البارت السادس

2.2K 61 1
                                    

وقفت كنان تعزز لعمها قدام أبو خليل: الله يسعدك يا عمي خيرك سابقك
الشيخ حمد : بيوت الديره كلها تفداه والكل مستعد يستقبله عنده ألين يرممون البيت
كنان : كلكم أهل خير وأصحاب وقفات ورجال
أبتسمو الرجال ونظرات فخر لكنان ألي الكل يشهد أنها مو ماخذه من صفات أبوها شي ورجال ينشد فيه الظهر
..
" في مجلس الحريم "
كانو الحريم حول ريم يحاولون يواسونها بحكم أن بيتها الأكثر ضرر والباقي تضرر من الخارج فقط تنهدت ريم وكفها على خدها وبهمس محد يسمعه غيرها : والله أنها حوبتك يا ثنيان الله لا يوفقك لا دنيا ولا أخره ، والله أنه عقابك من رب العالمين عشان تحس بالحسره ألي عشتها أنا قبل عشرين سنه حتى لو نتفه منها والله ما يبرد خاطري ألين أشوفك تنداس تحت ارجول أهل الديره كلهم
قامت أم خليل وبصوت حاد عشان تلفت أنتبه الجالسات : أكيد بفعل فاعل لازم تعرفون مين ورا هالمصيبه
الهنوف : بالله أسكتي مو وقتك عاد
موضي بحده : هذا كلام الرجال وهم أدرى بالي يسوونه
أم خليل وهي تقلب عيونها : بكيفك بس حبيت أنبهكم على هالنقطة الكل يدري أن ثنيان ثقيل طينه أكيد أحد حاقد عليه سوا هالسوات
مزنه بحده وهي راصه على اسنانها : خلاص اسكتي قلنا مو وقتك
قامت أم خليل وهي ترفع طرحتها على راسها وتلبس لثمتها : من يومكم ما ينفع فيكم الحكي الله يخلف عليكم
كشت عليها الهنوف بكفوفها : الله يخلف عليك أنتي يالعوبا
قربت ملاذ من العنود ألي كانت جالسه بعيد عن الحريم : الحين ما قلتو لغزلان؟
لفت عليها العنود وهي تهز راسها بنفي : لاا وينن! البنت عروس خليهم إذا جت تزورنا بنقول لها وأكيد بيوصل لها العلم من زوجها إذا طلع السوق أو من عيال الحاره
قربت منهم دلال " ذكرتها فالبارت ال٨ وهي وحده من بنات ديرة الشيخ رعد " كان بيدها سله صغيره من السعف وداخلها طماطم وخيار وجلست جنبهم : خذو بنات تو قطفتها من المزرعه وجيت أكيد ما أكلتوا زين
مدت ليال يدها وجلست جنبهم وأخذت طماطم صغيره ومسحتها بطرف كمها : أي والله قعدنا نأكل فالرجال ونسينا نفسنا
قعدو ياكلون فهالخيار والطماطم لفت عليهم رحمه : كنت أحسب أني بشوف كيان هنا
ملاذ : رجعت أمس بيتها مدري مين جاها وأخذها ما شفت أحد !
العنود : يمكن أخذها أحد من أهلها من بيتنا ما راحت ديرتكم
رفعت ملاذ كتوفها : مدري بس كنت ناويه إذا لقيتها أقعد معها شوي
ليال: أيه والله سوالفها تونس كأنها من عالم ثاني كل شي ممنوع علينا هي تقدر تسويه
ميلت دلال راسها مو فاهمه شي: من ذي كيان وش سالفتها
رفعت ملاذ كفها وحطته على كتف دلال : اكلمك عنها بعدين
هزت دلال راسها بإيجاب وكملوا البنات يسولفون ويحاولون يمشون الوقت ألي أشبه بأجواء العزا
..
دخل أيهم غرفته بعد ما طلع يجيب كم غرض لأمه من الدكان ألي بطرف الحاره ونزل شماغه وعلقه على طرف السرير ودخلت عليه غزلان بخجل وهو يفك أزرار ثوبه
أيهم : يا هلا بروحي كنتي عند أمي؟
غزلان بأيتسامه والحيا ذابحها : أيه كنت بجنبها أسولف معها " رفعت راسها ولاحظت أن باله مشغول ومتوتر " وش صار برا!
أيهم : ما صار شي ليه ؟
غزلان : مدري بس حسيت أن بالك مشغول
ابتسم أيهم وهو مبسوط أنها لاحظت شي بسيط منه : مو مره بس طلعت وأهل الديره أغلبهم مو موجودين قلت يمكن صاير شي بمكان ولا أحد قال لي
قربت منه غزلان وهي تاخذ ثوبه وتعلقه ورا الباب : لا ينشغل بالك الناس مشغوله والدنيا عصر والمغرب يرجعون بيوتهم
هز أيهم راسه بإيجاب: أيه صح عليك
حاوط كتفها بحنيه : خلينا نطلع ودي أقعد مع أمي شوي
..
ظلمت الدنيا وكل واحد رجع بيته يرتاح بعد العنا الي عاشوه اليوم كانت الفاجعه في قلب كل فرد فالديره لأنهم يعتبرون بعض بيت واحد حتى لو كان بينهم مشاكل لكن وقت المصيبه الكل يوقف وقفت رجال واحد ، تجمعو بيت ثنيان والشيخ رعد في إديوان وكلهم جالسين حول بعض
لف الشيخ رعد على أخوه وحط كفه على كتفه : الديوان لك أنت وزوجتك حلالك ألين نرمم البيت
أبتسم ثنيان : الله يجزاك خير ما تقصر يا اخوي
رفعت ريم عيونها على كنان ألي كانت جالسه قدامها : بخلي كنان ولدي ينام معنا هنا فاليدوان
الشيخ رعد : لا لا أفاا عليكك كنان بينام جنب ولدي أويس عالسطح براد والجو حلو لا تخافين عليه
أبتسم أويس وعيونه على عمته ريم ألي كان واضح عليها القلق : أحطه بعيوني لا تخافين بكون معه أنتو ارتاحوا
ما قدرت ريم تتكلم تحت الضغط الي كانت فيه وكنان ألي أكتفت بالصمت وخلت الأمور تمشي وتحاول تتجاهل فكرة أنها مارح تقدر تنام طول الليل
نزل أويس يده وقرص ملاذ بخفه وألي كانت جالسه جنبه وفزت من حركته وبهمس : وجع يوجعك وش بلاك!
أويس بنفس النبره : بسرعه روحي انتي ويقين طلعوا البطانيات عالسطح أنا برتبهم
قامت ملاذ وسحبت وراها يقين من قفاها وبخاطرها تصفق أويس كف يخلي وجهه يلف مرتين بحكم أنها تكره تتلقى منه أي أوامر وبالذات أن كنان موجوده ما ودها تقوم من المكان ألي هي فيه
طلع أويس وكنان السطح بعد ما نزلو البنات وهو يفرش المفرش حقه رفع راسه على كنان ألي كانت جالسه على طرف السطح : تحسب بفرش لك مفرشك؟ أقول قم أفرش لنفسك مو ناقص إلا أني ارضعك بعد واطبطب عليك ألين تنام
قربت منه كنان وضربت على راسه بعتب وعقدت حواجبه : وش فيك علي أنت ! مره ثانيه بخليها أقوى
فرشت مفرشها بسرعه تحت أنظار أويس ألي كان مصدوم من ضربتها له ومو عارف سببها حتى! وانسدحت وغطت نفسها بالبطانيه من راسها لطرف رجلها ، جلس أويس على مفروشه وهو مستغرب من حركاتها : أنت وش بلاك! أقول نزل البطانيه عن وجهك لا تنكتم علينا وتموت ما فيني أخدم الناس بعزاك بعد
نزلت كنان البطانيه عن وجهها ولفت على أويس ببرود : بتسكت وتخليني أنام ولا وش العلم!
مسك أويس طرف بطانيتها ورفعها على وجهها وهو يغطيها بعنف ممزوج بالمزاح: يا كثر حكيك أبلشتناااا لا أسمع منك حرف
انسدح على مفرشه وجلس يتأمل النجوم والقمر وهمس بصوت مسموع : الواحد ما يدري وش مخبي له ربه بكره " لف وجهه على كنان ألي مو باين منها شي " لاعاد أشوفك تبكي قدام الرجال كذا خلك رجال وتتحمل خبر المصيبه لا جتك وقول الحمدلله على كل حال مو تبكي وتنوح فالأرض كنك بنت
شدت كنان على طرف بطانيتها بكفها بقوه وهي تسمع كلام أويس لها وكأنها لوهله نست أنها بنت لكن محكوم عليها تكتم حزنها وضعفها وتمثل القوه والصلابه لأنها زي ما يقولون علامة أنك رجال ولازم تكون رجال بنظرهم!
..
" قبل سنه"
فتح ثنيان باب البيت بحده ورفع أصبعه بوجه ريم : الحنيه الزايده ذي ماعد أبيها فاهمه؟ الناس طالعين فيني كلام رايح جاي يقولون معاه ولد بس ما عمرنا شفناه! الولد كمل ١٨ سنه وانتي مسويه حنونه وخايفه عليه محبوس فالبيت!
بلعت ريقها بخوف مخفي: ولدي الوحيد تبيني ما أخاف عليه! وانت تدوج بين مجالس الرجال ما نشوفك إلى بالليالي تدخل تنام وتقوم تكمل سهراتك مع رجال الحاره ما سألت عنه حتى ليه الحين تقول لا تحني عليه!
قرب منها ورص على اسنانه بقهر : ولدي وانا حر فيه وانا رجال البيت أسوي ألي فراسي وأنتي تقولين سمعا وطاعه غيرها أكسر راسك فاهمه؟ من اليوم ورايح بخليه مع ولد عمه أويس عاقل وينتبه عليه ويتعلم منه المرجله عالأقل
ريم بنفس النبره : نفس ما هو ولدك هو ولدي بعد لا تنسى ! لكن معليه دام بيطلع ويرجع مع ولد عمه يصير خير
لف ثنيان عنها وطلع من البيت وصادف كنان وأويس ألي كانو جالسين بطرف الحوش يسقون الزرع وياكلون التين من الشجره الي جنب البيت ، تقدم أويس وهو يسلم على عمه : هلا عمي اعذرني ما شفتك وانت داخل البيت
شد على كتف أويس : رجال ما شاء الله عليك ، من اليوم ورايح وين ما رحت خذ كنان معك
وسعت كنان عيونها بصدمه وهي ألي كانت مكتفيه بالصمت : يمديني أطلع الوادي بعد؟
لف عليها أويس وهو مبتسم : دام عمي سمح لك بوديك السوق بعد
ضحك ثنيان بعد ما سوا ألي براسه ومشى كلمته على الكل وطلع يكمل جلسته مع الرجال ويتفاخر بينهم أن ولده رجال ويطلع ويجي وماهو بين الجدران نفس الحريم كلام الناس يوديه ويجيبه وأول ما يقوم من بينهم ينهشون في لحمه ولا يطيقونه
طلت ريم راسها من ورا الباب وهي تنادي كنان ألي فزت على صوت أمها وراحت لها بسرعه : هلا يمه سمي ؟
ريم : سمعت وش قال أبوك؟ أنا مو بيدي شي لكن أنتبه على نفسك وانت بين الناس أنا ماعد لي سلطه ! بخليك اليوم لكن لو تتأخر يا ويلك
هزت كنان راسها بإيجاب وهمها الوحيد أنها بتقدر تطلع من البيت وأخيرا جاهله خوف أمها وقلقها
وقف أويس و وراه كنان على طرف الوادي وقدامهم وليد وخليل ألي كانت أصواتهم عاليه وواضح بينهم نقاش حاد تقدم لهم أويس وهو يحاول يفك بينهم : خلاص اقلقتو الأمه ! وش بلاكم
خليل : ذا الوغد غصب يبي يحرج على السجاد وأقول له نحتاجه بس ما يفهم!
فز وليد وهو يشمر أكمامه : عيد كلامك! أحترم نفسك أكبر منك لا تقول عني وغد بعدين السجاد ذا له خمس سنين مرمي فالبيت على الوادي المطر والثلج وكل شي عليه ومحد قال وينه واليوم صار مهم !
أويس وهو يحاول يخفف حدة السالفه : أجل روح حرج عليه لكن لا رجعنا للبيت ورممناه تجيب سجاد بيتكم نفرشه بداله
لف خليل بصدمه وهو يشوف الولد ألي واقف ورا أويس وواضح عليه الخجل ومكتفي يراقب النقاش بينهم سحب كنان من كتفها بخفه يحاول يبعدها عن أويس ونطق بدهشه : ول ول ول من جانا!! كنان بشحمه ولحمه ! ؟
لف وليد بنفس الصدمه وقرب من كنان ولف وجهه على أويس : كنان وش جابه هنا ! لا يكون مهربه ! أمه بتذبحنا كلنا
ضحك أويس وهو يحاوط رقبة كنان : خلاص مو لازم ننزل كل يوم نشيك عليه فالبيت بصير أخذه معي كل مكان
وليد : وأمه؟
أبتسم خليل : مشتاق لقبرك يعني؟
أويس : شفيكم ترا جد أبوه قال لي خذه معك كل مكان تروح له
صفق خليل بأبتسامه : أكملت والله عز الله راح فيها الولد
قرصه وليد من أذنه ونطق وخليل تحت يده متألم: وش تقصد؟ أننا ما نسوي إلا بلاوي!
مسك خليل أذنه بألم والحقد طالع من عيونه : تكلم مندون ما تلمسني يا وغد يدك طويله كنها سلم
تنهدت كنان بملل من وضعهم وهواشهم ألي مو ناوي يخلص وبعدت كنان أويس ولفت عليه ونطقت : بشوف الرنا بس نسيت الطريق
مسك أويس راسه : ياليل الرنا ذي فقع راسي بطاريها " لف على العيال " طول الطريق وهو غاثني بالرنا ذي
خليل : وش الرنا ذي!
مسك أويس طرف كتف كنان وهو يسحبها ووراه خليل ووليد : تعال وراي أوريك وش الرنا ألي بتجيب وفاتي
نسو العيال هوشتهم ولحقو أويس يشوفون الرنا حق كنان
..
فتحت أم محمد الباب وهي معقده حواجبها من الدق الغريب المزعج وتدخل ريم وواضح عليها الضيق والعصبيه نزلت طرحتها وجلست وهي تضرب على فخذها بحسره : وش أسوي بنفسي! أخاف بنتي تروح من بين يديني
جلست أم محمد تحاول تفهم وش ألي صاير وكملت ريم : قال ماعد بيخليها تجلس فالبيت ولازم تطلع نفسها نفس الرجال!
تنهدت أم محمد أول ما اتضحت لها السالفه : وش تبينه يسوي هالخسيس ! طبيعي ما يدري أنها بنت وبيعاملها نفس الرجال وطبيعي يستغرب من حرصك الزايد بعد!
ريم بحده وصوت خافت : بس ذي بنت الله يبلاه في نفسه !
أم محمد : أيه بنت بس محد يدري إلا انتي!
مسكت ريم راسها وتنهدت : الله لا يوفقه لا دنيا ولا أخره مابيدي شي أسويه الحين
أم محمد : معليك كنان كبيره الحين وواعيه وبنتبه لنفسها أنتي بس لا تنسين تذكريها كل شوي عشان ما يخف حرصها
لفت ريم عليها : أنا مو مريحني شوي إلا أنه قال بيخليها مع أويس مو معه
أبتسمت أم محمد : أشوى والله طمنتيني وصيه عليها وبيدق لك صدره
ريم : ايه هذا ألي طمن قلبي شوي
تسندت أم محمد عالمركى ألي كان يفصل بينها وبين ريم وقامت : أسوي لك ستكانة شاي يحبها قلبك
قامت ريم بسرعه وهي تسحب أم محمد وتجلسها : أفا عليكك أنا ألي بسويها لك أجلسي
دخلت ريم وبدأت تسوي الشاي تحاول تلهي نفسها عن ألي شاغل بالها ومو مخليها تجلس مرتاحه وأم محمد مشى عليها العمر وتعتبرها ريم نفس أمها وأكثر من زود حبها لها
..
في ديرة الشيخ حمد دق مازن الباب بقوه بقلة صبر وهو يهز رجله بتوتر ؛ فتح فيصل الباب وواضح عليه أنه توه قايم من السفره يده مليانه أثار رز ومن الدق ما امداه يغسل يده وراح فتح الباب على طول : الله لا يشغلنا إلا بطاعته وش جابك الحين! بتخليني اتغداء زين؟
ضحك مازن بتوتر : أقول اخلص علي وتعال الحقني
عدل فيصل وقفته وعقد حواجبه مستغرب: وش صاير !
مازن : بكلمك واحنا ماشيين اخلص
هز فيصل راسه بإيجاب ودخل البيت غسل يده وغير ثوبه ولحق مازن : يالله تكلم وترتني
أبتسم مازن : أمشي قدامي وأيهم وليث يقولون لك
كملوا طريقهم وفي راس فيصل مليون سؤال ومازن يماطل ومو راضي يتكلم أول ما وصلو قرب فيصل بتوتر عند أيهم ألي كان ميت ضحك ويصفق بقوه وليث ألي ماسك راسه بدهشه وعيونه على فيصل و مازن ألي نط قدامهم بحماس: شفتووو!! قلت لكم بجيبه ألين هنا محد صدقني
ليث بدهشه : والله وسويتها يا أبن اللذين!!
قرب منهم فيصل وسحب مازن من قفاه : وش سالفتكم !
كانو العيال يتحدون مازن يطلع فيصل من البيت وقت الظهر والكل يدري أن فيصل ما يحب يطلع من البيت هالوقت إلا لشي ضروري
كانو العيال يتحدون مازن يطلع فيصل من البيت وقت الظهر والكل يدري أن فيصل ما يحب يطلع من البيت هالوقت إلا لشي ضروري ، تنهد فيصل بقلة حليه وجلس بجنبهم وهو ألي ما تهنى بغداه ولا سلم من شمس الظهر حتى و وده لو يطسر كل واحد فيهم كف
..
" نرجع للحاضر"
فزت كنان على صوت أويس وهو يهزها : قوم يا وغد الشمس بتطلع وانت ما صليت
فزت كنان بسرعه وهي تتلفت يمين ويسار تحاول تستوعب المكان ألي هي فيه وتنهدت أول ما تذكرت ألي صار أمس ولفت على أويس : الناس صلو؟
لف عليها وهو يرتب مفرشه : لا باقي قوم توضى عشان نلحق الجماعه
نزلت راسها ودها تهرب من المكان ذا قد ما تقدر حضنت رجلها وهي تمثل الألم : روح أنت أنا بصلي هنا رجلي تعورني شكلي طحت عليها أمس
مسكها أويس من قفاها وسحبها : أقول قم ما فيك إلا العافيه دعست ظهري دعس وانت نايم
وسعت كنان عيونها بدهشه : أنا ؟ مستحيل أنا هادي بنومي
أويس : لا يكثر بس رتب مفرسك وانزل توضى نروح المسجد
تنهدت كنان ما بيدها حيله وبدت ترتب مفرشها ونزلت تتوضى قابلتها ريم وسحبتها قدام أنظار أويس : بتروح المسجد؟
أويس : أيه ياعمه تو صحيته نروح سوا
أبتسمت أبتسامه صفرا وهي تدخل كنان الديوان : الله يوفقك ويسعدك يا ولدي روح انت أول أنا احتاجه بشغله عشان كذا بخليه يصلي فالبيت عشان ما يتأخر
أويس : بنروح سوا يا عمه ونرجع بسرعه
ريم : لا لا أبيه هو لوحده " قربت منه بهمس ومزح" بيني وبينه كلام خلني أجلده وحده ما اجلدكم سوا
ضحك أويس لما فهم مزح عمته وقبل راسها : الله يسعدك أجل استأذنك أنا
لف عنها وطلع من البيت متجه للمسجد، قفلت باب الديوان وتنهدت كنان براحه وحطت راسها على مفرش أمها : بغيت أموتت ما عرفت اصرفه!
ريم : من اليوم ورايح بتروح معهم المسجد مقدر اسحبك في كل فرض!
عدلت كنان جلستها : يمه شلون!
ريم بحده : إذا ما رحت بيشكون فيك ! إذا خلصت ارجع البيت وادخل الديوان وصل وارجع اطلع
كنان: طيب والنوم!! معقوله بتخليني كل يوم أنام فالسطح مع أويس!
جلست ريم قبالها : مو بيدي أفهم! حاولت أمس وانت ليه ما وقفت معي وانا اتكلم!
حكت كنان راسها في لحظة ادراك : ما كنت أدري أنهم بيخليني أنام معك لو تكلمت والصراحه خفت من أبوي
ريم : حاول تتحمل هاليومين ألين يخلص البيت ونرجع
تنهدت كنان بضيق ورجعت ودفنت وجهها فمفرش أمها ألي قامت وطلعت وقفلت باب الديوان وراها
....
تجمعو شباب أهل الحاره بعد ما طلعت الشمس واحتدت وبينهم كبار الحاره عشان يشرفون عليهم تقدم الشيخ رعد وهو حاط كفه على طرف اكياس الأسمنت: نتعاون كلنا مع بعض يد وحده عشان ما ندخل شهر ذو الحجه إلا والبيت جاهز ونفرح فرحتين نفرح بالعيد و بالبيت
هتفو الشباب بتشجيع وحماس وكمل كلامه : هذي اكياس الأسمنت أستخدموهم بحرص والباقي نرمم فيه البيوت المحتاجه والمساكين قبل العيد
الكل وافق كلام الشيخ رعد وكل واحد بدأ يشمر عن أكمامه ويسوي ألي يقدر عليه ، وقف فيصل وبيده الكريك بعد ما سوا فتحه فنص الأسمنت وعيونه على كنان ألي كانت واقفه تتفرج بملل: تعال يا وغد تعال مد يدك وساعدني !
لفت عليه كنان وتنهدت بضيق : وش تبيني اسوي يعني!
رمى فيصل عليها سطل الماي ألي كان فاضي ومسكته بسرعه :عبها ماي وتعال ساعدني
وسعت كنان عيونها بعد ما مسكته : تخيل ضرب براسي!!
فيصل : لا تكبر السالفه تراه فاضي
قامت كنان بخطوات ثقيله عشان تعبي السطل ماي من الخزان ألي ما كان قريب مره
عند العيال الباقيين ألي كان ماسكهم أيهم تهزيئ وهو يعبون سطول الماي : كل ذا صار أمس ولا واحد فيكم تكرم وجاني عشان يعلمني !
أبتسم ليث وغمز له : قلنا عريس ما نبي نزعجك
أيهم بحده : أحمد ربك بيني وبينك هالشاكوش ولا كنت طيرتك برجلي
لف عليه خليل بدهشه وهو ألي كان جالس بينه وبين ليث : من الشاكوش! تقصدني أنا؟
وقف خليل ومسك سطل الماي وكبه على رأس أيهم كله أنتفض أيهم بسرعه وزلق بالماي وطاح على ظهره وانفجروا العيال يضحكون
تقدم له أويس ألي كاتم الضحكه وهو يرفعه : افاا ليه تسوون بعريسنا كذا !
استقام أيهم وهو يشهق من البرد ويمسح وجهه ويتوعد بخليل وزلق مره ثانيه على ألي كان جالس وراه وفز لما شاف كنان كانت جالسه وراه وكلها ماي وغرقانه ألتفتو العيال بدهشه أول ما شوفوها ما كانو يدرون أنها جالسه تعبي السطل بالماي ! وقفت كنان بحده وهي ترمي السطل قدامهم : يا ثقل دمكممم!! الناس ترمم هناك وانتو تلعبون بالماي هنا
مشت عنهم بضيق وهم ألي كانو باقي تحت الصدمه أنها تغرقت مع أيهم مندون ما يدرون وسحب كل واحد السطل حقه وبدأ يعبيه ماي
أويس: ما يمشيكم بالمسطره إلا هو
وليد: شكله بيمسك وضع الحاره بعد أبوك مو انت
أبتسم أويس بأستفزاز : احسننن فكوني منه بس
خليل: يعترف أن وده يكون من الطبقه الكادحه
مازن : ليه محسسنا جالسين على أسيه! ترا بس يديرون أمور الناس!
ضحك وليد: يا زينه متواضع
ضحكو العيال وكملو يعبون السطول قبل ما تظلم الدنيا
عند فيصل ألي مسك واحد من العيال ألي كانو جايين ومن عند الخزان : شفت كنان وانت جاي؟
هز الولد راسه بنفي وراح عنه
....
عند فيصل ألي مسك واحد من العيال ألي كانو جايين ومن عند الخزان : شفت كنان وانت جاي؟
هز الولد راسه بنفي وراح عنه ، لف فيصل عالولد ألي واقف جنبه وعطاه الكريك : خذ اخلطه زين ألين اجيك
مشى طريق الخزان وكان يشوف العيال جايين مع سطول الماي وما لمح كنان من بينهم عصب وتنرفز : هج الوغد يوم قلت له يساعدني؟
لمح كنان ألي كانت واقفه بين الشجر ألي بجنب الطريق وقرب منها : وش تسوي عندك؟ تتهرب كالعاده
تجاهلته كنان وهي تعصر غترتها الغرقانه بالماي ورجعت ربطتها على راسها تفاجئ فيصل من منظرها وشدها تجاهه عشان تواجهه: شلون تغرقت كذا!
رفعت كنان راسها وعطست بقوه وبدأت تكح: العيال كانو يلعبون بالماي وتغرقت هذا الي صار ارتحت؟
عقد فيصل حواجبه : وش فيك تنافخ طيب !
فصخ فيصل شماغه وحطه على كتف كنان فزت كنان ونزلته بسرعه ومدته له: ما احتاجه برجع البيت واغير ملابسي كلها
ضحك فيصل بقوه ودف الشماغ عليها : أي ملابس؟ نسيت أن ملابسك كلها احترقت ؟
صنمت كنان بمكانها لما استوعبت ان كل شي فالبيت احترق حتى ملابسها تنهدت وسحبت الشماغ وحطته على كتفها بأهمال : أجل بروح البيت ادور شي ألبسه وارجع
هز فيصل راسه بإيجاب وهو يضحك على فهاوة كنان و برائتها ألي استنتج أن سببها عدم احتكاكها بشباب الحاره
رفع فيصل نبرة صوته عشان تسمعه وهي ماشيه : لو تأخرت بجيك أسحبك من شوشتك
كنان بنفس النبره : ايهه يصير خير
لف عالشباب وسحب الكريك ورجع يكمل شغله وكل ما طرت كنان في باله ضحك والكل مستغرب من ضحكته ألي مالها سبب بنظرهم
..
في بيت الشيخ رعد نزلت الهنوف لمستوى ملاذ بهمس : ادخلي الديوان بسرعه رتبيه عشان يدخلون ينامون فالليل وهو نظيف
قوست فمها : يمه أنا بساعدك بالغداء ! قولي ليقين تروح هي ترتبه
الهنوف : لا يقين ترتب باقي البيت وانتي الديوان عشانك الكبيره احسن منها ما نتفشل قدام عمك وعمتك
سحبت ملاذ المكنسة بضيق ومشت عالديوان
أبتسمت ريم : الله يصلحك كنتي خليها تجلس الديوان مرتب
رفعت الهنوف الرز عشان تغسله : لا خليها تتحرك وتطلع من جنبنا شوي نتكلم براحتنا
ريم : معليك بتتسنع مع الوقت وماشاء الله عليها رايحه جايه من الصبح
الهنوف : ايه احسن مابي أعودها عالكسل هي واختها
قامت ريم بدأت تقطع الدجاج عشان يجهزون الغداء لالشباب ألي يشتغلون وملاذ ألي فتحت الباب بإهمال جاهله بكنان ألي كانت تبدل ملابسها الغرقانه، فزت كنان على صوت الباب ولفت وملاذ ألي كانت واقفه مكانها تحت الصدمه من المنظر الي قدامها ! ارتعش جسم كنان وانتفض من الخوف رفعت ثوبها تغطي جسمها واتجهت على ملاذ بخطوات سريعه وسحبتها داخل الديوان وسكرت الباب وراها، شهقت ملاذ بخوف وعيونها على كنان ألي كانت مختبصه وتلبس ملابسها الغرقانه
مسكتها كنان من كتوفها وهي تهزها وبصوت مهزوز: وش شفتي!
ما نطقت ملاذ بكلمه وهزتها كنان أقوى عشان تصحصح من صدمتها : أقول لك وش شفتيي!!
هزت ملاذ راسها بنفي ودموعها الحاره على خدها من الخوف : مـ..مـ مدري
مسكت كنان راسها بخوف وقلق والتوتر ألي سكن حشاها وغمضت عيونها تحاول تهدأ وتجمع كلامها واخذت نفس ورجعت لفت على ملاذ : أسمعي ألي شفتيه لحد يدري عنه فاهمه؟ عشان ما يذبحونا سوا
شهقت ملاذ بخوف عاجزه تستوعب وش قاعد يصير قدامها : أ أبي اطـ طلع
مسكتها كنان وحطت عيونها بعيون ملاذ: أول شي أوعدني محد يدري!
هزت ملاذ راسها بإيجاب بسرعه عشان تفتك من تحت يدين كنان وفتحت الباب وهربت ، جلست كنان عالأرض وحضنت رجولها بخوف وصوت أمها يتكرر براسها " أبوك لو يدري أنك بنت بيذبحنا سوا" مسحت وجهها بكفوفها بقلق وسحبت شماغ فيصل بعجل وحطته على راسها وطلعت من البيت
..
عدل فيصل وقفته وهو يشوف الشباب جايين ومعهم سطول الماي ووقفو جنبه نزل الكريك من يده وتسند عليه : كنان كان معكم يوم تغرق بالماي؟
نزل مازن سطل الماي والتفت على خليل: كله من ذا الدلخ هو ألي كب عليه الماي
وسع خليل عيونه ببرائه وأشر على أيهم : كنت أبي أغرق أيهم مدري أنه جالس وراه!
لف عليه أيهم بدهشه : وش يعني حرام عليه وحلال علي!!
دخل بينهم وليد وهو يحاول يخفف حدة الموقف: معليك منهم بس وينه الحين ؟
فيصل : راح البيت يشوف له ملابس ويرجع
هز أويس راسه : ايهه عز الله حرجو على ملابسي
خليل: بعد الغداء واحد منا ياخذه ويشترون ثوب جديد له
فيصل : أيه سهلات ألي فاضي يروح معه والباقي يكملون شغلهم
هزو العيال براسهم بمعنى فهمنا وبدأو يساعدون بعض ألي يخلط الأسمنت وألي يجمع الطوب والبلوك عشان يبدأون ترميم وينجزون قبل العيد
لف عليهم ليث ويده كلها أسمنت وجبهته ألي كل مره ينسى ويرفع شعره وتتعبى اسمنت : شباب ، أنا بكمل ألي قدامي وارجع البيت بشوف الوضع
مازن : ليه؟ أبوك باقي ما بطل حركاته؟
هز ليث رأسه بالنفي ولف عليهم أويس ونزل الطوب من يده : أنا لو مكانك هجيت من زمان
ليث : وين أروح واترك أمي واختي عنده!
تنهد أويس ولف عنهم وكمل شغله وبدأ ليث ينجز عشان يرجع البيت
همس أويس لمازن ألي كان واقف جنبه : ما تغير أبوه؟
هز مازن راسه بنفي: لا ما تشوفه ينام فالوادي على بطنه؟
عقد أويس حواجبه : دقيقه ! تو استوعب
مازن : أبوه ذا مجنون مو صاحي ابد مدري شلون صاملين معه كل ألي فالحارة يضربون فيه مثل الصبر
حك أويس راسه بصدمه ما كان يدري بالضبط وش يصير مع ليث ولا هو ألي راضي يفضفض لهم ويقول ألي بقلبه لهم ودايما يحاول يضحك ويبتسم معهم ولا يبين لهم شي
...
فتحت غزلان غرفة أم أيهم بأبتسامه وبيدها دلة القهوه والتمر وجلست جنب عمتها وهي جالسه على المكينه تخيط بالفستاين
غزلان: ريحي يا عمه شوي وتعالي كلي تمر وأشربي قهوه قبل ما اجهز لك الغداء
قفلت أم أيهم مكينتها وجلست جنب غزلان ومدت يدها تاخذ تمره: الله يرضالي عليك يا بنتي بدخل اساعدك عشان نسوي غداء للشباب بديرة الشيخ رعد
هزت راسها بإيجاب ومشت نظرها عالفساتين ألي كانت جنب المكينه: ماشاء الله بنات الديره كلهم يكتسون عندك يا عمه
ضحكت أم أيهم ونزلت فنجالها : هذا رزقي يا بنتي والحمدلله أهل الديره كلهم يساعدوني يوم أنهم يطلبون مني
أبتسمت غزلان : محد ينافسك بهالمجال يا عمه كل الحاره تحب تلبس فساتينك
ضحكت أم أيهم بخجل على مجاملة غزلان وكملت تتقهوى جنبها
أم أيهم : ما كان ودي اتعبك والله بس تشوفين عيال الحارتين كلهم يشتغلون
غزلان: أفا يا عمتي وش هالحكي! عادي أنا وحده من بناتك وعيال الحاره يستاهلون
أبتسمت أم أيهم وعيونها على غزلان لوهله حستها مثل البلسم على قلبها
..
عند ليث ألي دخل البيت وهو موسع عيونه وكل خليه بجسمه ترجف وصار يتلفت يمين يسار على صوت الصراخ ألي يسمعه من داخل البيت وصوت أبوه ألي كان يلعلع حول البيت؛ فزت أمه أول ما شافته وركضت له وتشبثت بملابسه : تكفى الحق اخوك داخل وأبوك ناوي له نيه قشرى
كان ليث منصدم ومو قادر يتحرك من مكانه هزته أمه بعنف وهي تبكي بحرقه وقلبها يغلي على ابنها : أبووكك قاعد يضرب أخوكك بلا رحمهه
صحصح ليث أخيرا ومشى بخطوات سريعه تجاه الغرفه وصار يضرب الباب بعنف : يبهه! يبهه أفتح الباب
ما سمع أي ردة فعل وحاول أكثر من مره لكن مافي فايده وصار يضرب الباب بقوه يحاول يكسر الباب بس عجز بحكم أن الباب من خشب قوي ومو أي شي يكسره صار يتلفت يمين يسار يدور شي يقدر فيه يكسر الباب ولفت انتباهه الفأس ألي كان جنب الباب أخذه بدون تفكير وصار يضرب الباب بشكل هستيري يحاول يفتحه؛ أنكسر الباب ودخل ووقف مكانه ياخذ انفاسه بسرعه ، فز خلف من تحت أبوه وركض يتخبى ويحتمي ورا أخوه الكبير ألي كان واقف وعيونه على أبوه ألي كان قدامه ولو تأخر عليه شوي بس كان شرب من دم أخوه الصغير ! أنسان همجي
فز خلف من تحت أبوه وركض يتخبى ويحتمي ورا أخوه الكبير ألي كان واقف وعيونه على أبوه ألي كان قدامه ولو تأخر عليه شوي بس كان شرب من دم أخوه الصغير ! أنسان همجي وعنيف وطلع كل المرض النفسي والعقلي فعياله وزوجته المسكينه !
لف على صوت أمه ألي كانت مجمعه ملابسها وملابس بنتها بقطعة قماش وصارت تسحب خلف ألي كان واقف ورا ليث : والله ماعد أقعد فهالبيت لو يجمعون لي كنوز الدنيا ذي كلها وعيالي باخذهم معي راضي ولا كاره
صارت تسحب أبنها بسرعه تبي تهرب قبل ما يمنعها زوجها ألي كان واقف مكانه ويزفر انفاسه مثل الثور بعد ما لقى فرصه يتنفس بعد الي كان يسويه
همست أم ليث بأذن خلف وهي تدفه : أسرع عند اختك فبيت أبو فيصل قول لها تلحقك لديرة خالك فهد
ركض خلف ينفذ طلب أمه ألي مشت بدون ما تلتفت وراها؛ ويوصل خلف ويتسند بركبته عشان ياخذ نفس وهو يدق الباب بعنف وينادي بأسم أخته رحمه ألي انفجعت وقامت من جنب العنود وحطت الطرحه على راسها وطلعت : علامك!!
خلف بأنفاسك متقطعه : جانا الفرج
عقدت رحمه حواجبها بأستغراب : وش فرجه أنت بعد !
خلف : أمي راحت عند خالي وشكلها ماعد بترجع لأبوي
شهقت رحمه من الصدمه ولفت على العنود ألي كانت ورا الباب بقلق : بروح عند خالي الحين سلميلي على خالتي ما قدرت أسلم عليها قبل ما اروح
هزت العنود راسها بإيجابية مو فاهمه شي : الله معك يا قلبي
أبتسمت رحمه وعدلت طرحتها وراحت تلحق أخوها
رحمه : أمي هناك الحين؟
عدل خلف شماغه وهو يتلثم فيه: مدري إذا وصلت ولا باقي لكنها سبقتنا
عقدت رحمه حواجبها: طيب وليث وينه؟ باقي فديرة الشيخ رعد؟ لازم نقول له يلحقنا وما يرجع البيت
وقف خلف مكانه وهو يتذكر ألي صار فالبيت : ليث مع أبوي وأكيد بيلحقنا
شدته رحمه بغضب: شلون! ما فهمت!
بعد عنها خلف وهو يكمل مشي : هو يدري أننا رايحين عند خالي إذا يبي يلحقنا بكيفه
تجاهل رحمه ألي كانت تمشي وراه وواضح عليها الغضب لأن أخوها ما لحقهم ويمكن ما يلحقهم
كان الجو مشحون بين ليث وأبوه ألي كانو جالسين فالغرفة والصمت سيد المكان؛ أبو ليث ألي كان يرفع ابريق الشاي ويرشف بشكل مستفز قدام أنظار ليث ألي بالقوه ماسك أعصابه وينتظر أقرب فرصه عشان يبدأ الحديث
رفع أبو ليث ستكانة الشاي واخذ منها رشفه ورفع نظره على ليث : روح قل لأمك ترجع بكرامتها قبل ما ارسل لها طلاقها مع واحد من الوغدان
ليث ببرود :قرار أمي أنا مارح اتدخل فيه !
أبو ليث : تكلم زين لأهفك بأبريق الشاي
ليث: مو ملاحظ أن الكل متأذي منك؟
رفع أبو ليث أبريق الشاي بحركه سريعه ورماها بقوه على ليث ألي فز كردة فعل من الشاي الحار ألي أنكب على كتفه وشهق بألم وعض طرف شفته
رفع أبو ليث أبريق الشاي بحركه سريعه ورماها بقوه على ليث ألي فز كردة فعل من الشاي الحار ألي أنكب على كتفه وشهق بألم وعض طرف شفته السفليه يخفي ألمه قدام أبوه ألي نطق بحده : متأذي مني؟
نطق ليث بصوت مهزوز يحاول يخفي ألمه : ايه! ولا مره قدرت أنام مرتاح فهالبيت ! ولا مره سألتك نفسك ليه رحمه ما تقعد فالبيت؟
رص أبو ليث على اسنانه : لأنها داشره نفس أخوانها ما تتأدبون ألين اكسر ظهوركم
ليث : فكر زي ما تبي لأن ما عمرك شفت نفسك غلطان ؛ وش فايدة كلامي كأني انقش عالرمل
فز أبو ليث من مكانه وسحبه من ياقته بتهديد: شكلك ناوي على جلدك؟ لسانك ذا أقصه وارميه للكلاب أمثالك لو شفتك تطوله علي مره ثانيه
بلع ليث ريقه بغصه وكمل أبوه كلامه : وطلعه من ذا البيت منت بطالع! وأمك بترجع ورجلها فوق رقبتها لو أمشيها على وجهها بعد ؛ ماكان ناقصني إلا أنت تطول لسانك علي قليل التربيه
دف ليث بقوه عالأرض وطلع من الغرفه وسكر الباب الرئيسي بالمفتاح وطلع تارك ليث داخل الغرفه متألم من قلبه المحترق مو كتفه ، عدل جلسته وقام يدور ماي يغسل فيه كتفه وفخاطره لو يقدر يغسل قلبه بالماي يمكن يبرد القهر ألي فيه شوي
..
فتحت أم محمد باب البيت وهي معقده حواجبها بضيق: أعوذ بالله منكم محد صاحي فالحارة الكل يدق كنه مجنون وش بيصير لو دقيتو بشويش
سمح وجه أم محمد وغيرت نبرة صوتها أول ما شافت كنان قدامها وهي تسحبها عشان تدخل : يا هلا بروحي ادخلي ادخلي
أبتسمت كنان وهي تنزل الشماغ ألي على راسها وتبعثر شعرها بيدها : الله يسلمك يمه طمنيني عليك
أم محمد : يازينها من فمك جعلني فداك طيبه بشوفتك
جلست كنان وعيونها على أم محمد ألي اختبصت ولا عرفت وش تقدم لكنان وتضيفها: مابي شي يمه ارتاحي بس جيت اسلم عليك
عدلت أم محمد وقفتها وأبتسمت وجلست بجنب كنان: الله يجبر خاطرك
عطست كنان وهي تحك أنفها: عندك علاج لهالحاله؟
ضحكت أم محمد وقامت بسرعه: عندي عندي غاليه والطلب رخيص
كنان: الله يحفظك ويطول بعمرك بس امس كان وجهي يحرقني ودهنته من الصبار ألي فالوادي عادي صح؟
لفت أم محمد ومعها كم عشبه ولفتهم بقماشه صغيره: يا بعد حيي ليه وش صار لوجهك؟
حكت كنان راسها: رسمت على وجهي بالفحم
أم محمد : الله يصلحك يالله معليه دامك عرفتي تتصرفي
أبتسمت كنان : تدرين ليه أحبك؟
أم محمد وهي تغمز لكنان بمزح : في أحد ما يحب أم محمد ؟
ضحكت كنان وعدلت الشماغ: هذي الأولى والثانيه أنك الوحيده ألي تسولفين معي كأنثى
أم محمد : ول! وانتي بنت أصلا شلون احكي معك يعني!
نزلت كنان راسها وهي تشد الشماغ على راسها وتبتسم: يا حلو الكلام منك والله
وقفت كنان وهي تحط الأعشاب فجيب الثوب :بطلع الحين يمه تامرين على شي؟
قامت أم محمد وهي تمسح كفوفها بملابسها : سلامتك يا بنتي الله يحفظك
طلعت كنان ولفحها البرد من كل زاويه بحكم أن ملابسها باقي ما جفت من الماي فجأه سحبتها أم محمد وهي تدخلها البيت مره ثانيه : وش بلاها ملابسك كذا!
كنان بصدمه : خلعتيني يمه الله يحفظك " عدلت وقفتها " تغرقت بالماي بالغلط وبيني وبينك ملابسي راحت مع البيت
سكرت أم محمد الباب وهي تفتحت الخزنه الحديد ألي كانت بزاوية الغرفه وتطلع ثوب أبيض : خذي هذا غيري ملابسك " رفعت أنظارها على كنان" لا تخافين نظيف غسلتها وحطيتهم هنا ما هان علي ارميهم بعد ما طلع محمد مع زوجته من البيت
سحبت كنان الثوب بخجل من أم محمد ألي ضربت على كتفه بمزح وراحت المطبخ عشان ما تحرجها أكثر

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن