البارت الثاني

3.5K 79 8
                                    


بعد ١٩ سنه عام ١٩٨٩م..
طلت من دريشتها على الحاره وتنادي الأطفال الصغار الي يلعبون حول البيت : حبيبي تدري وين راح كِنان ؟
رد عليها مع انفاسه المتسارعه مع اللعب : مدري يا خاله بس شفته ماشي طريق الوادي مع آسر
تأففت بعصبيه : تقدر تروح تنادي عليه الجو مغيم اكيد المطر بينزل وهذا الورع ما رجع من الصباح شوي ويأذن العصر
لف الطفل على اصحابه وقال بحسره: ودي ألعب مع اخوياي اخاف اروح وماعد يلعبون معي
حزنت عليه : خلاص يا روحي كمل ألعب انا بروح له بنفسي
سحبت الطرحه من على الباب وغطت شعرها وراحت طريق الوادي
..
قعدت على غصن الشجره وبيدها منجا سحبتها من الشجره الي هي عليها وعيونها على الغيم الي يسبح بالسما ورابطه خيلها الأبيض على غصن الشجره
لفت بفزع على الصوت الي سمعته ونزلت بسرعه
ريم بحده : كم مره اقول لك طلعه الوادي لوحدك ما ابيها !
كحت كِنان بخوف وأقرب كذبه : كان ودي اجمع منجا من الشجره واجيك البيت صدقيني
ريم : يا ولدي من الصباح وانت هنا مع ذا البغل ما خليت ورع فالحارة إلا وقلت له يروح يدور عليك ولا جيت تتغدا وش عذرك الحين
حاوطت يدها على رقبة الخيل : إلا آسر يمه لا تغلطين عليه انا باخذ العتب عنه
مسكتها امها من طرف ملابسها بحنق وتسحبها : يالله عالبيت بسرعه الجو ما يبشر بخير تعال ساعدني فالبيت ناخذ احتياطاتنا لو داهمنا المطر وأحنا نايمين
....
رعد : والله إن ما عقلت وصرت رجال بسوي شي ما يعجبك ولا يعجبني !
أويس بقلة حيله: يبه والله انه كذاب هو يكرهني كذا بدون سبب وقام يتبلى علي عندك
رعد بيده العقال ورايح راد : ارفع علومك يا ولد ولا تقول كذاب ! و أبو خليل وش مصلحته يوم انه يتبلى عليك؟
أويس : مدري عنه يمكن عشان أخر مره يوم أني ربطت ولده على الحمار بس والله اني كنت امزح وخليل نفسه ما زعل مني بس مدري ليه أبوه زعل علي
رفع العقال بتهديد : المزح الثقيل ذا ما ابيه ولا ابي مشاكل مع جيرانا تسنع وصير رجال
حك أويس راسه بملل: أبشر يبه ما يصير خاطرك إلا طيب

..
خليل بحده : يمه والله عيب الي تسوينه مع أبوي تدرين اننا نمزح ومع كذا رحتي عند أبوي وقلتي كل شي وزياده
عقدت حواجبها : وش تقصد؟ يعني انا ماغير اهرج ؟ بعدين تخلي اخوياك يتمصخرون عليك وانا ساكته
وقف من مكانه ولف عليها بعتب : حنا نمزح وطبيعي بكره اردها له ويردها لي الوضع سهالات بس انتي مكبره الموضوع ورحتي علمتي أبوي
لف على الباب وطلع من البيت
أم خليل : شفيه ذا شكلي برجع اربيه من جديد
...
دخل البيت وقال بتنبيه : الله الله السلام عليكم
ابتسم تميم ومسح على المسند الي جنبه: يالله حيه وعليكم السلام تفضل اقعد جنبي
بادله الأبتسامه وقبل راس ابوه وجلس جنبه ومد يده ياخذ فنجال أبوه : أسلم يبه هات فنجالك أزيده
تيم : الله يصلحك ويهديك قلي وش كان وده الشيخ حمد
قرب لأبوه الفنجال : أبد يبه سلامتك بس جمع أهل الديره ناويين يروحون ديرة الشيخ رعد
عقد حواجبه : الله يجعله خير وليه نتجمع هناك
اخذ رشفه من فنجاله : ناويين يحفرون بير في ديرتهم وتصير مشتركه بيننا وبينهم
تميم : ومتى بيصير ذا كله؟
فيصل: الحين يبه وجيتك عشان نروح سوا
سند نفسه على المركى ووقف : أجل يالله قوم يا ولدي نروح سوا مو حلوه بوجهنا نروح متأخرين
فيصل: أبد يبه رجلي على رجلك بس بمر على أخوياي ونجيكم سوا
أبو فيصل بمزح : شلون رجلك على رجلي وبتروح عند اخوياك
ضحك فيصل : مدري والله شلون طلعت معي
...
مشت بجنب أبوها وهي لافه الغتره على شعرها الأسود وتجر وراها آسر
ثنيان : خلك بجنبي عشان يدرون الناس أن معي ولد ينشد فيه الظهر
هزت راسها بإيجاب: وانا عند ظنك يبه
ربطت الخيل على باب المدخل
دخل المجلس وكِنان جنبه ورفع يده اليمين : السلام عليكم يا رجال
بادلوه التحيه وجلس بوسط المجلس
كانت عينه عليها من أول ما دخلت ولف على يمينه بهمس : هذا ولد منو ؟
أيهم وهو يدور على المقصود : وين أي واحد تقصد
فيصل : ذا الي تو دخل وسلم علينا
أيهم : مدري بس سمعت أنهم ينادونه أبو كِنان
رفع يده وضرب راس أيهم بخفه : يا غبي اسألك عن الولد مو الشايب " لف على كنان ورجع لأيهم" هو الي أسمه كنان ولا عنده أخ ثاني
ليث قرب منهم يحاول يشاركهم : وش تقولون يا عيال اعتبروني واحد من اخوياكم عالأقل
دفه فيصل : أبعد يا أبني بسببك الكل بيعرف عن وش قاعدين نتكلم عنه
أيهم يهمس له : بس كان يسأل عن الي تو دخل خفف لقافه الله يسلمك
أخذ أويس وخويه خليل و وليد فناجيل القهوه والدلال وصارو يلفون على الرجاجيل ألين وصل أويس عند كنان : قم يا وغد تحسب نفسك واحد من الضيوف
وقفت كنان بهمس: مو اصغر عيالك ترا وما قمت عشانك لعلمك بس
دفها أويس برجله بخفه : أقول مناك بسرعه خذ الفناجيل والدله
كانت أنظاره عليها فكل حركه حتى هو ما يدري وش السبب
مرت بالفناجيل عالضيوف ألين وصلت عنده ومدت له الفنجال : تفضل
أبتسم وقال وهو ياخذ الفنجال منها : الله يسلمك وش أسمك
رفعت عينها عليه ببرود : كنان بن ثنيان
صدت عنه وكملت تصب للضيوف
لف على اخويها : شفتوه يا عيال قلت لكم في شي لفتني فيه
أيهم بتعجب : أيه يا سبحان الله ولا مره شفت ولد عيونه كذا
ليث كالعاده ضايع مو فاهم شي : يا عيال وش فيها عيونه ما ركزت
رد فيصل وعيونه على كنان : عيونه زرقاء يا ولد كأنها سماء ربك الصافيه يالله سبحانك !
كملت وجلست جنب خليل : عمي اليوم معصب من أويس وكان بجلده بالعقال لأنه ربطك على الحمار أمس
لف عليها خليل بقلة حيله : والله أن صوتي أنبح وانا أقنعهم أنه مزح واني قبل كذا بعت سلاحه بالدس وهو ردها لي وسوا الي سوا بس أبوي وأمي يدورون الزله الله يصلحهم
تنهدت كنان: الله يصلحهم تدري عمي ما عنده تفاهم بيجلدك وانت تصلي لو درا أنك غلطان
وقفت ولفت عليهم : أنا بروح عند آسر إذا طلبني أبوي نادوني
...
بيدها سعف النخل وتلف فيه وتغزل فيه : الحين من جدك خليتيها تروح مع أبوها المجلس بين الرجال ؟
ريم ويدها بين الماي تنقع السعف عشان يلين : وش أسوي لو أقول خلها تقعد فالبيت بيسألني وش السبب وانا ما ادري وش اقول عاد الله يحفظها بحفظه
تأففت أم محمد ونزلت المغزل على فخذها : كان طلعتي أي عذر وجلستيها هنا البنت رهيفه وهزيله واخاف يرمونها بكلام منا ولا منا أو احد يشك فيها
رفعت راسها ريم بثقه : محد بيشك لو انها عود ، حكمة ربي يوم انه خلا أخوها يعيش كم يوم قبل ما يموت عشان ما يشك فيها أبوها
رفعت أم محمد المغزل مره ثانيه : الله يفرجها من عنده ويجبر قلبك يا بنتي
...
قربت من مجلس الرجال : وينه ما أشوفه يا بنت
دلال وعيونها تدور بين الرجال الجالسين : مدري والله كان جالس بجنب خليل ويسولف له
تأففت ملاذ : من اليوم مختفي هالولد
ضربت كتف ملاذ بخفه وابتسمت : وراك مستعجله عليه ترا بتشوفينه الين تنفقع كبدك
ملاذ بخجل : مين قال لك ذا الكلام لا مو صحيح
دلال : أقول لا تسوي نفسك ما تدرين أمك غثتنا الديره كلها تدري انك لكنان وكنان لك
دفتها ملاذ بخفه ومشت بخجل : اسكتي الي يسمعك يحسب أنك صدقه " حاوطت يدها على ذراع دلال" امشي قبل ما تجينا يقين وتفضحنا
...
همست وهي تمسح على رأس الخيل : يا حليلك كأنك ظل آسر
تقدم لها آسر وبدأ يلف رقبته عليها قالت وسط ضحكتها : لايكون غيران منه لا تخاف انت الأول دايم بقلبي
فزت من مكانها على الصوت الي طلع من وراها ولفت بسرعه وحتدت عيونها وبخوف: مين هنا
قرب منها: معليش اعتذر أني خوفتك بس جيت اتطمن على الخيل وشفتك معه
أشرت بأصبعها على الخيل : هذا خيلك ؟
ابتسم ومسك باللجام: ايه أسمه أدهم وانا فيصل بن تميم
قرب من الخيل بأبتسامه: كبرت أنا وياه سوا ما يحب أحد يلمسه " لف عليها" مدري شلون خلاك تلمسه
أبتسمت : الخيل يعرف خياله عشان كذا ما حس أني غريب
فيصل: صح لسانك " مد يده على خيلها " سمعتك تقول أن أدهم ظل لآسر " وعيونه عليها " عن الغلط يوم انك تقول كذا عن ولدي
ارتبكت : لا ما اقصد بس تدري كل شي له ظل والي ماله ظل ماله وجود وكنت اقصد بكلامي أنهم مكملين لبعض لا تفهمني غلط
رفع راسه مع الضحكه ولف عليها : أقرب عذر لكن معليه معذور بعتبرها مدحه
تقدم أويس مسرع وحاوط يده على رقبة كنان : لي ساعه أناديك يا ورع أبوك يبيك
كنان بحده وهي تحاول تفك ذراعه عن رقبتها: أبعد عني يا ولد كم مره اقول لك لا تلمسني
لف على فيصل وأبتسم بتسليك : معليش اعذرني
...
حاوطت كف ليال بكفها تحاول تجلسها : تكفين لا تروحون باقي بدري والرجال أكيد بيتأخرون بديرة الشيخ رعد
ليال قوست شفايفها وميلت راسها : والله أن ودي اجلس معكم انتي والعنود بس تدرين أبوي لو يرجع من هناك وانا مو فالبيت مدري وش بيسوي فيني
غزلان وهي تأشر على الحوش : شوفي الدنيا شلون والمطر جاي " تغيرت نبرة صوتها وكأن فكره جديده اكسحتها " نامي عندنا وإذا جا وسأل عنك الصبح نقول له أنك جيتي تاخذين شي وترجعين بس المطر نزل ولا قدرتي ترجعين البيت
جلست ليال : بجلس لكن إذا وقف المطر برجع البيت
...
في مجلس الرجال عند الشيخ رعد
أشر بكفه عليها وهي داخله عليهم ببشتها : هذا ولدي كنان الي كنت أهرج لكم عنه ما عندي إلا الله وهو
قربت منهم ومدت يدها تسلم : حياكم الله انورتوا وأسفرتوا ديارنا
تميم : أبد رجال الله يحفظه
دخل عليهم الشيخ رعد ورفع يده اليمين : أنتم عندي يا رجال معززين ومكرمين الدنيا ظلمت والمطر اشتد ولاني قادر أخليكم ترجعون ديرتكم بذا الجو
وقف الشيخ حمد : كريم ووافي لكن ..
قاطعه الشيخ رعد : طلبتك لا تقول أعذار " وحط كفه على كتفه" قل تم ولا تردني
انحرج الشيخ حمد ولا قدر يرد على الشيخ رعد واستسلم
..
دخلت البيت وملابسها مبلوله من المطر : يمه وين مفارش الضيوف
طلعت ريم من الغرفه وقربت منها : ليه مشيت تحت المطر ؟ وليه تدور عالمفارش
تنفظ ثوبها : ضيوف عمي بينامون عندنا فالديره بسبب المطر وقالوا نجمع المفارش لبيت عمي رعد
فتحت خزانة الملابس الحديديه : الله يكون بعونهم أجل خذهم " مدت المفارش " لكن تنام عندي هنا فالبيت مو عند عمك
عقدت حواجبها : ليه يمه بقعد جنب أبوي أخاف يعاتبني إن نمت هنا وغير عن كذا أنا وأويس والعيال ماسكين الضيافه مقدر اخليهم وأروح " حاوطت كفها بكف أمها " لا تخافي بنام بجنب أبوي
تنهدت بقلة حيله : مو خايفه عليك إلا منه
....
جلسو الشباب في الديوان وشبو الجمر ، دخلت والفروه على كتوفها وومتلثمه بالغتره وقربت من الجمر عشان تحس بالدفا، كانت ملابسها مبلوله من المطر والجو بارد ، مد أويس الي كان جالس قبلها عصاه قدام انظارهم على كنان : أبعد عن النار شوي يا وغد لا تحترق شوي وتدخل بين الجمر
بدون اهتمام : ملابسي غرقانه من المطر يوم جبت المفارش وحاس بالبرد
تقدم لها فيصل الي كان شايل فروته وحطها على كتوفها : خذ تدفى انا مو بردان
وقفت بسرعه ونزلت فروته من على فروتها : لا تسلم ما يحتاج الحين بتجف مع النار " وأشرت على فروتها " وفروتي ثقيله
رفع وليد راسه وأشر على كنان : من الحين اقول لك حركات الوغدان يوم أنك تروح تنام جنب أبوك زي كل مره ما نبيها صرت رجال اطلع من تحت يده شوي
توترت وبخجل : لا ما ارتاح إلا وانا جنب أبوي تدري يمكن يطلب مني شي وانا مو جنبه
ليث بأبتسامه : يا رجال ما درى عنك اقعد بس
دخل عليهم خليل وكم واحد من الشباب ومعهم صحون العشا : تفضلو يا رجال جعله صحه وهنا لا تستحون البيت بيتكم
فصيل : ليه كلفتو على نفسكم الله يكثر خيركم
أويس : يارجال مافيها كلافه الشياب تعشو وخلصوا باقي أنتو
رفع أيهم نبرت صوته : ودي نجلس بعدها جلسه حول النار منها نرجع لذكرياتنا زمان ونسمع الشعر من بعض كالعاده
تحمس خليل: ايه والله صادق حنيت
...
قعدت (مزنه) أم فيصل ومدت للبنات الشاي : حي الله من جانا
ليال بخجل : الله يحييك يا خاله أحرجتني انتي والبنات
العنود حطت يدها على فخذها : أقول لا يكثر بس ما بيننا هالكلام انتي منا وفينا تراك بنت الخاله مو وحده غريبه
ضحكت غزلان واخذت كاس الشاي ومدته : خذي، تو بدت السهره مع هالمطر والبرد وهالشاي حلى قعده
تسندت مزنه على ركبتها وقامت : انا بخليكم الحين بدخل أرتاح وإذا نمت لحد يصحيني، جاني واحد من عيال الحاره قال الرجال والشباب بينامون بديرة الشيخ رعد يعني خذو راحتكم
ابتسمت العنود ولفت على ليال: اخيرا بنفتك من العيال ونجلس مرتاحين شوي كان ناقصنا ملاذ بنت خالتي الهنوف ويقين النتفه
ليال: ايه والله صادقه معليه احنا نكفي
...
تجمعو حول الجمر بعد العشا ودلة الشاي تطوف بينهم
مازن " ولد الشيخ حمد" : أكرمكم الله
رد عليه وليد من طرف الجلسه : كرامه سهيله يا ولد العم
أيهم بحماس : عيال تذكرون بيت الشعر ذاك الي سويناه فوق الوادي ؟
اخذ أويس رشفه من كاسته : أيه ذاك باقي مكانه بس من زمان ما رحناه يا ولد أنشغلنا بحياتنا وما صرنا نقابلكم إلا بالمناسبات اكيد يبيله ترميم وكذا
كنان بفضول تسأل وليد بهمس: يقصدون ذاك البيت المهجور فوق الوادي؟
رد عليها بنفس النبره: ايه نفسه كنا نتجمع فيه كلنا هناك أيام كانت امك تخاف تطلع من البيت عشان كذا ما لحقت عليه انت.
ليث نزل كاس الشاي ولف الفروه عليه : اتحفنا يا فيصل بكم بيت من عندك حتى لو مسروقه أهم شي انك تتونسنا
تبسم فيصل : افا عليك ابشر وما يصير خاطرك إلا طيب
ثبتوا أنظارهم عليه ومن بينهم كنان عشان يسمعون الأبيات الي بيقولها ، تنحنح وعدل جلسته :
أنا لي رفيق وقفاته تدك الميادين
وأفعاله فوق الجبل واصله للقمه
أهو راعي الكرم ومعرب الجديين
وخوته عندي لها قدرٍ وقيمه
يا رفيقي يشهد لك وسط الميادين
أنك رفيع الشان ولك قدر وحشيمه
تبسموا الشباب وصفقو بحراره ونط من بينهم أويس بحماس : أنا عندي بيتين بقولها عجبكم أو ما عجبكم هذا الموجود
ضربه أيهم على ظهره بخفه : أسلم
أويس :
شربت الشاهي عسى فكري يزين
واحتارات أفكاري والشاهي برد
ضحكو الشباب وكل واحد بدأ يرد عالثاني بأبيات ، التفت مازن على كنان وابتسم وقال : وانت سمعنا شي منك من أول أشوفك هادي
قالت بخجل : لا مالي بالشعر والله بس أحب أسمعه
ليث : لا تستحي وعطنا منك بيت واحد أهم شي نسمع صوتك
نزلت راسها بخجل تحاول تتذكر شي أهم شي تطلع نفسها من الموقف هذا، ابتسمت اول ما طرى لها بيت ورفعت راسها : يقول الشاعر
ماني من الي يلحق الطير لا طار
من راح عني ما يلحقه غير ظله
عطشان وإن شفت ماء الأرض عفيت
متعود أشرب من مزون السحابه
ضرب وليد كتفها بكفه : والله ويطلع منك شي
ضحك أيهم بخفه : كفو ما تستاهل إلا الرفيع
كملوا سهرتهم بين ضحك ومزوح وسرى الليل عليهم
..
عصبت ملاذ وسحبت علبة الخياطه من يد يقين وبعصبيه : كم مره أقول لك ما تمسكينها ارجع أدورها وراك ألين اصدع
ردت عليها بنفس النبره : وربي أنها مو مكتوبه بأسمك بعدين أنتي بس تحبين تخبين الأشياء وغيرك يحتاجها
ملاذ : مو مشكلتي، جابتها لي عمتي ريم
يقين وسعت عيونها : تستهبلين؟ أطرز بعود الحطب مثلا ولا بالسيف حق أبوك؟
دخلت الهنوف بعصبيه موسعه عيونها بسبب أصواتهم المرتفعه : سلامات اصواتكم للشارع
يقين تتمسكن : شوفي بنتك ما تخليني اطرز وتقول العلبه حقها لوحدها
قربت منهم وسحبت العلبه من يد ملاذ وقالت وظهرها لهم وطالعه من الغرفه : لا لك ولا لها كل وحده تروح تشوف شغلها
لفت ملاذ بحده على يقين وسحبت أقرب شي جنبها ولحقتها بالنعال " وانتو بكرامه"

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن