البارت الثالث والعشرون

1.7K 59 5
                                    

أصبح الصبح على الديار وبدأو الناس يتجمعون في بيت الشيخ حمد قبل ما يروحون يشوفون أشغالهم، تنهد الشيخ حمد ونطق : يا جماعة الخير والله أنها مفسده! الموضوع مافيه إلا سفك لدم الشباب وعلى شي ما يسوى ! أذكروا الله وخلونا نفكر بحل أحسن منه!
انتفظ خال الحارث من مكانه: ياشيخ أنا بيتي مهدد بالهد! يهددوني بأهلي يا شيخ! نويت السلم من البدايه بس هم ألي ناويين الشر هنا!
تنحنح واحد من الجالسين: شوف يا شيخ! أنت تدري فيهم أكثر مننا! ومافي أحد سلم منهم ومن شرهم! خلنا عالأقل نكسر خشمهم عشان يتأدبون!
رفع الشيخ رعد حاجبه: أنت مستوعب وش قاعد تقول!! الطرف الثاني أكثر منا إذا ما كان عندك علم! ثاني شي! لهالدرجه مستخسر أرواح الشباب هنا؟
عدل أبو ليث جلسته: جهزوا متارسهم وناويين شر ! تبينا نقعد ونتفرج! عالأقل نسوي ألي علينا وندافع عن أنفسنا!
ضحك أبو خليل بسخريه والتفت على أبو ليث: عشان ما عندك أحد يوقف مع العيال فالمتارس مرتاح خاطرك
أجتمعت أصوات الجالسين ووقفوا مع خوال الحارث وأنهم عالأقل يجهزون متارسهم في حال اضطروا يدافعون عن نفسهم!
عدل الشيخ حمد جلسته وتنهد بقلة حيله: ألي تشوفونه ، وانا الله يقدرني على الصلح بينكم
انتفظوا الرجال من أماكنهم وطلعوا العيال من الديوان وبدأوا يجمعون اكياس التراب ويطلعونها عالجبال عشان يجهزون المتارس
التفت الشيخ رعد على أويس الجالس جنبه وهمس: قم أمش للمركز وقل لهم يجهزون الدعم في حال صار اطلاق نار منهم وأنت راجع مر عالبيت وشيك على عمك وخذ أمك وخواتك وزوجتك لبيت عمتك ريم وارجع هنا مثل الطير لا تسحب ارجولك سحب
هز أويس راسه بتفهم وقام للعيال ألي كانو واقفين قدامه ينتظرونه عشان يطلعون
تنهد أويس : عن أذنكم بسوي كم شغله وأرجع
أبتسم مازن ونزل شماغه من على كتفه : بتروح تطلع اهلك صح؟ حتى أنا باخذ أختي لبيت خالي تميم
هز أويس راسه بأيجاب: أيه باخذهم عند عمتي ريم ألين يفرجها ربي
فز فيصل من الطاري ألي سمعه والتفت على أويس ونطق بلا شعور: بتودي أهلك عند عمتك؟
رفع أويس حاجبه وهز راسه: ايه يا أبني
مشى فيصل عنهم وقرب من أبوه وهمس : يبه!
التفت تميم بأستغراب ونطق بنفس النبره: هم!
بلع فيصل ريقه بربكه ونطق: ليه ما ناخذ أمي وخواتي لبيت خالتي ريم نفس بيت خالي رعد؟
رفع تميم حاجبه: ليه نروح هناك وبيتنا بعيد عن المتارس! الشيخ رعد بيته قريب منهم عشان كذا أحسن لهم يطلعون من البيت احنا مو مضطرين!
رفع فيصل حاجبه: ما تخاف يهجمون علينا ويدخلون البيوت يبه! مو صعبه عليهم ترا!
عقد تميم حاجبه : صح أنهم العرق الخسيس بس ما يوصلون لهالدنائه عشان كذا بطل هرج وشوف وش يبون منك الرجال
تنهد فيصل بقلة حيله ورجع للعيال وهو يحاول يخفي خيبة الأمل ألي اجتاحته ، قرب من أويس ونطق وهو يمثل عدم الأهتمام: ودك أجي معك؟
هز أويس راسه بنفي: لا ماله داعي بروح أسوي كم شغله قبلها وأرجع بسرعه وانت روح شوف المتارس وساعد العيال دامك فاضي
تجمد فيصل مكانه بعد ما تقفلت بوجهه من كل مكان ، مشى ورا العيال وراحوا يساعدون أهل الديار

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن