البارت الثامن والثلاثون

1.8K 71 20
                                    

قبل دقايق وفي بيت الشيخ حمد والي دخل البيت وراح غرفته على طول وتركهم عشان ما ينحرجوا بسبب وجوده، وقفت ليال على يسار العنود ومازن على يمينها يشيلون لها اطراف فستانها عشان تقدر توصل غرفتها بدون ما تتغرق بالطين الي تجمع بسبب المطر
وقفوا قدام الغرفه وتقدمت عنهم ليال تفتح لهم باب الغرفه وترجع غرفتها، وسعت ليال عيونها بدهشه عالمنظر الي قدامها والي كان كافي يخليها تتسمر مكانها، رفع مازن حاجبه ونطق باستغراب: اسم الله عليك!
التفتت له ليال وقفلت الباب على طول واشرت على غرفتها: وش رايكم تدخلون غرفتي اليوم؟
ميل مازن راسه بعدم فهم والتفت للعنود الي كانت مستغربه بعد من ردة فعل ليال! اشر لها مازت تقرب منه ونطق: تعالي امسكي الفستان!
زمت ليال شفتها بخوف وقربت منها تمسك عنه طرف الفستان وقرب من الغرفه يشوف الشي الي خلى ملامح اخته تقلب الوان!
وسع عيونه عالمنظر الي قدامه ووقف قدام الباب مفهي عاجز يدخل او يقفل الباب ويطلع ولا كأنه شاف شي!
كانت الغرفه غرقانه وكل الغرفه تسبح بحكم النافذه الي كانت مفتوحه! وطول ماكان المطر ينزل كان يدخل عالغرفه! وتقريبا من النظره الأولى يأس مازن انه ممكن يلقى شي جاف فهالغرفه!
التفت مازن على ليال الي كانت متخبيه ورا العنود ونطق بعتب وهو يحاول يمسك نفسه قدام العنود: شلون نسيتيها مفتوحه!
قوست ليال حواجبها ونطقت بصوت مخنوق: والله مدري شلون نسيت! انا فتحتها عسان يتجدد هواء الغرفه ونسيتها ولا دريت ان المطر بينزل اليوم! لو دريت والله ما كنت خليتها مفتوحه!
فهمت العنود وش يقصدون بكلامهم وابتسمت ومدت يدها تطمن ليال او عالاقل تشيل التوتر عن ليال شويه: عادي معليه تصير تصير!
تنهد مازن ونطق بقلق وعيونه على ليال: وين بتنامين؟
التفتت ليال حولها واشرت على غرفت الخياطه: بدخل هناك!
رفع مازن حاجبه ونطق بعدم اقتناع: مرتبه؟ محد طب الغرفه هذيك من يوم توفت امي بتمرضين لو دخلتيها!
ابتسمت ليال وبعدت عن العنود وهزت راسها بنفي وهي ماشي لغرفة الخياطه: لا معليك انتوا ادخلوا غرفتي اليوم وبكره برتب غرفتكم مره ثانيه!
ما امداه مازن ينطق بحرف لليال الي مشت عنهم بسرعه ودخلت غرفة الخياطه وقفلت على نفسها
التفت مازن للعنود وابتسم باحراج واشر لها على غرفة ليال وراح يفتح لها الباب بسرعه ورجع لها يساعدها بفستانها، دخلوا الغرفه وقفل الباب وراه والتفت عالغرفه وهو يتأمل حوله والمفرش الفردي الي كان في زاوية الغرفه، اشر للعنود تجلس فالجهه المقابله للمفرش وبدا يتلفت حوله يدور المفارش الاحتياطية الي دايم تنحط في غرفة اخته، رفعت العنود حاجبها ونطقت وهي تحاول تهدي مازن الي بان ليه التوتر والربكه بعد الموقف الي حصل في غرفته: معليه اجلس ارتاح الحين لاحق على المفارش!
التفت لها مازن وابتسم بوهقه: لا معليه بفرش المفرش اول عشان ترتاحين!
ضحكت العنود على حركاته وهزت راسها بتفهم: اجلس شوي وبعدها بنفرشه سوا!
زم مازن شفته باحراج وجلس قبالها وما مرت ثواني ويفز لها بدون تفكير: مضايقك البشت؟ اشيله عنك؟!!
فزت العنود معه بخوف ونطقت وهي تهز راسها بنفي وتبعد يدينه عنها: لا ما فيني شي اجلس ارتاح!
قوس مازن شفته بعد ما استوعب الي سواه وتخويفه لها! حست العنود باحراجه ونطقت وهي تحاول تلطف الجو: شلون كملتوا العرس تحت المطر؟
رفع مازن عيونه لها ونطق وهو ياشر لها على اطراف ثوبه: ابد شوفت عينك! بس ما تغرق ثوبي إلا وانا جاي عندك قبلها كنت تحت الخيمه
هزت العنود راسها بتفهم وكمل: مساكين العيال والله تغرقوا تحت المطر وهم يزينون العشاء، مدري شلون كملوا شغلهم! حتى الجمر دخلوه العيال لوسط الخيمه لا يطفيه المطر
ضحكت العنود بخفه: من الازعاج الي عندنا والوغدان ما دريت ان المطر نزل إلا بعد ما طلعت! اضن لو ما زين فيصل الله يحفظه وابوي خيام الحوش كانوا المعازيم راحوا من بداية العرس ومحد تعشى!
تذكر مازن ونطق: اهم شي تعشيتي انتي بعد!
ابتسمت العنود وهزت راسها بايجاب: ايه الحمدلله خالتي الهنوف وخالتي ام ليث ما خلوني وكل شوي يتطمنون علينا
توسعت ابتسامة مازن براحه وهو يشوفها تضحك وتبتسم له ولا باين عليها القلق والخوف والي خلاه يتطمن ويرتاح لها اكثر!
كانت العنود تحاول قد ما تقدر ما تبين له توترها وقلقها وتبتسم له وتضحك معه، اعتدل مازن بجلسته ونطق بتردد واضح على صوته: ودي اسالك!
اكتفت العنود بالصمت وهي تنتظره يطرح سؤاله، نطق مازن بعد ثواني بسيطه وهو يفكر شلون يبدا الموضوع: لو ماكنت جيتك وطلبت منك تنتظريني كنتي بتقبلين بولد موضي؟
تفاجأت العنود من سؤاله وسكتت لدقايق، انحرج مازن من سؤاله والي حس فيه ان جوابها بيكون ايه لكن نطقت: ليه ما جيت قبله؟
قوس مازن حواجبه ونطق بضيق: انا قلت لابوي لكن رفض فالبدايه وطلب مني اجمع مهرك بنفسي وروح ادور لي شغله اترزق منها! ولو كان بيدي الموضوع جيتك قبلها بسنين حتى!
ابتسمت العنود وهزت راسها بتفهم: عشان كذا انتظرتك
انصدم مازن من ردها وتوسعت ابتسامته وسحب كف يدها وباسها بخفه، احتقنت خدود العنود بدمها من الخجل وحاولت تسحب كفها من بين كفوفه بس ما قدرت بعد ما تمسك بها بأحكام بين كفوفه!
قام من مكانه ونطق بحماس: بروح اشوف وش فيها الغرفه الثانيه ومن أغراض سليمه واجيبه وانتي خذي راحتك الين اجيك، هزت العنود راسها بتفهم وطلع مازن يحوس بغرفته ويغير ملابسه وثوبه الي تغرق اكثر بسبب المويا الموجوده فالغرفه، والعنود الي قامت من مكانها بسرعه تغير ملابسها قبل لا يرجع مازن وتلبس شي خفيف تتحرك فيه براحتها عكس الفستان الي ما خلاها تحس انها قاعده عالارض حتى بحكم حجمه!
.....
في بيت ليث الي دخل البيت وصادف امه الي طلعت من غرفتها وقرب منها وباسها على راسها ونطق: كيف كان العرس عندكم؟ انبسطتوا؟
بادلته امه الابتسامه: الحمدلله، والله يتمم لهم على خير ويسعدهم " حولت نظراتها على غرفت ليث وقربت منه وهمست" اما ظبيه اسم الله عليها طلعت قمر! روح لها ولحق على كشختها قبل لا تغير وانا بروح اغسل وجهي!
رفع ليث حواجبه وعيونه تتنقل بين غرفته وامه ونطق: متى وصلتوا؟
نطقت امه وهي نازله من درج الحوش: تونا وصلنا روح بسرعه!
التفت عنها بدون ما يسمع منها باقي الكلام وراح متجه لغرفته متحمس يشوفها بفستانها، فزت ظبية من مكانها بخوف اول ما انفتح الباب ولمت كفوف يدها لصدرها ونطقت: الله يسامحك!!
دخل ليث الغرفه بتردد وهو يشوفها رافعه شعرها باهمال وبعض خصلات شعرها طايحه على جبينها، انفتن بجمالها ومظهرها الغير معتاد عليه ونطق: انا اسف!
اخجلت ظبيه من نظراته ونطقت وهي تحاول تتحشاه وتدور لها شي تلبسه: ودي اغير ملابسي
رفع ليث حاجبه ونطق بعدم رضا: باقي ما شفتك!
التفتت له ظبيه وهي تحاول تمثل عدم الا مبالاه: إلا هذا انت شفتني!
كان الاحراج مسيطر على ظبيه الي كانت خايفه تشوف جانب جديد من ليث ماقد شافته وهو يشوفها بهالمنظر! قرب منها ليث بعد ما حس بخجلها منه وشدها من اكتوفها واعتدل بوقفته ونطق وهو يتأملها بفستانها: يا سبحان من ابدع فيك وصور! وش هالزين! كنت داري ومتأكد ان ذوقي بيطلع عليك حلو!
التفتت عنه ظبيه وهي تحاول تلهي نفسها باي شي قدامها عن وجهه، حس ليث انه عاجز يصبر بالذات انها الفتره الاخيره وبعد ما رجعوا لديرته تغيرت معه كثير وصارت ما تتجنبه ولا تبعد عنه وتداريه كثير! زم ليث شفته وهو يتأمل شعرها الي تخلخلت فيه خصلات شقراء خفيفه تزيده جمال ونطق بتساؤل: ودك يرجع الوقت لليوم الي ما قابلتيني فيه؟
عقدت ظبيه حواجبها بعدم فهم للسؤال الي شطح عليها فجأه: ليه!
فهم ليث انها ما فهمت قصده وكمل: وتعيشين مع اخوك ولا يكون لي وجود بذاكرتك؟
نطقت ظبيه بقلة صبر: ما فهمت! ليه ارجع بالوقت وما يكون ل...
سكتت لثواني وهي تستوعب الي يقصده من كلامه ونطقت بادراك: قصدك ندمت اني قبلت فيك؟
اكتفى ليث انها يهز راسه بايجاب وهو يتأمل ردة فعلها وردها على كلامه، قلبت ظبيه عيونها في زوايا الغرفه وهي تفكر بجواب شافي وكافي، بلعت ريقها بتوتر ونطقت بربكه واضحه على صوتها: لا ما ندمت! " زمت شفتها ونزلت راسها من الخجل وكملت" ايه كنت خايفه فالبدايه وزعلانه ان اخوي ما فكر بحل غير هذا عشان يروح ويرجع وهو مرتاح! " رفعت راسها بعد ما جمعت الي تقدر عليه من شجاعتها وحطت عينها في عينه" بس انت في كل يوم يمر تخليني افكر شلون اسعدك واداري خاطرك مندون ما احس! جبتني لامك والي كانت لي مثل امي وانا الي ما عرفتها ولا ذقت بعمري حنانها! وجربت شعور الخوات الي انحرمت منه!
كان ليث يسمع لها بانصات تام وكانه كان ينتظر هالكلام منها من زمان! جلس على الأرض وحاوط وجهه يحاول يخفي دمعته الي نزلت على خده مندون ما يحس! وسعت ظبيه عيونها بخوف اول ما جلس على الأرض ونطقت بربكه: اسم الله عليك شفيك!
نزل ليث كفوفه بعد ما انرسمت ابتسامه دافيه على شفته: يوهه لو تدرينن كم انتظرت عشان اسمع منك هالكلمتين! خفت تقولين ايه ندمانه!
رفعت ظبيه حواجبها واستجابت ليدينه الي شدها له وضمته لها وهي تمسح على راسه بخفه: والله ما دريت انك بتبكي!
بعد ليث راسه عنها ورفع حاجبه وهو يحاول يبرر دمعته: ما بكيت هذي دموع الفرح!!
توسعت ابتسامة ظبيه على رده وهزت راسها بتفهم: زين الي ودك!
كانت كلمات ظبيه له وكانها جبر لكل مر وعنا ذاقه السنين الي عاشها طول عمره! ماكان يدري ان هالكلام الي طلع منها ممكن يداوي كل عله اعتلت قلبه وهزت اركانه في يوم!
....
في بيت الشيخ رعد والي دخل بيته بتعب ودخل غرفته مندون ما يسأل عن احد، دخل وراه اويس وهو يتلفت حوله ودخل غرفته كالعاده وهو منتبه على تصرفاته وكلامه، رفع حاجبه لمسك الي كانت مغيره ملابسها ومجهزه المفارش كالعاده هو بطرف الغرفه وهي بالطرف الثاني، نطق وهو يتلفت حوله لعله يلمح الفستان الي كانت لابسته اليوم بحكم انه ما امداه يشوف طلتها: كيف كان العرس عندك؟
التفتت له والابتسامه ما فارقت وجهها من قبل لا يدخل عليها ونطقت وهي تحوس بالغرفه ترتب هذا وتزين هذا: الحمدلله الكل انبسط فيه ومع انه كان زحمه مره بس ربي خففها علينا
كان اويس متجمد مكانه وهو يتأمل ابتسامتها الي ما فارقتها وهي تتكلم! وللمره الأولى من بعد قراره بالتغيير يلاحظ هذا الجانب المرتاح منها! معقوله بدأت ترضى وتسامحه على كل فعايله الماضيه! كانت مسك الفتره الاخيره ما تلتفت له حتى او تحط عينها عليه او حتى تبتسم بخفه ولو لمره بحكم الكسر الي جاها منه والاشمئزاز الي يجيها في كل مره يكون جنبها او يتكلم معها! حس اويس بفراشات في حلقه وبدأ يستبشر بسبب ابتسامتها جاهل عن سبب ابتسامتها الحقيقيه!
جلس اويس على طرف مفرشه بعد ما شافها طلعت الملابس وبدأت تسفطهم بعجل: ارتاحي الحين وانامي والصبح رتبيهم
التفتت له مسك وهي تهز راسها بنفي: لا والله ودي افتك منهم الحين عشان بكره يكونوا مرتبين
كان اويس يحسبها ترتب الملابس كالعاده لما تشوفهم متراكمين ولا استغرب فعلها هذا ومرات تطلعهم وترتبهم حتى لو كانت قبل دقايق مسفطتهم!
ابتسم اويس على ابتسامتها: براحتك سوي الي تبينه
اعتدل وانسدح على مفرشه وسند راسه على كفه وهو يتأملها الين تخلص، رفعت مسك انظارها له ورفعت حاجبها: متضايق؟ ودك اطفي الفانوس؟
توسعت ابتسامة اويس اكثر ونزل يده واعتدل بسدحته ونطق بنفي: خليك وإذا خلصتي شغلك طفيه
اكتفت مسك انها تهز راسها بتفهم وكملت شغلها جاهله عن اويس الي بدأ يرسم سيناريو الأيام الجايه ومتفائل بابتسامتها!
....
مرات أيام لطيفه على ابطالنا كلهم! الي بدأ حياه جديده والي اصلح علاقات قديمه والي لازال متفائل ان يومه بيجي حظه ويجيب معه الخير والسعاده لحياته!
عقدت الهنوف حواجبها وهي تمشي ورا اصايل الي كانت تجمع ملابس عيالها وبنتها من بين الملابس الي نزلوهم من السطح: اذكري الله يا بنت مسرع!
هزت اصايل راسها بنفي: لا والله طولنا يا الهنوف! كملنا شهر هنا خلاص أبو راشد خلصت اجازته! وانا من متى معطيتك خبر اننا بنمشي اليوم؟
قوست الهنوف حواجبها بعدم رضا وملاذ جنبها: اوهه الحين الشهر كثير صح! كويس قدرنا نقعدكم أسبوع زياده بعد عرس العيال وجلسنا معكم! ولا كنتوا ناويين تمشون ثاني يوم!
اعتدلت اصايل بوقفتها ونطقت ملاذ: يا عمه خلي عمي محمد يرجع هو والعيال وانتي اجلسي معنا! اجلسي أسبوع زياده بعدها روحي!
هزت اصايل راسها بنفي تام: وأبو راشد لمن يا بنتي؟ اخلي له البيت والعيال واجلس هنا؟
قوست ملاذ حواجبها وهي مستسهله الموضوع بزياده: عادي كلها أسبوع وترجعين ماهي بسالفه! تكفين لا تكبريها وهي صغيره!
تنهدت اصايل والتفتت لمسك الي طلعت من غرفتها: خلوها براحتها ولا بيرضى ابوي يخليها هنا ويروح!
نطقت الهنوف بعتب: ايه لانك ماشيه معهم ما اهتميتي!
رفعت ملاذ حواجبها بعدم فهم: من بيروح معهم! مسك بتروح؟
وسعت مسك ابتسامتها وهزت راسها بايجاب: ايه بروح اجلس معهم واشوف اغراضي! تدرين اني جيت بدون شي!
زمت ملاذ شفتها واكتفت انها تهز راسها باستسلام وهي متردده تسألها شلون وافق اويس تمشي معهم! معقوله ما وده يصالحها ويكسب ودها وبيسمح لها تروح لاهلها الي يمكن ما ترضى ترجع منه! معقوله بترجع لهالبيت بعد ما تطلع منه!!
استسلمت الهنوف لرغبة اصايل بعد ما حاولت لايام وهي تقنعها تجلس عندهم اكثر لكن اصايل كانت مصره على رأيها بحكم دوام زوجها، طلعت مسك من غرفتها شنطه صغيره جمعت فيها كم غرض بس وحطتها بين شناط أمها عشان إذا جو ياخذونهم ويرتبونهم تكون اغراضها معهم، دخل عليهم اويس وعبيد وهزاع وراه وبدأوا يرتبوا الشناط للسياره ومسك تراقبهم من بعيد وكانها تطمن قلبها انها بتروح معهم دام ان شنطتها مع شناطهم
دخل اويس غرفته ونطق لمسك الي كانت تحوس فيها تتذكر اذا ناقصها شي او نست شي بالغلط: اطلعي عشان تسلمي على امك وابوك واخوانك قبل لا يمشون
ما انتظر اويس ردها وهو الي كان متطمن وما وده تنسى تسلم عليهم وطلع اويس من الغرفه واتجه لسيارة عمه الي كانت واقفه قدام باب الحوش ومنتظر الباقي يجون عشان ينطلق، طلعت مسك من غرفتها بعد ما لبست ملابسها وعدلت طرحتها وقربت من الهنوف وبدأت تسلم عليها وعلى ملاذ بحراره وكأنها ما نوت الرجعه لكن كتمتها في صدرها!
ميلت اصايل راسها لمسك ونطقت بعتب: اسرعي يا بنتي ابوك واخوانك ينتظرونا برا!
هزت مسك راسها بتفهم ومشت ورا أمها متجهه للسياره، عقد اويس حواجبه بعدم فهم وهو يشوف عمته ماشيه ومسك وراها! قرب من عمته وسلم عليها ونطق بعدم استيعاب وعيونه على مسك الي كانت وراها: ليه طلعتي!
ابتسمت اصايل ومسك واقفه ورا ظهرها: باخذها معي يا ولدي تقعد معنا شوي اكيد ما بتقول لا صح دام انها صارت جنب السياره!
كانت اصايل متعمده تسوي هالحركه عشان تحط اويس بالامر الواقع ومعرفتها انه ما بيقدر يقول شي وابوها موجود وعنده علم بجيتها معهم!
انلجم اويس قدامهم عاجز ينطق باي حرف! حاول يحط عينه بعينها بس كانت تتجنبه وتتلفت حولها ولا كأنه موجود! بدأت ابتساماتها تدور براسه وكلامها الي كانت تهدده فيه والي كان يعتبرها كلام لا يودي ولا يجيب! قرب منهم عبيد والنار يشتعل في صدره اول ما شاف مسك واقفه ورا امه ونطق بحده: منجدها ذي راجعه معنا!! ابوي يدري انك جايبتها؟؟!
عقدت اصايل حواجبها ونطقت بحده: واذا جت انت وش دخلك؟ اسكت وانثبر بالسياره يالله! ابوك راضي ويدري عن كل شي!
انحرج عبيد قدام اويس ونطق وهو يحاول يهز برجولته بعد ما فهم انه ما كان يدري انها كانت ناويه الرجعه معهم وجاهل مثله: وتخلينها تطلع مندون ما تستشير زوجها ولا تستأذنه ولا كأن له قيمه؟ ولا كأنه رجال ومسؤول عليها!
عض اويس باطن خده ونطق وهو يحاول يكسر خشمه: انت وش علاقتك فالموضوع وانا قد كلمتك المره الي فاتت صح؟ انا سامح لها تروح والي ودها فيه تسويه وش علاقتك؟ مو انا المسؤول عنها والي اسمح لها او لا!
عقد عبيد حاجبه ومدت اصايل يدها وهي تحاول تفرق بينهم وتنهي النقاش: خلاص انت وياه!!" التفتت على عبيد ونطقت بامر" امش عالسياره يالله!
مشى عبيد من بينهم واصايل وراه ومسك معهم، مد اويس يده وهو يتمسك بذراع مسك ونطق وهو يحاول يسيطر على انفعاله والباركين الي انفجرت في داخله: ممكن أتكلم معها شوي يا عمه؟
التفتت اصايل وهزت راسها بتردد: زين يا ولدي لكن بسرعه عمك ينتظرنا!
هز اويس راسها بتفهم والتفت لمسك بعد ما قفت عنه عمته ونطق بعدم استيعاب: من جدك رايحه معهم!
بلعت مسك ريقها بخوف وهزت راسها بايجاب: قلت لك قبل كذا اني بروح وانت ما قلت لا او حتى بينت لي رفضك! وجت الفرصه الي ارجع فيها والحين بتمنعـ...
قاطعها اويس وهو يهز راسه وكأنه يرتب أفكاره المبعثره وكمل: خلاص ولا ناويه ترجعين ولا نفس ما قالت عمتي زياره بسيطه وترجعين؟
اكتفت مسك بالصمت والي كان كافي لأويس عشان يفهم اجابتها! رفع اويس انظاره للسماء وكانه يدور رد شافي من بين الغيوم او يلهمه ربي بأجابه تطفي نيرانه!، بلع ريقه بغصه ونطق: يعني كل الي حاولت اسويه لك وعشانك ما يكفي؟ ابتسامتك هالايام كانت تعكس فرحتك انك بتروحين بلا رجعه؟! لهالدرجه كنتي فرحانه؟
زمت مسك شايفها ونطقت بعد ثواني من الصمت: ما انكر انك خليتني اتراجع عن قراري لثواني واحس اني ممكن اظلمك! بس الكسر الي جاني مو سهل والله! جيتني يا أويس بعد ما طابت نفسي ولااد اشوف معروفك لي شي!
قربت مسك منه اول ما شافت عيونه الي بدات تفيض بدمعها وكانه انصدم بين خياله والواقع وحاوطت يدينها حول رقبته وضمته وكملت: تمنيت تضمني لك وتحتويني يوم جيتك مكسوره منهم ومجرحي حي! لكن الحين خلاص طاب وتخطيته بنفسي!
تجمد اويس من حركتها وبعدت عنه وكملت تحت نظراته المندهشه: بس كسرتني فوق كسري وجرحتني فوق جرحي وطابت نفسي!
تمسك اويس بذراعها ونطق: والله اني اسف! والله ثم والله والكل يشهد على الي بقوله اني لاحتويك واصونك بس ارجعي!
ابتسمت مسك بخفه وهي تحاول تهون عليه وهي تحاول تسحب يدرينها من بين كفوفه: طابت نفسي يا اويس! طابت نفسي من كل الرجال مو بس انت! تكفى خلني امشي في سبيلي واعيش عمري الي انحرمت منه! وانت رجال محد بيلومك بشي ومثل ما تودوا بيرمون الغلط علي! لكن عادي ما بهتم دام اني ما غلطت من البدايه ومن حقي امشي!
عض اويس طرف شفته ونطق كمحاوله اخيره منه لعل قلبها يلين: دخيلك لا خليني وحيد وترحلين ارجوك!
رفعت مسك حواجبها واشرت على بيت عمها رعد: منت وحيد واهلك حولك واخوياك فكل ديره! يا اويس كم لنا متزوجين ولا دخلت علي! من حقي الم عفشي واروح لا تقيدني ارجوك!
نزل اويس لمستواها وكمل متجاهل كلامها: امانه راعي شعوري! وصوني واحدٍ صانك!!
سحبت مسك ذراعها من بين يديه اول ما سمعت صوت ابوها الي ميل راسه من الدريشه ونطق بقلة صبر: يالله يا بنتي تأخرتنا والشمس احترت!
تجمد اويس مكانه وهو يشوف مسك الي تجاهلت اخر رجاه وركبت السياره معهم وطالعه مندون ما تنطق باي حرف زياده وتطمنه انها ممكن ترجع له!!
استوعب وضعه اول ما قفت سيارة عمه عن البيت ودخل بسرعه وبخطوات سريعه وبدأ يتلفت حوله وكأنه يدور شي ضايع منه! طلعت الهنوف من غرفتها وهي تستغفر بعد ما حست بوحشت البيت بعد الحياه الي كان فيه بوجودهم! قرب منها اويس ونطق بضيق: كنتي تدرين ان مسك رايحه مع أهلها!!؟
عقدت الهنوف حواجبها والتفتت على ملاذ الي طلعت من غرفتها بسبب صوته ورجعت انظارها له: وانت توك تدري الحين!!
قوس اويس حاجبه ونطق بعتب: ليه محد قال لي ولا جاب الطاري حتى!
تنهدت الهنوف ونطقت بدون اهتمام: أقول لا تكبر الموضوع البنت راحت مع أهلها مو ناس غراب! بعدين كلها كم يوم او كم أسبوع وترجع ليه الصراخ هذا كله! خلها يمكن تتنفس هناك شوي وتتغير نفسيتها عند أمها!
رفع اويس حاجبه : يمه مسك ماهي ناويه الرجعه من الأساس!
وقفت الهنوف مكانها بعدم فهم: وش تهذر يا ولدي! عشان راحت مع أهلها خلاص ماهي براجعه! لو الموضوع كذا ما خلاني ابوك اطب بيت اهلي! خل عنك الصراخ هذا الي ماله داعي واقصر حسك عيب لا يسمعونا الناس!
قربت ملاذ منهم ونطقت بتردد وهي واقفه جنب أمها: انت الي وصلتها لهالمواصيل ليه زعلان الحين؟
مد اويس يده عالمزهريه الفخار الي كانت جنبه ورماها عالارض بقوه بلا شعور ونطق بصوت حاد وعالي: انتي بالذات اسكتي ولا تدخلين فاهمه!!؟ كنتي تدرين عن كل شي صح؟ قالت لك كل شي والحين جايه تحاظرين! الله اعلم وش عبيتي راسها!
التفت اويس من بينهم وطلع من البيت تحت انظار امه وملاذ الي تسمروا مكانهم بعد الي سواه ويقين الي طلعت من غرفتها وهي تركض تشوف وش قاعد يصير برا!
التفتت الهنوف لملاذ: وش قاعد يصير معك انتي وياه!
رفعت ملاذ حاجبها: الحين العتب لي! ما تنلام مسك يوم هجت منه والحين يحط البلا كله فيني على أساس انه ملاك منزَل ما يغلط اسم الله عليه!
وسعت الهنوف عيونها بعدم فهم وسحبت ملاذ من كتفها بعنف: وش تقصدين! بسرعه قوليلي وش صاير الله ياخذني وافتك من هالعيشه!!
مسكت ملاذ كتفها بألم وبدأت تشرح لأمها كل الي حصل والي حكته لها مسك من اول ما طبت البيت إلى اليوم الي طلعت فيه منه! اندهشت الهنوف من المصايب الي قاعده تسمعها من ملاذ والي ماكانت تدري عن أي شي منهم! شلون كان يصير هالشي في بيتها وهي ما تدري وشلون صارت سالفة المزرعه ولا حكت لها مسك عنها!
استوعبت الهنوف كل الي صاير بعد ما ادركت سبب إصرار مسك انها تنام مع البنات والي خلاها تقص شعرها بهذا الشكل مو مهتمه لاي احد فهالبيت!
قامت الهنوف من جنب ملاذ ونطقت بضيق: خلاص اسكتي واذا رجع بتفاهم معه هالسلتوح وخلي صراخه ينفعه هالديك! ما عنده إلا صوت ولسان كبر المكنسه ما منه فايده لكن معليه
زمت ملاذ شفتها والتفتت على يقين الي كانت تسمع لهم مندون ما يحسون فيها ونطقت بعتب: وانتي وش مقعدك هنا! روحي شوفي شغلك!
انقلب بيت الشيخ رعد فوق تحت بعد ما طلعت مسك منه وعرف رعد بالي سواه ولده واستلموه كلهم رايح جاي واشلون يرضاها على بنت عمه والي هي من لحمه ودمهّ! بعد ما امنها محمد وخلاها عندهم عشان يأمن شر اخوانها ولا يوصلون لها دام انها مع ولد عمها لكن كسرها اكثر وخلاها تذوق المُر وهي بريئه!!
شرحت الهنوف لاويس القصه كلها والي اعترفت فيها خالة مسك انها تبلت على بنت اختها حقد وغيره لا اكثر وبعد ما شافت ان مسك بينهم واويس ما طلب منها ترجع يعني مالها لزوم تكلمه بالي حصل وهو ادرى ببرائتها من غیره بحكم انه زوجها!
تجنب الشيخ رعد القعده من اويس بعد ما عرف السالفه وامه الي تصبح وتمسي عليه بتهزيئ بعد سواد الوجه الي جاهم منه

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن