دخل فهد على أخته أم ليث بتوتر وخوف منها : أبو ليث بالمجلس ومعه كم واحد يبيتي ترجعين معه
رفعت أم ليث رأسها وهي تشوف رحمه قدامها تترجاها ما توافق : وش شورك انت؟
حك فهد قفا راسه ونطق: انا رأيي انتس ترجعين مو معقوله فوق الأسبوع وانتي برا البيت الناس وش بتقول عنتس!
تقدمت رحمه وهي تترجا أمها: تكفين يمه وش علينا من كلام الناس!! وليث ما ندري وين أرضه من سماه
عقدت أم ليث حواجبها بحده: وش الي ما ندري وين أرضه!! سمعتي ابوك المره الي فاتت قال انه سافر عند عمانه
لف عليهم خلف الي كان منسدح بحضن جدته: وانتي تصدقينه؟ خف عقلتس يمه
ضربته جدته بخفه على راسه وهي تأنبه: عيب يا ولد امك ما تقول عنها كذا
زمت أم ليث شفايفه ورفعت طرحتها: بروح اتفاهم معه ويصير خير
دخلت أم ليث المجلس والطرحه على راسها وأبو ليث بطرف المجلس وجنبه أبو خليل وأبو كنان
أبو ليث: ها وش قلتي! لمي عفشتس وعيالتس
أم ليث : اوعدني أول قدام اخوي والرجال الي جبتهم..
قاطعها ابو خليل : شدعوه يا مره!! ارجعي بيت زوجتس بلا شروط عيب عليتس
أبو كنان : الكل يقول عنتي العاقله وما تطلع منتس هالحركات وش فيتس استخفيتي!؟
رفع أبو ليث يده وضرب فخذ أبو كنان عشان يسكت وينتبه على كلامه : الدنيا عيد وما ودنا المشكله تكبر اكثر
رصت أم ليث على اسنانها بغيض: وين ولدي ليث!
ابو ليث: قلت لك عند عمه بالرياض راح مندون ما يعطيني خبر حتى
أم ليث : وانت وش دراك انه عند عمه وهو ما كلمك!
أبتسم أبو ليث وهو يدور اقرب مخرج : اخوي ارسل مرسول انه عنده تعالي البيت واريتس اياه
ما قتنعت أم ليث بكلامه وتنهدت: برجع بشرط ما تلمس عيالي!
أبو ليث : عيالك لك انتي بس لمي عفشك وامشي
دخلت أم ليث تحت بكاء رحمه ألي كانت رافضه تماما انها ترجع بس مو بيدها تسوي شي وخلف ألي تخبى تحت ذراع جدته لعل وعسى تنساه أمه وتمشي
....
تجمعوا رجال الديرتين في بيت الشيخ رعد بحكم أن العيد الي فات كان في ديرة الشيخ حمد وبدأوا الرجال يرحبون بمحمد ويسلمون عليه ويهنوه بالعيد بحكم أنهم ما يشوفونه إلى وقت المناسبات ، جلس محمد جنب أخوه رعد ونطق بهمس: وينه ثنيان مو مبين!
الشيخ رعد بنفس النبره: الله اعلم وين راح هالمره انا ماعد صرت اتدخل فيه
محمد: ولو! اخوك الصغير وانت مسؤول عنه ولزوم تنصحه
الشيخ رعد: وش صغير انت بعد!! كبر جدي ذا وش باقي انصح فيه إذا أنت شايف منه رجا جرب انصحه انا غاسل يدي
مسح محمد لحيته بعتب: انت الي معه وجنبه !
الشيخ رعد: تكفى يابو راشد اليوم عيد خلنا حبايب وبعدين نتفاهم عالوضع
ألتفت محمد على صوت الباب الي انفتح ويدخل منه ثنيان وأبو خليل ويتخطون الرجال يجلسون جنبه قرب منه محمد وهمس: وين كنت؟ الناس من الصبح تسأل عنك!
ثنيان بنفس النبره: وين أروح يعني مو بزر عندك ترا !
عدل محمد جلسته : بعدين نتفاهم
أبو خليل: وش بلاه اخوك من اول ما دخلنا وهو معقد حواجبه ومبوز ؟
ثنيان: معليك منه بعض الكلام لا انقال يفقع الكبد
تجاهلهم محمد الي كان يسمع الي يقولونه وألتفت على الرجال وهو يسلم عليهم
وقف راشد من بين الرجال وطلع يشوف عيال الحاره وين متجمعين
..
عند العيال ألي جمعوا الأضاحي فالوادي بعيد عن الحاره وحدو السكاكين وشمروا اكمامهم ورفعوا ملابسهم عن الأرض عشان يبدأو شغلهم
مد أويس السكين تجاه الأضحيه: المفروض كنت بدال هذي نتلحم فيك
وسع خليل عيونه : نزل السكين يا وغد تلعنك الملائكه! " ألتفت عالعيال" اشهدوو يا عيال شوفي مين يتحرش!
وليد : ما قال شي طيب! وهو صادق
كتم مازن ضحكته : اوففف عاد لو كنت مدفون بعد يالبيه
ضحكوا العيال بقوه على وجه خليل الي وسع عيونه بصدمه
صفق وليد بقوه عشان يلفت الأنتباه : يالله يالله خلصنا ضحك خلونا ننجز
عدل أيهم وقفته : والله اني اشتقت لليث وكلامه الي ما يخلص
بلع مازن ريقه : ما عليك بيرجع كلها فتره ويطفش
ضيق فيصل عيونه على مازن: قلت انه عند خواله؟ " هز مازن راسه بإيجاب وكمل كلامه" ليه ما رجع مع أمه واخوانه اليوم مع ابوهم!؟
وسع مازن عيونه بدهشه : رجعت امه!!
هز فيصل راسه بتعجب وكمل مازن وهو مبتسم : واضح عجبه المكان هناك
قاطعهم هزاع الي قرب من أويس وهو يمسك الأضحيه : خلك مع السكين وانا بمسكها لك
لفو العيال عليهم وراحوا لهم يساعدوهم ، تنهد مازن براحه وقرب منهم يشاركهم الشغل
جلست كنان على صخره تطل عليهم من فوق وهي تنتف طرف شفتها مندون شعور وانظارها على عبيد ألي كان مو مخلي أحد في حاله وينغز كل واحد يمر من جنبه ، نزلت يدها أول ما حست بألم ومسحت الدم ألي طلع على طرف شفتها ووقفت وهمست: والله ما اخليك يا كلبب والله أن ما رديتها لك ما اكون كنان
لفت عنهم ومشت طريق البيت وهي ناويه نيه قشرى فعبيد وأخوه ، لمحت ملاذ ألي كانت واقفه ولابسه روب هي والبنات ويتجهزون لالذبيحه ضربت كنان الباب بخفه وجتها ملاذ من ورا الباب: مين ورا الباب!؟
أبتسمت كنان وهمست : أنا كنان جنبتس احد؟
فتحت ملاذ الباب اكثر وميلت راسها : هلا كنان لا مافي احد
كنان : تعالي السطح انتظرتس هناك انتبهي لحد يدري!" مدت اصبعها على ملاذ وهي تأكد" بس انتي فاهمه!
هزت ملاذ راسها وراحت بسرعه تتعذر للبنات وتهج السطح بدون ما ينتبهون لها
تنهدت كنان براحه أول ما شافت ملاذ طالعه وعلى راسها طرحتها : وش عندتس
جلست كنان ونطقت: أبي منتس خدمه
عقدت ملاذ حواجبها : ايه!؟
كنان : عبيد وأخوه قصوا ظفاير آسر ونتفوا الورد
وسعت ملاذ عيونها وجلست جنب كنان ونطقت بحده: هالكلببب الخسيس متى سوا سواته!
كنان: أمس والكل نايم
بردت ملامح ملاذ وهي تتذكر الي صار امس فالأسطبل : متأكده أنه عبيد وأخوه ؟
نطقت كنان بصوت كله قهر: أي متأكده نفس اسمي أمس واحد من العيال تضارب معه بسبتي ومن زمان يدور فرصه يكسرني فيها
ملاذ: وش ودتس تسوين طيب؟
ابتسمت كنان : بقلب ليلهم نهار
رفعت ملاذ حواجبها بعدم فهم: وش تقصدين!
كنان : أبيتس تساعديني ومحد بيقدر يساعدني غيرتس
عضت ملاذ طرف شفتها بحيره لكن حزمة موقفها أول ما تذكرت ألي صار فالأسطبل : تمام قولي وش بتسوين
بدأت كنان تشرح بحماس لملاذ الي وسعت عيونها بدهشه من ألي تفكر فيه كنان
ملاذ: ما تخافين احد يقفطتس!
ابتسمت كنان بشوفة نفس: محد بيعرفني بتلثم بالشماغ
رفعت ملاذ كتوفها بأستسلام ورجعت همست: وش دوري بالموضوع طيب!
كنان : بس أبيك تتأكدين لي من الطريق الي بمشي فيه
تنهدت ملاذ : مدري احس الفكره مضروبه
نطقت كنان بضيق وعجز: وشش اسوي طيبب انا حلفت ما اخليه!!
ملاذ : اصبري لا تتهوري، خليني افكر شوي بعدها اعطيتس خبر
هزت كنان راسها بإيجاب ومشت عن ملاذ ونزلت بالخفاء ورجعت عند شباب الحاره
اذن العصر وتجمعو أهل الديار القريبه فالوادي عشان يحضرون فعالية الشباب والخيول لكن كانت الدهشه تكسي وجههم والهمس بدأ يزداد بين الحريم الي كانو جالسين على طرف الوادي يتفرجون للعيال
ميلت ملاذ راسها على مسك الي كانت جالسه جنبها : شوفي شلون قصوا شعر الخيول هالكلاب!!
عقدت مسك حواجبها : من الي سوا فيهم تسذا
لفت ملاذ عليها وتنهدت ورجعت نظرها على الخيول : ولا شي ركزي عليهم بس
كان دخول الشباب بخيولهم صدمه لكل الي كانوا حاضرين السباق
تقدمت كنان الصفوف وعيونها على عبيد وراشد الي كانوا مصدومه من المنظر الي قدامهم
همس راشد للي جالس جنبه بحده: قلت لك واحد بس قمت نتفتهم كلهم!!
وسع عبيد عيونه وبنكران: والله ماهي سواتي مدري وش بلاهم كلهم! أنا قصيت الأبيض بس!
راشد: انت ادرى بنفسك
عض عبيد شفته بقهر لأن الموضوع صار اكبر من الي كان يتوقعه
عدلت كنان شماغها والتفت على صوت فيصل الي تقدم جنبها عشان يساوي الصف: منت ناوي ترجع الشماغ!؟
عدلت كنان جلستها وهي تستعد لالسباق: بعد ما نخلص ذكرني ارجعها لك
ابتسم فيصل ورفع يده يأشر للعيال جنبه يساوون الصف ، رفع فيصل نظره على أطراف الوادي وهو يشوف البنات جالسين وهو يضيق عيونه يحاول يلمح كيانه فز على صوت الشيخ رعد الي رفع الميكروفون وهو يضرب فيه بخفه ونطق : ساوو الصف وتجهزوا بعد خمس دقايق بطلق بالجوا
ميل فيصل وهمس لكنان : ديرة خوالك حضروا؟
هزت كنان راسها بإيجاب: ايه المفروض انهم حاضرين
ابتسم فيصل بحماس وهو كل شوي يحاول يسرق النظر على البنات الي جالسين على طرف الوادي
اطلق الشيخ رعد وبدأ السباق تحت هتاف كل ديره تحاول تشجع عيال حارتها
تقدمت كنان وكلها ثقه انها بتاخذ الوسم كالعاده لفت على فيصل ألي كان يحاول يلحقها بكل قوته ، رجعت كنان انظارها بدهشه وهي تشوف آسر بدأ يخرج عن مساره بشكل غريب! حاولت تسحب اللجام لكن مافي فايده صرخت بقوى ما فيها وهي تحاول تثبت نفسها فوق ظهره ، هاج آسر بين الخيول وتحت أنظار أهل الديار كلها ، كان المشهد غريب وملفت ومرعب، دخلت كنان بين صفوف الرجال الجالسين وكل محاولاتها للسيطره فاشله، قرب منها فيصل وأويس وباقي العيال بسرعه يحاولون يمسكون آسر، مد فيصل يده لكنان ونطق بأعلى مافيه: مدد يدك لييي
مدت كنان يدها لفيصل الي تمسك فيها بقوه وهو يحاول يكون بمحاذاتها، بعدت كنان وهي تحاول تنط من على السرج لكن تفاجأت من حركة فيصل السريعه الي نط بسرعه على ظهر آسر وسحب اللجام من بين كفوف كنان وهو يحاول يسحبه بكل قوته، بدأ يحس آسر بالثقل الي على ظهره وسحب اللجام بدأ يأذيه ، وقف بشكل تدريجي لكن لازال هايج نزل فيصل وسحب كنان من على ظهر آسر الي فلت منهم وركض وسط الوادي
شدت كنان على كفوفها بألم وهي تتلفت حولها بصدمه من الي صار لها ! نزل أويس ووليد والعيال من على خيولهم وهزاع الي طلع من بين الناس وتقدموا لكنان وهم يحاولون يتطمنون عليها
قرب أويس وهو يمسح على كتفها : حصل خيررر حصل خير
شد فيصل على كتوفها عشان يثبت وقفتها، همست كنان بصوت مسموع وهي تلتفت على العيال وبصدمه: اكل تمر!!
تقدم هزاع لها : وش تقصد ؟!
بلعت كنان ريقها وعيونها تتنقل بينهم: أقول لكم اكل تمرر ! في احد عطاه تمر قبل ما نمشي للوادي مع الخيول!
ميل فيصل راسه وكأنه فهم وش تقصد : وين راح آسر الحين
عدلت كنان وقفتها وهي تنفظ ملابسها من التراب بعد ما طاحت: بيرجع لوحده خلوه يهدى بروحه
ألتفتت كنان على صوت أبوها الي تقدم وضمها بقوه وعيونه الي كانت مليانه قلق وخوف : الحمدلله يارببي يالله لك الحمدد
وقف شعر كنان واشمأزت منه نزلت راسها وهي تحاول تبعد عنه وبدأت تلتفت حولها تدور عبيد وراشد من بين الجالسين
،بعيد عنهم كان راشد يسحب عبيد من طرف ملابسه بقهر ودفه عالجدار بقوه ، رص على اسنانه ونطق بحده : وش سويت غير الي اتفقنا عليه! أنا وش قلت لك تسوي!
قوس عبيد حواجبه بخوف: وش سويت!! ما سويت شي غير الي قلت لي عنه !!
راشد : وش قلت لك تسوي غير الظفاير!
عبيد : قلت لي اعطيه كيس التمر بعد الغداء!
رفع راشد حواجبه وهو يسحب عبيد وهمس: انا قلت عطه كيس التمر؟!!
تأتأ عبيد بخوف وهو يحاول يفك يد عبيد: قـ قللتت حـ حبه ـه
هز راشد راسه بإيجاب: بالضبط قلت حبه وانت معطيه كيس!!
فك راشد كفه عن عبيد بعد ما دفه بقوه على الأرض وبدأ يحوس بخوف من جدية الموضوع
...
عند فيصل الي نفظ ثوبه وهو يحاول يعدل هندامه ويحوس قدام بنات الديار ، تنهد بضيق وهو يتلفت بينهم ولاهو قادر يشوفها بينهم ، عدلت العنود لثمتها وقربت من فيصل الي فز من مكانه بخوف وابتسم ولها يمثل البرائه: وش تسوي عندك! ما تشوف البنات جالسين هنا!
ارتبك فيصل وجلس عالأرض وهو يقلب الحجاره : ضيعت شي وقاعد ادوره
ضحكت العنود بسخريه وهي تسحبه من قفاه : وش تدور قول لي
عض طرف شفته ونطق بحيا: مو موجوده معكم؟
فهمت العنود قصده وهزت راسها بنفي : وش صار على كنان !
فيصل : ما جاه شي وحصانه هج الوادي
تقدمت غزلان بينهم: بيتكنسل كل شي الحين!
رفع فيصل كتوفه بمعنى مدري وراح عنهم بعد ما القى نظره اخيره لعله يلقى كيانه لكن خاب ضنه ورجع بين الشباب
رفع تميم ذراعه وهو يحاول يهدي النقاش الحاد والكلام الرايح والجاي : استهدوا بالله يا رجال هذي مكاتيب الله قولوا الحمدلله ماصار بالولد شي
تقدم مازن : يا عمي في واحد ورا ذي السواه شوف شعر الخيول كيف صارت
عقد الشيخ رعد وباقي الرجال حواجبهم بعدم فهم ،
قرب وليد ووراه الخيول : شوف يا عمي يرضيك هالمنظر!؟
زم الشيخ رعد شفايفه بقهر وكمل فيصل عنه: الكل يدري انكم اتفقوا تسوون تصويت على مظاهر الخيول واليوم قمنا وخيولنا كذا! وسكتنا وبلعناها فقلوبنا لكن ما نرضى الموضوع يتمادى لهالدرجه!
وسع خليل عيونه وقرب من أيهم وهمس: هالكذوب هو الي قص شعرها!
رفع أيهم كفه وقرص ظهر خليل عشان يسكت
لفت كنان على عمها وعيونها غرقانه ومحاولات منها عشان تحبسها: شوفت عينك يا عمي نبي حقنا عن المنظر الي تشوفه وانا ما بسكت عن الي سووه بآسر وانت تدري بغلاته عندي!
مسح الشيخ رعد دقنه بحيره وعيونه على الخيول وقرب من كنان وهو يشد على كتفها : أبشر بالي يرضيك وخلك رجال
شهق ثنيان وهو يبكي ويسحب كنان له : مالي دخلل بجيبه حي ولا ميت
قلب أبو خليل عيونه : ليه تكبرون الموضوع لهالدرجه بالنسبه لشعر الخيول انا معكم حتى خيل ولدي ما سلم منهم لكن بالنسبه لآسر يمكن تركه يدوج وأكل له شي خلاه يجمح عليه
عقدت كنان حواجبها : أنا ربيت آسر ولا قد صار معه كذا ليه هالمره بخليه يدوج!!
عض خليل شفته بفشله وهو يحاول يسحب أبوه وبهمس: يبه لا تدخل خلنا برا الموضوع
لف أبو خليل بحده: وش الي برا الموضوع!! ما قلت شي غلط والكل يتكلم وقفت علي انا!!
تنهد الشيخ رعد وتقدم بينهم : خلاص يكفي قفلوا الموضوع هنا وانا بتفاهم مع الشباب اليوم عيد وما يسوى يروح هاليوم بين الزعل والعتب خلونا نكمل وبعدها يصير خير
تفرقو الناس وكل واحد رجع مكانه وصوت همسهم واضح لمسامع العيال لفت كنان على الشباب بحزن ورجعت نظرها على هزاع: والله اني داريه من سوا هالسواه!
زم هزاع شفايفه وهو فاهم وش تقصد وهز راسه: وش ودك نسوي طيب " مد يده وهو يسحب العيال "وكلنا مع بعض نرد حقكم " سكت شوي وكمل كلامه" تقصد عبيد وراشد صح؟
نزلت كنان عيونها بضيق من طاريه وخجل من هزاع ، تقدم منهم أويس وهو يسحب كنان من ذراعها : امش قدامي خلاص دام آسر مو موجود خلك جنب أبوك وأبوي وبعدها نتفاهم
قرب فيصل من أويس بعد ما سحبو خيولهم ورجعوا للميدان وهمس: كنت خله يقول الي فخاطره ما ينلام واضح مستقعدين له من امس !
تنهد أويس وبنفس النبره: ادريي مو جديده علي لكن مابي هزاع يزعل او تحز بخاطره بعدين نتفاهم مع كنان
هز فيصل راسه بإيجاب وكمل طريقه
لفت كنان يمين ويسار تتأكد أن الأنظار مو عليها وسحبت نفسها بهدوء ومشت تجاه البيت ، دخلت الغرفه وبدأت تفتش بخزنة أمها وطلعت لثمه وطرحه وثوب طويل أحمر ، سفطتهم بسرعه ودخلت الأسطبل وغيرت ملابسها وعدلت لثمتها وطرحتها وطلعت وجسمها كله يرجف من الخوف الي تملكها لحد يشوفها وهي بهذا المنظر وطالعه من بيتها ، وقفت جنب سور بيت الشيخ رعد وبدأت تجمع الحصا من على الأرض وترميه على سطح البيت
فالجهه الثانيه عند ملاذ ألي تركت البنات ورجعت البيت ترتاح بعد كرف العيد، فزت بخوف من صوت الحصى على سطح البيت وسحبت طرحتها وميلت راسها من الباب ، تقدمت كنان بسرعه ودفت ملاذ ودخلت وجسمها كله ينتفض
وسعت ملاذ عيونها بصدمه: من انت..!! " عقدت حواجبه أول ما عرفتها ونزلت نبرتها الحاده "وش تسوين هنا! وش لابسه!
مسكت كنان على صدرها وهي تحاول تاخذ نفس: والله ما اخليهم هالمره!! قلتي بتفكرين بس شكلتس مطوله!
عقدت ملاذ حواجبها : منجدتس ناويه تروحين تجلدينهم الحين وبهالملابس!!
كنان :اسمعي سوي الي قلت لتس عليه بعدها نتفاهم!! إذا صار لتس شي حطيها بوجهي
ملاذ: وش بوجهتس انتي لو شافوتس بهالمنظر بتروحين فيها قبلي
تنهدت كنان بضيق وقربت من ملاذ ومسكتها من كتوفها: أسمعي ما بكون لوحدي!
احتدت عيون ملاذ بخوف من افكار كنان ألي عاجزه تستوعبها: وش عندتس بعد!
ابتسمت كنان وهي تأشر لملاذ تلحقها : الحقيني وبتشوفين
قلبت ملاذ عيونها بضيق ومشت ورا كنان ، تقدمت كنان من مجموعة اطفال يلعبون في نص الحاره وسحبت اكبرهم لها وجلست عشان تكون بمستواه
ابتسمت كنان ونطقت : أنت اقوى واحد صح؟
رفع الولد حواجبه بفخر وهز راسه بإيجاب كملت كنان وهي تأشر عالأطفال الي تجمعوا حولها : وانت كلكم اقوياء وتهزموا الأشرار
اشتدوا الأطفال بحماس واختطلت اقوالهم بين" انا اقتلهم كلهم ، أنا اقوى واحد فيهم ، هم يخافو مني "
همست كنان عشان توهم الأطفال بجدية الموضوع : في اثنين اشرار رح يمشوا من هنا " وأشرت على مدخل الحاره " لما تشوفوهم ارموا عليهم الحجاره بقوه وإذا لحقوكم اهربوا وقولوا بصوت عالي "طحنون ومطحن ندفنهم بالمدفن"
شهقوا الأطفال بحماس وانتشروا يجمعون الحجار ويدورون مكان يتخبون فيه من الشرير الي بيدخل على الحاره
وقفت كنان والتفت على ملاذ : الحين دوري
شدت ملاذ طرف طرحت كنان: وانا وش وضعي!
كنان : انتي اطلعي سطح البيت وتفرجي الي بيصير
مشت كنان عن ملاذ وتركت ملاذ في حيرتها
قربت كنان من عبيد وراشد الي كانوا جالسين بعيد عن الوادي يفكرون بحل للمصيبه الي صاروا فيها ، رفعت طرحتها عشان تغطي عيونها وتمثل الحيا منهم وبصوت كله غنج : انتو عيال محمد اخو الشيخ رعد؟
عدل راشد وقفته وابتسم وعلومه ضايعه: يا هلا وسهلا ايه آمري
تقدم عبيد الي ما سلم من غنجها بعد: سمي آمري
مد راشد كوعه وضرب ذراع عبيد ويخزه بنظراته ، ابتسمت كنان وكملت : اخوي يدوركم طول اليوم فالحارة ما يدري انكم قاعدين هنا
وسع راشد عيونه مسوي فاهم: وش يبي فينا! من هو اخوتس؟
رفعت كنان حواجبها بغباء: موجود داخل الحاره اكيد أول ما تشوفنه بتعرفونه " أبتسمت وهي تمشي عنهم" انا بمشي عن اذنكم
لف عبيد على راشد بحماس: يا ويلل حالييي يا رويشدد!
التفت راشد وهو يمسك شفايف عبيد وسحبها بقوه وبهمس: اسسكتت فضحتنا
بلع عبيد ريقه ولحق راشد الي راح مسرع داخل عالحاره
...
عند العيال وسط الميدان وكل واحد يحك راسه ويتجنب يحط انظاره على والباقي ، نط خليل من بينهم: احسن ولا واحد فيكم فاز لأن نيتكم زي وجيهكم
عقد أيهم حواجبه: وش فيها نيتي! بعدين من حقي اطمح للعاليي
خليل: قبل كنت اسكت لأنك عريس الحين خلاص خلصنا زيك زي البهايم الي جنبك
مازن: شلون تبيهم يفوزون وهذا الدلخ بغى يتل راسي بالقوس!!" ورفع يده وأشر على أويس ألي كان جالس مو داري عن سواليفهم من التعب"
عقد أويس حواجبه أول ما سمعه ووقف: متى صار ذا!! " رفع اصبعه وهو يأشر على فيصل" هذا الي بغى يطيرني من على الخيل صدق !
تقدم لهم وليد وبيده وسم الفايز بالسباق، رفع حواجبه بفخر وهو يحطه على كتفه: افتحوا عيونكم زين وانتوا تشوفونه
هز أويس راسه: صدق لا قالوا حديث نعمه وهذا هو قدامكم
ضحك هزاع وهو يضرب كتف اويس: هذا حديث فوز مو نعمه الي يشوفه يحسب انه اصغركم
تجاهلهم وليد وقعد يتمشى بينهم ويحط الوسم بين عيونهم يتفاخر بإنجازه وفوزه الاول ويمكن الأخير ..
لف فيصل راسه حول المكان وهو يدور كنان جنب الرجال ولا شافه ترك العيال ومشى وهو مضيق عيونه يحاول يلمحها من بين الجالسين لكن ماكان لها أثر والقلق بدأ يشغله بحكم ان راشد وعبيد مختفيين بعد! مشى فالوادي والميدان لعل وعسى يلمحه لف تجاه الحاره وهو يمشي بخطوات سريعه وعيونه تدور يمين ويسار!
..
رفعت كنان يدها لملاذ الي كانت جالسه فوق السطح تراقب ألي يصير بصمت وأشرت لها أن عبيد وراشد بيدخلوا الحاره ، مشت كنان بسرعه وبخطوات كبيره عشان توصل طرف الديره من الجهه الثانيه وتغير طريقها المعتداد، وكلها حماس تشوف خطتها تتنفذ تحت عينها
تجمعوا الأولاد كلهم على راشد وعبيد الي دخلوا الحاره بكل كبر وشوفة نفس وصاروا يرمونهم بالحجاره والي بيدهم نبال " الخشب الي يربطون فيه مطاط ويرمون فيه الحجار " يقنصون عليهم من بعيد
مسك راشد جبهته بألم وهو يتحسس مكان الفلقه الي جته ألتفت عبيد وبحده : يا عيال الكلبببب
دخل فيصل الحاره بسرعه وهو يسمع اصوات اطفال يصرخون بصوت عالي، عدل شماغه بسرعه وهو يركض تجاه الصوت بخوف عالأطفال لكن تفاجأ من المنظر الي قدامه، كان منظر راشد وعبيد مأساوي وهم يحاولون ينحاشون من الأطفال لكن مافي أمل
أبتسم ورفع حجر من الأرض ورماها بأقوى مافيه وتخبى ورا الجدار الي كان بينه وبينهم، رفع عبيد كفه وهو يحطه على فمه بعد ما جت الضربه على سنونه ، نزلوا الأطفال الحجاره أول ما شافو الدم على رأس راشد وفم عبيد وبدأو يركضون وسط الحاره وهم يغنون الأغنيه الي وصتهم فيها كنان
" طحنون ومطحن ندفنهم بالمدفن "
عقد فيصل حواجبه مستغرب من الكلمات وليه الأطفال سوو هالسوات ، ضرب كفوفه ببعض وهو ينفض الغبار منها وأبتسم وهو يتمتم " قلت له لو تطاول اخليه ينسى أن معه سنون لكن يحسبني استهبل معه" وكمل طريقه وهو يدور كنان الي مالها حس ولا لها أثر
..
طلعت كنان درج السطح بسرعه وجلست جنب ملاذ وهي تجر أنفاسها بقوه ومدت يدها مسكت طرف ملابس ملاذ: شفتي الي صار
جلست ملاذ بمستوى كنان بحده: وش بيصير الحين!! لو سمحتي لا تورطيني بالموضوع
رفعت كنان راسها وحطت عينها بعين ملاذ: أبيتس تشهدين عن الي صار
ميلت ملاذ راسها بعدم فهم : اشهد على وش بالضبط!! " رفعت اصبعها وهي تأشر على الأرض" اشهد على الي صار هنا!
كنان : بس إذا رموها على احد قولي لهم هم تحرشوا الأطفال
مسكت ملاذ راسها بصداع: انا وش علاقتي! انا مو مستفيده شي تصرفي لوحدتس
كنان : طلبتتس بس اشهدي معي وقولي انتس كنتي على السطح وشفتي الي صار وخلاص
تنهدت ملاذ بضيق وعيونها على كنان ألي كانت بنظر ملاذ طايشه وما استغربت من تصرفها بحكم انها عاشت بين العيال
مسكت ملاذ طرف طرحتها وهي تعدلها وتلتفت على كنان : وملابستس ذي متى بتغيريها؟
مشت كنان عنها وهي طلعه :بروح الأسطبل ملابسي هناك
هزت ملاذ راسها بإيجاب وهي تطلع معها من البيت وتروح للبنات فالوادي بعد الي صار معها
قربت كنان من بيتها ودخلت الأسطبل وغيرت ملابسها
فزت بخوف وطاحت على ظهرها اول ما شافت فيصل داخل عليها الأسطبل بحده : وينك من اليوم ادور عليك
انلجم لسان كنان من الخوف الي جاها اول ما دخل وهي تمسك ظهرها بألم وتسحب الملابس وتدخلهم تحت حشيش الأسطبل اليابسه، تنهد فيصل ودخل الأسطبل : ما خليت احد ما سألته عنك وانت ضايع هنا!
قرب منها وهو يحاول يسحب الي تحاول تخبيه تحتها : وش ذا!!
سحبته كنان بسرعه وهي تصفطه بشكل عشوائي وبدأت تمسح فيه باب الأسطبل : وش بيكون يعني اخذته من البيت عشان انظف الأسطبل
هز فيصل راسه بتفهم وشبك يدينه ورا ظهره وهو طالع: يالله وراي واضح اليوم بتصير سالفه كبيره
عضت شفتها بأستغباء : وش صار
كانت كنان متأكده وكلها ثقه أن فيصل شاف الي صار بعيال عمها دام انه واقف قدامها الحين!
طلعت وراه من الأسطبل ورمت الثوب الأحمر بقوه لزاوية الأسطبل ولفت قدامها وعيونها تدور بالحاره تشوف أثر الجريمه الي سوتها
..
تجمعوا رجال الحاره في ديوان الشيخ رعد عشان يتناقشون مع رجال الحاره وشبابها عن الشي الي صار بخيولهم
عدل الشيخ رعد جلسته وهو يوجه سؤاله للعيال: الحين وش صار بالضبط
دخلت كنان وفيصل المجلس وجلسوا وهم يسمعون أويس يتكلم : صحينا الفجر على المنظر الي شفته ولا حبينا ندخل بمشاكل والدنيا عيد والناس مو ناقصه نكد وسكتنا لكن بعد الي صار مع كنان اشوف الموضوع ما ينسكت عنه
لف الشيخ رعد على كنان : وين كنت يوم تقول ان خيلك اكل تمر !
وسعت كنان عيونها : ما قلت انه أكل يا عمي!! انا قلت ان تصرفاته نفس الخيل يوم يوكلونه تمر! وانا ما تركته اليوم إلا وقت الغداء بعدها رحنا الميدان فالوادي!
وليد: يا شيخ رعد الكل يدري ان في مسابقه عشان كذا زينا خيالنا طول الليل
عدل فيصل جلسته ونطق: أنا أشوف أن الموضوع لازم ينحل قبل ما...
قاطع كلام فيصل دخول عبيد وراشد والي كانوا غرقانين بدمهم وقف محمد بخوف من منظر عياله المرعب، تقدم راشد عند الشيخ رعد وأخوه وراه وبحده: يرضيكك يا عمي يصير فينا كذا!!
التفت الشيخ رعد بصدمه على عبيد الي كان واقف وراه ويغطي فمه بألم : وش بلاكم انتوا بعد !!
لف أويس على صوت الباب وهو يدق بقوه وقام مسرع يشوف وبهمس: وش تبين الحين محد ناقصتس انتي الثانيه
عدلت ملاذ طرحتها وهي تحاول تسرق النظر داخل الديوان: جيت اشهد واروح
عقد أويس حواجبه بعدم فهم: وش تشهدين به!
ملاذ : ياخي وانت شدخلك قول لأبوي يجيني وانا بتفاهم معه
قلب أويس عيونه ويدخل الديوان ويهمس لأبوه فأذنه ،طلع الشيخ رعد ووقف قدام ملاذ : وش عندتس يا بنتي ما تشوفين الدنيا قايمه وقاعده داخل؟
بلعت ملاذ ريقها وهي تلمح كنان الي كانت جالسه في طرف الديوان بعيد عن العيال : يبه جيت اشهد على الي صار بعيال عمي محمد والخيول
وسع الشيخ رعد عيونه ولف عالباب وقفله وهو يلتفت على ملاذ بجديه: وش شهدتي!....
____________________________
قراءة ممتعه للجميع اتمنى تسعدوني بكومنت لطيف ونجمه بجمالكم💕
أنت تقرأ
" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"
Romance⭕ مختومه في طور التعديل⭕ في حقبه زمنيه قديمه وفي شمال السعودية عام ١٩٧٠ إلى عام ۱۹۸۹ تحديداً، وقت البساطه والتواضع والروح الخفيفه، الوقت الي كان الراديو انيسهم والفانوس نورهم في لياليهم وخيولهم وحميرهم هي وسائل تنقلهم تجمع بين أب ظالم وهمجي يتكلم...