البارت الثامن والعشرون

1.7K 55 5
                                    

ضحكت ظبيه وقامت ورا رحمه وهمست: انتي قوليلي وش صار لك قدام كيان! اشوفك بلعتي لسانك أول ما شفتيها!
رفعت رحمه حواجبها : متى سويت كذا! بعدين البنت مغلوب عليها زيي ماكان بيدها شي من ألي صار لها
رفعت ظبيه حواجبها بأستنكار: دام انك تدرين ليه كنتي قالبه عليها! ولمتيها على كل ألي صار لك !
تنهدت رحمه بقلة حيله: ما كنت اعرف قصتها بالضبط! ويوم جلست معها عرفت أني غلطانه! بتعايريني عشان اعترفت اني غلطت؟ بعدين ابوي ما كان يرحمني من قبل ما اعرفها حتى بس سبحان الله الأنسان يحاول يرمي عتبه على اي شي قدامه
ضحكت ظبيه وهزت راسها بنفي: بالعكس كبرتي في عيني!
انتفظوا البنات من مكانهم على صوت أم ليث ألي نهرتهم بعصبيه عشان يكملون الشغل بسرعه قبل لا يجون الرجال ومافي شي جاهز!
....
عند كيان ألي كان تفكيرها في وادي وهي في وادي ، تركت كل ألي في يدها أول ما شافت الجد صالح داخل عليهم وهو شايل اكياس فواكه ، قربت منه بسرعه ومدت يدها تشيل عنه وابتسمت: يا هلا ومسهلا! كيف كان السوق اليوم؟
بادلها الجد صالح وهز راسه : ياربي لك الحمد الأمور ماشيه
نزلت الأغراض من يدها بسرعه قدام باب المطبخ بأهمال وجلست جنبه : وش الاخبار جديده؟
رد الجد مندون تفكير: مافي جديد يا بنتي الوضع زي ما هو ليه صاير شي!؟
زمت كيان شفتها بتردد : لا يبه بس ات...
قاطعتها ريم وهي تميل راسها من المطبخ ونطقت بصوت عالي: يبه قول لها وش قلت لي الفجر! البنت مو راضيه تقتنع!
عقد الجد صالح حواجبه بعدم فهم والتفت على كيان: وش قلت يا بنتي! والله اني ناسي من شفت في طريقي عشان اذكر وش قلت الفجر!
قربت منهم ريم وهي تمسح كفوف يدها بطرف قميصها: ما قلت لي أن عمها رعد يد...
هز الجد صالح راسه أول ما تذكر وكمل: أييهه " التفت على كيان وكمل" صحيح يا بنتي  وش المشكله!
قوست كيان حواجبها بضيق وتشبثت بذراعه: تكفى يبه ما ودي أروح!
عض باطن خده بتردد: شوفي يا بنتي أنا ما ودي أغصبك! وانا اخذت منهم عهد ان ما يجيك منه شي ! بكون معك ما بخليك لوحدك!
رفعت كيان حواجبها بشك: بتقعد جنبي؟
هز راسه بأيجايب يحاول يهديها : بكون جمبك وما بسمح لأحد غيري يكون جنبك! وهو إذا وده يقول شي يقوله من بعيد
ابتسمت كيان براحه وقامت من مكانها بحماس تجاه المطبخ: سويت لك غداء تاكل اصابعك وراها!
التفتت ريم على أبوها أول ما قفت عنهم كيان: ما قال لك رعد وش يبي فيها؟
تنهد الجد صالح وعدل جلسته: من يوم طلع من التوقيف وهو يدورها
قاطعته ريم وهي تضحك بسخريه: يبه!! هو ما يدور كيان ترا! قاعد يدور ولده مو بنته!
هز الجد صالح راسه بتفهم: عشان كذا بكون معها وارجع معها
تنهد ريم بقلة حيله: أنا قلبي مو مرتاح بس انت أدرى
هز الجد صالح راسه واكتفى بالصمت بعد الحوار ألي كان بينهم
....
عند وليد ألي كان عاجز يجلس في مكانه من الهواجس ألي جالسه تعلب في راسه! بالقوه مسك نفسه قدام اخوياه لكن بعد ما طلعوا بدأ وليد يواجه الواقع لوحده!
التفت خليل عليه ونطق وهو يمثل عدم الأهتمام: ترا اقلقتني! شوي ترفع رجلك ومره راسك ومره اذنك! وش بلاك!
التفت وليد بربكه بعد ما قطع هليل حبل افكاره ونطق بأنكار: متى!
قلب خليل عيونه بقلة صبر: عندك شي تقوله قوله وريحنا! ليه الحفر ذا كله!
رفع وليد راسه وهو يحاول ينظم افكاره ونطق بعد دقايق: شلون عرفت اني ناوي اخطب بنت الشيخ رعد؟
نطق خليل وهو يفتش فالجريده ألي قدامه: أنا غبي لو ما لاحظت من الأساس 
رفع وليد حواجبه بضيق: يخي رد على سؤالي! لا تلف وتدور!
"""فلاش باك"""
في عرس أويس البسيط وقبل ما تدخل عليهم أم كيان الديوان مع بنتها وتكشف الحقيقه المخفيه عن الكل، وقف خليل قدام باب الديوان بتعب ودخل يده يتحسس جيبه ويطلع بكت الدخان ألي وصاه أبوه يجيبه معه قبل ما يروح بيت الشيخ! ضرب راسه اول ما تذكر ودخل البكت بجيبه بأهمال وبدأ يمشي بخطوات سريعه قبل لا ياكل تهزيئه منه! وقف مكانه أول ما سمع صوت همس عند المغاسل وصوت مألوف عليه! عقد حواجبه بأستغراب وقرب منهم بخفه يحاول يفاجئهم بوجوده لكن تسمر مكانه أول ما سمع وليد ألي التفت على هزاع ونطق بتساؤل ومزح وهو يضرب كتفه بكتف هزاع: مو ناوي تعرس انت بعد !
ضحك هزاع وهز راسه بنفي: لاحقين عليها انت ألي بديت تعجز ولا نويت تعرس!
أبتسم وليد بأحراج وهز راسه وكمل: لقيت العروس بس خلني ألقى الوقت المناسب واتقدم لها بشكل رسمي
رفع هزاع حواجبه بصدمه: تمزح! بنت من!
بلع وليد ريقه بتوتر بحكم انه يتكلم مع ابن عمها ونطق: بنت عمك رعد
فتح هزاع فمه بصدمه من ألي سمعه في هذي اللحظه! صادف كلام وليد وجود خليل ورا الجار الي جنبهم! وكأن رجوله ساقته عشان يسمع هالكلام من وليد بالذات!
قرب وليد من هزاع ونطق بتنبيه: انتبه تنطق بحرف باقي ما علمت أحد
ضحك هزاع بسخريه وهو يبعد وليد عنه: ما بتكلم يا رجال هي يومين وراجع المدينه ما بقعد مقابل وجهك ! انت الي الحق على نفسك سمعت ان في غيرك ناويين ياخذوها
كان خليل متسمر مكانه عاجز يرجع بخطواته او يتقدم فيها! صفى ذهنه ودخل في نوبة ضياع ، بلع ريقه بأستيعاب أول ما حس بخطواتهم وهم طالعين من المغاسل وانثنت رجوله وجلس بمكانه بعد ما عجزت مفاصله تشيله! ضاقت عليه شُعب انفاسه وانقفلت في وجهه بعد ما ضن انه بيطلع من دائرة المستحيل! ايقن في نفسه انه عاجز يلقى حظه في أي مكان يطبه! شلون انقفلت في وجهه بعد ما حس برذاذ الأمل بعد كلام كيان له وهي تشجعه ما يقدم أي اعذار على طاولة رغباته!
قام من مكانه بصعوبه وطلع من بيت الشيخ رعد ورقى على التله ألي كانت مقابله البيت وجلس ، ابردتت ملامحه ونشف جوفه وبردت اطرافه واجتاحه تبلد تملك قلبه!
مو أول مره ينخذل قدام حظه بس للمره الأولى يحس انه فقد بصيص الأمل ألي كان في حياته! بالأصح ما كان في بصيص لكن كان لوهله مستعد يصنع فرصه خاصه فيه مهما كلفه الأمر!
تضايق من بكت الدخان ألي كان في جيبه! تأمل فيه بضياع ورجعه لجيبه ثواني بس قبل ما يقرب منه فيصل وهو يبتسم له ويجلس جنبه : وش بلاك تهوجس وحدك؟
دخل خليل يده بجيبه مندون وعي وهو يطلع بكت دخان ونطق بضيق: خلني في حالي
وكأنه يحاول يهرب من الواقع ألي هو فيه بعد ما جلس فيصل جنبه! لأول مره يمسك عود سيجاره بين اصابعه بهذي الجديه!
وسع فيصل عيونه بدهشه : تدخن! من متى!
تجاهله خليل وهو يولع فيها ويحطها بين شفايفه ماله خلق يبرر أي فعل يسويه لأحد! وده يكتم انفاسه وينعزل عن الي حوله بأي طريقه ممكنه! انخنق من أبوه وتصرفاته ومن أمه وسمعتها وفجأه يفقد اخر أمل كان بين يدينه بهالشكل!
قام فيصل من جنب خليل والتفت له ونطق بكلمات يجزم خليل وقتها انه ما يدري وش قال له! تنهد براحه بعد ما بعد عنه فيصل ورمى السجاره من بين شفايفه بقرف ودفنها بين الرمل بضيق! بدأ يفركها فين الرمل بضيق وكأنه يطلع طاقته فيها! ، بأهمال مسح دمعته ألي انسابت على خده بدون انذار وتوسطت على خده تعلن رثائها على حاله !
_
رفع خليل حاجبه والتفت على وليد وكمل بضيق: اي صح كان ودي تكون من نصيبي وانا أدري أن مالي معها أي نصيب لكن وش بيدي أسوي! تركتها تحول في خاطري وتضل تحت سقف الأمنيات ولا فكرت اخرب عليك سعيك! لا يكون الحين ترددت عشان وصيتك عليها وانا بحلق الموت؟
كان وليد مصدوم من ألي قاعد يسمعه! معقوله كان يدري طول هالفتره مع ذلك تحملها في قلبه وساكت! بلع ريقه بربكه : يا ولد اذكر الله وهدي!
غمض خليل عيونه وزفر انفاسه وهو يحاول يسيطر على مشاعره : قلتها لك على بلاطه! مالي مع البنت هذي نصيب! إن كان ربي سهل لك ودبرها توكل عل...
قاطعه وليد بحده: تستهبل على من!! بتحضر عرسي لو تممه الله لي!؟
هز خليل راسه بأهمال: ايه بحضر! أعز اخوياي بيتزوج اكيد بفرح له!
رفع وليد حاجبه : تضحك على من!!
تنهد خليل بضيق ومسح على وجهه يحاول يمسك نفسه ونطق بصوت مخنوق: يخي انت وش بلاك!! ودك تفرقنا بنت!؟ هلكتني يا رجال واتعبتني! قاعد اقول لك مالي فيها نصيب ولا بخرب عليك توكل على الله وخذها ليه التصعيد هذا كله!
اكتفى وليد أنه يسمع له بهدوء بعد ما ايقن ان كلامه في هذي اللحظة وتاريخه ومارح يفيد! وقف من مكانه بعد ما سكت خليل ووقف عند باب الغرفه: بطلع اجيب شي حار تشربه
طلع من الغرفه قبل ما يسمع رد خليل وبدأ يمشي بين ممرات المستشفى بدون تركيز ، كان تفكيرها مشغول ومو مهتم للمكان ألي قاعد يمشي فيه! ، تنهد وهو يحال يستوعب العجز الي قاعد يعيشه خليل من كل جوانب حياته! فز من افكاره أول ما وقفت قدامه ممرضه تدفه بحده: انت وش جابك هنا! لو سمحت هنا غرف الأشعة ما ينفع تتمشى فهالمكان! عندك احد داخل؟
رفع وليد حاجبه وهو يحاول يستوعب وهز راسه بنفي : معليش المعذرة منك
التفت عنها بعد ما أبتسم لها بأحراج ونزل يدور شي حار نفس ما وعد خليل، أما خليل زفر أنفاسه بضيق اول ما قفل وليد الباب وسحب علبة الماي الي كانت جنبه ورماها على الباب بقوه! رفع كفوفه ودفن وجهه فيهم يحاول يتملك نفسه! معقوله بعد ما مسك نفسه قد ما يقدر ووليد موجود يفقدها اول ما يطلع! تعوذ من ابليس وقام من مكانه بصعوبة للمغسلة يغسل وجهه ، هز راسه برضى وسحب المنشفه الصغيره المتعلقه بطرف الباب ورجع مكانه وهو يتمتم في نفسه: ليه الزعل!! ما بتعيش مكرمه ومعززه إلا عنده! أما أنا القعده معي بلا وشقى!
انسدح على سريره وبدأ يعود ملامحه شلون يبتسم لوليد إذا جاه ويفكر بمواضيع يفتحها معه ويطلع من الجو الكئيب الي انحبسوا فيه، كان يحاول قد ما يقدر ما يخسر أخر شي بقى له
.....
عند كيان الي وقفت قدام باب البيت والتفتت على أمها الي كانت تشيك على ملابسها ونطقت بأستغراب: موب جايه معنا!!
رفعت ريم انظارها لكيان وعدلت وقفتها: ليه ارح معكم! ناوية تجلسين هناك؟
رفعت كيان عواجبها وهزت راسها بنفي:وش بيقعدني هناك وحدي! بس كنت احسبك جايه معنا!
تنهدت ريم وأشرت على سيارت ابوها: اسرعي ابوي ينتظرك تحت الشمس! " قربت منها وهمست" انتبهي على نفسك ولا تتكلمين مع ولد عمك فاهمه؟ وعطيهم الكلمة وغطاها مو تقعدين تقرقرين فوق روسهم!
هزت كيان راسها بملل من كثر ما سمعت هالكلام منها : إن شاء الله
مشت كيان وركبت السياره الي كان واضح عليها كرف الزمن! الجلد متشقق ومفتاح المرايه مكسور والدركسون عظم بلا تلبيسه والكراسي تتفتت من كثر ما اندكت دك، التفتت على الجد صالح بعد ما تفحصتها: حق من هذي يبه؟
ابتسم الجد صالح وهو يمسح عالدركسون : حق ابوي الله يرحمه، اشتراها لي قبل لا يموت عشان اتعلم اسوق عليها
وسعت كيان عيونها بأعجاب: تصدق حق عمي رعد ولا شي جنب هذي! تحس انها تحك فالشارع والراحه فيها معدومه بس هذي احس اني عالغيم!
رفع الجد صالح حواجبه من المبالغة الي قاعد يسمعها: زين امدحي سيارتي ما اختلفنا بس ماله داعي تسفلين بسيارت عمك كذا، عاد سيارته اخر اصدار ما يمديك تقارنينها بهذي!
ضحكت كيان وهزت راسه بنفي: لا والله ان سيارتك ازين انا ما احب اجامل
ضحك الجد صالح وهز راسه: واضح انك ما تجاملين يا بنتي
في بيت الشيخ رعد وفي الاسطبل قامت ملاذ من مكانها وهي تمسح دموعها وتتأكد أن عيونها ما أنتفخت من كثر البكي، نفظت ملابسها ووقفت قدام باب البيت تحاول تسحب طرحتها من ورا الباب ، مدت يدها بصعوبه وانتفظت اول ما لمحت مسك قدامها، عدلت وقفتها وقربت منها مسك وهمست: اخوك نايم وعمتي فغرفتها تصفط الملابس
تنهدت ملاذ وأشرت لمسك على طرحتها: ممكن تناوليني إياها، بطلع السطح اشوف إذا في ملابس فوق من أمس
مدت مسك يدها مسكت ذراع ملاذ تدخلها: نزلتهم امس الليل ومافي شي فوق
قوست ملاذ حواجبها بضيق: ما ودي ادخل والله ولا ودي اشوفهم!
ابتسمت مسك وهزت راسه بتفهم: ادري عشان كذا خليك جنبي ومحد بيقول لك شي برد عليهم عنك
تنهدت ملاذ واستسلمت لها وبدأت تمشي وراها
في الديوان وقف الشيخ رعد وهو يمسك كتوف ثنيان وجبره يجلس بعد ما متر اطراف الديوان كلها : أجلس يا رجال!
التفت ثنيان عليه ونطق بقلة صبر: قلت انه جاي بعد الغداء ليه ما جو للحين!
التفت ثنيان على سفرة الغداء والي تعمد أنه ما يخليهم يشلونها عشان يظن ثنيان ان وقت الغداء ما خلص ولا يشغله بسالفة كنان! فك كتوفة بقلة حيلة وبدأ ثنيان يدور فالمجلس ويتمتم في نفسه وكأنه يتكلم مع أحد
التفت ثنيان عالجدار ونطق بحده: من قال لك ان ولدي مو بجاي؟ ولا كلمه انت وياه! " نزل راسه وكمل" الحين بيجي ونشوف من فينا الصادق!
مسك رعد راسه وهو يهلل ويستغفر من المنظر الي قاعد يشوفه قدامه ، فز من مكانه أول ما سمع صوت ضرب باب الحوش وطلع من الديوان بسرعه قبل ما يتبه عليه ثنيان وقفل الباب وراه ، فتحت باب الحوش وسرعان ما تلاشت ابتسامته اول ما شاف كنان جنب الجد صالح!!
عدل وقفته والتفت على الجد صالح وهمس: احنا على وش اتفقنا!
التفت الجد صالح على كيان وابتسم لها واشر لها تسبقه وتسلم على عمتها والتفت على رعد ونطق بإستنكار بعد ما دخلت كيان: البنت دخلت عشرين سنه وانت ودك اجيبها هنا بثوب وشماغ! معك عقل ولا ندعي الله يكرمك!
عقد رعد حواجبه بعدم رضا: كان قلت لي قبلها انك ماتقدر مو تعشمني كذا وقد قلت له ان ولده بيجيه
ميل الجد صالح راسه يحاول يفهم: وش المغزى من هذي الحركه! بس عشان تبني عنده أمل مو موجود! اليوم لبسناها ثوب وشماغ وبعدها إذا دور ولده وش بتقول!
رعد: انا بتصرف وقتها بس خلني افتك من جنانه هذا! فضحني بين الناس!
ضحك الجد صالح بسخريه: أنا رضيت برغبتك وجبت البنت لك! لكن تقول لي نبني كذبه فوق كذبه ما اقبل! يكفي ان حكم القصاص فيه ما تنفذ بسب الجنان الي فيه وقلنا امرنا لله ولا اعترضنا! والبنت بتوقف قدام ابوها بهالمنظر رضيت او لا !
تنهد رعد بضيق : افهمني! أصلا قد حاشته امراض الدنيا وربك ادرى كم بيعيش خلنا نفتك من هذي السالفه!
هز الجد راسه بنفي ونطق بأصرار: باخذ بنتي معي إذا ما عجبك كلامي! لأني ما بتراجع عنه ولو جبت لي وزنها ذهب!
حاوط رعد وجهه بكفوفه وهز راسه بتفهم : الي تبيه يا عمي
عند كيان الي دخلت البيت وهي تتلفت يمين ويسار بس البيت فاضي! قربت من باب المطبخ ولمحت ملاذ وهي تاكل وتفضفض لمسك ضيقتها، قربت منهم كيان  وهي تمشي بهدوء عشان ما يحسون فيها وسحبت واحد من الصحون ورمته عالارض وتخبت ورا الجدار، وقفوا البنات بخوف وهم يتلفتون يحاولون يعرفون شلون طاح هالصحن!
التفتت ملاذ لمسك وبلعت لقمتها بصعوبه : من وين طاح هذا؟
رفعت مسك كتوفها: مدري! كانه كان معلق فالسقف!
ما امداها مسك تكمل تحليلها وتدخل عليها كيان وهي تركض وتصرخ! صاروا البنات يراكضون حولها ويصرخون من الزول الملثم الي دخل عليهم ، سحبت ملاذ اقرب ملعقه خشب وضربت كيان على ذراعها بخوف! مسكت كيان ذراعها بألم ونزلت لثمتها: وجعع ليه الضرب طيب!
وقفت مسك مكانها وملاذ الي ما تقل عنها صدمه ونطقت بعدم استيعاب؟ وش جابك هنا!
ضحكت كيان وهي تمسح مكان الضربه: كيف المفاجئه؟ احسبكم تدرون!
ابتسمت ملاذ بسخريه: لا والله! شلون بندري وانتي داخله علينا مثل المهبول! المفروض انك اكبرنا وش بلاك!
ابتسمت كيان بأحراج: اقصد اني احسبكم تدرون اني جايه! ما قاللكم عمي اني جايه؟
التفتت ملاذ على مسك: ما قال ابوي شي عالغداء؟
رفعت مسك حواجبها وهزت راسها بنفي: عمي تغداء فالديوان مع عمي ثنيان وللحين الصحون عنده!
طلعت الهنوف من غرفتها بعد ما سمعت صراخ البنات فالمطبخ وراحت لهم بسرعه، وقفت قدام باب المطبخ وضيقت عيونها تحاول تعرف مين البنت الثالثه الي معهم! التفتوا البنات عليها اول ما سمعوا خطواتها ونطقت بخوف: وش بلاكم! كيان هنا!!!
قوست كيان حواجبها بحزن: صدق محد فيكم عرف اني جايه!
ابتسمت الهنوف ودخلت تسلم عليها بحراره: يالله ان تحييها، مع من جيتي وين امك!
بادلتها كيان الابتسامه : جيت مع جدي وامي تنتظرنا فالبيت ما بنطول
رفعت ملاذ حاجبها بااستغراب: مو ناوي...
قطع كلامهم الشيخ رعد وهو داخل عليهم يدور كيان ونطق بصوت رجولي: وينها كيان؟
طلعت من المطبخ بسرعه ووقفت قدامه: سم
اشر لها الشيخ رعد تلحق وراه للديوان، التفتت كيان عالبنات وهمست بأبتسامه: اذا ما امداني اجيكم بعد شوي بجيكم مره ثانيه
التفتت ملاذ لأمها الي كانت واقفه مكانها مو فاهمه شي! تعمد االشيخ رعد انه ما يعلم احد بالي قاعد يصير لانه يدري ان الهنوف مارح ترضى بهالشي! بالذات أنه كان يضن ان كيان بتجيه بهيئتها القديمه!
همست ملاذ بشك: وش تخططون؟
التفتت الهنوف لها وردت بنفس النبره: لو ادري وش براس ابوك كنت افدت نفسي قبلك!
تنهدت مسك وطلعت من جنبهم تشيك على اويس الي كان بسابع نومه!
دخلت كيان الديوان بعد عمها بخطوات ثقيله وكانها تسحب رجولها بعدها سحب! وكأنها تسحب شي مو تابع لجسمها من الأساس! بلعت ريقها بصعوبه وهي تسمع ابوها يهمس لالشيخ رعد: انت قلت انك بتجيب كنان! من هذي!
لمحت طرف رجل الجد صالحه وسرعت خطواتها اكثر وجلست جنبه وكانها تحتمي فيه من ابوها!
تنهد الشيخ رعد بعدم ارتياح والتفت على ثنيان ومد يده يأشر على كيان: هذا الي قلت ودك تشوفه! قلت لك يا اخوي اكثر من مره كنان بنت مو ولد!
فز ثنيان من مكانه قبل ما يكمل رعد كلامه والي كانت هالحركه كفيله تنفظ كل خليه بجسم كيان وتعرق من كل شعره بجسمها!
وسع عيونه والتفت على رعد ونطق بغضب: تستخف على من! أقول لك ابي ولدي كنان تجيب لي بنت من الشارع وتقول هذي بنتك! ولاا وبنت بعد مو ولد حتى! كنت هات ولد من الشارع واضحك علي فيه وانا بمشيها لك بس ما توصل انك تبدله ببنت!
مد رعد ذراعه وهو يحاول يأشر له ويهديه: انت قلت في خاطرك شي تقوله! يالله قوله ! لازم تستوعب أمن الي قدامك فلذة كبدك!
مسك ثيان راسه وبدا يدور في زوايا الديوان وهو يزن ويتمتم بكلام مو مفهوم!، قلب الجد صالح عيونه بضيق والتفت على رعد: بينطق ولا نرجع!
قوس رعد حواجبه بقلة حيله وقام تمسك بكتوف ثيان يحاول يجلسه مره ثانيه: بنتك بتروح! مو ناوي تنطق!
التفت ثنيان بحده على رعد ونطق بصوت بارد يقلب حشا من سمعه: والله ثم والله لو ما تطلعونها من هنا وتجيبون ولدي لاطلعها انا على ظهوركم جثه!
التفت رعد على كيان والجد صالح ونطق بحده: هذي ليه لابسه خيمتها للحيين!!! خلها تنزل لثمتها عالأقل يمكن يشوف ملامحها ويتذكر او يعقل شوي!!
ارتجفت كيان من صوته الجهوري والتفتت عالجد صالح الي همس لها : وش رايك تنزلين الطرحه يا بنتي؟ يمكن يعرفك ويقتنع!
اكتفت كيان انها ترفع بدها بصعوبه وهي تحاول تشيل طرحتها من على راسها ونطقت بصوت مهزوز: ي يبه ان....
انقطع كلامها من ثيان الي فز من مكانه وحاوط رقبتها بكفوفه وهو صرخ بأعلى صوته: عللى منن تكذذبببيييننن!!! والله لأذذبحكك يالمفتريههه!! وين ولدي؟! انطقييي!
فز رعد وراه ومسك ذراعه يحاول يسحبه بأقوى ما فيه والجد صالح يدفه عنها قبل ما تموت تحت يدينه!!
فك يده عنها بعد ما سحبه رعد وكمل بنفس النبره: كننااان وينهههه!!!! تكلمي يا بنت الكلب!
مسكت كيان رقبتها وصارت تتلفت حولها بخوف  من الي صار لها قبل ثواني! لثواني بس كانت قادره انها تشوف شريط حياتها يمر من قدامها ! بلعت ريقها بصعوبها والتفتت على الجد صالح وعيونها تغرق بدمعها: ابي اطلع!!
فز الجد صالح من مكانه قبل ما تكمل كيان كلامها ورما الطرحه على راسها بأهمال وبدأ يسحبها من ذراعه برا الديوان، رفع رعد يده وسحب عقاله من علا راسه ورماه بغضب على ارض الديوان بعد وهو يشوف اخوه يتمتم مع نفسه ويهلوس لوحده! وقف الجد مكانه اول ما ضرب صدره بصدر اويس الي كان يمسح عيونه بنعاس وناوي يدخل الديوان
ابتسم اويس ومد يده للجد صالح يسلم عليه جاهل عن الي صار داخل الديوان وبكيان الي متشبثه بذراع جدها : يا الله حيهمم! وين رايح يا جدي!
عقد الجد صالح عيونه ونطق بصوت كافي يشرح له مافي جوفه: الله يخلفكم خير من الي معكم! رح شوف عمك وتأكد هالمره تربطه بسلاسل الحبال ماعد تفيد!
كمل الجد صالح طريقه وهو متشيث بيد كيان بأقوى ما فيه وركب سيارته ، عقد اويس حواجبه بعدم فهم ودخل الديوان بعد ما قفى عنه الجد صالح، وسع عيونه بصدمه وهو يشوف عمه ثنيان قاعد يكسر كل شي قدامه وما خلى أي مركى او مخده في مكانها وهو يتمتم في نفسه ويردد" ذبحوا ولديي!" والشيخ رعد مستسلم في زاوية الديوان يطالع في اخوه بحسره عاجز يسوي أي شي!
ضرب الجد صالح باب السياره بأهمال والتفت على كيان الي كانت متسمره مكانها! ما تدري وش المفروض تكون مشاعرها في هذي اللحظه! تفرح انها ماعد بتنجبر تقابله ولا تزعل لأن ابوها يعاملها وكأنها نكره او كائن المفروض انه ما عاش إلى هذي اللحظه؟!
تنهد الجد صالح وتمسك بالدركسون وداس بنزين ونطق بحزم : والله ثم والله ما تدخلين هالبيت وهو موجود فيه! فاهمه؟
اكتفت كيان انها تمسح دمعتها الي هربت وتوسطت في خدها بعد ما ادركت ان بعمرها ما حست ان لأبوها اي وجود في حياتها او كان سبب في سعادتها بيوم!
.....
في مجلس أبو فيصل واغلب رجال الديره متجمعين في هذا المجلس، دخل عليهم فيصل ومعه التمر وبدأ يوزعه على الضيوف قبل ما يصب لهم القهوه، قرب فيصل من مازن وهو يمد له الصحن وهمس بسخريه: وين ودك اطيرك هالمره؟
رفع مازن حاجبه ورد بنفس النبره: انا فوجهك ان تقعد هاجد !
بعد عنه فيصل وهو يضحك في داخله بعد ما عرف هالمره سبب جيت مازن لهم كل مره، صب القهوه للرجال وجلس جنب ابوه تميم ، ابتسم تميم وهو يشوف الضيوف ومن ظمنهم الشيخ حمد ومازن الي ابتسم بأحراج وهو ينزل فنجاله مندون ما يشربه ونطق بمزح : عسى ما شر لا يكون ما عجبتكم القهوه؟
ضحك الشيخ حمد وهز راسه بنفي: ما يجي منكم إلى الطيب يا أبو فيصل واحنا جيناك لطلب
هز تميم راسه بتفهم ومد له يده بمعنى أبدأ: سم يا شيخ
مد الشيخ حمد ذراعه وضرب ظهر مازن بخفه : جيت انا وهالرجال نطلب يد بنتك العنود لولدي مازن على سنة الله ورسوله وش قولك؟
توسعت ابتسامت تميم وهز راسه برضا: والنعم فيكم وبولدكم سبعة انعام وولدك على عيني وراسي ما بنتشرف بنسب زي نسبكم، بس شور البنت أولى من شوري ولا اقدر اغصب بنت اخوي على شي وهي امانه وكلكم شاهدين على هالشي، عشان كذا أتمنى تعذرني مقدر اعطيك الخبر الأكيد إلا بعد ما اشاور البنت!
رفع الشيخ حمد حاجبه بتأييد: كلام ما يختلف علية اثنين وانا ودي اسمعها بنفسي تقول انها موافقه
التفت تمتم على فيصل وهو يطبطب على ظهره بخفه: رح شوف العلم وتعال
فز فيصل من مكانه وطلع من المجلس ركض يدور العنود، قرب من غرفتها وميل راسه وهمس: وش تسوين
خجلت العنود وسحبت السجاده الي تحتها وسفطتها ونطقت وهي تمثل الجهل: اصلي ركعتين!
ابتسم فيصل بسخريه: كان خليتي السجاده مكانها عشان تصلي استخاره!
رفعت العنود حاجبها مكمله تمثيل: عن ثقالة الدم! وش ودك!
بلع فيصل ريقه والتفت وراه يدور امه: وينها امي؟
طلعت مزنه من غرفتها بعد ما كملت صلاة العصر ونطقت بجهل: وش قاعد يصير عند ابوك؟ وش جمع هالرجال كلهم؟ وش المشروع هالمره!
ضحك بسخريه والتفت على العنود الي تحول وجهه ألوان بحكم انها فاهمه وش قاعد يصير بالمجلس والسبب الي خلى فيصل يجيهم: جانا عريس يطلب العنود وابوي قال اتأكد من رايها واخلي الشيخ حمد يسمع الجواب منها
رفعت مزنه حواجبه بقلق: صدق ولا تضحك علي؟ من هو الي جاء؟
ميل راسه للعنود : ماازن ولد خالي حمد
ابتسمت مزنه والتفتت على العنود الي طلعت من جنبهم وراحت عالمطبخ: صلي يا بنتي ستخاره وردي لهم خبر!
تجاهلت العنود كلامهم والتفت فيصل لأمه: بسرعه يمه روحي لها واسحبي الكلمه منها هذي ثالث مره يجينا مازن عشان يطلبها من ابوي قولي لها تعجل الرجال ينتظر!
مدت مزنه يده وهي تضرب كتف فيصل بخفه: اسكت لا تحرج اختك! انا بتفاهم معها وانت خلك هنا
دخلت مزنه للمطبخ ووقفت جنب العنود الي بدأت تعجن بدون أي سبب! عقدت مزنه حواجبها بأستغراب: من قال لك تسوين عجين! وش بتسوين فيه؟!
نطقت العنود مندون ما تلتفت لمزنه: مشتهيه خبز
التفتت مزنه عالخبز الي كان في زاوية المطبخ واشرت عليه: الخبز يا بنتي موجود! توني خبزته الصبح!
قوست العنود حواجبه بضيق والتفتت على مزنه: يمه خليني براحتي! عادي بوزعه عالجيران يمكن ودهم!
ضحكت مزنه وقربت للعنود اكثر: ولد الشيخ حمد جانا يطلب يدك وش رايك؟
كملت مزنه بعد ما حست بخجل العنود: الولد محترم وقال ابوك انه جاي يطلبك ثلاث مرات بعد واكيد بعد كلامك ابوك بيسأل عنه ويطمن قلبك !
غطت العنود وجهه بكفوف يدها عاجزه تقول أي كلمه كانت تحاول تخفي توترها والرجفه الي فيها، بعدت عنها مزنه ونطقت : انا بقول لهم انك وافقتي بس إذا طلبوا موافقتك بلسانك انا مالي دخل!
فزت العنود من مكانها ووقفت جنب أمها : لا خلاص بروح معك!
اخفت مزنه ابتسامته، أخيرا بتضمن ان بناتها بيكونون حولها حتى بعد زواجهم! طلعت تقابل فيصل الي كان منتظرهم عند باب الغرفه والعنود وراها : قول لأبوك انها مستعده تسمعهم جوابها
هز فيصل راسه ونطق بأستفزاز: وشوله الوقت ذا كله!
التفتت مزنه للعنود الي كانت رجولها تضرب ببعضها من الرجفه وهمس بعد ما قفى عنهم فيصل: خليك منه المهم إذا سألوك ردي بصوت واضح وبدون مياعه فاهمه؟
قوست العنود حواجبها وهي تتمتم بداخلها: هو وقت المياعه والغنج الحين! احس معدتي بتطلع من حلقي!
دخل فيصل مجلس الرجال وجلس جنب ابوه وهمس: امي والعنود عند الباب ينتظرون تسألونها بنفسكم
رفع تميم حاجبه ونطق بنفس النبره: ما قالت هي موافقه او لا!
رفع فيصل حواجبه وهز راسه بنفي: قالت امي انها بتقول لكم جوابها بنفسها
تنهد تميم والتفت للشيخ حمد وابتسم وهو يأشر له على باب المجلس: البنت ورا الباب يمديك تسألها
تنحنح الشيخ حمد وقام من مكانه وعدل بشته ومازن مكانه يفرك يدينه ببعض من زود التوتر الي اكله، وقف ورا الباب والتفت على فيصل الي كان واقف برا: البنت جنبك ؟
هز فيصل راسه بأيجاب والتفت للعنود ترد عليه، بلعت العنود ريقه بصعوبه ونطقت بصوت مهزوز: موجوده يا خالي
اخذ الشيخ حمد نفس والتفت على مازن وكمل:مان ولد حمد يا بنتي يطلب يدك على سنة الله ورسوله، تقبلين بمازن ولد حمد ؟
التفتت العنود لفيصل ونطقت بربكه وهمس: هم كذا يسألون دايم؟
ضربها فيصل بكوعه وهمس لها: ردي عليه يا هبله!
كرر الشيخ حمد سؤاله : يا بنتي العنود تقبلين بمازن ولد حمد زوج لك؟
تشبثت العنود بذراع فيصل وهمست : ايه
هزها فيصل بتنبيه: ارفعي صوتك!
ردت العنود بسرعه وبصوت اعلى يملاه التوتر: ايه موافقه!
ابتسم الشيخ حمد والتفت على الرجال الي بدأو يهنون مازن ويباركون له أول ما سمعوا كلهم موافقتها " مبروكك ، الله يتمم لك على خير، بنكون اول الحاضرين في هذا الزواج انتوا بس عطونا خبر"
ابتسم لهم مازن بأحراج واكتفى انه يهز لهم راسه بأيجاب عاجز يرد عليهم كلهم، تركت العنود ذراع فيصل ودخلت البيت بسرعه وتلحفت بمفرشها، دخلت عليها مزنه : وش بلاك! عادي يا بنتي سوتها غزلان من قبلك!
سحبت العنود مفرشها من على وجهها ودموعها تنزل على خدها مثل المطر: مدري وش جاني! " مدت يدها قدامها وهي ترجف والتفتت لمزنه" حتى يدي مدري وش علتها!
كتمت مزنه ضحكتها وهزت راسها بتفهم: تمام يا بنتي خلاص بخليك لوحدك وإذا حسيتي انك هديتي تعالي
اكتفت العنود انها تدخل تحت مفرشها وتكمل صياحها تحت المخده
ماكانت رافضه مازن او حاسه بعدم راحه وهي تقول لهم موافقتها لكن مشاعر غريبه اجتاحتها بعد ما ادركت فجأه بعد ما نطقت كلمتها ألي بيصير لها! وأفكار فراق أهلها مو راضيه تطلع من راسها وبدأت تبكي جاهله وش سبب هالبكى كله!
دخلت مزنه غرفتها وابتسمت وهي تمتم لنفسها: اضن ان غزلان كانت تدور الفكه دام انها طلعت من عندهم تضحك ولا همها شي!
....
دخل ليث المجلس وهو رافع حواجبه لعواد الي قاعد يلم اغراضه: يا رجال وين رايح!
ابتسم عواد وميل راسه يحاول يراضيه: بروح بيت الشعر دام ان محد فيه وبين وبينك ارتاح وانا فبيت الشعر ومنها اهلك بعد ياخذون راحتهم!
تنهد ليث وهو يشد على كتف عواد ويجبره يجلس: ما اختلفنا وبيت الشعر يا كثر ما نمت فيه انا واخوي الله يرحمه لكن عالاقل عط اختك خبر! مو تطلع مثل السارق!
دخلت عليهم ظبيه بأبتسامه ومعها كاسات الشاي وجلست جنب اخوها: وش بينكم؟
ابتسم عواد وحاوط كتوفها وشدها لحضنه: صرت اشتاق لشوفتك
رفعت ظبيه حاجبها بعدم رضا والتفتت على ليث: وش قاعد يصير!
مد ليث يده واخذ استكانة الشاي: ابد اخوك وده يسكن في بيت الشعر عزابي
بعدت ظبيه عن عواد وعدلت جلستها: وين بيت الشعر ذا! بتروح وتخليني!
ضحك عواد بسخريه من نظرات ظبيه الجديه والتفت لليث: شفت شلون تطلع فتنه من تحت الأرض!" التفت لظبيه وكمل" قريببب هنا مو عشر دقايق حتى! كل ما حنيت لك جيت وتطمنت عليك على طول! واقرب لطريق السوق بعد بحكم انها فوق الوادي
التفتت ظبيه لليث بشك: صدق قريبه!
رفع ليث حاجبه ومد يده يمثل لها المسافه: والله قريبههه فالنص بين ديرتنا وديرة الشيخ رعد!
قوست ظبيه شفتها بعدم رضا والتتفتت لعواد: وانا اذا اشتقت شلون اجيك!
وسع عواد عيونه: افااا! جايك انتي بس اشري بأصبعك!
بلع ليث ريقه بعد ما حس بزعل ظبيه ونطق بمزح: من اول ما قابلتكم وعشت معكم ولا قد تكلمتوا اردني بحكم انكم من الأردن! معقوله ما تصير عليكم زله حتى!
ضحك عواد ومسح ظهر ظبيه بخفه: ظبيه جت هنا وهي صغيره اكيد نست لهجتها الام لكن لعلمك لهجتنا ما تختلف عنكم كثير!
رفع ريث حاجبه بعدم تصديق: يا رجاللل على من! وين يا زلمه ويا زكرت ومدري ايش! مسرع جحدتها!
فطست ظبيه من الضحك : علمه هالجاهل ما يدري وين الله حاطه!
كتم عواد ضحكته : احنا بدو ومن جنوب الأردن! ما بيننا وبينكم شي فالحدود يا ابني! عشان كذا ما تختلف لهجتنا عنكم كثير بس بعض الكلمات وقليله
نزل ليث ستكانته وتكتف: كنت شاك شلون ما زليت ولا مره بس اقنعتني الحين ما كنت اعرف هالمعلومه احسب الأردن كلها تتكلم كذا
ضحك عواد بخفه وهز راسه بنفي : الحمدلله انرنا دائرتك المعرفيه شويه!
مدت ظبيه يده واخذت ستكانة الشاي ومدته لعواد يشربه قبل ما يبرد وهمست : ما ودي والله انك تمشي خطوا برا هالدار بس ب.....
قاطعها ليث بحماس: هالداااررر بدأت تطلع المسطلحات لما جبت الطاري سبحان الله!
ضحك عواد اول ما قلبت ظبيه عيونها ومد يده يهديهم: يوه! استهدوا بالله ! " التفت لظبيه وكمل" خلاص بجيك كل عصريه اسلم عليك وامشي
هزت ظبيه راسها برضى ما ودها تضغط عليه اكثر واكتفت انها تهز راسها بأيجاب
التفتت ظبيه على ليث بعد ما سلمت على اخوها واخذ اغراضه وطلع: يمديني لو ابي اروح له بعد ول...
قاطعها ليث بعد ما رفع حواجبه وبنبرة رفض: عزبة شباب وش يوديك هناك!" رفع اصبعه واشر على خشمه" انتي إذا فخاطرك تشوفينه قوليلي وابشري على هالخشم!
زمت ظبيه شفايفها بخجل والتفتت وراها واخذت الكاسات وطلعت من المجلس قبل ما  يحس ليث بخجلها من كلامه، بدأت ظبيه تعتاد على وجود ليث جنبها ومعها! بدأت تحس بالألفه تجاهه نوعا ما بحكم انها صارت بين اهله والي قاعد يحرك فيها هالبذرة تعامله مع امه واخته وكأنهم قطعه من روحه ويخاف عليهم ويداريهم! ما تنكر انها لوهله تحس بالغيرة منهم لكن قادره تسيطر على مشاعرها بأعتقادها!
.....
دخل اويس البيت بعد ما يأس انه يتصرف مع عمه وترك المهمه لأبوه، قربت منه مسك بهمس: وش صاير!!
تنهد اويس وجلس بوسط الصاله وامه وملاذ يسمعون له بفضول: ما خلى فالديوان شي صاحي كسر كل شي وقلبه فوق تحت!
عقدت ملاذ حواجبها: وكيان وينها! راحت على طول؟
رفع اويس كتوفه بمعنى مدري: وانا داخل الديوان طلع جدي صالح ووراه كيان والشرار يطلع من عيونه! وابوي مو راضي يقول لي وش حصل! اذا جاكم اسألوه بنفسكم انا جاهل مثلي مثلكم " عقد حواجبه والتفت على ملاذ وكمل" وصحون الغداء ليه ما دخلتيهم!! عمي نزلهم عجين ما خلا منهم واحد سليم! لازم يجيك امر عشان تلبينه!
رفعت مسك حاجبه وردت قبل ما تتكلم ملاذ وتنفعل: عمي رعد قال لحد يدخلهم! إذا جاك عمي اسأله بنفسك!
وسعت ملاذ عيونها وابتسمت بأمتنان لمسك، بلع اويس ريقه مستغرب من شخصيتها الغريبه الي قاعده تطلع له هالفتره وكأنها بدأت تبني الحدود بينها وبينه وهذا الي ما حسب حسابه! وكأنها قاعده تبرز له بطريقه غريبه ماكان منتبه لها قبل كذا! زم شفايفة باحراج بحكم انها ردت عليخ قدام امه وخواته!
اكتفت الهنوف انها تستغفر وتهلل وهي تسمع صراخ وصياح ثنيان لوسط الصاله مع ان الديوان منفصل عن البيت ومبني فزاوية الحوش!
دخل عليهم الشيخ رعد ورمى غترته على المركى بحدة وجلس والتفت على اويس ونطق بنبره حاده: رح شف وش كان وده أبو فيصل وتعال مثل الطير فاهم؟
فز اويس من مكانه وطلع من البيت بأحراج بالذات انه كلمه بذي النبره قدام مسك! لوهله حس ان هيبته قدامها تبخرت وراحت في مهب الريح!
التفت رعد على الهنوف وتنهد : هاتي لي أي شي ابلعه راسي بينفجر! " التفت على ملاذ وكمل" وانتي روحي شوفي وش الديوان ورتبيه ودخلي صحون الغداء" سكت لثواني ونطق بتردد وعينه على ملاذ الي قامت بسرعه قبل ما يفصل عليها بعد" ولا خلاص اجلسي اذا نام عمك ادخلي
التفتت ملاذ على مسك والف استفهام فوق راسها وجلست بهدوء مندون أي نقاش
قام الشيخ رعد من جنبهم والتفت قبل ما يدخل غرفته: قولي لأمك تدخله للغرفه ودي اريح شوي داخل
ارتبكت ملاذ من نبرته وتقلبات مزاجه ونطقت بربكه: ابشر!

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن