عند ليال وهي داخله الديوان وأبوها متكي لوحده ابتسمت وقعدت جنبه: أفا يبه لوحدك ولا تقول لي؟
التفت لها وبادلها بعد ما طلعته من سرحانه: وش سويتي يا بنتي؟ جهزتي لعرس بنت خالتتس ولا ناقصتس شي؟
ابتسمت ليال: لا يبه كل شي جاهز، بس تسمح لي أروح عنده الصبح أساعدهن وأجهز معهم؟ بنات الحاره كلهم بيكونن هناك يساعدونهم فالبيت وأنا بنت خالتها أولى منهم فيها
أبتسم الشيخ حمد وعيونه عليها: راعيت واجب الله يحفظتس يا عيون أبوتس، أيه روحي وشوفي وش يبون ولا تخلي خالتتس تتعب وأنتو جالسين
توسعت ابتسامتها ونطقت بحماس: لا يبه عيب وشق جيب إن كاني أروح وأجلس وهي تشتغل!
ضرب على ظهرها بخفه: شوفي أخوتس يا بنتي يمكن يحتاج شي
هزت راسها وقامت من جنبه بحماس: من عيوني! كم حمد عندنا؟
..
عند كنان وهي قاعده مكان سيف وهو راح يكمل شغله برا الدكان ويرجع، دخل خليل وهو يشوف كنان مكان سيف وكنان قباله جالسه: وش عندك؟ صرت تشتغل هنا؟
لفت نظرها له وهي حاطه كفها على فكها ومتسنده على الطاوله: لا، بس قال عنده شغله ويرجع وأنا هنا بداله ألين يرجع
دخل عليهم سيف وهو يسلم ويوقف بجنب كنان ويفتح الدفاتر الخاص بالديون: يا هلا ومرحبا خليل! وش لونك!
هز راسه: والله طيبين نسأل عنك وما تسأل عن أحد ولا تروح عند أحد!
قوست كنان بضيق من كلامه المعاتب: خله يا خليل تشوفه فاضي لك يعني؟
ابتسم سيف: والله شوفت عينك! مقدر أطلع وأسكر الدكان
أبتسم بسخريه: أيه صادق والله، الله يكون بعونك " لف على كنان الي كان واضح أنها في أقصى مراحل حزنها " وانت مو ناوي تروح معي عند فيصل؟
لفت عليه وعقدت حواجبها : وليه اروح؟ تقصد أروح ديرة الشيخ حمد؟ لا يخسي فيصل مو أبوه
مد خليل يده مخاوط رقبتها وهو يسحبها : ادري أنك متضايق منه، بس معليه تعال بسوي لك هدنه صلح بينكم وتنحل الأمور
حالت تبعده عنها بس مو قادره : وش علي منه! فكني بروح البيت
رفع سيف حاجبه: شفت خالتي ريم وهي رايحه على ديرة الشيخ حمد
لفت عليه كنان مصدومه : وش وداها هناك!
تنهد خليل: قايل لك بس انت ما تفهم! الديره كلها راحت بيت أبو فيصل عشان يساعدونهم!
بعدت عنه كنان وهي تعدل ملابسها : ماني برايح! تبي تروح رح لوحدك
وطلعت من الدكان ورجعت البيت وفي خاطرها كان ودها تروح وتشوف طقوس ما قبل العرس بس كابرت مشاعرها وقعدت فالبيت عناد فيهم ولو لحقها خليل وأصر عليها لثواني كانت بتروح معه!
..
أجواء ما قبل العرس في بيت تميم، ناس داخله وناس طالعه ، والحريم الي كل وحده داخله وفوق راسها صحن وخبز والي داخله معها ولدها الي داخل وفوق راسه القدور ، ويدخلون الشباب ويجهزون الغنم ويحلبونها واكياس الرز والسكر ، والي متعلق فوق السلم عشان يركب الأنوار والزينه والأطفال يحوسون عند أرجولوهم ومو تاركين شي في حاله!
كنان ما قدرت تصبر وراحت تراقبهم من بعيد على التله الي جنب بيت أبو فيصل، ودها تكون بينهم بس كل ما فكرت بفيصل كنسلت وجلست مكانها...
كانت ديرة الشيخ حمد قايمه فوق تحت الكل متحمس لعرس بنت أبو فيصل، قام أويس من بين العيال الي جالسين في حوش بيت أبو فيصل وهم يتغدون وكأنه ناسي شي وأنظاره تدور وليد ألي كان وقتها جالس فالأسطبل حق الخيول مع فيصل وأيهم
قرب منهم وحط ذراعه على كتف وليد وعيونه على فيصل: باقي ما تصالحتو؟
نطق فيصل بإستسلام: ما شفته من أمس! كنت أحسب أنه بيجي معكم ومنها فرصه اتكلم معه بس ماجاء!
أيهم: معليش مابي أحد فيكم زعلان في عرسي تدري كلكم أخوياي وابيكم حولي
رفع فيصل حاجبه: شدعوه يا رجال كلنا بنكون موجودين
دف أويس أيهم وهو مبتسم: أوووهه عريسنا أشوفك بديت تختفي من الحين!
أيهم وسع عيونه وأبتسم: لا والله شدعوه! بس زي ما تشوفون يمكن ماعد بطول فالوادي معكم بعد العرس
ضربه فيصل بخفه على راسه: هيهه! ترا أخوها باقي جنبك يا وغد!
وبين ضحكهم جاهم خليل وليث وبعد ما جلسو من بعد الفجر يقطفون فالبن
خليل: نشرنا البن على سطح البيت بكره نشوف وش صار عليه
ليث وهو يلف ذراعه ورا ظهره: والله يا أن ذراعي ودعت
وليد: الله يقويكمم مافي أطيب من بن وادي أبو خليل
أويس: أي والله دام خليل ألي يهتم فيهم عز الله كيَّفنا
قرب خليل من فيصل وسحبه على جنب بعيد عن العيال بهمس: منت ناوي تتصالح أنت وكنان؟ ترا طول الليل وهو فوق التل الي ورا بيتكم!
لف فيصل مصدوم من كلامه: تحتسي صدز؟ وليه قاعد هناك؟
رفع كتوفه بجهل: مدري، أمس أحاول فيه يجيكم معي ورافض وقال بيروح ينام بس لما وصلت لقيته عالتل
تلفت فيصل حوله ورجع نظره لخليل الواقف قدامه: هو وينه الحين؟
خليل: مدري بس أكيد رجع البيت، وأنت وش تنتظر! رح تصالح معه إذا هو عنده مشكله وما وقدر يبادر أنت وش وراك ما تبادر حتى لو هو غلطان!
قوس فيصل حواجبه: بروح له، بس ما فضيت من أمس وأنا أحوس رايح جاي
خليل وهو يدفه بخفه: رح له الحين دام أنك فاضي
فيصل وهو يمشي: وينه طيب!
خليل رفع كتوفه: مدري دوره عاد أنت وحظك وين بتلقاه
..
قامت رحمه وهي تتمغط وتمدد جسمها ألي تصلب وهي تقص الأكياس الملونه الصغيره حق الحلويات وتقطف الورد مع البنات، نطقت بتعب: ظهري ظهرييي
ضحكت ليال وهي تجمع الأكياس والورد من الأرض: من أمس وأنتي تقصين فيهم أرحمي نفستيس
ضحكت العنود وهي ماشيه من جنبهم: محد متحمس كثرها
قربت يقين وجلست بينهم تسمع كالعاده ولا تشاركهم الحكي
لفت عليها ملاذ وأبتسمت: يوهه عاد لو شفتو يقين من أمس مزعجه أمي تقول ما عجبها الفستان الي جابته لها العنود
قامت يقين موسعه عيونها بصدمه من كذب أختها: متى قلت!! لا تكذبين
العنود تمثل الحزن وكلهم متفقين يضايقون يقين: أفاا وأنا تعنيت وانا أختاره قلت أكيد بيعجبها
مدت غزلان يدها تطبطب على ظهر العنود بخفه: لا تزعلين يالعنود عادي عادي
لفت يقين على العنود تحاول تفهمها بس قاطعتها ملاذ: ما تنلام لو زعلت وهي متعنيه فيه!!
قامت يقين بضيق وطلعت من الغرفه وكل البنات ماتو من الضحك ، قربت منهم مزنه ومعها طوق ورد وحطته فوق راس غزلان ونطقت: خليني أشوف كويس ولا أخليه أكبر
توسعت إبتسامت ملاذ: اخسس والله يجنن يا عمه دامه من يدتس
أستحت غزلان وغطتت وجهها بكفوفها
أبتسمت ريم مستلطفه ردة فعلها: وشوله أستحيتي والله أنتس قمر!
غزلان بخجل: الله يسعدتس يا خاله أحرجتوني
مزنه وهي تاخذ طوق والورد وترجع مكانها: بزيده شوي أحسه خفيف
طلعت مزنه وريم وتجمعو البنات على غزلان عشان يساعدونها تلبس ملابس الحنا ويزفونها
..
طلعت كنان من البيت وهي تجر أنفاسها بضيق وقفلت الباب قبل ما تمشي وأول ما لفت فزت ومسكت صدرها وهي تسمي بخوف من الواقف وراها: وش موقفك وراي كأنك أبليس!!
قرب فيصل وهو يجرها من طرف ملابسها: تعال بنروح عند الرنا
بعدت عنه واعتدلت: ليه نروح هناك؟ اشوفك تروح هناك واجد وانا مدري!
كانت كنان خايفه وتملكها الخوف تماما وكل الي يدور في بالها أن فيصل شاف المدفون الي دفنته تحت الرنا والكل يدري أن محد يتكي هناك كثرها، وماطلبها تروح معه هناك إلا عشان يشرشحها قدام جرمها المشهود!!
لف عليها فيصل بملامح بارده: ماودك نتفق يعني؟
أنشرح وجه كنان وتنهدت براحه: براحتك ما فرقت معي
تجاهلها فيصل وسبقها وهي رواه وما تدري شلون تعتذر أو تبرر الي صار! وكل الي فبالها أن محد غلطان غير فيصل وهي من حقها تزعل وهو ماله حق بزعله! ما حست بنفسها إلا وهم تحت الرنا وراحت ركض وجلست فوق الحفره الي دفنتها
عقد فيصل حواجبه: لا تخاف مو ميت عليها !!
قرب وجلس وكان يفصل بينه وبين كنان مسافه يقدر يقعد فيها ثلاثه أو أربعه غيرهم
لف عليها فيصل بنفس الملامح البارده: ليه أمس كنت ورا البيت ولا نزلت؟
لفت كنان مصدومه ما توقعت أنه ممكن يشوفها: شفتني هناك؟
أخذ عود من الأرض وهو يرسم فالتراب: لا ما شفتك بس واحد قال لي
زمت شفتها بفضول: من الي شافني!
نطق وعيونه تتأمل الشخبيط الي قاعد يسويها فالتراب: وش الفايده إذا عرفت ، دامك كنت ناوين تجي نتفق ليه رحت مندون ما تجيني؟
رفعت كنان حاجبها: بس أنا ما رحت هناك عشان أصالحك!
التفت لها ماكان مترقع ردها هذا: ليه رحت أجل! تضايقت أنك لوحدك فالبيت؟
هزت راسها بنفي: لا بس كنت طفشان ورحت أشوف ورجعت البيت ما طولت حتى!
وقف فيصل وهو ينفظ ملابسه: أجل خاطرك دامك مو ناوي نتفق وراي شغل
وسعت عيونها ووقفت وتشبثت بطرف ثوبه تجره من ملابسه وهي تتذكر تهديد أويس لها: أصبر خلنا نفهم وش صار ونتفق بعدها!
لف عليها فيصل ورجع جلس بمكانه وجلست كنان بجنبه: الحين أنا غلطان لأني رميت الحجر وأنت غلطان لأنك سحبت غترتي تبيني أقول كذا؟
لف عليها فيصل بنص عين: كذا الناس تتفق؟
رفعت حاجبها: وش ودك أقول يعني!
تنهد واعتدل بجلسته: الواحد يجيك يعتذر يقول أنا أسف وكذا وكذا مو تسلك لي! صدق أنك شين وقوي عين!!
بدأت كنان تنتف شايفها بتوتر وعيونها على الأرض بسرحان! مد فيصل يده ومسك معصمها وسحبه يحاول يمنعها: هيهه! شوي شوي الدم وصل دقنك!
سحبت كنان كفها بسرعه من يده وبدأت تمسح الدم ألي طلع من شفايفها متجاهله نظراته الي كلها حيره ونطق بعدم فهم: كل ذا التوتر عشان قلت لك اعتذر؟ ما باكلك ترا!
تنهدت كنان بتوتر واضح على وجهها : ياليلل وشوله اتوتر!!
بعد ضغط كبير من فيصل أعتذرت كنان بعد يا شاهدين أشهدو! بعد ما كانت مصره أنها مو غلطانه أما فيصل ألي أعتذر لها على طول وكان همه الوحيد أنه ما يخلي أحد من أخوياه زعلان بالذات أن عرس أخته قريب وما وده بشي يخرب هاليوم ،
أنسدح فيصل بجنب كنان تحت الرنا وهو مغمض عيونه : أيهم أصغر مني وتزوج وأنا باقي يا حسرتي بس
لفت عليه كنان : وأنت مين الي ماسكك وحالف عليك ما تتزوج ! الديره كلها بنات قول أبي اتزوج ومحد بيمنعك
فيصل : ما ودي اتزوج حي الله ! أحس أني باقي ودي ادور البنت الي تناسبني
ضحكت كنان بسخريه وهي تقوم تنفظ ملابسها : أقول قم بس ما ضنتي أحد بيرضى فيك
عدل جلسته وهو موسع عيونه : وش بلاي عشان ما ترضى فيني !
تجاهلته وركضت أول ما تذكرت أنها ما أخذت آسر معها ولا شيكت عليه أول ما قامت وتركت فيصل الي كان منصدم من حركتها وخلته مندون أي مقدمات!
~~~~~~
قامت موضي من على سجادتها بعد ما تمت فرضها ويدخل عليها سيف الي كان يراقبها من را الباب ينتظرها تخلص، تقدم لها وجلس بجنبها : الله يتقبل يمه
هزت راسها: الله يرضى عليك يا ولدي ويعطيك ما تتمنى
أبتسم سيف بخجل وسأل: الحين يمه ما ردت بنت أبو فيصل خبر؟
مسحت موضي على ظهره بحنيه : لا تستعجل يا ولدي إن كانت من نصيبك ربي ييسرها لك! وتتزوج ونروح الرياض سوا
أبتسم سيف وهو يتخيل الي بيصير بحكم أنه قرر هو وأمه يفتحون دكان فالرياض ويطلعون من الديره شوي يمكن ربي يفتحها بوجهه
قامت موضي من جنبه وهي تلبس طرحتها: أنا بروح عند أم فيصل يمكن يحتاجون شي منا ولا منا وبعد العرس بسألها وأبشرك، وانت خل عنك هالأفكار وانتبه عالدكان الله يصلحك
أبتسم سيف وهو يهز راسه بإيجاب : ابشري يمه
..
طلع الشيخ رعد من الديوان وعيونه تدور على أويس ألي شافه بين العيال يأمر وينهي ونطق بحده ونبره عاليه : أويس يا وغد تعااال
فز أويس على صوت أبوه وراح له ركض ووليد وليث ومازن وخليل وراه : سم يبه آمر!
مسك أذنه بعتب : قلت لك تجيب القعود والطلي من البيت معك ولا ما قلت ؟ وينها الحين؟
وسع أويس عيونه أول ما تذكر وغمض عيونه بألم : أبشر يبه هالحين أبروح أجيبها
نزل الشيخ رعد يده ونطق: كنت حاس والله! الحين تأروج وتختار أحسنهم تجيبها هنا! لا تسود وجهي قدامهم وتجيب الطارف!
أويس وهو يركض عنه والعيال وراه : أبشر يبه على خشمي
ضحك ليث بصوت مسموع : محد يقدر عليه إلا أبوه
خليل بنفس النبره : على كثر ما اجلده بس نادر أشوفه مطيع تسذا
لف عليهم أويس بحده وهو يلوح بالعصا: قدامي انت وياه لا ألفحك بالعصا هذي!
قوس خليل شفته: مو شاطر تستقوي إلا علينا
ركض خليل بسرعه يهرب من أويس ألي صار يلحقه بالعصا وحالف ما يتركه ألين يسوي له شوارع بظهره
عند كنان ألي كنان الأسطبل وجلست جنب آسر بعبوس وزعل : كله من فيصل وجه الخبز خلاني أنساك!
دخل فيصل وتكى على الباب : الحين صرت وجه الخبز؟
فزت كنان على صوته : وش فيك من اليوم تنفظ قلبي ! ليه لحقتني؟
جلس جنب آسر ويتأمل فيه : شفتك تركض خوفتني أحسب صار شي " مسح على رأس الخيل وهو يتأمله " أهداك خالي رعد هالخيل؟
هزت كنان راسها: لا، كان هديه لأبوي عشان الله رزقه بالولد " بلعت ريقه بغصه " وأنا ربيت معه ومحد يهتم فيه غيري
أبتسم فيصل وهو يذكر فرسه: ذكرتني بأدهم ، من أول ما بدينا نجهز لعرس أختي وأنا مهملها
عقدت كنان حواجبها: ماعد فهمت! فرس هو ولا خيل !!
رفع فيصل حاجبه: لا فرس
كنان : هذا الي فهمته لكن ليه مسميها أدهم وهي أنثى؟
رفع حاجبه: ماكنت أدري أنها أنثى! ويوم سألني أبوي وش أسميها قلت أدهم وما عارضني وهي تعودت على هالأسم
هزت راسها بتفهم وفي داخلها شي حسسها أنها هي وأدهم كأنهم وجهين لعمله وحده وفيصل مو غير عن الرجال! حتى هو ماخذ من طبع أبوها ويميز الذكور وكل الرجال نفس التفكير، لو يدري أنها بنت بيتهجم عليها أو بتجاهل الموضوع نفس الفرس أدهم ؟!!
مر أويس والعيال من جنب الأسطبل ولاحظو الباب مفتوح قرب أويس وهو يطل راسه لداخل : وش تسوون هنا
فزت كنان بخوف وزفرت بضيق وهي تقوم : يا شيخ الله يقلع العدو، وش بكم علي اليوم !
وطلعت وهي ضايقه ودخلت البيت وتركت الباب مفتوح وراها
لف أويس على فيصل بتعجب: وش بلاه!
ضربه بخفه على كتفه وهو يبتسم : خله خله ما ينلام أنخرش واجد اليوم ، أنتو وش جابكم هنا؟
ليث أبتسم وعلى وشك يفطس من الضحك : فاتككك وش سوى عمي رعد!!
فز أويس وقرصه بكتفه : أسكت! موب ناقص إلا تروح المسجد وتوصي الأمام يقولها بخطبة الجمعه! ولا تبي ارسم على ظهرك نفس خليل؟
قلب خليل عيونه : تخسي! ما قدرت تمسكني حتى!
كان فيصل بينهم وضايع مو فاهم شي من ألي يقولونه، قرب منه وليد وهو يهمس بأذنه : خلك منهم هواشهم المعتاد
رفع فيصل حاجبه: مسوي طالع منها؟
اعتدل وليد بوقفته ورفع كتوفه : أنا الكبير هنا وأعقلهم ما تطلع مني هالحركات
ضحكو العيال بأستهزاء وقامو كلهم بعد ما سحبو كنان بالغصب وراحو عند الحلال " الأبل والنياق والخرفان"
.....
تجمعو البنات حول غزلان وكل وحده بيدها دف وبدأوا يغنون " يا ناقش الحنا على كف يمناتس ، يا سعد من شبك يده بيديتس "
وألي تزغرد كل ما قالو البنات شطر، وأم محمد ألي كانت جالسه قدامها وتعجن فالحنا وتوزع على المعازيم والوغدان والبنات حولهم يرقصون، قامت رحمه من بين البنات وبدأت تاخذ الأكياس الملونه ألي قصصتهم وبدت تنثرهم عالبنات وعلى غزلان تحت أغانيهم وزغاريدهم ،ومزنه ألي كانت جالسه جنب الباب وتمسح دموعها بطرف طرحتها ومشاعرها الملخبطه بين الزعل أنها بتفرق بنتها وقطعة من كبدها وبين الفرحه أن بنتها عروس والكل يغني لها وفرحان فيها
جلست ريم جنب مزنه وهي تطبطب على ظهرها بخفه تحاول تخفف عليها : الله يستر عليها ويسعدها! أمسحي دموعتس بنتتس لا تشوفها ويتكدر خاطرها
رفعت مزنه كمها وبدأت تمسح دموعها بعنف خايفه بنتها تشوف دموعها : غصب عني والله ، أنام على دموعي والله ما ودي افارق بنتي
الهنوف : أذكريها بالخير البنت عروس لزوم تفرحين فيها ومعها!
قامت العنود والبنات ومسكوا غزلان عشان ترقص معهم وهي ما ودها تتحرك من الحيا، نطقت العنود والأبتسامه شاقه وجهها: خففي الحيا شوي وأرقصي مارح تتزوجين كل يوم
نزلت غزلان راسها بحيا وهي تبتسم
قربت لهم رحمه بحماس: وش رايك بالجو الي سويته بالأكياس؟ تجنن صح؟
ضحكو البنات وقامت ليال : بنسهر عليهم وأحنا ننظف
مدت ملاذ يدها وضربتها بخفه على كتفها: خلينا ننبسط وخلي الباقي على الله لا تشيلي هم شي من الحين
قوست العنود حواجبها: خلونا ما نجيب طاري التنظيف عشان ما نتنكد
جلست ليال عالأرض وبدأت تجمع الأكياس عشان نتثرهم مره ثانيه عالبنات والكل كان مبسوط وفرحان بأجواء الحنا
~~~~~
دخل أويس هو والعيال داخل شبك الهجن وهو يتلفت يمين ويسار
أويس : ياا زول عثمان وينك ياا شيخنا
جاهم عثمان" الراعي" مسرع وأبتسم أول ما شافهم وبدأ ينفظ ثوبه من الغبار : يا أهلا وسهلا أيش دايرين تساوو هينا؟
أبتسم ليث : رح أرتاح، بس حبينا نعطيك خبر أن الشيخ رعد طلب مننا ناخذ كم واحد لديرة الشيخ حمد
وسع وليد عيونه : وش ألي يروح يرتاح ! خله يساعدنا
شمر أويس أكمامه ورفع أطراف ثوبه وربطه على خصره : لا يكون ما مليت عيونك؟
فيصل وهو يسوي نفس أويس بملابسه : خلك منه ويالله نشوف شغلنا
هز الراعي عثمان راسه بإيجاب وهو رايح عنهم : أخليكم تاخدو راحتكم وأنا اريح فالعشه
وليد وهو يرفع يده بأستسلام : أنا مالي علاقه فيكم بروح أقعد عند السياره ألين تجون
كانت كنان ناويه تسحب نفسها معه بس مسكها مازن ودخلها معهم داخل الشبك
توسعت ابتسامت خليل فجأه : عندي فكره
قوست كنان حواجبها بضيق: يالله سترك! وش عندك أخلص علينا
أويس : لا تفكر أرتاح، محد يجيب لنا المصايب إلا انت
نطق خليل متجاهل كلامهم السلبي : أسمع بس، نص مننا يطلع مع الذبيحة الأولى والنص الثاني يطلع الثانيه وتسذا عشان ننجز
هز فيصل راسه بإيجاب دليل على اعجابه بالفكره: خلاص مازن ليث وخليل مع بعض ياخذون أول واحد ويروحون يركبونه السياره واحنا ناخذ الثاني ونلحقكم وأرجعو خذو الثالث وتسذا ألين ناخذ العدد كله
هزو راسهم بإيجاب إلا كنان ألي كانت ماسكه راسها من الموقف الي حطت نفسها فيه، تجمعوا خليل وليث ومازن وسحبو قعود وراحو عالسياره
التفت فيصل لأويس الجالس: قم ناخذ الثاني نلحق عالوقت ويمدينا نرتاح شوي قبل الكرف الصدق
وقف أويس وسحب كنان : أنت تعال أركب على القعود لأنه هايج ما يهجد ويكره أي أحد يقرب منه
وسعت كنان عيونها : أيه وبعديين؟!
هز فيصل بتأييد: أيه صح عشان يمكن إذا حس أن في شي على ظهره وهو يمشي يكون راكد
لفت كنان طالعه من الشبك: خاطركم دوروا أحد غيري
سحبها فيصل من قفاها وجلسها فوق القعود غصب عنها، حضنت كنان ظهر القعود بخوف وندمانه على الساعه ألي فكرت فيها تلحقهم!! أول ما وقف القعود نطت كنان من على ظهره تحاول تهرب بس ألي ما حسبت حسابه أن القعود ما وقف وهو يلحقها!! انصدم أويس وفيصل وصارو يركضون ورا القعود وكنان وكان شكلهم لا يحسد عليه أبدا! ركضت كنان ودخلت بين الشبك وسكرته عشان ما يدخل عليها القعود ولأنه كان يمشي بأقصى سرعته وراها وضرب بالشبك وطاح عالأرض
نطق أويس وهو يجمع أنفاسه بخوف وسند يده على ركبته وكل جسمه يرجف : الله اكبر على بليسك! من قال لك تطب من على ظهره وتخوفه!
سحب فيصل انفاسه بسرعه من التعب : يا ويلي يا ارجولي ما تشيليني يا ولد
ألتفتو على كنان ووسعو عيونهم أول ما شافوها ورا الشبك وعيونها غرقانه بالدموع ووجهها كله غبار ويدها تقطر دم! تقدم لها فيصل مسرع وفتح الشبك ودخل ومسك يدها بحذر: أسم الله عليك! علامك؟
لحقه أويس وهو ينزل شماغه على كتوفه بصدمه : وشوله الصياح! هد روحك الجرح بسيط
بلعت ريقها وهي ترجف من الخوف: وأنا داخله ضربت يدي بالشبك ومن الخوف ما حسيت
سحب فيصل شماغ أويس من على كتفه ونفظه من الغبار وجلس جنب كنان وهو يربط يدها بخفه وهو يتأمل ملامحها إن مان يألمها أو لا: معليه حصل خير لا تصيح مثل الوغدان خلك رجال!
مسحت دموعها بطرف كمها وبين كل نفس تاخذه شهقه
تنهد أويس والذنب ياكله: خلاص رح أجلس مع وليد ألين نخلص ونوديك عند أم محمد تداويك
رفعت راسها على أويس بخوف ولفت انظارها عالبعير: والبعير!! أخاف اطلع وتلحقني مره ثانيه
مسح فيصل على ظهرها يحاول يهديها: بوصلك أنا عند السياره خلاص اسكت فضحتنا بصياحك!
وقفت ونفظت ثوبها ومشت ورا فيصل وهي متشبثه بكم ثوبه تحاول تتفادى أنظار البعير ألي كان جالس ورا الشبك وعاجز أويس يخليه يوقف بعد طيحته
..
فتحت أم أيهم الدرج الحديدي وبدأت تطلع منه ملابس وأغراض واضح أنها قديمه ولها فتره طويله فالدرج وأيهم ألي كان جالس وراها ويراقب بصمت ألين لفتت عليه أمه وهي تحطهم قدامه
أبتسمت أبتسامه صفرا تخفي حزنها وراها : هذي ملابس أبوك يوم عرسنا " نزلت راسها " ما أقصد أني ما أبيك تلبس شي جديد في يوم عرسك بس أبيك تحتفظ فيهم
أبتسم أيهم وأخذهم من يدها : وهذاك الي وراتس يمه ما بتعطيني أياه ؟
لفت أم أيهم وسحبت السيف وهي تبتسم : إلا بعطيك وأبيك ترقص فيه بكره
أخذه أيهم وهو يتفحصه ويمسحه بكم ثوبه : أبشري يمه وأنتي شوفيني من على السطوح وانا أرقص فيه
نزلت دمعتها الحاره على خدودها وقربت من ولدها عشان تضمه
..
دخلت كنان البيت وتصادف أمها قدامها وهي ترتب القدور والصحون ألي بتاخذهم معها بيت أبو فيصل ، لفت على كنان ووسعت عيونها أول ما شافت يد بنتها ، مسحت كفوفها بأطراف ملابسها وهي تتقدم لبنتها بسرعه ونطقت بقلق: أسم الله عليك وش صار لك ؟ طحت؟ تعورت؟
مسكت كنان من كتوفها وهي تلفها يمين ويسار عشان تطمن أن مافي جرح ثاني غير يدها
مسحت كنان بخفه على كتف أمها وهي تحاول تطمنها: مافيني شي يمه جرح بسيط
عقدت ريم حواجبها: علامك طيب اشرح لي !
تنهدت وهي تجلس: ما صار شي، بس ضربت يدي بالغلط على شبك الهجن وجرحت يدي
رفعت ريم حاجبها ونطقت بعتب : وش وداك هناك!؟
كنان : عمي قال نروح نجمع القعود ونوديهم ديرة الشيخ حمد وبس والله ما قدرت أهرب منهم " قامت تتمايل قدام أمها وتدور حول نفسها "شوفي مافيني شي! اقدر أسيّر معتس بكره
تنهدت ريم وهي تمسك كتوف بناتها: أسمع، أنا قلت لهم أن بنت من ديرتي بتجيني وبتحظر معي العرس وكنان راح عند جده يساعده بالمزرعه ما عنده أحد يساعده فيها
أبتسمت كنان وهزت راسها بإيجاب: تمام ، بقول للعيال الصبح أني ما بقدر أحظر العرس لجل محد يشره علي!
قامت كنان من جنب أمها وراحت الغرفه وكلها شوق ووله ولا قدر النوم يطب عيونها طول الليل! وسرحانه بين أفكارها وخيالها ألي يوديها ويجيبها وكل همها أن كل شي يتم وما يصير شي ويخرب عليها فرحتها، فزتت أول ما سمعت صوت الباب أنفتح ودخل أبوها ومسكت طرف البطانيه وغطت راسها تمثل أنها نايمه
أنت تقرأ
" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"
Romance⭕ مختومه في طور التعديل⭕ في حقبه زمنيه قديمه وفي شمال السعودية عام ١٩٧٠ إلى عام ۱۹۸۹ تحديداً، وقت البساطه والتواضع والروح الخفيفه، الوقت الي كان الراديو انيسهم والفانوس نورهم في لياليهم وخيولهم وحميرهم هي وسائل تنقلهم تجمع بين أب ظالم وهمجي يتكلم...