صمت والتفت على فيصل المرتبك جنبه ما يدري شلون يتصرف : تصدق وش قال أبوي؟
رفع فيصل حاجبه وهز راسه بنفي وكمل: يقول لو انه انعدم كان ارحم له او مات تحت يدينه عشان يفتك من القيل والقال! ارتحت لما سمعته قال كذا حست اني مو الوحيد الي مو زعلان على موته حتى!
عقد فيصل حاجبه: شدعوه يا رجال هذا عمك طبيعي تزعل عليه حتى لو انه اكبر مخطي !
تجاهل أويس كلام فيصل الي كان اغلب تفكيره في كيان وشلون حالها بعد ما تسمع بخبر موت ابوها وبهالطريقه!! تنهد بقلة حيله وضعف وهو يشوف حالة أويس وأهله وعاجز يتصرف شلون لو كانت كيان معه شلون يواسيها!! وكيف يسويها! هل يجيها يعزيها كبنت مجرم أو بنت مجنون!!؟
....
في بيت الجد صالح والجو البارد المسيطر على البيت! دخلت ريم وبيدها صحن ماي صغير وقربت من كيان ورشته على وجهها بقوه! كانت ريم خايفه على بنتها تنصاب بصدمه أو يصير حالها نفس ابوها قبل ما يموت! شهقت كيان من الماي البارده الي انكبت على وجهها ونطقت ببكي: وش تسوين يمه!!
عقدت ريم حاجبها ونطقت بحده: اصحيي! أبوك كان مجنون والي سواه وارد المفروض ما تنصدمي!!
رفعت كيان حواجبها بدهشه : بس هذا أبوي! يمه هذا مو رجال من الشارع ما اعرفه ولا يعرفني!
قاطعتها ريم وهي تهز راسها بأيجاب: ادريي عشان كذا امسكي نفسك! المفروض تنبسطي انك افتكيتي منه!
ماكانت ريم بهذي الصلابه بالعاده! لكن منظر بنتها المنهاره قدامها خلاها تستوعب البكي فهالوقت ما بينفعها!
قوست كيان حواجبها : من قال لك انه كان شين طول الوقت؟ ايه صح ماعد صار يطيقني بعد ما درى اني بنت بس ماكان يعاملني كذا قبل!
زفرت ريم انفاسها وهزت راسها: بالضبط! لأنه ماكان يعرف حقيقتك! بس شفتي شلون رماك لما عرفها؟ الأباء يسوون هالسواه؟ يو...
قاطعتها كيان وهي تمسح قطرات الماي من وجهها بأهمال: ما خلا مجلس فالديار ما تباهى فيني عندهم! كان يخليني براحتي ما تحكم فيني نف...
قاطعتها ريم بحده : لأنه ماكان يدري انك بنتت!!!! ولانه ما كان يدري سمح لك تسرحي وتمرحي مع ولد عمك واخوياه!! لو ما كنت امنعك كنتي نسيتي انك بنت؟؟ لازم تفرقي بين الوهم الي كنتي تعيشينه والواقع الي فرض علينا بعد ما انكشفت الكذبه!
زاد بكي كيان واختلطت انفاسها بشهقاتها، مهما حاولت تفكر بتصرفات ابوها العنيفه والهمجيه تجاهها وتجاه أمها كانت لحظات لطافته في صغرها تشفع له في نظرها! مهما كان تفكيره عقيم ومحدود في رغباته لكن فكرة ان الناس تتكلم عن ابوها بسوء تقهرها!! مهما كان هذا أبوها!!
زفرت ريم انفاسها وهي تحاول تتمالك اعصابها وجلست قبال كيان ونطقت بجديه: تمام أبكي وطلعي الي في قلبك لكن بشرط!
بلعت كيان ريقها ورفعت نظراتها لأمها الي كملت بحزم: ثلاثه أيام! طاقة الحزن الي فيك هذي عندك ثلاثه ايام تفرغيها! غير عن كذا ما اسمح لك فاهمه؟
رفعت كيان حواجبها بعدم فهم: يعني حتى بحزني مقيده؟ مقدر اكون مثل غيري لو مره؟
عدلت ريم جلستها وكملت بنفس النبره: مو أنا الي شارطه عليك هالشي من راسي! وانتي ادرى! لكن عشان تدرين ان مافي شي فحياتك يستاهل انك توقفيها و وتنهيها عشانه، بعطيك ثلاثه ايام ما بتدخل بأي تصرف تسويه لكن غيرها أنا ما اسمح لك
أكتفت كيان انها تدفن وجهها في مفرشها وتبكي بصمت بعد ما قامت ريم من جمبها وطلعت من الغرفه
.....
أذن العصريه والناس كل مالها تزيد توافد على بيت الشيخ رعد، مو حزن على الميت لكن فضول عشان يعرفون القصه كامله! كان الأنتحار في هالديار عمل إجرامي بحت ولا يستثنى منه مجنون او طفل والكل آثم مهما كان عمره او كانت عقليته!
دخل محمد اخو الشيخ رعد وعياله المجلس بعد ما دخل زوجته عند الحريم ووقف قدام رعد الي كان هلكان وتحت عيونه اكتسى بالظلال، في قسم الحريم فزت مسك من مكانها بدهشه أول ما لمحت أمها وارتمت بحظنها وبدأت تبكي بحرقه!
وسعت أصايل عيونها بدهشه من منظر بنتها والتفتت على الهنوف ألي كانت مميله خدها على كفها: لا حول ولا قوة إلا بالله!
قربت ملاذ من عمتها تسلم عليها وجلست جنبها وبدأت تحكي لها الي صار ، كان الكل متضايق ولا له أي رغبه يتكلم او يسوي أي نشاط ، ميلت مزنه لأصايل ونطقت بهمس: وين بنتك الصغيره؟ وين حطيتيها!
ردت أصايل بنفس المبره وهي تمسح بطنها بخفه: حطيتها عند اختي ومن يوم كملت ثلاث اشهر بطلت تشرب مني عشان كذا ما شلت همها
قوست مزنه حواجبها بعتب: كنتي هاتيها عالأقل عشان تشوفها اختها مسك!
التفتت أصايل عنها ونطقت بدون اهتمام: عادي مو لازم يا كثر الوغدان فهالديار والبيت مفتوح للناس وين اروح انا وياها! خليها هناك احسن بعيد عن الازعاج
زمت مزنه شفايفها واكتفت بالصمت بعد ما حست بانزعاج أصايل بعد سؤالها!
قربت ملاذ من أمها ونطقت بهمس بعيد عن الحريم الي متجمعين فالبيت: عمتي ريم بتجي ولا بتفتح بيتها للعزا بعد ولا وش الس...
قاطعتها الهنوف بعتب: وقته الحين يا بنتي! وعمتك خلعته من فتره طويله ليه تفتح بيتها للغزا!!
رفعت ملاذ حواجبها بدهشه: كيان بنته يمه!
هزت الهنوف راسها بتفهم: أدري بس حتى ولو كانت بنته ما اضن انهم بيفتحون عزا تو شفت ابو ريم داخل المجلس قبل شوي
جلست ملاذ قبال أمها بقلق: لا سلمنا منه حي ولا ميت!
عقدت الهنوف حواجبها بتعب وضربت ركبة ملاذ بخفه عشان تراقب كلامها!
في مجلس الرجال دخل الجد صالح وقرب من محمد ورعد ونطق وهو ينعاهم: الله يحسن عزاكم مأجورين يا عيالي
زفر رعد انفاسه بضيق وهو يهز راسه بتفهم: ارتحت يا عمي انت وبنتك؟ هذا هو مات ولا ازيدك من الشعر بيت مات منتحر!
التفت محمد على اخوه ونطق بأحراج: وش تهبد مو وقته!
هز الجد صالح راسه بتفهم: الخيره فيما اختاره الله خلك راضي وربي بيعوضك انت وذريتك، انا جاني خبر وفاته بس ماوصلني انه انتحر!
أبتسم رعد : شفت شلون مات موته شينه نفس فعايله؟ ماعليه حسافه بس زعلان على نفسي واهلي
مد الجد صالح ذراعه وتمسك بكتف رعد ونطق بحزم: لا انت ولا انا ولا احد له الحق يحاسبه ويحدد مصيره! مهما كانت فعايله! ودام انه بين يدين ربه نرحم حالنا ونستغفر ربنا كلنا ماشيين هذا الطريق
عض رعد شفايفه وهو يحاول يكتم بكيته الي طلعت منه بدون ما يحس، حس رعد بالندم تجاه اخر رغبه كان اخوه مصر عليها! كان يحاول يرمي اللوم على الجد صالح الي منع كيان تحقق هذي الرغبه الأخيره له واصر انها تطلع له بهيئتها الحقيقيه عشان يتقبل الأمر الواقع!! ومهما حاول يرمي اللوم عليه يستوعب ان الجد صالح على حق وطلباتهم كانت غير معقوله ولا يقبلها عاقل!
كانوا اغلب الجالسين مستغربين وشامتين من زعل الشيخ رعد على اخوه بحكم ان سمعته كانت متدهوره من قبل لا ينجن حتى! شلون يزعل عليه وهو كان السبب بنص البلا الي جاهم وانحطاط سمعتهم! ليه زعلان على اخوه بدال ما يحمد الله ويبوس يده وجه وقفى ان ربي اخذه وافتك من أذاه!
كان الكل جاهل عن مشاعر رعد وكيان تجاه ثنيان حتى لو كان طاغيه بنظر الباقي!
....
دخل ليث البيت وهو معقد حواجبه بأستغرب وهو يتلفت يمين ويسار بسبب الهدوء الغير طبيعي فالبيت!، طلعت ظبيه من المطبخ وهي تمسح كفوف يدها بطرف منشفه صغيره، انتفظت بخوف أول ما لمحت ليث : متى جيت!
تقدم لها ليث بخطوات سريعه : وين الباقي؟
اعتدلت بوقفتها: وين كنت! ما رحت بيت الشيخ رعد؟ الكل هناك حتى خالتي ورحمه!
ميل راسه بعدم فهم: ليه وش المناسبه!
مدت يدها وجمعت الملابس المبلوله والتفتت له: يقولون توفى ثنيان ابو كيان والكل راح يعزي الشيخ
وسع ليث عيونه بدهشه وشدها من كتفها: صادقه ولا تمزحين!! ثنيان توفى؟!وانتي ليه قاعده هنا لوحدك!
رفعت ظبيه حواجبها بأستغراب: وش بلاك نفظتني! وش مصلحتي عشان اكذب عليك
نزل ليث يده وأشر عالملابس الي بين ذراعها: قاعده هنا لوحدك عشان هذا؟
هزت ظبيه راسها بأيجاب ومشت عنه عشان تنشرها عالحبل: أجل أخليهم لمن! بتعفن لو خليتهم
رفع ليث حاجبه: بس الجو براد ما بيجيهم شي
التفتت ظبيه له : وش ودك انت الحين! اقلقتني ترا!
هز راسه بنفي والتفت على غرفته: أبد بس ما توقعت برجع والبيت فاضي
دخل غرفته وبدأ يحوس بين ملابسه ، بعد دقايق طلع وهو يحاول يخفي ابتسامته، التفتت له ظبيه ورفعت حاجبها بأستغراب: ساعه عشان تطلع وانت لابس الوشاح! ناوي تروح العزاء؟
هز ليث رأسه بأيجاب : المغرب قرب والجو يبرد فالليل أكثر ! وبروح اشوف الشيخ رعد واخذ امي ورحمه
هزت ظبيه راسها بتفهم: زين بس مو كأنه عيب تروح وانت تبوسم بهالشكل!
حس ليث على نفسه ونطق بأنكار: وش ابتسم له!! كملي شغلك وادخلي الدنيا برد!
تنهدت وأبتسمت ناقده عليه بعد ما طلع وهو يحاول يصارع الأبتسامه ألي بين شفايفه قد ما يقدر وما يطلع شكله غبي بين الرجال!
.....
تجمعوا العيال فالديوان بعد ما تعاونوا مع بعض عشان يرتبونه ويمسحون الدم المتناثر في زواياه ويرصون المراكي والمخدات في زاوية الديوان ، طلع أيهم من الديوان بخطوات سريعه تحت أنظار اخوياه وبدأ يرجع كل الي فبطنه! كان الديوان مكتسي بريحة الدم وزفارته بشكل مقزز! حاولوا ينظفون بكل الطرق بس مافي فايده!
تنهد أويس وأشر لهزاع الي جالس قباله: رح شف وش صار عليه
قام هزاع مندون أي نقاش ولحق أيهم، التفت أويس على العيال ونطق بتعب: كفيتو ووفيتو بكره إن شاء الله بشوف أنا وأبوي حل لهالريحه
مد وليد يده وأشر عالمراكي الي كانت فالزاويه: هي البلا صدقني! لو نطلعها تحت الشمس يمكن يروح شم الدم وبعدها إذا فضيتوا غسلوها!
قلب فيصل عيونه : زين طلعناها الحين من وين بنجيب الشمس؟ الدنيا مغرب يا فهيم!
هز وليد راسه بأستفزاز: ادري يا ذكي افهم الفكره أول! ما قلت نفذها الحين!
عقد مازن حواجبه بعتب: خلاص انت وياه مو وقتكم ظهري تصلب أكثر من حكيكم!
تنهد عواد وقام من بينهم ودخل بين الرجال وجلس معهم بعد ما غسل يدينه وارجوله بعد النتظيف، دخل عليهم ليث وسلم على أهل العزا والتفت عل عواد الي كان جالس بطرف المجلس: وين العيال!
التفت عواد عالديوان وأشر له عليه ، هز ليث رأسه بتفهم ودخل عليهم وهو يسلم، ردو عليه السلام ووقف مكانه وفيصل يقول بسخريه يحاول يلطف الجو: شف من شرفنا! لما خلصنا تنظيف تذكر يدخل علينا
هز مازن راسه يعزز لفيصل: متفق مع عواد والله أعلم!
أبتسم فيصل: هذا النسيب ولا بلاش!!
رفع ليث حصى صغيره من باب الديوان ورماها على فيصل بمزح: تو جاني العلم وجيتكم على طول!
قرب ليث من أويس وجلس جنبه: عظم الله أجركم
هز أويس راسه بتفهم والتفت على ليث وطاحت عيونه على الوشاح ونطق بمزح: رحت تكشخ قبل لا تجينا؟
رفع ليث حاجبه بدهشه وهز راسه بنفي: لا والله بس تدري لي كم يوم اشتكي من أذ...
قاطعه أويس بأبتسامه طفيفه: بلاك انخرشت! امزح معك
التفت ليث على العيال بعدم استيعاب بعد ما لاحظ ان الكل يحاول ما يجيب طاري العزا ويفتحون سوالف عاديه تخصهم!
رفع راسه وعقد حواجبه بأستغراب والتفت على العيال: وش الي عالسقف!
انسدح مازن بتعب: بالله لا تجيب الطاري! سوينا كل شي ولا قدرنا ننظفه!
رفع ليث حاجبه والتفت على أويس: وخليل الخشبه ما ملا عينكم؟ " سكت لثواني وابتسم" نسيت انه ما يط...
قاطعه صوت خليل وهو داخل عليهم بعكازه الخشبي وفزو له العيال يساعدوه ، ضحك وليد والتفت لليث: يجونك الجن إذا ذكرتهم
رفع خليل حاجبه بعتب: من تقصد يا رخمه!
هز وليد راسه بنفي وأشر على ليث: أقصده ما اقصدك انت!
رفع ليث حاجبه : صدق انك قليل ادب!
قام أويس لخليل ونطق بعتب: ليه تعبت نفسك وجيت! كان المفروض ترتاح!
رفع خليل حاجبه يمثل الدهشه وجلس: شوفوا من خايف علي! ولا ودك بالفكه؟
أبتسم أويس وهز راسه بنفي ورجع مكانه: لاحقين عالمناقر انت بس تعافى بسرعه
زم وليد شفته أول ما تذكر خطة خليل بعد ما يتعافى بحكم انه ما عطى أي أحد فكره عن الي يفكر فيه حتى أمه!
حاولوا العيال انهم يطلعوا من الجو الكئيب الي كانوا فيه ومن ريحة الدم ألي انتشرت في زوايا الديوان وينسون السبب الي جمعهم للمره الأولى من فتره طويله
طلعوا الناس من بيت الشيخ رعد وبدأ يقل عددهم كل ما غربت الشمس أكثر ، دخل أويس البيت والتفت على عمته أصايل وتقدم لها وسلمت عليه بحراره، أبتسم لها أويس : اعذريني يا عمه ما قدرت اسلم عليك أول النهار
هزت أصايل راسها بنفي وسحبته من ذراعه عشان يجلس جنبها: الحمدلله على كل حال، كيف حالك وكيف ايامك؟
هز أويس راسه برضى: بخير ونعمه
كاانت مسك واقفه قريب منهم وسامعه كلامهم! ما ابتسمت لها حتى أبتسامه أول ما دخلت عليهم شلون وسعت المبسم أول ما شافت أويس!
زمت مسك شفايفها بضيق وهي تحاول تمسك دمعتها أول ما استوعبت صد أمها منها وكأنها مو بنتها!
التفتت عنهم مسك ودخلت الغرفه وردت الباب وراها ، حس أويس فيها وهي داخله الغرفه، أبتسم لعمته أصايل ونطق وهو يعتدل بوقفته: انا بدخل أريح شوي أي خدمه أنا حاضر
فزت أصايل راسها بتفهم : الله يسهل دربك
دخل أويس غرفته على عجل ولفت انتباهه جلست مسك وهي تطلع الملابس من الأدراج وتسفطهم مره ثانيه!
رفع حاجبه بتعجب وقرب منها بعد ما ركز انها تسوي هالحركه فكل مره تكون فيها متضايقه: كيف حالك؟
رفعت مسك انظارها له وهزت راسها بأيجاب ، ميل أويس شفايفه وكمل: جلستي مع امك اليوم؟
عدلت مسك جلستها: وش ودك تقول؟ في شي في بطنك طلعه وفكني!
زم أويس شفته ونطق بتردد: كلمني عمي محمد وجلست معه وقلت له انك شريفه و..
قاطعته مسك بدهشه بعد ما قلب وجهها أحمر: شريفه!!!؟ من قال لك ان أحد لمسني من الأساس عشان تثبت له هالشي! انا متحمله وساكته وصابره تفتح معه هالموضوع ليه!
ارتبك أويس من ردت فعلها ونطق يبرر بتوتر: ما أقصد والله اني اجرحك بشي وانتي ادري منهم اننا من أول يوم تزوجنا فيه ما نمنا جنب بعض حتى! بس أبوك كل شوي يسألني وضغط علي واضطريت اقول له كذا!
غمضت مسك عيونها وبلعت ريقها وهي تحاول ترتب الكلام قبل ما تهبده: جزاك الله خير بس وش تقصد بإضطريت؟ من رماني بأول يوم ؟ أويس انت ناسي من بدأ القطيعه؟
قرب منها أويس هو يحاول يهديها: يا بنت لا تأفلمين من راسك! بعدين شلون ودك ادخل عليك اضحك وانا قبلها بكم ساعه وبين رجال الحاره طاعنين فشرفك؟ ودك ادخل مبسوط واضحك بعد الي سمعته؟
بعدت عنه مسك ونطقت بحده: وانت أمعه تصدق كل شي تسمعه؟ اقلها كنت اسمع مني !!
تنهد أويس بقلة حيله : حصل خير يا بنت وانا ناوي صلح ولا لي نيه افتح لك جرح ثاني! بس قولي لي وش حصل لك فالمدينه قبل العرس!
نزلت مسك راسها وأخذت نفس، كانت عاجزه تبكي رغم الغصه الي كانت بحلقها والي كانت كفيله تحسسها بألم لا يطاق: أنا راجعه مع ابوي وانت إذا ودك تطلق بكيفك أنا ما فرقت معي
عقد أويس حواجبه بعدم فهم واعتدل بجلسته: وش تهبدين ! الموضوع مو بهالسهوله وانا قايل لك اني طالب صلح ليه الجفا؟
التفتت مسك عنه وبعدت الملابس من جنبها بشكل عشوائي وانسدحت في مفرشها ولا كلفت نفسها تمد له مفرشه نفس كل مره ، نطقت بهمس: ما تهمني ولا تعني لي شي
اكتفى أويس أنه يراقبها بصمت، شلون بنت ما عدت ال١٧ سنه ترادده بهالشكل! كان عاجز هالمره يتضايق منها ومن أسلوبها! شي في وحده من زوايا قلبه تعلقت فيها! حس بضيق أول ما تذكر كلامها وهي مصره تمشي مع أهلها هالمره!، انسدح عالأرض بأهمال وبدون اهتمام للمفرش الي كان متسفط جنب مسك، تجاهل البرد الي بدأ يجمد اطرافه وتكتف وتلثم بشماغه وسحب واحد من فساتين مسك المرمي عالأرش وتلحف فيه ونام
.....
،أذن الفجر وطلعوا الرجال للمسجد عشان يلحقون عالفرض، اعدلت مسك بجلستها وبدأت تتحسس مخدتها الي كانت مبتله بدموعها! تحسست خدودها وهي تمسحها بأهمال خايفه يشوفها أويس بهالشكل ويعايرها! ، تلفتت حولها ورفعت حاجبها بدهشه من منظر أويس وهو متكوم حول نفسه من البرد ونايم عالأرض ومتلحف بفستانها! فز جسمها اول ما سمعت صوت الشيخ رعد وهو يضرب الباب ويناديهم للصلاه كالعاده، فز أويس من مكانه وهو يتلفت حوله يحاول يصحصح ، التفت على مسك ألي كانت تحاول تخفي صدمتها ! شلون تحمل البرد ونام طول الليل فالأرض ومتلحف بفستانها بعد!
قام أويس من جنبها بدون اهتمام ووقف جنب الباب والتفت عليها وهمس بنعاس: في شي منشور عالسطح؟
هزت مسك راسها منفي واكتفى أويس بعد ردها أنه يطلع بهدوء، حست بالحزن عليه بحكم انه نام فالبرد ولا تجرأ ياخذ المفارش من جنبها! تنهدت بضيق وقامت تجمع الملابس من الأرض بشكل عشوائي وترجعهم لمكانهم
خلصت الصلاه وطلعوا الرجال من المسجد ورجعوا بيوتهم ، طلعت مسك من غرفتها ولمحت أبوها وهو داخل البيت وهو يكرر بصوت مرتفع وبتنبيه لأهل البيت انه دخل" سبحان الله لا إله إلا الله "
مشت مسك تجاهه بخطوات سريعه ورفعت طرحتها على راسها بأهمال وقربت من أبوها بأبتسامه، بادلها محمد نفس الأبتسامه وسحبت يده وباستها ونطقت : انتظرت الرجال يروحون عشان اجلس معك ولا أمداني
هز محمد راسه بتفهم وهو ماشي تجاه المجلس: كيف حالك يا بنتي كيف امورك؟ مو محتاجه شي؟
بلعت مسك ريقها بربكه وهزت راسها بأيجاب: الحمدلله عمي مو مقصر معي أبد الله يجزاه خير
توسعت ابتسامة محمد لثواني ولفت انتباهه ذاع مسك وهي تتمسك بذراعه تمنعه يدخل المجلس ونطقت بربكه: ودي اكلمك بموضوع!
مد محمد يده وطب طب على كتفها: انا بسبقك هذي المره! أخوك راشد خطب وقريب بيملك وبعدها يتزوج ، بكلم أويس يخليك تطلعين لعندي قبل العرس بكم يوم
رفعت مسك حواجبها بدهشه: صدق؟ بنت مين؟ استغربت انه ما جاء معكم وما شفت إلا هزاع وعبيد !
قوس حواجبه وهز راسه: وحده اختارها هو بنفسه وقال انه شافها صدفه وما يبي غيرها ، عاد تدرين العيال محد يقدر عليهم!
بردت ملامح مسك من الي قاعده تسمعه! بكل بساطه كان الموضوع مثل الجحيم عليهم لما افتروا عليها واتهموها بشي ما سوته حتى وأخوها لأنه ولد تيسرت وكانت مثل الثلج عليهم!
اخذت نفس وهزت راسها بتفهم: الله يهنيهم تتيسر إن شاء الله
مد محمد يده ومسح على ذراعها ونطق : ليه طالعه الحوش بهالملابس! خفيفه يا بنتي لا يجيك برد !
بتسمت مسك بسخريه ونزلت يده من على كتفها: شدعوه يبه الجو مو بارد هالزود لا تبالغ! بعدين لو قعدت اغير ملابسي ما كنت بلحق عليك !
ضحك محمد وهز راسه برضى: الله يرضى عليك وين ما خطت رجلك، وش كان ودك تقولين؟
نزلت راسها بربكه ونطقت بتوتر وبهمس: خذني معكم!
ميل محمد راسه بعدم فهم: وش تقولين يا بنتي علي صوتك! من اول تحكين كويس وش بلاك فجأه!
زمت مسك شفتها ونطقت بصوت اوضح: خذني معك! بجمع ملابسي وخذني معكم!
عقد محمد حواجبه بأستغراب : تجين معي! أخوك باقي عرسه مطول مو الحين يمكن بعد شه...
قاطعته مسك : ما ودي اقعد معهم أبي ارجع البيت! ماكنت اقصد عرس راشد بالجيه!
رفع محمد حواجبه بدهشه والتفت على بيت اخوه: ليه يا بنتي عسى ما شر؟ طرى لك شي بينك انتي وزوجك؟ تكلمت معه اليوم ولا فتح لي موضوع المشاكل وقال انكم سمن على عسل!
هزت مسك راسها بتفهم : وش قال بعد ؟
استغرب محمد من تصرف مسك ونطق بحيره: ما قال شي! سوا لك شي؟
تنهدت مسك بضيق: يبه ادري وش قال لك وجلست مع أويس وقال وش الزمته عشان يتكلم !
زم محمد شفته بتوتر : عيب عليك يا بنتي وش هالكلام!
بلعت ريقها ونطقت : المهم انت حصلت منه جواب وارتاح خاطرك صح؟! وانا ادري ومتأكده ان أمي فتحت معه نفس الموضوع وسمعت نفس الجواب طيب ليه ما تاخذني معكم؟
غمض محمد عيونه وهو يحاول يتمالك اعصابه قدام بنته: انتي الحين متزوجه والموضوع مو استهبال ! هذا زوجك شلون تروحين وتخلينه! وانا متأكد لو طلبتي من عمك او زوجك شي ما يرد لك طلب !
رفعت مسك حواجبها: يبه هالزواج صار مندون رضاي وسكت وصبرت ولا فتحت فمي بشي وانضربت وانظلمت! والحين مالي حق ارجع لبيتي وأكمل دراستي عالأقل!
رفع محمد أصبعه على فمه : هشش قصري صوتك لحد يسمعك! وش يعيبه أويس عشان ما تحسين بالرضى؟! زوجتك أرجل الرجال وش باقي! بعدين انتي بنت وش بتفيدك دراستك نفسك تفس بنات عمك
زفرت مسك انفاسها وهي تحاول تمسك بكيتها: من جاب طاري أويس يبه! انا انا أبي أعيش حياتي! أبي ارجع معكمم!!
قوس محمد حواجبه بتوتر: يا بنتي أخوك راشد حلف لو تطبين البيت مدري وش بيسوي فيك! ما صدقت لقيت مكان اضمن فيه انك عايشه ومستوره! " قرب منها وهمس" بعدين وش ودك يقولون عنا الناس؟ بنت محمد تطلقت بعزاء اخوه؟
ضحكت مسك بسخريه : حتى بعد ماطلعت مظلومه وكلكم تدرون باقي بتلزقون هالعار فيني وانا بريئه؟ خافوااا ربكمم! وش علينا بكلام الناس! أنا ما رماني فهالحفره ودفني حيه إلا كلام الناس! يبه هالناس بتتكلم فينا حتى لو ما سوينا شي يحبون ياكلون لحم الناس!
بدأت دموع مسك تنساب على خدها بعد ألي سمعته! وشلون يبون يقفلون عالموضوع دام انها عايشه وبعيده عنهم!!
توتر محمد اول ما شاف دموعها وبدأ يتلفت حوله بأرتباك عاجز يتصرف! يدري انهم غلطانين بس شر عياله طغى على هيبته بينهم ! تنحنح أول ما شاف أويس داخل البيت وابتسم له ورفع يده يسلم عليه ، رفعت مسك طرف كمها وبدأت تمسح دموعه على عجل قبل ما يلمحها أويس وهي تبكي ورا أبوها ومشت بخطوات سريعه داخل البيت وجلست قبال أمها قبل ما تلف السجاده من تحتها...
بلع أويس ريقه بخوف بعد ما تذكر تهديها له الليل ! معقوله قاعده تطبق كلامها وماكانت لحظة غضب!؟
قرب لعمه بتردد ورد السلام على عمه: كيف اموركم؟ مو محتاجين بطانيه زياده؟ الجو بارد بالذات الفجر
شد على كف أويس وهز راسه بنفي: كثر الله خيرك امورنا طيبه الحمدلله
هز أويس راسه بتفهم والتفت عنه ناوي يدخل البيت يحاول يتصرف من اي موضوع ممكن يفتحه عمه عن مسك لكن استوقفه صوت عمه وهو يناديه ، قرب أويس من عمه ونطق بربكه بعد الأفكار الي لعبت في راسه أول ما سمع صوت عمه
شد محمد على كتف أويس وقوس حواجبه وهمس: إن جاك شي من مسك من هنا ولا من هنا حاول تتجاهل وتتغاضى يا ولدي عشان عمك! معليه البنت صغيره وكانت مدلعه لأنها البنت الوحيده عشان كذا إن شفت منها شي تعوذ من ابليس وخلها تهذر ألين تعقل!
عدل أويس وقفته أول ما سمع كلام عمه بدهشه! عرف انه كسف بنته وانها قد فتحت معه الموضوع وهذي نتيجة الحوار!
ابتسم أويس وهز راسه بتفهم : شدعوه يا عمي اكيد بحطها بعيوني الثنتين! انت ارتاح وحط على راسك ريشه
توسعت ابتسامت محمد براحه والتفت عالمجلس: الله يصلحكم ويهديكم ويألف بين قلوبكم
أمن أويس أكثر من مره بدون ما يحس واتجه للبيت بخطوات سريعه والأبتسامه شاقه وجهه، دخل الغرفه وعقد حواجبه وبدأ يتلفت حوله يدور مسك! بدأ الشيطان يلعب في راسه بدون مقدمات، معقوله هربت يوم رفض ابوها رجعتها! لا يكون سوت في نفسها شي من الزعل!
فالغرفه المقابله كانت مسك متمسكه بكفوف أمها ونطقت بصوت مخنوق: تكفين يمه خذوني معكم!
سحبت اصايل كفها من بين كفوف بنتها وعقدت حواجبها: استحي على وجهك! يكفي سواد الوجه الي جانا من وراك! الله يحفظه ولد عمك ما قصر وخلاك بذمته للحين وما رماك زي الكلاب!
رفعت مسك حاجبها: والله اني بريئه! خالتي بنفسها تقول لحد يأخذ مني قول ! اسألي اويس إن كنت صادقه او لا!
قامت اصايل من جنب بنتها بجفى: اص ولا كلمه انتي الحين متزوجه وش ودك بالرجعه بعد! شوفي حياتك وحافظي على زوجك
مسحت مسك دموعها بطرف كمها بأهمال : تكفين يمه والله بصير زي العبد بين رجولك بس لا تخليني!
التفتت اصايل على بنتها وكملت بنفس النبره: جيه معنا منتي بجايه وانتهى!!
تجمدت مسك مكانها بعد ما سمعت كلام أمها ونبرتها الجافه تجاهها! بلعت ريقها ووقفت وهي تحاول تتمالك نفسها وتمسح دموعها وبدأت ترتب ملابسها: تمام الي يريحك انا طالعه
فز من مكانها والتفت وراه وهو يمسح مكان الضربه الخفيفه الي جت على ظهره من مسك وهي تدفه عن الباب وتدخل
رفع حاجبه بأستغراب ودخل وراها: خير اللهم أجعله خير!
التفتت له مسك ببرود: الحمدلله
قرب أويس منها: وش كنتي تتكلمي فيه مع عمي محمد؟
رفعت مسك حاجبها: وانت وش عليك؟ كلام بيني انا وأبوي انت وش دخلك!
لاحظ أويس عيونها الحمراء وصوتها المخنوق ونطق بسخريه: كويس لأن واضح من كلامه انك ما فتحتي معه موضوع امس
تغرقت عيونها : نشوف كلام مين بيمشي لا تستعجل على رزقك
رفع حاجبه بدهشه من ردة فعلها وابتسم داخله بأنتصار ، حاول يمسك فرحته وما يبنها لها انه يدري ان كلامها ما بيمشي عليه ومصيره بتكمل معه واكتفى بالصمت
.....
مرت هالأيام الثقيله على بيت الشيخ رعد واهله واخيرا اعلنوا انتهاء العزاء، طلع الشيخ رعد لأخوه محمد وهو يرتب أغراضه في صندوق السياره: عالأقل كنت كمل اسبوع وبعدها توكل!
ابتسم محمد : كثر الله خيرك ادينا الواجب وش الفايده من قعدتنا؟ ورانا اشغال وبنتي الصغيره هناك!
هز رعد راسه بتفهم : الله يعينك ، الي يريحك ما ودي اضعط عليك
كانت مسك واقفه ورا الباب عاجزه تطلع تودع أهلها ، حست بالغصه تخنقها بقوه، وقفت أصايل جنب الباب وهمست وهي طالعه: يالله نشوفكم على خير إن شاء الله " التفتت على مسك وكملت" وانتي انتبهي لنفسك
مشت أصايل تاركه وراها بنتها الي عجزت تمسك دموعها اكثر من كذا بعد ما سمعت صوت امها، وقف أويس جنب مسك وهمس بأستفزاز كالعاده: هيا وين اغراضك؟ مو ناويه تمشين معهم؟
دفته مسك بخفه ودخلت غرفتها وقفلت الباب متجاهلته وهو يحاول يناديها بهمس عشان محد يحس فيهم ، زم شفته وهو يحاول يتصرف بشكل طبيعي بينهم بعد ما حس انه كان المفروض ما يتكلم !!
عند ريم الي وقفت قدام غرفة كيان بفضول بعد ما شافته مفتوح! دخلت غرفة كيان ووقفت جنب الباب وهي تتأملها تسرح شعرها بعد ما حبست نفسها طول فترة العزا! التفتت كيان على امها ورجعت انظارها لمرايتها، ونطقت: ليه واقفه عندك، ما سمعتي الي قال ان الجن ما توقف إلا عندك!
رفعت ريم حاجبها ونطقت بعتب: عيب عليكك يا بنت انا امك!
دخلت ريم وجلست جنبها: وش المناسبه؟
تنهدت كيان والتفتت لأمها بعد ما ربطت شعرها: كيف رجع أسر؟! ما اذكر اني اخذته معي وانا راجعه البيت قبل كم يوم، ما ادري كيف وصلت انا البيت اصلاً!!
اعتدلت ريم بجلستها: متأكده ما جبتيه معك؟! طلعت بعد ما ظلمت الدنيا عشان اقفل باب الحوش وكان فالأسطبل! كنت احسب انك جيتي فيه
ميلت كيان شفتها بحيره: ما اذكر
رفعت ريم حاجبها لكيان ألي قامت من جنب أمها وسحبت طرحتها ووقفت قدام مرايتها عشان تعدلها : وين رايحه!
التفتت كيان على امها وهي تعدل الطرحه بعشوائيه بعد ما طفشت : باخذ أسر وامشي معه شوي وارجع
قوست ريم حاجبها بضيق مفاجئ وانفجرت من دون ما تحس: ليتك تقولي ودي اقعد مع امي مثل ما تقولينها لأسر! ليه إذا طلبتك تجلسين جنبي تروحين ركض وكأني باكلك! كل البنات يجلسون مع امهم ويسولفون معها وانا اقعد لوحدي ! وكل مره اقعد فيها معك تقومين تشغلين نفسك او تتحلطمين!
وسعت كيان عيونها بدهشه من الي قاعده تسمعه! شلون وصلت أمها لهالمرحله عشان تترجاها تجلس معها لو دقايق! استوعبت كيان انها من يوم طلعت عالدنيا ما تذكر انها جلست مع امها جلسه عاديه مثل أي بنت هي وامها!
قربت كيان من أمها ونطقت بربكه: وش بلاك يمه ما قلت اني هاربه بس قلت امشي شوي وارجع!
هزت ريم راسها بإيجاب: وش فرقت عنه؟ لكن بكيفك الي يبي يقعد معي حياه الله والي ما وده بكيفه
طلعت ريم من الغرفه وكيان واقفه مكانها مصدومه من الي صار قدامها قبل شوي! تلفتت حولها بأستغراب عاجزه تقرر وش تسوي! تطلع ولا كأنها سمعت شي ولا تجلس مكانها !
نزلت طرحتها من على راسها وطلعت من غرفتها بربكه بعد التهزيئه الي جتها ودخلت المطبخ

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن