عند ليث الي كان مندمج يرتب الطاحون مو منتبه للي كان واقف جنب الباب وصار يدق الباب بقوه ، التفت ليث بخوف على الباب ووسع عيونه بدهشه وهو يقرب منه ويسلم عليه بحراره: يالله أن تحييه!! والله كنت احسبك رح تطول ما توقعت بترجع بهالسرعه!
أبتسم نوفل وهو يضرب على كتف ليث بخفه: ما طاوعني قلبي والله ادور بين الديار وبعدها أجيك ، خفت يجيني شي بالطريق وتكون هذي امانه برقبتي عشان كذا جيت اوصل لك المكتوب واتوكل على الله
قوس ليث حواجبه بحزن: أفا عليك عساه بعد عمر طويل وعافيه يارب لا تقول كذا وقل خير
أبتسم نوفل برضى وهو يطلع المكتوب من جيبه وهو يمده لليث: الحمدلله يارب والله انها كانت هم وانزاح عني
مد ليث يده وهو ياخذ المكتوب: والله كان خاطري تقعد ونتقهوا سوا ، نوادرك ما تتفوت والله
ضحك نوفل وهو يعدل اغراضه على ظهره: الله يسعدك ابد والله خيركم واصل كفيتوا ووفيتوا انا بروح استرزق لعل الله يفتحها بوجهي
مد ليث يده وهو يسحب نوفل من طرف كمه وهو يهمس: ما بتحضر عرسي؟
رفع نوفل حاجبه بعدم فهم: عرس من! عرسك انت؟
هز ليث رأسه بإيجاب وكمل نوفل: يالله ان يجعله زواج العمر والله يجعله بيت عامر يارب
أبتسم ليث وهو يهز راسه : الله يسعدك والله كان خاطري تحضر العقد عالأقل دام انك جيت لكن اخاف اضغط عليك
هز نوفل راسه بنفي وهو يتشبث بكتف ليث: أفا عليككك وين اروح وانت معرس؟ لا والله بفرح لك واحضر العقد عالأقل وبعدها اشوف رزقي ، متى بيكون؟
ليث: بكره بنعقد فالمسجد بعد صلاة الجمعه
غمز نوفل وهو يحاول يحرج ليث: من هي المحظوظه؟
مد ليث يده وهو يضرب كتب نوفل بمزح: لا تحرجني يا رجال ! اخت عواد
وسع نوفل عيونه : ماشاء الله تبارك الله ، الله يكتب لكم الي فيه الخير
هز ليث رأسه وهو يحاول ما يبين فرحته الطاغيه عليه واكتفى انه يهز راسه له
...
غربت الشمس ودخلت كنان البيت وهي تتلفت حولها ولمحت أمها وهي تعدل لبسها وتدور طرحتها ، دخلت عليها كنان ونطقت بهمس: السلام عليكم
هز ريم راسها وهي ترد عليها السلام والتفتت عليها: كنت ببيت عمك رعد؟
هزت كنان راسها بإيجاب وكملت ريم: لاعاد تروح خلك هنا فالبيت ألين ارجع ماودي ابوك يسوي لنا سالفه ماله سنع عشان شي ما يسوى
هزت كنان راسها بتفهم : بتروحين الحين؟
هزت ريم راسها بإيجاب وهي تلبس لثمتها : ايه بروح اشوف وش يحتاجون وارجع
كنان: بتروحين بكره بعد؟
مشت ريم من جنبها وهي طالعه: ايه بروح لزوم اساعد عمتك الهنوف وما اخليها لوحدها كذا وإذا براس ابوك حب طحنته إذا هو راضي يقطع رحمه أنا مو راضيه
طلعت من البيت وتركت كنان لوحدها فالبيت وهي تفكر شلون تطلع من البيت مندون ما تدري امها! دخلت كنان غرفتها وهي تنزل غترتها وبدأت تلعب بشعرها قدام مرايتها الصغيره تحاول تسوي فيه تسريحه بسيطه بحكم أنه صاير اقصر من المعتاد! طبيعة شعر كنان ماكان من النوع الصعب التعامل معه او انه طاير لكن بحكم قلة خبرتها في هالشي عجزت تسوي فيه أي تسريحه! نزلت راسها بأحباط وهي تبعثر شعرها بقوه وهمست: لو ادري ما نزلت غترتي قدام امي أمس
التفتت على غرفة أمها : الحين اجيب معي فستان ولا هي بتعطيني جد!
قامت كنان مسرعه بدون تفكير وهي تفتح خزنة أمها وبدأت تتأمل الفساتين وتفرشهم عالأرض عشان تشوفهم بشكل أوضح! ، صارت تتأمل التطريز بأنواعه انفتنت بتفاصيل الفساتين الي قدامها ! سحبت واحد من الفساتين السماويه ولبسته ووقفت قدام مراية أمها وبدأت تدور وهي تتأمل الفستان ،
قربت من المرايه وهي تحاول تعدل خصلات شعرها وترتبها وهمست بأبتسامه: الفستان نفس عيوني!
بدأت تمشي وتسوي حركات قدام المرايه تحاول تستغل كل الوقت هذا وهي تتأمل نفسها عشان ما تنسى في يوم انها أنثى ومن حقها تستمتع بهالشي البسيط! لكن بكل بساطه كان محكوم عليها تتخلى عن هويتها إلى أجل غير مسمى ،
فزت كنان بخوف بعد ما سمعت صوت الباب يدق بخفه وصوت بعيد عاجزه تميزه ينادي بأسمها !
انتفضت من مكانها بخوف وهي تحوس بالغرفه عاجزه تفكر بأي شي! لفت حولها وهي تحاول تدور أي شي يمديها تغطي نفسها فيه ، سحبت المفرش بشكل عشوائي وتلحفت فيه وبدأت تمشي بخطوات خفيفه تجاه الباب تحاول تسمع صوت الطارق ، عقدت حواجبه بأستغراب من الصوت ألي ماكان مألوف بالنسبه لها ! قربت أذنها عند الباب وكان ينادي" يا أهل البيت ، في أحد هنا؟ "
همس الطارق بأستغارب وبصوت مسموع وهو متأكد أن في أحد داخل البيت بحكم أن الفوانيس شغاله داخل البيت! " الأنوار شغاله من في داخل؟ "
استجمعت كنان شجاعتها وبلعت ريقها ونطقت وهي تحاول تخشن صوتها: من ورا الباب؟ شلون دخلت من باب الحوش!
التفت الطارق على باب الحوش وهو يأشر عليه: كان مفتوح وقد دقيت عليه ولا أحد رد علي ، هذا بيت ثنيان أخو الشيخ؟
رجفت كنان بخوف ونطقت: ايه وش بغيت!
دخل الطارق يده في جيبه ويطلع مكتوب و يدخله لها من تحت الباب: هذا مكتوب لازم يوصل لريم زوجة ثنيان ، مدري من الي قاعد ورا الباب بس حياتي في هالمكتوب اترجاك انه يوصل لها مثل ماهو ومحد يقراه غيرها ، تكفى لا يدري ثنيان عنه
عقدت كنان حواجبها بعدم فهم وهي تسحب المكتوب من تحت الباب: وش ذا يا عمي!
عدل الطارق ملابسه عشان يروح: المكتوب هذا لزوم يطيح بيد ريم وتشوفه غير كذا بنروح بعدها كلنا وطي
طلع الرجال من حوش البيت بعد ما ترك كنان تغرق بفضولها! صارت تقلب المكتوب بين كفوفها ودها تفتحه وما ودها تكسر بكلمة الطارق!
فتحت الباب بشويش وهي تحاول توزع نظرها وتشوف لعلها تلمح زوله وتعرف هويته! ، فزت من مكانها وهي تسكر الباب بقوه وتدخل غرفة أمها بعد ما لمحت فيصل الي سلم على الطارق ودخل الحوش قاصد يدق الباب
سحبت كنان ثوبها بسرعه وهي تلبسه بأهمال والغتره الي لفت فيها نص راسها من زود العجله الي هي فيها ! ارتعش جسمها أول ما سمعت ضربت الباب وزلقت بثوب أمها الساتان وطاحت على وجهها!
مسكت فكها بألم ومشت بخطوات ثقيله بسبب الطيحه، فتحت الباب ونطقت بألم: وش تبي!!
رفع فيصل حواجبه بأستغراب: وش صوت الطيحه الي سمعتها؟ لا يكون طحت على وجهك؟
تجاهلته كنان وهي تلتفت عنه وتحاول تعدل غترتها ، سحبها فيصل من كتفها وهو يتأمل فكها المرضوض : قول انك طحت ليه مستحي! شف مسرع تلونت ! واضح قويه
بعدت كنان عنه وهي تعدل غترتها بسرعه وتدخل المطبخ ، لحقها فيصل وهو يتلفت حوله وعقد حواجبه بأستغراب من كومة الفساتين المرميه حول الغرفه والحوسه الي صايره فيها! قرب منها وهو يهمس ويأشر عالغرفه: ليه الفساتين عالأرض كذا!
وسعت كنان عيونها أول ما استوعبت كلامه وراحت ركض تسحب الفساتين من الأرض وادخلهم خزنة أمها بشكل عشوائي وفوضوي جدا ، لحقها فيصل وهو يسند عالباب: وش فيك انخلعت! عادي ترا كلنا بيوتنا حوسه
قفلت كنان الخزنه بصعوبه والتفتت عليه: الحين ليه جيت!
كان واضح عليها الحزن وانها ماكانت تبيه يجيها كذا بدون ما يعطيها خبر!
فهم فيصل عليها وهز راسه بتفهم وهو طالع: أبد يالعشير بس طفشت قلت نتونس سوا دامك لوحدك
التفت عليها وهو طالع: خاطرك انا راجع البيت
ماعطته كنان أي ردة فعل وزفرة بضيق أول ما طلع من البيت والتفتت على خزنة أمها بعد ما قفلت الباب وبدأت تسحب الفساتين مره ثانيه وترتبهم عشان أمها ما تلاحظ الي صار وهي تمتم بحلطمه عالي صار لأنها ما تهنيت بالكشختها !
.....
عند عواد الي دخل المجلس وهو رافع حواجبه بتعجب بعد ما شاف ليث مروق وقاعد يجهز القهوه ومندمج فيها ، دق عواد الباب بخفه وهو يسلم وينتبه له ليث وهو يبتسم له ويرد عليه السلام، جلس عواد وهو ياخذ تمره بعد ما مدها ليث له وسأل بأستغراب: وش بلاك مشتط بزياده وش معك؟
توسعت أبتسامة ليث وهو يطلع المكتوب من تحت المفرش ويمدها لعواد : جاني مكتوب من ديرتي
رفع عواد حاجبه : مسرع جاك! نوفل رجع؟
مد ليث يده وهو يأشر على باب المجلس: أيه موجود بس طلع الخلاء وراجع الحين
هز عواد راسه بتفهم : وش جاك فالمكتوب ، واضح أخبار خير دامك مروق
ضحك ليث بخفه وهو يمد الفنجال لعواد: ايه والله أخبار خير " هز راسه وهو يكمل كلامه" الحمدلله امي واخواني عند خالي والكل يحسبني عند عمي والحمدلله الوضع ماشي هناك
أبتسم عواد وهو يضرب ظهره بخفه: الحمدلله برد قلبك ، ناوي تقول لهم انك بتتزوج؟
التفت ليث على عواد ونطق بنبرة رفض: لا ما بقول لأهلي ، شلون ابرر لهم واتكلم معهم اصلا؟ المكتوب مو من عندهم ، وانا افكر ماعد ارسل مكاتيب خلاص إلا إذا في شي مهم وقتها بروح لهم بنفسي
زم عواد شفايفه بعدم رضى لكن أكتفى أنه يرضخ لرغبة ليث ولا يضغط عليه
دخل نوفل وهو يدق تحيه ونطق بنبره عاليه: يالله ان تحيي أهل الديار
توسعت أبتسامت عواد وهو يسلم على عواد بحراراه: يارجال ما لحقنا نشتاق لك!
ضحك نوفل وهو يجلس جنبهم: والله ما قويت على الفرقى وزود عليه " مد يده وهو يأشر على ليث" هذا الوغد بيعقد وبتصيرون نسايب لزوم أكون بينكم فهاليوم
أبتسم عواد وهو يضرب ظهره نوفل بخفه: يا حلوك وانا أخوك بنعجز واحنا لا تزوجنا وهالوغد بيتزوج قبلنا
هز نوفل راسه وهو يمثل الحزن : صادق لكن الشكوى لله
كملوا العيال سهرتهم وليث الي كان جاهل عن حقيقة الوضع بديرته والي قاعد يصير فيها واكتفى انه يصدق مازن والي كتبه له فالمكتوب
....
عند غزلان الي فتحت خزنتها وهي تطلع فستان طويل والتفتت على العنود : شفتي وش فايدة طلعة السوق؟
مدت العنود يدها وهي تلمس القماش ونطقت بأعجاب: والله فنانه ! انا انشغلت بالزينه وما ركزت عالفساتين
التفتت غزلان على خزنتها مره ثانيه وهي تطلع فستان ثاني : ودك تاخذين هذا؟ اخذته لك
وسعت العنود عيونها : يهوللل! والله ما عاد دريت من الكبيره فينا!
ضحكت غزلان وهي تسفطهم وتحطهم على جنب: خليهم هنا لا طلعنا عرس ولد خالتي الهنوف لبسناها
قاطعهم دخول فيصل وجهه بلا تعابير وكأن أحد صافقه بماي بارد!
رفعت العنود حاجبها بأستغراب: لا أحم ولا دستور قول السلام عالأقل!
تجاهلها فيصل وهو يتكى عالمركى ومد يده وهو يأشر عالفساتين : وهذا وش بعد! انا ليه وين ما رحت لقيتهم بوجهي!
رفعت غزلان حاجبها بدهشه وهي تسحب فساتينها: وين شفتهم!
نزل فيصل شماغه : رحت بيت خويي وشفتهم مسفطين هناك
قوست غزلان حواجبها بحزن وهي ترميهم بحظن العنود بأهمال: وي على حظي يوم تعنيت وشريتهم
وسع فيصل عيونه وهو يعدل جلسته: هيه يا بنت ما اقصد نفس الفستان! وش بلاك قلبتي وجهك!
التفتت العنود عليه: انت وش تهبد من اليوم!
فيصل: أقصد اني شفت فستان فستان مو نفسه يعني !
رجعت غزلان وهي تاخذ الفساتين وتسفطهم بعنايه: كان قلت كذا من أول وش بلاك تاكل نص الحكي!
مد فيصل يده وهو يغطي عيونه بشماغه: بالله لحد ينقد يكفي ضيق صدري
عقدت العنود حواجبها بأستغراب: وش صار معك ؟ خويك ذاك نفسه ؟
نزل فيصل شماغه والتفت لها بأستغراب: وش دراك!
ضحكت العنود بسخريه: عندك موضوع غيره؟ ما عمرك تحلطمت من أخوياك كثره
عدل فيصل جلسته وينبره شاكيه: يخي عجزت أفهم وش براس هالبليه! ساعه يضحك يا حلوه وعشر ساعات تتعوذ منه! اليوم فقدته فديوان الشيخ رعد ورحت ادوره والقاه جاي من اقصى الحوش ويكلمني بدون نفس وليا جا ولد عمه ضحك له واستبشر وجهه!
أنت تقرأ
" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"
Lãng mạn⭕ مختومه في طور التعديل⭕ في حقبه زمنيه قديمه وفي شمال السعودية عام ١٩٧٠ إلى عام ۱۹۸۹ تحديداً، وقت البساطه والتواضع والروح الخفيفه، الوقت الي كان الراديو انيسهم والفانوس نورهم في لياليهم وخيولهم وحميرهم هي وسائل تنقلهم تجمع بين أب ظالم وهمجي يتكلم...