البارت السادس والثلاثون

1.6K 125 20
                                    

دخل ليث البيت بحرج كاسي وجهه وهو يحاول يخبي الكيس الي بيده ورا ظهره قبل لا تطيح عيون اخته عليها، رفعت رحمه حاجبها بأستغراب بعد ما لاحظت مشيته الغبيه والي كانت واضحة للأعمى انه يحاول يخبي شي وراه منها، نزلت المقص من يدها بعد ما كانت تقص اطراف الريحان المرصوص حول الحوش وننطقت: وش خايف منه داخل كأنك سارق شي!
رفع ليث حاجبه ونطق بانفعال بعد ما تجاهل سؤالها: وش تسوين عندك!! الجو غيام ادخلي داخل لا ينزل المطر عليك وتمرضين!
ضحكت رحمه بسخريه وقربت منه وهمست بأستفزاز: وش اشتريت للحب هاه؟
ارتبك ليث من حركتها بعد ما فشل انه يدخل بدون محد يكشفه: وش تقولين!! ما اشتريت شي ادخلي يالله!
رفعت رحمه حاجبها بتعجب ونطقت بعد ما فهمت سبب حركته: لا تخاف ما بقول ليه ما جبت لي خذ راحتك!
اعتدل ليث بوقفته وقرب منها ونطق بعد ما حس بالذنب: لا والله ما اقصد كذا بس فلوسي ما كفت!
هزت رحمه راسها بتفهم وهي متجهه لغرفتها: شدعوه ما بيننا!! وتوك مشتري لي قبل كم يوم ماني بمشفوحه لهالدرجه!
ابتسم ليث بعد ما حس براحه : والله انك تستاهلين كل شي بس اصبري علي نهاية الشهر
اكتفت رحمه انها تبادله الابتسامه وتدخل غرفتها، التفت ليث بربكه على باب غرفته اول ما طلعت له ظبيه ونطقت بأستغراب وعيونها على باب غرفة رحمه: وش فيها رحمه! زعلتها؟ اصواتكم كانت عاليه!
ابتسم ليث ومد يده يحاول يدخلها الغرفه: لا ما صار شي بس كنا نتكلم عن الريحان ودخلت غرفتها
اكتفت ظبيه انها تصدق الي قاله وما تغوص فالموضوع وهو ما يسوى، لفت الكيس انتباه ظبيه الي قامت تاخذه منه بفضول لكن كانت ردة فعل ليث اسرع وسحبه عنها ونطق بتوتر: اصبري وش بلاك مستعجله!
رفعت ظبيه حاجبها: لا والله ما استعجلت بس قلت اشيله عنك!
هز ليث راسه بتفهم ومد يده يحاول يجلسها: زين معليه بوريك بس تكفين جوعان لو في شي خفيف داخل
سرحت ظبيه بتفكير ونطقت بعد ثواني: ما اضن ان باقي شي من الغداء، ودك اسخن لك شي
هز ليث راسه بنفي واعتدل بجلسته: لا تسخنين شي جيبيلي تمر بس وكثر الله خيرك
رفعت ظبيه حاجبها بأستغراب من تصرفه وكأنه يحاول يطلعها من الغرفه بأي طريقه او يصرف انتباهه عنه!، اكتفت انها تهز راسها بتفهم وطلعت تسوي الي وده منها، ميل ليث راسه عشان يتأكد انها قفت عن الغرفه وبدأ يتلفت حوله عشان يفكر بخطه يفاجأها فيها، قام من مكانه بربكه يحاول يلمح أي شي ممكن يساعده ، توسعت عيونه اول ما لمح المسمار على جدار الغرفه ، دخل يده بسرعه داخل الكيس وعلق الي فيه عالجدار ورجع بخطواته للخلف عشان يتأكد من منظره قدام عيونه بهالشكل، حاوط دقنه بأصبعه السبابه وابهامه بتفكير شلون يزيد هذا الشي جمال! تقدم بعجل وبدأ يسحب المساند واللحافات الي كانت مرصوصه تحته وابتسم برضى بعد ما اقتنع بالشكل النهائي

التفت وراه بتوتر اول ما حس بخطوات ظبيه تجاه الغرفه وجلس بمحاذات الباب عشان يلفت انتباهها للمعلق عالجدار مو وجوده قدامها، دخلت ظبيه وبيدها صحن التمر وكاس ماي ونطقت بتعب: لي ساعه ادور التمر وعم...
وسعت عيونها بذهول للفستان الي كان متعلق قدامها، وزعت انظارها بسرعه على زوايا الغرفه تدور ليث الي كانت الابتسامه شاقه وجهه والتفتت عليه ونطقت: انت جبته وعلقته؟
هز ليث راسه بأيجاب ومد يده يأخذ منها صحن التمر وريح كفوف يده على كتفها وقدمها للفستان: ما عرفت وين احطه وما لقيت إلا هالمكان عشان تشوفينه اول ما تدخلين
قربت ظبيه من الفستان ومدت اطراف اصابعها بتردد وهي تتأمل تفاصيله وكمل ليث: جبته عشان تلبسينه إذا جا العرس، ادري فخاطرك واحد نفسه من زمان صح؟
ماحست ظبيه بالابتسامه الي ارتسمت على شفتها وهي تهز راسها بأيجاب: يجنن! بكم اخذته!
مد يده ونزل لها الفستان: وش عليك بسعره، جربيه عشان إذا ما طلع زين اخذ لك غيره او ادور مقاس اصغر
رفعت ظبيه حاجبها وهي تاخذ الفستان منه: لا والله مافيه شي وماله داعي !
استغرب ليث من ردت فعلها وهز راسه بتفهم: الي ودك فيه بس جربيه خليني اشوف شلون بيطلع عليك!
نزلت ظبيه انظارها على الفستان ونطقت وهي تحاول تصرف الموضوع: حلو حلو والله " رفعت راسها وأشرت عالتمر الي كان ورا ليث" التمر وراك
مد ليث يده وأخذ تمره من الصحن ونطق بأبتسامه: يالله جعله ملبوس العافيه، خبيه وفاجئي امي ورحمه فيه يوم العرس
رفعت ظبيه حواجبها ونطقت بعدم رضا: احس اني مقدر!
نزل ليث نص التمره من فمه ونطق بأستغراب: ليه! ما عجبك ولا وش! توك قايله حلو!
ظبيه: اقصد لو عندهم شي يلبسونه جديد كنت بفكر البسه قدامهم بس إذا كنت أنا الوحيده المتزينه وهم لا قويه في حقي يا ليث!
ضحك ليث على تفكيرها : شدعوه انا جايب لهم من قبل وانتي الوحيده الي ما جبتلك يومها! عشان كذا معزتك بيوم لوحدك
اخجلت ظبيه من كلامه واكتفت انها ترسم ابتسامه طفيفه على طرف شفتها تعلن فيها ودها له
.....
مر الاسبوع الأول والكل في حاله ومشغول في نفسه، في بيت الشيخ رعد، وقفت مسك قدام المجلس بعد ما تأكدت أن أمها لوحدها ونطق بتردد: يمه ودي اكلمك بشغله
التفتت عليها أصايل ونطقت بشك: إن كنتي بتقولين ذاك الكلام القديم لا تفتحين الموضوع من الحين!
رفعت مسك حاجبها واعدلت بوقفتها قدام الباب: أبوي قال لك وش كان بيني وبينه؟
التفتت اصايل على بنتها الصغيره الي بدأت تبكي وشالتها لحضنها: وموضوع زي هذا مارح اعرف عنه؟ لا تزعلي ابوك وتزعليني ويجيك غضب ربي
دخلت مسك المجلس وقفلت الباب وراها وكملت: بس يمه ا...
قاطعتها اصايل بحزم: بس وش!! الولد مو مقصر معك بشي وعمتك شايلتك فوق رمش عينها وتدلك وتداريك اكثر من بنتها! اليوم تاخذ اللحم من قدام ملاذ وتفتته لك وباقي مو عاجبك؟
بردت ملامح مسك ونطقت بصوت مخنوق: انا ما قلت ودي ارجع معكم لأن عمي وعمتي مسويين لي شي! بس مقدر اقعد هنا يمه تكفين!
هزت أصايل راسها بنفي وهي تهز بنتها بخفه على كتفها: من اول جالسين نضحك ولا فينا شي لا تضيقين خلقي بهالسالفه افهمي! إذا صار شي بينك وبين زوجك وقتها نفتح الموضوع وعمك موجود وينحل كل شي غير عن كذا اهتمي بزوجك واسمعي كلامه وأمورك بتصير طيبه إن شاء الله أهم شي تتركي العناد والراس اليابس وبتمشي أمورك
حست مسك بثقل في صدرها وكأن فرصتها الوحيده للرجعه بدأت تتلاشى بعد كلام أمها، بلعت ريقها بصعوبه ونطقت بصوت مليان رجفه: يمه الغلط مو مني وربي، سويت كل الي اقدر عليه بس هو الي ما رضى! والحين طابت نفسي
رفعت أصايل طرف حاجبها بعدم فهم: وش الغلط! مستحيل يصير شي بدون سبب! وليه ما رضى!
نزلت دمعه حاره على خد مسك ونطقت: أنا وأويس يمه ما ننفع لبعض والله! قعدتي فهالبيت عذابب
اعتدلت أصايل بجلستها بعد ما حست بجدية الموضوع ونطقت بحده: وش صار انطقي!!
شهقت مسك انفاسها بين دموعها الي اخذت لها مكان على خدها وبدأت تشرح لأمها كل الي صار لها من أول يوم طبت فيه هالبيت! كانت توقف بعد دقايق تاخذ نفس وتكمل كلامها بسرعه خايفه يقاطعها احد!
نزلت أصايل بنتها عالمفرش ورفعت انظارها لمسك ونطقت بعدم استيعاب: وش كنتي تسوين هنا طول هالشهور!
رفعت مسك كتوفها ومسحت دمعتها بطرف كمها: والله يمه كأني اخته فهالبيت!! وبعد سواته الأخيره انكسرت نفسي يمه مقدر اطالع في وجهه ولا احط عيني في عينه! صرت اشمأز ويوقف شعر جسمي اول ما اسمع صوته حولي! الحين يحاول يقرب مني بس مقدر!
كانت اصايل تسمع لبنتها ومكتفه بالصمت، بالأصح كانت عاجزه تلقى رد مناسب للكلام الي قاعده تسمعه او تستوعبه حتى!
سكتت مسك اول ما حست بباب المجلس يفتح ، رفعت كفتها ومسحت وجهها بعجل، دخل محمد وعيونه على مسك الي كانت مقابله الجدار تحاول تصد ابوها عنها وأصيل الي تجمدت ملامحها بعد الي سمعته من دقايق!
همس أصايل والتفتت على زوجها: اطلعي الحين خلي ابوك يرتاح شوي
رفع محمد حاجبه ونطق بأعتراض: لا لا خليك يا بنتي ما عليك من امك!
بلعت مسك ريقها بصعوبه : بطلع وانتوا خذوا راحتكم
التفت محمد لأصايل : وش بلاها وجهها مقلوب البنت؟ صار بينك وبينها شي؟
كانت اصايل سرحانه في نفسها وهي تفكر بالكلام الي قالته لها مسك قبل دقايق! شلون هالوضع مستمر طول هالوقت ومحد يدري!
فزت بخوف والتفتت وراها ونطقت بحده: وش فيك يا رجال!
رفع محمد حاجبه وهو ينسدح على المفرش بعد ما دغدغها بخفه: انتي الي وش بلاك من اول اكلمك ولا عطيتيني وجه!
تنهدت أصايل ونطقت بدون تفكير: يوم نرجع باخذ مسك معنا
فز محمد من مكانه واعتدل بجلسته ونطق بأستغراب: ليه؟
مدت اصايل يدها وسحبت شنطتها وبدأت تسفط ملابسها وترتبهم من جديد: الزواج هذا من بدايته خراب كان المفروض واحد فينا يوقف الثاني قبل لا يصير شي
عقد محمد حواجبه ونطق بحده: وش تهذرين انتي! الولد قال لي بنفسه انهم زي السمن عالعسل وش صار الحين!
التفتت اصايل له ونطقت بحزم: الولد قاعد يحاول يجيك على ما تتمنى وانت تعشمت للأسف! المهم انا برجعها معي وبعد ما نوصل هناك نتفاهم عالوضع واقول لك الي حصل
قرب محمد من أصايل ونطق بغضب: انتي مستوعبه ايش بيصير بعد هالحركه؟ البنت ما تزوجة ولد الجيران عشان نتصرف زي ما ودنا ! هذا اخوي مو واحد غريب عشان اسحب بنتي منه بهالطريقه!
رصت أصايل على اسنانه بعد ما بدأت بنتها تبكي بشكل هستيري بسبب نبرة صوت ابوها العاليه ونطقت بحده: يعني خلاص رفعنا القلم دام ان البنت متزوجه ولد اخوك؟ انا قلت الي عندي ومارح ادخل معك بنقاش اكبر من كذا
قامت أصايل من قدامه وشالت بنتها بين يديها وطلعت من المجلس ، رفع محمد حاجبه بعدم استيعاب وحيره بين انه يرضي اخوه ويحافظ على علاقته معه او ينصاع ويرضى بحكم زوجته ويصبر الين يرجع المدينه عشان يعرف السبب؟!!
عند أويس ألي طلع من المسجد وهزاع على يساره والعيال معه وقف قدامه عبيد وأشر له بطرف اصبعه يلحقه، اعتدل أويس بوقفته ورفع طرف حاجبه: عندك شي تكلم وش هالحركات!
انحرج عبيد قدام العيال وقرب من اويس وهمس: تعال بكلمك بموضوع!
ابتسم اويس بسخريه وهز راسه: ايه كذا الناس تسوي مو تأشر وكأنك تنادي وغد!
التفت اويس عالعيال وهو ماشي لعبيد: برجع البيت بعد ما اخلص منه لا تنتظروني
هزوا راسهم بتفهم وكمل اويس مشي ورا عبيد، وقف عبيد وبدأ يقلب انظاره يتأكد إذا كان احد حولهم أو لا والتفت على اويس ونطق: عندك خبر ليه وافقوا على فيصل وانا لا؟
عقد أويس حواجبه ونطق بدون فهم: وش تخثردز الحين! ما فهمت وش دخل فيصل ومن الي وافق ورفضك!
زفر عبيد انفاسه وقرب من أويس وقصر حسه: عمي رعد قال لي ان مالي نصيب وبعدها بكم يوم يقولون انخطبت!! ما تحس ان ولد عمها أولى فيها؟
ابتسم اويس بسخريه بعد ما استوعب وش يقصد ونطق بأستخفاف: انت مستوعب وش قاعد تقول؟ ما اضن انك كنت بتاخذها حتى لو كان عمي ثيان باقي على هالدنيا!
رفع عبيد طرف حاجبه: ليه وش ناقصني! شلون فكر يخطبها أصلا! لو فكرنا فالموضوع شوي انا الي المفروض اخذها لأني ولد عمها ومن بعد سالفتها الي صارت محد برضى يتزوجها من الأساس كويس اني فكرت استر عليها!
قاطعه أويس وهو يهز راسه بتأيد ساخر: صح عليك بس البنت مملكه يا الطيب وبعد اسبوع زواجها وش ودك اسوي يعني؟ اروح اقول لا اعترض البنت بياخذها ولد عمها لأن محد ساتر عليها إلا هو؟!
رفع عبيد حواجبه بغباء: ايه هذا الي المفروض يصير! إلا إذا كان بينها وبينه شي عشان كذا ما يبونها لغيره؟!
رفع عبيد كفه بدهشه على خده بعد الكف الي أكله من أويس والي نطق بحده: وجعع يوجعكك انت مستوعب على من تتكلم؟ هذا عرضك يالخسيس!
رفع عبيد نبرة صوته بعد ما اعتدل بوقفته وخده الي بدأ يحتقن بالدم: ما اسمح لك تمد يدك علي!!!
أبتسم أويس بسخريه وقرب منه ونطق بتهديد: يوهه تكفى خوفتني! " تلاشت الأبتسامه من وجهه وكمل بحده" أشوفك تطري أحد بسوء والله يا عبيد ثم والله لأقص لسانك وارميه للكلاب واسمْع فيك الي يسوى والي ما يسوى! احترم تُحترم فاهم؟
بعد أويس عن عبيد أول ما حس بجية العيال لهم بعد ما سمعوا اصواتهم الي تعالت فجأه، قرب منهم وليد الي كان يقلب نظره بينهم يحاول يفهم وش صار: سلامات وش معكم!
سحب أويس ذراعه من بين كفوف اخوياه ونطق بعدم اهتمام: ولا شي امشوا نشوف شغلنا
حسوا العيال ان الوضع كبير بينهم لكن اكتفوا بالصمت بعد ما شافوا رفضهم انهم يقولوا وش صار، تنهد أويس بعد ما تذكر شغله والتفت على العيال وهو ماشي: عن اذنكم برجع البيت عندي شغله
رفع خليل حاجبه وهز راسه: ايه صح انت قلت راجع للبيت من اول!
ابتسم أويس ونطق بسخريه: بعض الناس ينسونك نفسك من زود ثقل دمهم
عرفوا العيال من المقصود بالكلام والتفتوا على عبيد بفضول، رفع عبيد طرف حاجبه ونطق بحده: عمى بعيونكم وش بلاكم تناظرون!
ضحك مازن بسخريه وهز راسه بنفي: سلامتك انت الي متحسس بزياده!
تفرقوا العيال بعد ما قفى عنهم اويس وراح كل واحد فيهم يشوف وش عليه
....
في بيت الشيخ رعد صادفت ملاذ مسك وهي طالعه من المجلس وواضح عليها الرجفه وعيونها المنتفخه، تعودت ملاذ على منظرها هذا وما صار شي جديد او غريب عشان تسألها عن السبب في كل مره تشوفها بهالشكل لكن ما كانت تدري او حتى تتوقع ان مسك فتحت مع امها الموضوع بهالسرعه، قربت منها وهي تسحبها من ذراعها: وش تسوين عندك أويس لو يجينا الحين واحنا بهالمنظر بيتوطى فينا!
مسحت مسك وجهها بكفوف يدها: وش نجهز له ما فهمت!
وقفت ملاذ مكانها ونطقت بدهشه: شبلاك نسيتي ولا صاقعه راسك بشي! امشي البسي بنروح لكيان! انبح صوت عمتي ريم وهي تترجاني نقعد مع بنتها ونعلمها علوم الحريم قبل زواجها!
تذكرت مسك وهزت راسها بتفهم: يوهه والله اني نسيت! بس انا وانتي الي بنروح؟
رفعت ملاذ كتوفها بجهل: مدري، روحي البسي بسرعه ثواني وأويس هنا
هزت مسك راسها بتفهم ودخلت غرفتها والبست ملابسها بعجل
دخل أويس البيت وهو يتأمل كف يده وهمس في نفسه: أنا لو ضارب صبه يمكن أهون! هذا وش حاط في خده أعوذ بالله!
نزل كفه وبدأ يمسحه بثوبه وهو ينادي عالبنات، طلعت ملاذ وطرحتها على راسها بأهمال، رفع أويس حاجبه ونطق بحده: عدلي طرحتك وتعالي!
تنهدت ملاذ ولفت عنه وبدأت تعدلها بسرعه والتفتت على مسك الي طلعت من الغرفه ومتجهزه، طلعوا لأويس الي صار يقلب نظراته عليهم وكأنه يفحصون بدقه ويتأكد من سترهم، رفعت ملاذ حواجبها بأستغراب ونطقت: مو ناوي تتحرك!
زم شفته والتفت عنهم وبدأ يمشي قدامهم ، التفت على ملاذ ألي كانت واقفه وراه ونطقت بدون فهم وهي تتلفت حولها: مو ناوي تودينا بالسياره؟
هز أويس راسه بنفي: أبوي ماخذ السياره عنده كم مشوار، بعدين بيت جدي صالح قريب وشوله السياره والقروشه!
نطقت مسك بعدم رضا: الدنيا شمس لو عمي جاي قريب ننتظره وش ورانا!
قلب اويس انظاره بحيره شلون يرد عليها بطريقه تعجبها! تنهد بقلة حيله ونطق بوّد كان كفيل يوسع عيون ملاذ بدهشه من التغير العجيب: معليه بنمشي تحت الظل وابوي يمكن ما بيرجع إلا المغرب!
التفت ملاذ على مسك نطقت بهمس: لو يحلفون لي على المصحف ما اصدق انه أويس! وش المنقلب هذا!
دفتها مسك بطرف كوعها بخفه ونطقت بسخريه: الله يجبر قلبك فيه
التفت عليهم أويس : يا ليت تمدون الخطوه شوي عشان ما تحسون بالشمس!
ضحكت ملاذ بسخريه ونطقت بهمس مسموع متعمده تخليه يسمع: آمنت بالله انه ممسوس، وش حطيتي له؟ مشروب ولا رشيتي على عتبت الب....
قاطعتها مسك بعتب: سدي حلقك وأمشي الناس بتسمعنا! وانا اقول شبلاه صوت الفجر اليوم واطي ما دريت انك بالعه ميكرفون المسجد!
التفتوا البنات على اويس الي كان يحاول يكتم ضحكته بس عجز، اكتفت ملاذ انها تنفذ أمر مسك وتسكت الين يوصلون بيت الجد صالح.
وقفت كيان بتوتر والتفتت على امها: البنات تأخروا والدنيا بتظلم!
رفعت ريم حاجبها: ماشاء الله صرتي مهتمه؟ اجلسي وخليك راكده وتعلمي الرزانه من البنات!
زمت كيان شفتها ونطقت بحياء: وش قصدك يمه؟ ما همني ترا بس ما بقى شي!
هزت ريم راسها بتفهم: زين اجلسي شوي ويوصلون
جلست كيان وكملت ريم: ما بكون معك عشان اشوف شلون بتتصرفين لوحدك وأيش بتاخذي
رفعت كيان حاجبها : يمه! من الصباح وانتي ترميني بالكلام! انا مو رجوليه لهالدرجه او ما اعرف اتصرف مثل البنات! تدرين أني ما طلعت من البيت وجلست مع عيال الحاره إلا اخر سنتين وقبلها كنت محبوسه معك فالبيت! نسيتي شلون كانوا يقولون أول ما طلعت؟ اني ولد مايع ومتربي تحت يد حرمه وانتي تقولين استرجلي!
هزت ريم راسها بتفهم: زين الحين لاعاد تسترجلين!
قوست كيان حواجبها بيأس: عشان احب اطلع واشم هوا وامشي مع آسر صرت مسترجله؟
التفتت ريم عالباب وأشرت عليه: زين قومي الحين واضح انهم وصلوا
تنهدت كيان وقامت من مكانها متجه للباب وفتحت للبنات، وقفت ملاذ قدام الباب ونطقت بأبتسامه: كيف حالك يا عمه؟ ما بتجين معنا؟
هزت ريم راسها بنفي: لا يا بنتي ما فيني حيل شوي وتجيني أم محمد
عدلت كيان طرحتها بحماس وكملت ملاذ بعد ما وقفت جنبها مسك: أجل نشوفك على خير وبعد ما نرجع بتأكد أني ادخل واسلم عليك وعلى أم محمد مره ثانيه
ابتسمت لها ريم وهزت راسها بتفهم: الله يستر عليك يا بنتي، وانتبهوا على أنفسكم
هزت ملاذ راسها بتفهم وسحبت كيان من ذراعها وقفلت الباب وراها ، التفتت كيان على ملاذ ونطقت بهمس وحماس واضح: ناخذ آسر معنا؟
رفعت ملاذ حاجبها بعدم رضا: أقول امشي بس ناقصين هَم؟
هزت مسك راسها بأيجاب: خليه عشان نرجع بسرعه أخاف إذا اخذناه نطول وما اضن أويس بيرضى حتى!
كيان بأدراك: أحسب عمي رعد جانا ما دريت انه أويس! وبعدين بنمشي بالسياره طبيعي ما بنقدر ناخذه معنا مدري وين كان عقلي
ابتسمت ملاذ بسخريه: السياره مو موجوده يا روحي بنمشي مشي
رفعت كيان حاجبها ووقفت مكانها: مشي!! تكفين لا تقوليها! انا عروس شلون امشي مشي!
ضحكت مسك بسخريه: ايه عروس بس مو مشلوله! بالعكس الجو يا زينه! نشم هواء ونروق والمسافة مو طويله!
هزت كيان راسها بتفهم: ادري بس كان ودي اتدلع شوي
فزوا البنات على صوت أويس الي كان واقف ورا باب الحوش ونطق بصوت جهوري وكأنه ينبهم بوجوده ويذكرهم انه لازال ينتظرهم، عجلوا يا بنات!
زموا البنات شفايفهم ووسعوا الخطوه عشان يستغلوا الوقت بسرعه، بعد دقايق وكل وحده فيهم تصارع النفس وتحاول تاخذ الي تقدر عليه لجوفها بعد ما حسوا ببعد المسافه! نطقت كيان بصعوبه: هذا وجهي إن عاد أخذت بشوركم مره ثانيه!
كشرت مسك بملامحها وهي تسحب انفاسها بصعوبه: أقول اص كلنا نعاني!
رمت ملاذ نظراتها على أويس ألي كان يمشي قدامهم ولا باين عليه أثر الطريق ونطقت بضيق: قلنا له نبي السياره ما دريت انها مع ابوي ولا كنت اقنعتك نأجلها ليوم ثاني!
ابتسمت كيان بسخريه: أيه زين ومتى؟ بعد العرس؟
وقفوا البنات أماكنهم أول ما المحوا أويس تحرك من مكانه واتجه لواحد من أخوياه ويسلم عليه بحراره، لزقت كيان ورا ملاذ ونطقت بخجل: خليك مكانك!
اعتدل فيصل بوقفته وتوسعت ابتسامته بعد ما سلم على أويس: وش هالغيبه؟!
هز أويس راسه وهو يأشر له يسكت: أقول محد مغيب علينا غيرك، هذا كله وانت باقي ما اعرست اجل بعدها وش بتسوي!
رفع فيصل ذراعه وضرب كتفه بخفه: أقول لا يكثر، وين الوجهه؟ واضح انك مو جاي لوحدك!
أويس: أبد معي البنات بوديهم السوق
قلب فيصل عيونه اول ما فهم أن كيان من بينهم ووسع ابتسامته اكثر: معناها بتكون وحداني بينهم! حتى انا جاي مع خواتي امش خلنا نمشي سوا!
فهم أويس مقصد فيصل وريح كفه على كتفه وشدها بخفه: والعريس ما عنده شغل منا ولا منا!؟ يمكن خواتك يحتاجونك اكثر!
هز فيصل راسها بنفي بدون تفكير: أبد والله فاضي وراسي لي ما عندي ألي يشغلني! إذا خلصوا مشيت! ولا انت ما ودك اكون معك!
هز أويس راسه بنفي: لا والله ما عندي مشكله
التفت فيصل على غزلان والعنود والي كانوا لاهيين فالبسطات الي قدامهم وقرب لهم: البنات هنا روحوا لهم
رفعت غزلان حواجبها والتفتت حولها تدور، توسعت ابتسامتها اول ما لمحتهم وراحت لهم بدون تفكير والعنود وراها
رفعت مسك حاجبها أول ما مشى أويس وجنبه فيصل ونطقت بفضول: هذا وش جابه معنا!
التفتت كيان لها ونطقت بهمس: اي والله مترزز فكل زاويه باقي يلحقني في حلمي!
عقدت مسك حواجبها وهي تضن أن كيان كانت تكلمها: وش تهذرين ما سمعتك
ابتسمت كيان وهزت راسها بنفي: معليك معليك
توسعت عيون ملاذ اول ما لمحت غزلان والعنود جايين لهم وصاروا يسلمون عليهم بحراره
نطقت غزلان براحه: انا كذا ارتحت كنت شايله هم شلون اجهز اختي لوحدي!
ابتسمت كيان: اعتبريني اختك وساعديني
ضحكت غزلان ونطقت ملاذ: وانا مزهريه هنا؟ اجل ليه جايبتني معك!
قربت كيان من ملاذ وتمسكت بذراعها: ما اقدر اتخلا عنك لو يجيبون لي وزنك ذهب!
ضحكت العنود ونطقت بمزح: إذا جاك الذهب وقتها نشوف من بيمشي على كلامه
مشوا البنات ودخلوا السوق بعد ما انشقت انفسهم وبدأوا يدورون فالبسطات ويختارون الي يناسبهم إلا كيان الي كانت متقروشه وعاجزه تختار شي بنفسها بحكم وجود فيصل حولها والي زادها توتر وقلق انها ما تفهم لزينة البنات مره!
التفتت كيان وهمس لمسك: قولي لأويس يروحون شوي عنا، تكفين مو قادره اسوي خطوه!
التفتت مسك لملاذ : قولي لأخوك يبعد عنا شوي اقلقنا!
رفعت كيان حاجبها بعدم فهم: مو زوجك هو!
هزت مسك راسها بأيجاب: إلا !
أشرت لها كيان عليهم وكملت: اجل روحي كلميه ليه تكلمين ملاذ!
قوست ملاذ حواجبها بقلة حيله: حالة خاصه يا بنتي معليك بروح انا!
تنفست كيان براحه أول ما بعدوا عنهم العيال شوي وبدأت تاخذ راحتها وتشم العطور وتجرب الأكسسوارات
ابتسمت العنود ونطقت بهمس: لو كنت ادري انه مقروشك لهالدرجه كنت طردته من زمان!
نطقت كيان بخجل: لحد يسمعك ويصدق بس!

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن