رفعت كنان نظرها على فيصل ألي كان مكتفي بالصمت: وانت جايبينك غصب ولا وش!
رفع فيصل حاجبه ما توقع أنها بتتكلم معه بعد الي صار بينهم : ها! ايه ! وش أيه!!؟ أقصد لا جايين نتدرب بس
وقفت كنان من بينهم وهي تنفظ ملابسها: أيه زين تدربوا انا برجع البيت
سحبها أويس من طرف ثوبها وكانت حركته كافيه تطيحها عليه ، طاحت على أويس وقبضت من الثيل الي فالأرض ورمته على وجه أويس ألي قام ينفظ وجهه بعد ما دخل التراب بعينه: يا شين مزحك بغيت تفجر راسي
ضحك أويس والعيال بقوه وهو يحاول ينظف وجهه وفتح طرف عينه : لا تصير زعول وخلك هنا نتدرب سوا
تنهدت كنان تمثل الضيق ومن داخلها مبسوطه تبي تثبت لهم نفس كل سنه أنها صاحبة الوسم بدون نقاش
..
فزت ملاذ على صوت باب الأسطبل وقامت من بين البنات ألي يجهزون كعك العيد، شدتها ليال من طرف ملابسها مستغربه: وين رايحه!
أبتسمت ملاذ : بطلع أشم هواء شوي بالحوش وارجع ما بطول
التفتت العنود على ليال: خليها قربنا نخلص اطلعوا شموا هواء
وسعت ملاذ عيونها وهي تحاول تصرف الموضوع : بروح الحمام أول وانتو بكرامه بتنتظرني؟ " وعيونها على ليال ألي فهمت أن ملاذ ما تبي أحد يكون معها "
ليال: ما بروح مكان بقعد هنا ألين نخلص
ما فهمت العنود شي وكملت تساعد الكبار وملاذ ألي تركتهم ومشت عالأسطبل
بعد ما وزعت ريم عجين الكعك بين البنات وطلبت منهم يبدعون بالاشكال والمجسمات ، أخذو البنات يشكلون والي تحشيهم بالتمر والي تحط مكسرات وكل وحده تحاول يكون كعكها مميز عن الثانيه
سندت دلال ظهرها بتعب على زاوية الباب : تعبت يا بنات كل ما اشوف الصحن يجيني غثيان
سحبت العنود الصحن وهي تبتسم لها: ياويلي عجزت البنت " وعيونها عالصحن وهي ترتب فالكعك " البنات بيصيرون احسن منك
دلال بدون اهتمام: ما همني والله أحس ظهري مفتوح كأنه باب
وقفت ليال وهي تتمغط بتعب وترفع صحنها: اههخ أخيرااا " رفعت الصحن اكثر وحطته على راسها: بوديه عند خالتي ريم تخبزه وياويلهم يقولون ماهو بزين
مدت العنود يدها وهي تسحب طرف ملابس دلال وتمد لها صحن الكعك: كملو يالله عشان ننجز ونروح بيت خالي رعد ونتحنا
ليال: ولا يهمك هالعيد أول وحده تتحنا انتي
تحمسوا البنات ونست ليال موضوع ملاذ وألتهت بكعك العيد
فزت كنان من الدخله الي دخلتها ملاذ وهي تسكر الباب وراها وتتأكد أن محد شافها وهي داخله
كنان: وجع!!
ملاذ : يوجعتس ليه تدعين!
وسعت كنان عيونها بدهشه: أسكتي لحد يسمعتس!!
ملاذ : هذا جزاي أني جيتتس وأبي أسعدتس!
لفت كنان على آسر وهي تعدل الظفاير بعد ما توسعت وقت التدرب : وفريها مو محتاجه
تجاهلت ملاذ كلامها وطلعت الورد من جيبها وهي شبه ذبلانه من الحركه بجيوبها ومدتهم لكنان ألي بادلتها ببرود مصطنع: وش ذا ! وش بلاهم صايرين تسذا!
قوست ملاذ شفايفها بحزن أول ما شافتهم: ذبلوووو! كانو حلوين قبل شوي!
سحبتها كنان من يدها وتحطهم فالأصيص الفخار الصغير ألي بجنب باب الأسطبل: خلاص رضيتي؟
رفعت ملاذ حواجبها : بس أنا جبتهم لآسر مو للأسطبل!
لفت عليها كنان وهي معقده حواجبها: ليه آسر!
مدت ملاذ يدها وهي تاخذ الورد: جبتهم عشان ازين له ظفايره بس ذبلوا" رفعت راسها وهي تبتسم" بجهز لتس بكره بدالهم
كنان: ماله داعي بجمع واحطهم له وش تبين بعد؟
هزت ملاذ راسها بنفي وهي تفتح باب الأسطبل والورد معها: ولا شي بطلع خلاص
قربت كنان بسرعه وهي تاخذ الورد تحت أنظار ملاذ المصدومه: روحي بس حطي هذي هنا
ملاذ: بكيفتس ما يهمني
طلعت ملاذ وسكرت باب الأسطبل وراها وكنان ألي أبتسمت بدون شعور وهي ترجع الورد داخل الأصيص الفخار
..
عند البنات فبيت الشيخ رعد بعد ما غربت الشمس قلبو الفرش الي على الأرض عشان ما يتوصخ بسببهم وفرشوا المفارش القديمه وكل وحده حطت مخدتها ، دخلوا عليهم الهنوف وريم ومزنه وموضي ومعهم صحن الحنا
جلسوا البنات وكل وحده حاطه مركى تحت ساقها عشان ترتفع عن الأرض
تنهدت العنود وهي تلتفت عالبنات: ناقصتنا رحمه الله يصلحها
عدلت ملاذ جلستها ومدت يدها لأمها عشان تحنيها : كله من أبوها ال..
قاطعتها أمها وهي تضغط على يدها ونطقت بتنبيه: مالنا دخل بالناس قفلوا السالفه
سكتوا البنات بعد كلام الهنوف وعدلوا جلستهم ، مسكت موضي يد ليال بدأت تحط لها خطوط رفيعه بالحنا على اصابعها ودائره صغيره في باطن كفها لفو البنات بدهشه من ألي تسويه عمتهم موضي!
نطقت ملاذ: شوفي يمه عمتي موضي!!
لفت الهنوف على موضي ورجعت انظارها على ملاذ : لازم أسوي لك خطوط يعني!؟ تكفيك الدويره ألي بيدتس
قوست ملاذ بشفتها بحزن: يممه!
ألتفتت ريم وهي تحاول تراضيها: خلاص أنا بسوي لتس بس خليني أخلص من العنود وانا بجيتس
لفت ريم على العنود عشان تكمل حناها وضحكت من نظرات العنود : بسوي لتس أنتي بعد لا تناظريني كذا
ضحكوا البنات ومزنه ألي كانت تحني يقين: بناتي كلكم تستاهلون إذا ما زينوه لكم بجيكم أنا
قوست ليال حواجبها : عمه ! تكفين حكي لي ظهري
تنهدت ريم وهي تضحك: بدينا الحركات
العنود: أسفه يا عمه بس أبي ماي
وسعت موضي عيونها وهي تهز راسها بنفي: لا محد يشرب ماي! مين يوديكم ويرجعكم ورجولكم متحنيه! تحملوا و فالصباح رباح
عدلت ريم وقفتها وعدلت للبنات وسايدهم عشان ينامون
ريم: كل وحده تنتبه لنفسها محد له علاقه إذا وحده فيكم خرب حناها
أبتسموا البنات وهزوا روسهم بإيجاب وقربت ريم من الفانوس ونفخت فيه بخفه عشان يطفى ، حطت طرحتها على راسها وهي طالعه ألتفتت على الهنوف ومزنه ألي كانو جالسين مع بعض بعد ما رجعت موضي بيتها
الهنوف : وين رايحه الحين خليتس معنا شوي توه ما أذن عشاء حتى
هزت ريم راسها بنفي وأبتسمت: مقدر يا روحي لازم أرجع أجهز عشاء لكنان وأبوه
مزنه : بكره تعالي نفطر كلنا مع بعض أبو فيصل بيفطر هنا
ريم : مدري بسأل ثنيان وأرد لكم خبر
الهنوف: إذا ما وافق بكلم أخوه يسحبه من شوشته ويخليه يوافق حتى انا شاطره بطول اللسان لا يحسب نفسه مميز!
مدت مزنه كوعها على الهنوف عشان تسكت: عيبب اسكتي!
ضحكت ريم وهي تعدل طرحتها : انتوا خوات
خصرت الهنوف وميلت راسها بمزح: ليه ما عجبناتس؟
ضحكت ريم وسلمت عليهم وطلعت تلحق على زوجها وكنان
..
عند ليث ألي كان يتسند على الجدار ويحاول يوازن ويمشي بخطوات ثابته ومتجه على الباب صار يلتفت يمين ويسار يحاول يميز المكان ألي هو فيه كان المكان فاضي من البيوت والناس وكأنه بمكان معزول ! ألتفت على صوت عواد وهو مقبل وبيده كومه برسيم تقدم ونزل البرسيم جنب الباب وهو يقرب من ليث ألي تحسن عن قبل كثير : صحصحت؟ لا تتحرك كثير ألين يرجع جسمك زي قبل وأقوى
نطق ليث وعيونه تلحق عواد ألي دخل المجلس وصار يرتب فيه: وين أنا؟
عدل عواد وقفته وأبتسم له وهو يأشر على المفرش : أرتاح أول بعد العشاء ناخذ ونعطي ، لا تنسى حتى أنا مدري من تكون!
زم ليث شفايفه ورجع مفرشه بخطوات بطيئه تدل على ضعف جسمه وقف مكانه وهو يسمع صوت ظبيه ألي كانت واقفه طرف الباب مستحيه تدخل وليث صاحي: أخوي عواد تعال خذ العشاء
فز عواد وياخذ العشاء من يدها: سكري الباب زين لا تنسين أنا بقعد مع ضيفنا اليوم
هزت راسها بإيجاب : إذا خلصوا من العشاء حط الصحون فالماي عشان أقدر انظفهم الصبح زين
هز رأسه وهو يراقبها وتأكد أنها دخلت الغرفه ألي تبعد كنه كم متر وتسكر الباب
دخل المجلس وحط العشاء قدام ليث : تفضل سم بالله ومد يدك
مد ليث يده وسحب الخبزه وبدأ ياكل بكل لذه وشراهه بحكم أن له فتره ما أكل شي مطبوخ وكان يلزمه عواد عالحليب والتمر فالأيام الماضيه ألين يصحصح
نطق عواد وعيونه على الصحن الي قدامه ويده تفتت الخبزه : وش قصتك! "أومئ براسه على كتف ليث وكمل" ومن بلا كتفك كذا!!
رد ليث بكل برود وحاط كل حواسه بالعشاء الي قدامه : أبوي
عقد عواد حواجبه بإستغراب وبشك : ما فهمت
رفع ليث رأسه وهو يمسح طرف فمه : أبوي ألي حرق كتفي
عواد : أنت هارب منه يعني ولا ضايع!
تلفت ليث حول المكان ورجع أنظاره على عواد ألي جالس قباله: أول شي أنا وين!
عواد : في بيتي
أبتسم ليث بغباء: أقصد بيتك وين
فهم عواد وضحك على نفسه وكمل: قريب حدود الأردن
وسع ليث عيونه بصدمه هو يدري أنه مشى لفتره طويله لكن ما توقع أنه كان ممكن يقرب من حدود بلد ثاني !
كمل عواد وهو يمسح الصحن بخبزته: أنا وأختي جينا من الأردن وسكنا هنا
ليث : وحدكم!! قبل شوي لاحظت مافي أحد ساكن هنا غيركم
عواد : إلا في بس تحت الجبل إذا ودك تروح لهم روح
بلع ليث ريقه من فكرة أنه يطلع ويدور مكان ثاني نطق عواد : بكره صيام والناس مشغوله مع العيد وانت باقي تعبان ، إذا ودك تقعد ألين تصحصح خذ راحتك ما بقول شي بعدها أنزل الديره الي تحت الجبل وشوف لك مكان
اكتفى ليث بالسكوت وعيونه على عواد ألي رفع صحن العشاء وصب على الصحون الماي وقرب من الفانوس عالجدار والتفت على ليث: بطفي الضو إذا جاء وقت السحور بصحيك
هز ليث رأسه بإيجاب وانسدح على مفرشه وعواد ألي طفى الفانوس وانسدح على مفرشه وهو معطي ليث ظهره
..
نزلت ريم طرحتها وهي داخله البيت وقبالها ثنيان ألي كان ماد رجوله بملابسه الداخليه ومتكي على طرف السرير وقدامه تلفزيون قديم أبو بطن كل شوي يشوش وصوته جدا مزعج قربت منه وطفت التلفزيون بضيق: من وين جايب ذا!
عقد ثنيان وهو يأشر بالريموت عالتلفزيون : وش قلة الحيا ذي! شغليه بسرعه
عدلت ريم وقفتها تحاول توصل له الفكره : افهم وبطل تجمع اغراض الناس عندنا فالبيت! عيب عليك يا رجال انت ولد الشيخ وأخو الشيخ ! وين الهيبه والرزه!
زفر ثنيان وعبس بوجهه وهو يأشر لها تبعد من قدامه: روحي انقلعي داخل وش عليك ! ذا تلفزيون اختي ودام أنها بتسافر بعد العيد عطتنا اياه، يالله طسي داخل
تنهدت ريم بقلة حيله وشغلت التلفزيون ودخلت غرفة كنان ألي كانت تمثل أنها نايمه كالعاده ، قربت منها وجلست جنبها وبدأت تمسح على شعرها : وش صار معك اليوم
هزت كنان راسها بنفي وكملت ريم: بتشارك بسباق الخيل هالسنه بعد ؟
قامت كنان وعدلت جلستها وهي ترتب شعرها : بشارك وأفوز نفس كل مره
قربت ريم يدها من شعر كنان تحاول تعدل وحده من خصل كنان الطايره لكن بعدت كنان بعبوس : يمه وين كنتي!
رفعت ريم حواجبها بأستغراب : ليه! كنت فبيت عمك رعد
مسكت كنان خشمها بأصابعها : ريحت يدكك حنا!!
ضحكت ريم وهي تقلب يدها : وش فيه الحنا والله انه يجنن
كنان : يكتمم والله مستحيل فيوم افكر احط حنا !! " انسدحت على فخذ أمها وكملت" ودي اعيش وانا مرتاحه بس
مشت ريم اصابعها بين شعر كنان القصير وابتسمت: عمك محمد بيعيد هنا
وسعت كنان عيونها بدهشه : جد والله!! هذي والله النكبه
ريم : عشان كذا بوديك عند عمتك الهنوف إذا قررو يبيتون هنا وإذا باتو عند عمك رعد عالأقل جنبك أويس
ضحكت كنان بسخريه : مدري ليه واثقه فيه هالكثر كلهم نفس الطينه
ضربت ريم كتف كنان بخفه : عيب عليك الولد مهتم فيك ومنتبه لك
كنان : والله انك ما تدرين عن شي
تجاهلتها ريم وكملت تمشي اصابعها بشعرها ألين نامت
..
طلعت الشمس وبدأو الناس يشوفون اشغالهم والي يهني ويبارك والي ينتظر بعد الفطور يبارك على اهله وجيرانه ، قرب فيصل جنب بيت الشيخ رعد وطلعت له مزنه والعنود قربت منه مزنه وهي تنزله لمستواها ونطقت : في اغراض فالبيت خذ اختك معك وجيبوها سوا لحد يتأخر خلونا ننجز ونجهز فطورنا وجيبو غزلان معكم زوجها مشغول مع الشيخ حمد
هز فيصل راسه بأيجاب ومشى وأخته وراه خفف خطواته عشان يصير جنبها وابتسم: بكره وقت السباق بنات ديرة خالتي ريم بيكونون موجودين؟
فهمت العنود قصده وابتسمت: ايه الكل بيكون موجود
فيصل: زين حلو يكون في جمهور وكذا
العنود : اشوفك متحمس يمكن لانك أول مره تشارك؟
رفع فيصل حواجبه يمثل الغباء: شلون متحمس! شدعوه ذا عيد طبيعي بتحمس لعيد ربنا
العنود: مقصد شي بس كل سنه كنت تقول وش هالتفاهه وتروح مع الرجال الي يضحون
لفت عليه العنود ورجعت وكملت: تراها تعرف تركب خيل وتقول أن معها خيل ابيض
وقف فيصل مكانه ولف على العنود بدهشه : بنت ومعها خيل مشيناها لكن تركبه بعد!!
رفعت العنود حواجبها وهي تدري أن الموضوع ما عجبه: وش فيها! يزهاها والله يلوق عليها كل شي
كمل فيصل مشيه وفكرة أن هالبنت تركب خيل فاكه قلبه ومضايقته
وصل البيت ودخلت العنود تجمع الأغراض الي تحتاجها أمها وهو جالس على عتبت الباب ينتظرها لف عليها وهو يرفع نبرة صوته عشان تسمعه : وانتي صدقتيها يوم قالت لتس انها تركب خيل!! " ضحك بسخريه ورفع أصبعه الخنصر" كبر اصبعي ذا ما تقدر صدقيني
ردت عليه العنود وهي تمد له الأغراض عشان ياخذهم عنها : وليه ما اصدقها واضح من كلامها أنها خياله" ضيقت عيونها عليه " وانت وش دراك بطولها! قلت انك شفتها صدفه شلون ركزت على ذا كله!
فيصل: خذيها مني كذوبه هالبنت شافتكم انبسطتو عليها هبدت لكم كم كذبه بعدين وش قلت عنها انا! بس شفت عيونها ترا وطبيعي بشوف طولها وهي ماشيه !
العنود : الحين وش حارق دمك !! لا تخاف ما بنزوجك اياها
بلع فيصل ريقه : من قال أني بتزوجها؟ !
تجاهلته العنود وسبقت خطواته على بيت غزلان عشان ياخذونها معهم وفيصل وراها في شي حارق ضلوعه ما يدري وش هو!
مروا على غزلان ألي كانت تنتظرهم ولمت اغراضها وطلعت معهم
العنود: وين عمتتس؟
غزلان: قالت هالسنه بتعيد عند اخوها لها من أمس فديرتها
هزت راسها بمعنى أنها فهمت ، تباطئ فيصل وهو يوقف بينهم وهو يوجه كلامه للعنود ألي كانت واقفه على يساره : الحين قلتي أنها تركب خيل أجل وين تركبه مندون محد يشوفها!!
كان يحاول يجر من أخته كلام لعل وعسى يلقى هالشي ألي حارق ضلوعه او على الأقل يشوفها وهي راكبه الخيل عشان يصدق كلام اخته! هذا ألي كان يتوقع انه سبب سؤاله هذا
تنهدت العنود بضيق من السالفه : ياليل مطولك!! مدري ياخي قالت فالوادي وبمزرعة أبوها وعند اشجار المنجا ، مدري هي تقول كذا
عقد حواجبه بأستغراب : أي منجا أنتي بعد!! محد فالديار الي جنبنا كلها زارع منجا ! " ابتسم بأنتصار وهو لف عليه " قلت لتس انها تسذوببب مدري شلون صدقتوها
لفت عليهم غزلان بعدم فهم : وش السالفه انتو الأثنين!
عدل فيصل وقفته بنفس الأبتسامه : تقول أن في بنت هبدت لكم وقالت أنها خياله
هزت غزلان راسها بإيجاب : ايه قالت انها خياله والكل يشهد لها بهالشي
بردت ملامح فيصل ولف على غزلان : تقصدين انها قالت ان كل ديرتها تشهد انها خياله!
هزت غزلان راسها بإيجاب وهي تناظر ردة فعل فيصل الغريبه وكأنه اشمأز لوهله من هالموضوع واستفزه، وقف مكانه ولف على غزلان والعنود وبنبره حاده : بثبت لكم انها كذابه وقولو فيصل ما قال
نطقت العنود بدهشه: وش بتسوي!
لف عنهم فيصل وهو يسبقهم: بتشوفون
لحقوه البنات وهم عاجزين يفهمون سبب غضبه الي ماله أي مبرر!!
....
عند كنان ألي كانت واقفه من أبوها وعمها الشيخ رعد وأويس ينتظرون سيارة عمهم محمد الي أقبلت عليهم ويطل عليهم ولد عمهم هزاع من دريشه السياره وهو يلوح بيده بحماس ، وقف محمد السياره قبال اخوانه ونزل هو وعياله راشد الكبير وعبيد اوسطهم وهزاع اصغر العيال
تقدم محمد وهو يسلم على اخوانه بحراره ويضمهم وكأنه يشرح لهم مدى شوقه لهم تقدم هزاع من أويس وهو يضمه والابتسامه شاقه وجهه ونطق بصوت كله طاقه كفيله أنها تبين مشاعر هالولد فهذي اللحظه : جعل ايامك سعيده كثر ما اسعدتني شوفتك
ألتفت على كنان وفهم من نظراتها وحركاتها أنها تحاول تتحاشها واكتفى بأنه يمد لها كفه : يا زين هالوجه البشوش سلم جعلك تسلم
مدت كنان كفها وهي تبادله المصافحه لف على اعمامه باحراج وهو يسلم عليهم ويقبل راسهم: سامحوني والله من زود فرحتي بشوفتهم نسيت نفسي
ابتسم الشيخ رعد وهو يشد على كف هزاع: معليه وانا عمك
رفع انظاره على أخوه محمد وهو يأشر له عالديره الي كانت تحت الجبل: الكل متحمس لشوفتكم يالله الحقونا بالسياره ما نبي الحريم ينتظرونا فالسياره كثير
هز محمد راسه بإيجاب وهو يركب سيارته مع عياله ويلحق سيارة أخوه النازله على الديره
...
كانو البنات متجمعين في بيت الشيخ رعد ينتظرون المسافرين يقبلون ، ركضت يقين للغرفة الي فيها أمها وهي تتكلم بحماس: عميي جاء شفت السياره
قامت الهنوف وهي تحط الطرحه على راسها وتلحقها ريم وموضي : زين روحي سلمي عليهم
عطت يقين ظهرها لأمها وهي تركض للحوش و تلوح بحماس لسيارة أبوها وعمها محمد ، نزل محمد من السياره وهو يأشر لزوجته وبنته بيده بمعنى اسبقونا لداخل وتقدم ليقين وهو يشيلها عن الأرض ويضمها ويمسح على شعرها : ماشاء الله كبرت بنت اخوي وأحلوت
بادلته يقين بأبتسامه تدل على خجلها وراحت تركض لأمها
تقدمت الهنوف وهي تسلم على أصايل : يا هلا ومسهلا أخيرا جيتونا
أصايل : وش نسوي الشكوى لله بس أهم شي شفناكم
قربت مسك وهي تسلم على عماتها بسرعه واتجهته عند البنات ألي كانو واقفين في طرف المجلس : ما تغيرتووو
ملاذ: شدعوه كلها سنه
التفتت مسك على غزلان وقوست شفايفها وهي تضمها: اعرستي بدونيي لكن بولادتتس بكون اول الحاضرين
ضحكت غزلان : معليه بعدين نتجمع لوحدنا ونعوضتس
وقف محمد ورا الباب ونطق بنبره عاليه : السلام عليكم "ردو عليه الحريم بالسلام وكمل" عساكم بخير يا حريم اخواني بس خلوا البنات يغطون شعورهم عشان يدخلون يسلمون على عماتهم
قامو البنات وكل وحده تسحب اقرب طرحه عشان تغطي فيه شعرها وجلسوا بزاوية المجلس
دخلو العيال وهم يسلمون على ريم والهنوف وموضي بحراره بذات هزاع الي باس كتوفهم من زود حبه لهم، طلعوا العيال وراحو الديوان وتركوا الحريم ياخذون راحتهم
سحبت أصايل الشنطه وحولها البنات وفتحتها وبدأت توزع لهم هداياهم
مسكت أصايل أدوات الخياطه الي طلعتهم من الشنطه وكانت مجموعه من الأبر والخيوط وبعض الأقمشة الصغيره والرسمات ومدتهم ليقين ألي وسعت عيونها بدهشه وهي تاخذهم من عمتها وراحت تركض فيهم بالحوش
رفعت الهنوف يدها على خدها : يا ويلي ما سلمت على عمتها حتى خذت هديتها وشردت
ضحكو البنات على يقين وردت أصايل: باقي صغيره خليها تنبسط
دخلت يدها فالشنطه مره ثانيه وطلعت الهدايا للبنات ولفت على غزلان : سامحيني يا بنتي كان ودنا نحضر عرستس لكن شفتي موسم حج وصار ضغط كبير فالمكتب ولا قدرنا نجيكم
هزت غزلان راسها بنفي: افا عليتس يا خاله اهم شي سلامتكم
وقفت مزنه من بين الحريم وهي تصفق عشان تلفت انتباههم: يالله يا بنات خلوا مسك وامها يرتاحون شوي خلونا ندخل نجهز فطور لالضيوف
قاموا البنات ولحقو مزنه والهنوف وموضي
اذن المغرب وفطرو الرجال والحريم وبدأو العيال يمشون فالحارة ويزينون الشوارع ويوزعون الأضواء ويجهزون الأضاحي لصبح العيد
ألتفت فيصل على كنان الي كانت واقفه وراه ورص على اسنانه وهو يأشر على عيونها: وديي افقع هالعيونن
لف عنها وراح وترك كنان ألي كانت موسعه عيونها بدهشه مو فاهمه شي ! لف عليها خليل مستغرب وبهمس: وش سويت له
رفعت كنان كتوفها بمعنى مدري!، قرب منهم هزاع وهو يحاول يساعدهم بتركيب زينة البيوت ويأشر لكنان تنزل من على السلم : انزل انا بزينه عنك
ما صدقت كنان خبر ونزلت على طول وهي تمد لهزاع اللمبات الصغيره ، تقدم أويس وهو يهز راسه بعدم رضى: واخزياهه تخلون الضيف يشتغل عنكم!!
كنان : هو قال يبي يساعد!
لف أويس عليها وهو يقلد كلامها : هو قال يبي يساعد!! وانت ما عندك لسان تقول لا شدعوه ذا شغلي!
ابتسم هزاع وهو نازل من السلم بعد ما كمل شغله: ما بيننا بعدين شفته يتعنى عشان يطول الجدار ولا قدر قلت اساعده بعدين كلنا من بيت واحد!!
اويس: خله يتعلم امه تدلعه فالبيت وانت تدلعه برا كنت اقول الحمدلله وليد مو هنا جيت انت
عقد هزاع حواجبه مستغرب: إلا وين وليد وليث!
خليل : ليث عند خواله ووليد راح هو وجدته السوق من الصبح وهو هناك
هزاع: وأيهم ومازن!
أويس مع الشيخ حمد بديرتهم تدري ليلة عيد محد فاضي لأحد
قرب فيصل وهو يشوفهم متجمعين : وش عندكم!
أويس: ولا شي امشوا نجهز الخيول لبكره
ابتسم خليل وهو يقرب لأويس: زينتوا خيلي معكم؟
دفه أويس عنه عشان يخفف المسافه القريبه الي بينهم: أبعد عني حلفت اختي ما تزين خيل احد
قوس خليل شفايفه بحزن وكملوا مشيهم عند الخيول
مشت عنهم كنان عشان تجيب خيلها وأول ما دخلت الأسطبل وسعت عيونها بدهشه من الورد الي كان فالفخار! جلست بمستوى الورد وهي تتأملهم : كانو ذبلانين شلون ارتوو!!
مدت يدها واخذتهم وحطتهم على ظفاير آسر ومشت فيه عند العيال
...
فالديوان وبين الرجال كان راشد مستثقل القعده وكأنه مغصوب نطق بهمس لعبيد الي جالس جنبه : شايف اللحوج! لو بيدي ما طبيت هالديره لكن وش نسوي بأبوك
همهم عبيد لأخوه يوافق على كلامه ورد: الفقر منهم وفيهم وعشان أبوي مرتاح يتمسحون فيه تقول كعبه
أبتسم راشد ولف على أبوه: إلا يبه بنبطي هنا؟
محمد: بعد العيد إن شاء الله
همس عبيد لراشد: وش استفدت يعني! كان سكت احسن
راشد : بس عشان يفهمون اننا نخطط لالرجعه وتونا جينا ويحسون اننا مستثقلينهم " عدل جلسته وهو يمشي عيونه على أطراف الديوان" وين هزاع!
عبيد : وين يعني! اكيد مع عيال الحاره يدوج معهم طول السنه وهو يزن عشان نرجع الديره
راشد: الله يخلف عليه روح وراه وشوف وش يسوي
وقف عبيد بملل وطلع من الديوان يدور عيال الحاره الي كانوا متجمعين مع خيولهم في حوش بيت ثنيان يزينون خيولهم
دخلت كنان الحوش مع آسر وهي معقده حواجبها بضيق : طلعت ادوركم فالديره كلها كان قلتو انكم متجمعين هنا!
هزاع : رحت عنا مسرع ولا امدانا نكلمك
قربت كنان وجلست ولفت على أويس ألي كان يصفق ويصفر : ايش هالحركاتت! ما فكرتت فيها والله
ابتسموا العيال وهم يشوفون آسر والظفار مزينه بالورد الأبيض
فيصل : غيره وش ذا ابيض بأبيض!!
كنان : ليه والله حلو شوف شلون ال..
قاطعها فيصل وهو يرمي عليها الشرايط الملونه ونطق: حط هذي ازين لك من الورد ما عندك ذوق
لفوا العيال على فيصل بدهشه مستغربين من ردة فعل فيصل الغريبه ويدرون أن هذي مو عادته قرب خليل بهمس: وش فيك عليه من اليوم!
رد فيصل بنفس النبره:يذكرني بواحد اكرهه تكفى لا تناقشني بهالموضوع
رفع خليل حواجبه وهو يشوف عيون كنان بأستغراب:من بلاه عشان يرمي زعله عليه!
قطع كلامهم دخول عبيد وهو يتمايل بأستهزاء بينهم : وش تسوون هنا!
قلب فيصل عيونه وهو يرفع يدينه ويدعي بهمس: اللهم لك الحمد أنك خليت المعرفه من بعيد ياربي لك الحمد
تأفف أويس ورفع انظاره على عبيد الي كان واقف عند الباب: ليه ودك بشي!
ابتسم هزاع متفشل من اخوه وحاول يتدارك الوضع: قاعدين نسولف ونضحك مافي شي ودك تجلس معنا؟
لف أويس بدهشه على هزاع وهو الي يدري أن محد طايق اخوه فهالجلسه وهمس: منجدك بتخليه يجلس!
هزاع : بيطفش ويروح صدقني
قرب منهم عبيد وجلس جنب كنان متربع : ايه كملوا سوالفكم
مد فيصل يده لكنان وهو يأشر لها ترجع له الشرايط : هات
مدت له كنان يدها وعبيد عينه على آسر وضحك : وش حاط فشعره! يفشلل
مد يده عشان يشل الورد بأستهتار وبدأ يشيلهم متعمد يستفز كنان ، تجاهلته كنان وكتمت في نفسها بس ألي فاجأها وقفت فيصل ألي سحب معصم عبيد بقوه وهو يبعده عن كنان وآسر: رجعهم!!
وسع عبيد عيونه وهو يناظر على هزاع عشان يفزع معه لكن تفاجأ من برود اخوه لف عبيد على فيصل وهو يحاول يسحب يده : رجعهم انت!
غمض فيصل عيونه وهو يحاول يكتم غيضه ورص على اسنانه ونطق: انا من صبح الله مو طايق احد وانت جاي تستخف دمك فوق راسي!
عبيد: الخيل حقك؟ لا مو حقك يعني انطم ولا تدخل
رفع فيصل يده على فك عبيد وهو يشده : لسانك لا يطول زياده عشان ما اقصه وابلعك اياه! يحط الي يبي يفشل ولا ما يفشل انت وش عليك!!
ما قدر عبيد يرد على فيصل بسبب شدت فيصل لفكه وكمل فيصل بحده : اشوفك بس تطاول عليه ولا على خيله هنا ولا برا " قرب منه وهو يهمس " اخليك تنسى ان معك سنون !!
بعد عنه وهو يأشر على العيال : هو لا غيره احترم نفسك واعرف قيمتك!
مسك عبيد فكه بقهر وعاجز يرد على فيصل ، سحب نفس ونطق: يا غريب خلك اديب
لف عنهم ومشى وسط ضحك الشباب الي تحول لأصوات غريبه والي يضرب الي جنبه من قوة الضحك والي انسدح ولا قدر يقوم فز خليل وهو يشوف وليد ومازن وأيهم داخلين عليهم قرب منهم خليل وهو يسحبهم عشان يجلسون وهو ميت ضحك: فاتككمم الي صارر قبل شويي
تجمعو العيال حولهم وبدأو يحكون لهم الي صار وهزاع بينهم ويحكي معهم ، قربت كنان وهي تهمس لهزاع : ما زعلت على اخوك؟
هز هزاع راسه بنفي: يستاهل عشان ما يتدخل بغيره
لف أويس على هزاع : شفت قلت لك لا تخله يجلس معنا
هزاع : احسن خله ينجلد منكم عشان يتأدب
كملوا العيال جلستهم وكنان ألي برد خاطرها شوي بعد الي سواه فيصل بعبيد وحاولت تتجاهل الي سواه لها طول اليوم
قامو العيال وكل واحد ينفظ ملابسه من التراب
أويس : الحريم كلهم بينامون فبيت ابوي واحنا رح ننام هنا شوي ويجون الباقي
لفت كنان : من الباقي!
أيهم: يقصد أبوك وعمانك
دخلت كنان البيت وهي تطلع للعيال المفارش والبطانيات عشان يفرشون ويجهزون المكان
مسك وليد بطنه: تكفون والله اني جوعان من المغرب ما اكلت شي غير التمره " لف على كنان وهو يأشر عالمطبخ" عندكم شي يمديني اكله قبل ما يجون الكبار ؟
أويس : ما عليك الكبار حتى لو جو بيدخلوا الديوان على طول ما بيجون لهنا
قربت كنان من الباب وهي تلبس حذيانها "وانتوا بكرامه" : دقايق بجيب البيض واجيكم
ما مرت خمس دقايق وكنان داخله عليهم وهي حاطه البيض داخل جيوبها ويديها مليانه
قرب منها هزاع وهو ياخذهم منها : ماشاء الله كم جبت لو ادري ذا كله كنت جيت اساعدك
ابتسمت وهزت راسها بنفي: شدعوه عادي اقدر اشيلهم وحدي
قرب فيصل وهو يطلع البيض من جيبه وياخذهم عنها: وش بتسوي بذا كله!
مشت كنان عالمطبخ وهي تطلع البصل والطماطم وباقي الأغراض ومدت لهم صحن: حطو البيض هنا واطلعوا إذا خلصت بناديكم تجون تاخذونه
دخل فيصل وخذ منها البصل وبدأ يقشره: عادي نتعاون وش ورانا
رفعت كنان حواجبها بأستغراب وتجاهلته وبدأت تقطع الخضار وتحطهم عالصاج وتكشنه ، طل وليد براسه عالمطبخ : الحين جد تعرف تطبخ ولا تستهبل !
سحبه أويس من قفاه : أحمد ربك قام يسوي لك عشاء لو انا مكانه نومتك جوعان
لفت كنان على أويس وهو واقف عند الباب : كم عددكم!
لف أويس على العيال وهو يعدهم ورجع لف على كنان : سته
حقره فيصل وهو يأشر على نفسه وعلى كنان: وانا وكنان عديتنا؟
رفع أويس اصابعه يعد من جديد وابتسم : ثمانيه
ضحكت كنان وبدأت تكسر البيض على الصاج
فيصل: كم بتكسر!
كنان : ١٥ حبه
فيصل : شلون حسبتهم !
كنان وهي تأشر عالقشور المكسره: لكل واحد بيضتين
ابتسم فيصل بأستهزاء يحسب انها عدت غلط: والأخيره لمين! المفروض ١٦ بيضه مو ١٥
هزت كنان راسها بنفي وكسرت البيضه الأخيره : هذي لي وحده تكفي
تنهد فيصل وهو يجمع قشور البيض: وانا اقول ليه معصقل
اكتفت كنان بالصمت وبدأت تصب البيض في صحنين وطلعت هي وفيصل وكل واحد بيده صحن
جلس وليد وعيونه تلمع: الريحه تأسررر
فيصل: لأنه من يدي
مازن: عشانه مسك الملعقة صار الأكل من يده
ابتسم هزاع وهو يمد يده عالخبز وياخذ قطعه : الله يسلم يديكم
مد أويس خبزته وهو يشوف الصحن فاضي واكل الخبزه بدون شي: مجاعهه!! الي يشوفكم يقول ما أكلتوا المغرب!
قامت كنان وهي تسحب مفرشها داخل غرفتها : أنا بنام هنا
سحب أويس مفرشه ولحقها: والله ما تنام لوحدك!! جمعتنا هناك تقول غنم ودخلت هنا وحدك!!
لحقهم فيصل وهو يفرش مفرشه فالنص ويتلحف : تصبحون على خير
وسعت كنان عيونها بدهشه عاجزه تطردهم من الغرفه تنهدت وسحبت مفرشها لطرف الغرفه عشان تبعد عنهم شوي وتلحفت
وقف خليل وهو يطل على الكل : جاهزين؟ بطفي الفانوس!
قرب من الفانوس ونفخ بخفه وانسدح بمفرشه وتلحف
.....
عند ملاذ ألي كانت ماسكه مسك من طرف ملابسها ودخلو حوش عمهم ثنيان متجهين عالأسطبل
مسك بضيق: تكفين ابي اناممم اختتس جايه من سفررر
أشرت ملاذ لمسك بمعنى اسكتي: اششش بس بتأكد من شي ونمشي
تأففت مسك وهي تلحق ملاذ ،طلت ملاذ على اصيص الفخار وهي تشوف الورد مو موجود وابسمت بقوه: شفتتتي قلت لتس ما بيلاحظ اني غيرتهم وياخذهم
مسك: طيب خلاص تطمنتي يالله نرجع
لفت ملاذ برعب أول ما سمعت صوت وراها وسحبت مسك وتخبت ورا باب الأسطبل، كانت تراقب ألي دخل وعاجزه تعرف هويته كان معطيهم ظهره وهو يدوج بين الخيول سحبت ملاذ مسك بشويش وهم يمشون من دون ما يحس عليهم وصاروا يركضون بشكل هستري لحد يشوفهم وهم طالعين من الأسطبل فالليالي
مسك بخوف: منهو ذاك الي دخل!!
ملاذ وهي تلهث وتحاول تجمع انفاسها: مدريي يا ويلي خفت يشوفنا
عقدت مسك حواجبها وضربت كتف ملاذ: اخر مره الحقتس مكان بغيتي تودينا بداهيه
تأففت ملاذ وهي تلحقها: ما عندتس روح المغامره
مسك : خليناها لتس
دخلوا البيت بهدوء وكل وحده دخلت مفرشها ونامت بعد الخوف الي جاهم فالأسطبل
..
فزت كنان على صوت عمها ألي كان يدق باب البيت بقوه عشان يصحي العيال لصلاة الفجر ومحد منهم حس ، قامت بسرعه وعلقت رجلها بطرف البطانيه وطاحت على بطن أويس ألي قام مفجوع ويتلفت يمين ويسار تأسفت منه وراحت تفتح الباب لعمها رعد ألي دخل معصب
الشيخ رعد: الأذان له ساعه ولا واحد فيكم قام !! لو ما جيتكم ما كنتو قمتوا
دخل الشيخ رعد وبيده كاست ماي بارده وبدأ يصبها عليهم وهم نيام ، قاموا مفجوعين والي يشاهق والي شرق بريقه من الخوف والي وقف على طوله من البرد الي حس فيه فجأه
الشيخ رعد: قوموا قامت قيامتكم المفروض انتوا ألي تجون وتنبهونا عالأذان
لف على أويس ألي كان واقف ويمثل أنه صاحي من زمان: الله يخلف عليك لو انت صاحي من أول كان فتحت لي الباب
زم أويس شفايفه وهو يدف فيصل برجله عشان يصحصح
قاموا العيال وتوضوا والشيخ رعد ينتظرهم فالديوان عشان يصلون جماعه وصلاة العيد يصلونها مع اهل الديره كلها فالمصلى الي يجمع الحارات كلها
لف فيصل على كنان ألي كانت جالسه فطرف البيت وهي تتهرب من الجماعه: وش فيك! قم توضأ مع العيال
مسكت كنان بطنها وهي تمثل التعب: انتظرهم يخلصون عشان ادخل بطني مدري وش فيها
دخلت كنان الحمام وانتوا بكرامه ولا طلعت منه ألين تأكدت أن الجماعه خلصت ، دخلت البيت وبدأت ترتب الفرش ورفعت راسها على صوت أويس وهو داخل: وينك ما صليت مع الجماعه؟
كنان: كنت تعبان شوي
قرب أويس وهو يرمي نظراته على كنان بعتاب: ما تلاحظ أنك نادر تحظر الجماعه!!؟ انت رجال كبر الباب وش عذرك!
قعد أويس ينصح كنان ويفهمها أهمية الجماعه واجرها العظيم وسكت أول ما دخل فيصل عليهم
تسند فيصل على المركى وهو يتمغط: كملوا كملوا وش كنتوا تتكلمون عنه
أويس: شي بيني وبينه
شد على كتفها وطلع ، سند فيصل راسه على كفه : حسستوني وراكم سالفه مع نفسكم انتوا وسركم
دخل خليل البيت ووجهه ما يبشر بخير وكأن في شي ما عجبه عدل فيصل وقفته وقرب منه: وش فيك !
قربت كنان ووسعت عيونها أول ما نطق خليل : مدري مين دخل الاسطبل أمس
كنان بدهشه: وش صار طيب!! وش فيك تتكلم بالقطارة!
خليل وهو يرفع يدينه بأستسلام: ما علي أنا روحو وشوفو بنفسكم
ركضت كنان بسرعه وهي تشوف العيال متجمعين حول الأسطبل دفتهم بقوه ودخلت وارتاحت أول ما شافت آسر قدامها وواقف على رجوله
زمت شفايفها بحنق أول ما شافت شعره الأبيض منتناثر فالأسطبل كله وكل ظفيره مرميه بزاويه،قربت كنان بخطوات بطيئه وهي تجمع الضفاير ودموعها تجمعت في محاجرها
دخل فيصل وراها وانصدم من المنظر كان آسر شكله مزري بشعره المقصص بشكل عشوائي وحتى شعر ذيله ما سلم من القص
سحبت كنان آسر وطلعت فيه من الأسطبل وقعدت على عتبت البيت وهي تمسح عليه بخفه تحاول تكتم بكيتها ألي بعثرت كيانها نزل آسر راسه وهو يحطه بحضن كنان وكأنه يواسيها ويخفف عنها ، نزلت كنان راسها وهي تبكي بقهر ما توقعت أن في أحد رح يتجرأ ويمد يده على خيلها
تقدم فيصل جنبها وهو يطبطب على ظهرها بخفه : وشوله البكي الحين! الأهم انه بخير! كويس جت عالشعر مو رقبته
رفعت كنان راسها بدهشه من مواسات فيصل الي زادت الطين بله ، رفع فيصل المقص بطرف اصبعه قدام أنظار كنان والي لقاه بالأسطبل وهو طالع : وش ودك اسوي فيه؟
عقدت كنان حواجبها بعدم فهم: وش هو!
قام فيصل وسحب أدهم وجلسها قدامه وبدأ يقص شعرها قدام أنظار كنان ألي توسعت بدهشه والعيال ألي تحمسوا وسحبوا خيولهم جنب أدهم عشان يسوون نفسه
ضحك مازن وهو يأشر عالخيول : مبسوط الحين! صارت قرعا عشانك
سند أيهم ذراعه على كتف مازن: قوم نصلي العيد وإذا رجعنا ما يصير خاطرك إلا طيب
مسحت كنان دموعها بعنف ومشاعر الأمتنان تكسيها وعاجزه تعبر عن مشاعرها تجاههم فهذي اللحظه
أويس: احد فيكم سمع صوت باب الأسطبل امس!!
هزوا العيال راسهم بنفي لأن الكل نام بعد العشاء من التعب
وليد: ياخي واضح ليه الأستغباء
كان هزاع يسمع الحوار بصمت وقلبه مغتاض وهو عارف مين ساس البلاء لكن عاجز يسوي شي بحكم أنه الصغير! قرب من كنان وابتسم لها واشر على خشمه:أبشر على هالخشم قول أبي وانا اقول تم
بادلته كنان الأبتسامه وهي تهز راسها بنفي : لا مشكور وقفتكم تكفي وتوفي
حاوطوها العيال وهم يمشون للمصلى ويحاولون يواسونها فالطريق ولا تخرب عليها فرحة العيد
..
دخل عواد المصلى بين الرجال عشان يتجهزون لخطبة العيد فزوا الرجال بشوفته وهم يهلون ويرحبون بعواد
شيخ الديره: يا هلا يا هلا كيف حالك
عواد: بخير ونعمه يالله لك الحمد
التفت شيخ الديره على الي واقف ورا عواد وهو يمد يده ويسلم: يا هلا هذا ضيفك؟
هز عواد راسه بإيجاب: أيه ساكن عندي من فتره يدور شغل
دق الشيخ صدره: افاا وصللتت يا ولدي
ليث بخجل : تسلم ما تقصر
الشيخ: تفضلوا اجلسوا وبعد الصلاه نتكلم عن هالموضوع
جلس عواد وجنبه ليث ألي ما حس بغيابه وكأنه بين أهله
قرب ليث بهمس: واضح من الترحيب أنك ما تصلي مع اهل الديره بالعاده
عواد: شلون انزل الديره واخلي اختي وحدها! فالعيد يمديني اخذها معي مصلى الحريم لكن فالأيام العاديه مقدر
هز ليث رأسه بعد ما فهم وعدل جلسته عشان يسمع الخطبه
فالجهه الثانيه عند الحريم جلست ظبيه بطرف المصلى بحكم علاقتها السطحيه جدا مع اهل الديره
انتهو الناس من صلاة العيد وطلعوا من المصلى كل واحد راح يشوف اضحيته لف الشيخ على ليث وعواد بعد ما طلعوا الناس وجلس قبالهم : ايه وانا أبوك وش قصتك! انت غريب عن الديار ومن حقي اعرف من انت
ليث: انا ليث بن فارس من ديار الشمال مو بعيد عنكم نزحت ولقيت نفسي عند اخوي عواد " وحط كفه على فخذ عواد"
الشيخ: مقتول؟
عقد ليث حواجبه يوم فهم كلامه: لا اعوذ بالله والله ما تنمد يدي على أحد ظلم وإذا انمدت جعلها بالقطع
تنهد الشيخ وهو يعدل جلسته: أجل وشو ! لا ورث ولا مقتول ليه هارب! طيب قول قصتك زيح الهم عنك شوي
زم ليث شفايفه ونطق بصوت مهزوز :
" مرتني أمورٍ طوت خاطري طي
وما سليت سيفي ولا سال حبري
وماني بشاكي على الناس مافي
مادام عند الله ضمادي وجبري"
سكت الشيخ وتسند على الأرض وقام وهو يأشر لليث وعواد يلحقونه
عواد: تعذرني يا شيخ باخذ اختي وارجع البيت مقدر اخليها لوحدها وليث لا خلص بيرجع لوحده
هز الشيخ وليث روسهم وراح عنهم عواد ياخذ اخته من مصلى الحريم
الشيخ: وش تحترف ؟
ليث: ألي تبيني فيه انا جاهز
مسك الشيخ لحيته وهو يفكر ورفع راسه: تروح لالطاحون؟ بالبدايه بتتعب وبعدها تتعود
أبتسم ليث وهو يهز راسه بإيجاب: أبد لا يهمك
مشى الشيخ وليث وراه رايحين عند الطاحون وبدأ يعرفه على العمال الي فيه ويفهمه الشغل
أنت تقرأ
" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"
Romance⭕ مختومه في طور التعديل⭕ في حقبه زمنيه قديمه وفي شمال السعودية عام ١٩٧٠ إلى عام ۱۹۸۹ تحديداً، وقت البساطه والتواضع والروح الخفيفه، الوقت الي كان الراديو انيسهم والفانوس نورهم في لياليهم وخيولهم وحميرهم هي وسائل تنقلهم تجمع بين أب ظالم وهمجي يتكلم...