البارت الأول

4.5K 95 14
                                    

قبل ١٩ سنه عام ١٩٧٠م
نزل راسه لمستواها ومسك فكها بيده اليمين ويأشر بأصبعه السبابه بتهديد وراص على اسنانه
ثنيان: من الحين اقول لك لو طلعت بنت اذبحك انتي وهي مابي بنت لاكبرت وطت راسي بين العرب
ريم بعتاب : خاف ربك يا رجال وش ذا الحكي بنت او ولد كلهم من لحمك ودمك
دفها عالأرض بعصبيه : كلامي ما بعيده مرتين إن كان ولد على عيني وراسي غيره " أشر عالباب" تدلون طريق المقبره
مشى بتجاه الباب وطلع وسكره بقوه
شهقت ريم بقلة حيله وهي ماسكه بطنها ما تدري وش تسوي بنفسها ثنيان رجل همجي وتفكيره متحجر ومايعرف من الدين إلا الشرع حلل اربع وكل همه يجيه ولد ويتباها فيه عند اخوانه
سحبت ريم نفسها بقلة حيله على السرير الي بجنبها وتحاول تهدي نفسها وهي حاضنه المفرش

في ديره ثانيه ما تبعد عنهم كثير
تربعت خيمه كبيره على طرف الديره وبين الضجه والحركه
نزل راسه بحزن ويسلم على الرجال الي قدامه وهم جايينه يعزونه بحزنه وفقده
أبو ليث: عظم الله اجركم واحسن الله عزاكم يابو فيصل ما ندري وش نقول لك والله غير إنا لله وإنا إليه راجعون
هز رأسه أبو فيصل " تميم " بإجاب " جزاك الله خير يابو ليث كافي ووافي
وكمل يسلم على الضيوف بعد ما انتشرو الضيوف على أطراف الخيمه وعم الهدوء فيها وقف تميم ورفع يده اليمين وهو يتلفت يمين ويسار
تميم: يا جماعة الخير جزاكم الله خير على جيتكم والله انها جبرت خاطري ومستحيل انسى وقفتكم هذي لكن كنت حاب اقول للكل عشان تشهدون على الي بقوله "بلع ريقه بغصه" انا اخوي قبل يسافر هو وزوجته مكه حط بنته العنود عندي أمانه الين يرجع لكن ربي اخذ أمانته والحمدلله على كل حال لكن ابيكم تشهدون انها بتكون وحده من بناتي وزيها زي فيصل وبتكفلها بعد اخوي " خانه صوته برجفه توضح للجالسين مشاعر ابو فيصل الي اجتاحته بينهم " مسك طرف شماغه وغطى عيونه على أمل يلحق عالدمعه الي خانته

صاحب الأربع سنين لف عليها وتمشي على الجدار وقرب منها وجلس وسحبها وجلسها بحظنه
فيصل : لا تخافي حتى لو عمي خالد وعمتي ريوف ماتو انا بكون اخوك والعب معك دايم
مرت الأيام وكل واحد في دنياه وعالمه..
قريب الفجر ..
فزت ريم من النوم وجسمها كله يصبب عرق وانفاسها بصعوبه تطلع مدت يدها وتمردت على المنسدح جنبها وبدت تهزه بعنف
ريم : ثنيان قوم بموت من الألم قوم
فز من نومه بسببها وصار يتلفت يمين ويسار بفزع والتفت عليها : شفيك وش صاير خوفتيني
زفر ريم بتعب : روح نادي أم محمد أحس أني بولد الحين مو قادره اتحمل اليوم غير عن كل يوم يا ثنيان
وقف من مكانه بسرعه وسحب ثوبه من على الباب ولبسه وطلع ناسي يسكر ازارير الثوب من العجله راح يركض متجه لبيت أم محمد وصار يدق بقوه ويصرخ بأعلى صوته
ثنيان: يا أم محمد اصحي أصحي زوجتي شكلها بتولد تكفين تعالي شوفيها
فزت أم محمد من الصوت الي يناديها برا البيت حطت طرحتها على راسها وقربت من الدريشه وفتحتها
أم محمد : منهو ذا الي قاعد ينادي برا ازعجت الأمه الله يزعجك
ثنيان بقلة صبر : يا أم محمد انا ثنيان زوج ريم تكفين انزلي زوجتي بتولد وقاعده لوحدها فالبيت اسرعي
فتح محمد الباب وواضح انه تو صاحي من النوم : الحين بنجي الله يستر عليك روح اقعد جنب حرمتك الين أجيك انا وأمي
عطاهم ثنيان ظهره ورجع ركض عند زوجته
بعد كم ساعه
بحنيه وهي تحاول تساعدها
أم محمد: دفي يا بنتي خذي نفس ودفي عشان يطلع راسه
رفعت رأسها ومسحت على شعرها بحنيه : ما بقى شي الحين بتولدين
صار الجو متوتر بين ثنيان ومحمد الي منتظرين برا مو قادرين يسوون شي وأم محمد الي تنتظر أقرب فرصه عشان تبدأ شغلها

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن