البارت الثاني عشر

1.8K 60 4
                                    

في سوق الديار ، كل الناس طالعه تترزق الله ، الي يتاجر بالخضار والي يتاجر بالقماش والي يهتم بأخر أصدارات الأجهزه والتلفزيونات والراديوهات والي يهتم بالجرايد والأخبار ، كان مازن يمشي بين الدكاكين بكل جديه وهو يتلفت يمين ويسار يشوف مكان مناسب يقدر يشتغل فيه، التفت على صوت واحد من البياعين وهو يقول بنبره عاليه مسموعه: يا هلا ومسهلا ولد الشيخ حمد أخبارك
قرب من مازن وهو يسلم عليه بحراره ومازن يبادله بنفس التحيه وأبتسم له: يا هلا بالعم فياض اخبارك؟ احنا بخير ونعمه
أبتسم العم فياض وهو يرجع مكانه ورا البضاعه حقه: الحمدلله ياربي لك الحمد " مد يده وهو يأشر على بضاعته الي كانت عباره عن اكسسوارات وبخور ومسابح" شوفت عينك يا ولدي نترزق الله وانت وش تدور؟
دخل مازن كفوف يده بجيبه وهو يقرب من العم فياض: يا عمي ودي اشتغل فالسوق ولا دريت وين اروح
التفت العم فياض بجديه على مازن وهو يأشر له عالمحل الي قباله : رحت سألت راعي المحل ذا؟
رفع مازن حاجبه وهو يلتفت على المحل وهز راسه بنفي: لا يا عم توني وصلت السوق وصادفتك
طبطب على كتفه وأبتسم وهو يأشر له يقعد بمكانه ومشى تجاه المحل وهو ينادي بصوت مسموع: الحارث يا ولد
طلع الحارث من المحل وهو يبتسم للعم فياض: سم يا عمي أعذرني كنت ارتب المحل شوي بعد الزباين
بادله العم فياض وألتفت على مازن وهو يأشر عليه : شف هالولد يصير ولد الشيخ حمد الله يحفظه يدور شغل فالسوق ودليته عليك وش رايك؟ سمعت قبل يومين ان أبوك قال لك توظف احد معك فالمحل
التفت الحارث على مازن وهو يعدل وقفته ويبتسم له:أبد يا عمي على هالعين والراس الشيخ حمد ما عمره قصر معنا قول له يجيني
وسع العم فياض ابتسامته وهو يمشي تجاه مازن:قم يا ولدي روح المحل هذا الي قدامك بتلقى فيه من يوظفك
رفع مازن حواجبه بدهشه: بهالسرعه؟ كنت شايل هم وين اروح
طبطب العم فياض بخفه على كتفه وجلس بكرسيه: أبوك يا ولدي وقف مع اهل الديره كلها دايم نلقاه وقت الفرح ووقت الشده هو والشيخ رعد الله يطول بأعمارهم ويديم خيرهم علينا
أبتسم مازن بفخر وهو يسمع العم فياض يمدح ابوه و خاله وسلم عليه وراح تجاه محل ، التفت على الحارث أول ما دخل وهو يصافحه ويجلسه على أقرب كرسي وجلس قباله : كلمني عنك العم فياض واتشرف فيك والله
أبتسم مازن وهو يلتفت حول المحل ويشوف الأقمشة المعلقه والمطرزه من كل شكل ولون : حلو وش أقدر اساعدكم فيه
الحارث: هالفتره بحكم أن أبوي تعبان ولاهو قادر يوقف معي بالمحل بكون مضطر اغلب الوقت اروح وارجع البيت والي ابيه منك تمسك الخزنه والمحل وانا مو موجود وإذا رجعت نتعاون سوا
هز مازن راسه بإيجاب وهو يوقف ويتمغط أشاره أنه مستعد لأي زبون بيدخل الحين
....
نزلو العيال من بيت الشعر عشان يودعون موضي وأبنها سيف قبل ما يسافرون الرياض، قرب الشيخ رعد وهو يبوس راس موضي ويهمس لها بعتب: الله يصلحك يااختي ليتك قعدتي وخليتي ولدك وانا ادور له شغل فالسوق
طبطبت موضي على كتفه وهي تركب السياره: أولدي قال وده يشتغل هناك وانا ما ودي ارفض له طلب
زم الشيخ رعد شفايفه وهو يشوف اخته راكبه السياره وجنبها ولدها سيف، التفت على ثنيان ألي كان واقف ومتسند عالجدار : منت ناوي تسلم عليها قبل ما تروح؟
تنهد ثنيان بملل وهو يقرب من موضي ويسلم عليها : يالله نشوفكم على خير
عدل الشيخ رعد شماغه وهو يركب السياره ويلوح للعيال ويلتفت على أويس: الحلال لا أوصيك عشان ما يصير شي ما يعجب أحد
هز أويس راسه بإيجاب وهو يسحب كنان من كتوفها : أبد يبه لا توصي حريص انا والعيال بنروح بكره نشوفهم
عدل الشيخ رعد جلسته : أيه زين يالله يا كريم
مشى عنهم والأطفال ورا السياره يلوحون لهم ويودعونهم
بعدت كنان عن أويس وهي تلتفت على أمها الي كانت واقفه على طرف الحوش ورجعت انظارها على أويس: خلاص لاعد تسحبني ماني بصغر عيالك
هز أويس راسه بتسليك وهو داخل البيت وثنيان والباقي وراه
ألتفت ثنيان على ريم وهي تهمس: مو عيب عليك تسلم عليها كذا مندون نفس؟
قلب ثنيان عيونه وبنفس النبره: لو هي بنتي كان حشيت رجولها وخليتها تقعد بزاوية البيت من متى عندنا بنات يطلعون برا الديره بلا ازواجهم؟ لكن وش نسوي دام رعد بصفها مقدر اقول شي
تنهدت ريم وهي تعدل جلستها : بتطلع؟
هز راسه بإيجاب : بتغدى واطلع ، وين الغداء؟
قامت من جنبه وهي داخله عند الهنوف المطبخ وترتب معها وتجهز الغداء ، التفتت ريم على صوت كنان وهي داخله المطبخ: ودك اساعدك بشي يا عمه؟
التفتت ريم على كنان وهي موسعه عيونها وتدفها خارج المطبخ من كتوفها: لا يا ولدي اطلع اقعد جنب الرجال وخل بنات عمك يدخلون يساعدونا براحتهم
أبتسمت الهنوف وهي تلتفت عليها: الله يحفظك يا ولدي ما عليك روح اقعد برا والغداء بيجيكم
زمت كنان شفايفها وطلعت من المطبخ وجلست جنب أويس وفيصل ، رفع أويس حاجبه بأستفزاز: مسوي خوي داخل المطبخ! خل شغل البنات للبنات
أبتسم فيصل وهو يقرب من كنان: ما قالت أمك شي بعد البيض ذاك اليوم؟ والبنت ما قالت وش ترجع؟
رفعت كنان حواجبها : وش بتقول! لا ما قالت شي وما لقيت وقت اسألها لا تقروشني! " لفت على أويس وهي تضربه على كتفه" وانت امسك لسانك عشان ما ينقص
دخلت ملاذ بعد ما عدلت طرحتها وهي ماشيه لأمها المطبخ تحت أنظار كنان ألي كانت مبسوطه بشوفتها وخاطرها تقعد معها مندون قلق! ميل فيصل راسه بعد ما لاحظ نظرات كنان لملاذ وهو يقرصها من كتفها: تعلم شلون تغض البصر!
لفت عليه كنان وهي تحك مكان القرصه ومو فاهمه وش سبب قرصته : وجع وش سويت!
فيصل: امسك عيونك يوم انك فبيت عمك مو تخليها تبحر يمين ويسار
التفت عليهم أويس جاهل عن وش يتكلمون : وش تحكون فيه وحدكم
أبتسم فيصل وهو يعدل جلسته: ولا شي وانا اخوك
بعد دقايق دخلت الهنوف ووراها ريم وملاذ وهم يقدمون الغداء للعيال ويقين ألي دخلت من الحوش بعد ما انتشر ريحت الأكل فكل مكان
...
عند مزنه ألي كانت تحوس فالبيت والعنود الي طالعه وراجعه للغرفة، مسكت مزنه راسها وهي طالعه من الغرفه وتشوف أيهم وتميم جالسين في طرف المجلس ، دخلت عليهم وهي معقده حواجبها بقلق: ما عرفت وش اسوي لهالبنت! قوموا نوديها المستوصف
رفع تميم حواجبه بقلق متبادل: ولا رضت تاكل شي؟
هزت مزنه راسها بنفي وتلتفت على أيهم ألي نطق : امي تقول أنها يمكن تكون حامل " رفع راسه وهو يلتفت على مزنه" ما قالت لك غزلان؟
وقفت مزنه بمكانها وهي تحاول تستوعب كلام أيهم وشلون ما طرى في بالها هالموضوع! جلست على طرف المجلس وهي تمسك راسها بصداع والتفتت عليهم: ما طرى في بالي والله! الله المستعان
قام تميم وهو يعدل بشته وشماغه: قومي ألبسي وجهزيها خلينا ناخذها المستوصف نتأكد وش بلاها
هزت مزنه راسها بإيجاب وهي طالعه من المجلس وتدخل على غزلان والعنود الي كانت تطبطب على ظهرها بخفه تحاول تخفف عنها شوي: قومي جهزي أختك بنطلع المستوصف وانا بروح اتجهز
هزت العنود راسها بإيجاب وهي تسحب طرحت غزلان وعبايتها وتغطيها وتجهزها
...
في طاحون الحاره كان ليث متكي بطرف الطاحون لوحده وبفمه عود من قش البر ويهوجس لوحده بحكم أن الي يشتغل معه طالب إجازه لأنه عريس ، تنهد بملل وقام وهو يشوف الفوضى ألي حوله وقرر يرتبها ، التفت على صوت ظبيه ألي دخلت عليه لكن هالمره ما معها كيس حبوب عشان تطحنها!
عقد ليث حواجبه بأستغراب وهو يعدل وقفته : سمي يا أختي!
زمت ظبيه شفايفه بخجل وهي تقعد على عتبت الباب من برا مستحيه تدخل الطاحون وهو لوحده ونطقت بهمس مسموع: ودي اقعد هنا إذا ما عندك مانع!
ابتسم بسخريه من وضعها وهو مو مستوعب حركتها الغريبه! وقف قبالها من بعيد : صار شي فالبيت؟
هزت راسها بنفي ورفعت يدها تعدل طرحتها وتدخل شعرها الي كان طالع منه كم خصله من ورا بحكم انها لبسته بأستعجال: خايفه اقعد فالبيت لوحدي
جلس ليث قريب وبعيد عنها بنفس الوقت عشان يسمع صوتها الي كان له شبه همس وما ينسمع بسهوله ، عقد حواجبه مره ثانيه من كلامها ونطق بقلق: ودك أقول لعواد ؟
وقفت بسرعه بعد كلامه ونطقت بحده: خلاص بروح دام انك بتقول لأخوي كل شي!
وسع ليث عيونه بدهشه من ردة فعلها وهو مو قاصد انه يزعلها! مد يده بمعنى اجلسي ونطق: خلاص يا بنتي اجلسي بكيفك بس ادخلي داخل شوي مو كذا تحت الشمس!
تجاهلته وجلست مكانها وهو الي تنهد بقلة حيله من تصرفاتها والتفت على الطاحون يرتبه من الفوضى ألي فيه ، مرت دقايق صمت ، كان ليث ملتهي عنها بالترتيب والتنظيف ، التفت على صوت حركتها وهي داخله الطاحون وجلست جنب الباب من داخل ، تنهد وهو يشوف خدودها الحمراء من الشمس الي اصرعتها عند الباب ، عدل وقفته وهو ينفظ كفوف يده بملابسه: شلون كنتي تقعدين فالبيت قبل ما اجيكم!
ظبيه : كنت اقفل الباب على نفسي بس هالمره قفل الباب مكسور
هز ليث رأسه بتفهم وهو يمد لها مخده صغيره: اجلسي عليها
اخذت منه المخده ونطقت : لو سمحت لا تقرب مره مابي يقولون علي أهل الحاره كلام رايح وجاي يكفي أني ما احتك فيهم اصلا
رفع ليث حاجبه بتعجب! أول مره يسمعها تتكلم بهالكميه! بمعنى أصح ماكان مستوعب انها تقدر تتكلم هالكثر!
أبتسم وهو يهز راسه : ابشري
...
طلعت مزنه هي وبنتها وزوجها من المستوصف بعد ما سوت فحوصاتها، التفت تميم على بنته وهو يحاوطها له من كتوفها ويبتسم لأيهم الي واقف قدامه: مبروك يا بنتي والله يسهل عليك ويرزقك الذريه الصالحه
غطت غزلان وجهها بخجل من كلام أبوها ، أبتسمت مزنه وهي تهز راسه برفض: الله يصلحك يا بنتي ما فكرتي تاخذين وحام أحد إلا وحام خالتك ريم!
قوست غزلان حواجبها بحزن: حسيت فيها والله أحس كبدي بتطلع
طبطب عليها تميم وهو يمشيها ، تخصرت مزنه بمزح ونطقت: وش هالدلع! ما شفته وانا زوجتك!
أبتسم تميم وهو يلتفت عليها : هذي وحيدتي وشبيهة أمي الله يرحمها إذا ما دلعتها من أدلع!
مزنه : أنا!!
ضحكوا عليها ولا كأنها الي كانت قبل ما يروحون المستوصف بتموت من الرعب على بنتها!
فتحت العنود الباب وهي رافعه حواجبها بقلق: وش بها!
أبتسمت مزنه وهي تنزل طرحتها: أختك حامل تعالي باركي لها
أبتسمت العنود وهي تضم غزلان الي دفتها بتعب: والله اني كنت حاسه من يوم شفت وضعك فبيت خالي رعد
مدت غزلان يدها وهي تضرب كتف العنود بخفه ومزح: زين كان علمتينا
تقدمت العنود بخطوات سريعه وهي تفتح الباب الداخلي لهم: بخرت وزينت البيت قبل ما ترجعون
مسحت مزنه على راس العنود بحنيه: الله يحفظك يا بنتي ويستر عليك شف هذي السناعه الي نبيها
رفعت غزلان حاجبها : وش تقصدين يمه؟
رفعت مزنه كتوفها : ما أقصد احد
وقف أيهم ورا باب البيت وهو يهمس : مو كأنهم نسوني! ألاحق وراهم مثل العنز واخر شي قفلوا الباب بوجهي!
كانت العنود جاهله ان أيهم جاي معهم بحكم أنه كان يمشي بخطوات بطيئه وراهم عشان غزلان حذرته قبلها لا يقرب منها!
التفت وهو يصادف فيصل الي كان راجع من ديرة الشيخ رعد بعد ما تغدا ، أبتسم له وهو يسلم عليه : يالله أن تحييه ، نسيت أهل ديرتك أربعه وعشرين ساعه وانت متكي عند زوج خالتك
رفع فيصل حاجبه وهو يدخل كفوفه بجيبه: اسمه الشيخ رعد يا فاهم ، غزلان داخل؟
هز أيهم راسه وهو يتنهد : أيه تونا راجعين من المستوصف
وسع فيصل عيونه وهو يعدل وقفته بجديه: سلامات وش صاير!
أبتسم أيهم وهو يرفع حاجبه بكبر: بصير أب وانت خلك عزابي
فتح فيصل فمه بدهشه وهي وشده من كتوفه: تمزح! غزلان حامل؟
ضحك أيهم وهو يبعد عنه: أيه روح شوفها بنفسك" التفت عالباب وهو يأشر عليه" بس بغيت ادخل وبنت عمك سكرت الباب بوجهي
ضحك فيصل وهو يضرب كتفه : تستاهل ما جاك روح عند امك بشرها
أيهم: أمي الي قالت ودها المستوصف البنت حامل!
بلع فيصل ضحكته : يعني أنا اخر واحد يدري
أبتسم أيهم بسخريه وهو يطبطب على كتفه ويمشي طريق بيته: خل ديرة الشيخ رعد تنفعك
فتح فيصل باب البيت بحماس وهو يدخل يشوف وش فاته وهو برا البيت!
...
رجعت ريم وكنان البيت بعد ما طلع ثنيان، همست كنان بصوت مسموع وهي تمشي بمحاذات امها: يمه بكره بروح زريبة عمي رعد مع أويس
ريم: ليه وش عنده بيروح؟ اعرفه يكره الروحه لهناك!
بلعت كنان ريقها : مدري يقول ان عثمان تعبان وماخذ بكره إجازه ولزوم نروح ناخذ مكانه
تنهدت ريم وهي ماشيه: إذا وصلنا البيت نتفاهم
أرتبكت كنان بخوف من ردة فعل أمها والأستجواب الي رح يصير هناك ، دخلت ريم البيت وهي تنزل عبايتها وطرحتها والتفتت على كنان : متى بتروحون؟
بلعت ريقها بتوتر وهي تفرك كفوفها ببعض: الفجر
ريم بجديه: ومتى بترجع!
حكت كنان راسها وهي تتهيئ لمدة فعل أمها بعد كلامها: بعد بكره الفجر
ضحكت ريم بسخريه وهي تجلس وتفك جدايلها : لو أني مجنونه اخليك تقعد هناك يوم ليله
قوست كنان حواجبها وجلست بجنبها: وش فرقت عن قبل؟
التفتت ريم عليها : الفرق اني هالمره مو حولك! لو صار لك شي والكل عرف بعدها! " لفت عالباب وهي تأشر بيدها" حتى عمك رعد الي متأمله فيه يحتويك لو عرف حقيقتك مو موجود! بمين اشد ظهري لو صار لك شي!
زمت ريم شفايفها بضيق: اوعدك ان ما يصير لي شي وبقعد بعيد عنهم " رفعت حاجبها وهي تراقب ملامح امها" حتى عمي رعد قال لي لزوم تروح مع أويس الزريبه!!
عقدت ريم حواجبها ونطقت بحده: انت بنت!!!
بلعت كنان ريقها ونطقت بنفس النبره: ايه بنت ولازم اعيش نفسي نفس العيال! وإذا ما رحت وش اقول لهم؟ ما عندي عذر
فزت كنان وريم بخوف على صوت الحركه الي طلعت جنب الباب وهي تقوم بسرعه تشوف إذا في أحد بس محد كان موجود! تنهدت براحه وهي تشوف آسر واقف بنفس المكان ورجعت التفتت على امها: كان آسر
تنهدت ريم بضيق وهي ترفع اصبعها لكنان بتحذير : انا بخليك هالمره ولا تحسبين بوافق لو جيتيني مره ثانيه تطرين لي نفس الموضوع!
زمت كنان شفايفها وهي تحاول تخفي فرحتها وجلست بجنب امها تساعدها بفك جدايلها وتسرح لها شعرها الطويل ، الي ياكثر ما تمنت أن يكون معها نفس شعر أمها
...
عند أويس ألي كان يمشي بخطوات سريعه وتنشب رجله بجذع الشجره الي بجنب البيت ، طلعت الهنوف والبنات بقلق من صوت الضربه وهي تشوف أويس طايح وماسك رجله بألم ، عدلت طرحتها وهي تقرب منه ونطقت بقلق: أسم الله عليك وش بلاك! ما تشوف قدامك يا ولدي!
مسك أويس مكان الضربه بألم وهو يهز راسه بنفي: ماصار شي يمه ضربه خفيفه
تنهدت وهي تمسح ظهره وميلت راسها له: رحت لعمتك ريم وقلت لها الي وصيتك؟
عض أويس شفته السفليه وهو يقوم من جنبها ويمشي لداخل البيت: ما امداني يمه انشغلت بكره بقول لكنان لارحنا الزريبه
قوست الهنوف شفايفه : الله يصلحك ما عمرك سويت لي شي بنفس الوقت وقلت ابشري
التفت عليها أويس وهو معقد حواجبه بضيق: يمه خلاص قلت بكلم الولد بكره لا قابلته ويوصل الكلام لأمه !!
رفعت الهنوف حاجبها بدهشه من أسلوب أبنها الغريب ! قربت ملاذ وهي تهمس لأمها: ودك اروح اذبحه قليل الخاتمه؟
لفت عليها الهنوف وهي تدفها من كتفها : ادخلي شوفي شغلك ما عليك منه
قوست ملاذ شفايفها بضيق: انتي كذا توقفين بصفه حتى وهو غلطان
تجاهلتها الهنوف ودخلت البيت تكمل شغلها وبالها في ابنها واستنتجت ان يمكن الضربه الي برجله كانت قويه وخلته يفقد أعصابه! لأنها مو عوايده يرفع صوته على امه! تنهدت بضيق ودخلت جنب البنات تشوف وش يسوون
....
أذن فجر يوم جديد وبدأت الشمس ترسل انوارها بأنحاء الديار ، قامت كنان بحماس بعد ما جهزت ملابسها وغترتها، وقفت قبال مرايتها وهي معقده حواجبها بإستغراب: انا وش محمسني! هم العلل حق كل مره ليه متحمسه هالكثر! اركدي ترا ما وراهم إلا وجع الراس
التفتت على أمها الي دخلت الغرفه وهي تجفف يدها بطرف ملابسها وتتنهد: انا مدري ليه قلبي مو مرتاح من هالروحه!
زمت كنان شفايفها وهي ترفع حاجبها : وش بيصير لي! خل أحد يتجرأ علي بس عشان اكسر سنونه مثل سنون عبيد
رفعت ريم كفها وهي تضرب خده بحسره: الله يسترنا بستره بس، بتجننيني هالبنت
أبتسمت كنان وهي تتخطاها ووقفت قدام الباب وهي تعدل غترتها: ادعيلي
تنهدت ريم وهي تشوف كنان ماشيه ولا التفتت على آسر حتى!
قربت كنان من بيت أويس وأبتسمت وهي تشوفه طالع من البيت وتقدمت: يالله صباح الخير
أبتسم أويس ببرود وهو يدفها قدامه: أمش قدامي، العيال بيلحقونا لهناك
شبكت يدينها ورا ظهرها وتمشي بخطوات واسعه التفتت على أويس : من بيجي معنا ؟ وليد وفيصل وخليل، في غيرهم؟
هز أويس راسه بنفي : محد غيرهم " رفع اصبعه وهو يأشر قدامه " شف قدامك لا تضرب بشي
تنهد بضيق وهو يشوفها واقفه جنبه، التفت وهو يشوف أبتسامتها ألي ما تظهر لهم دايم! أستوعب أشياء كثير وهي قدامه! شلون كانت فكل مره تتجنب ملامسة العيال لها! شلون كانت تجلس دايم بطرف المجلس! شلون كانو فكل مره يجبرونها تجلس معهم وهي في قمة رفضها وتستلم بسبب زنهم وتشبثهم فيها! مشاعر غريبه بين الغضب والفضول ، وقف مكانه وهو يعقد حواجبه ونطق بهمس غير مسموع: عمتي ريم وعمي ثنيان شوضعهم!! يستهبلون علينا ولا هي بكبرها ما تدري انها بنت!! شلون ما تدري وأمس قالتها بلسانها!
وقفت كنان وهي تلتفت عليه ونطقت بإستغراب: وش بلاك!
مسك جبينه بضيق وتجاهلها وكمل يمشي وهو يحاول يطلع من للبحر الي غرقان فيه من أمس ! عجز ينام وعجز ياكل زي الناس طول الوقت يفكر ويبحر فيها!! الف سؤال وسؤال !!
وصلوا الزريبه وكانوا العيال سابقينهم من دقايق بس، تقدم فيصل بأيتسامه واسعه وهو يحاوط كنان من كتوفها : ها؟ وش جديدك اليوم؟
مد أويس يده لا إراديا وهو يبعد فيصل عنها وببرود: اتركه الدنيا حر!
رفع فيصل حاجبه يدون فهم وكنان ألي التفتت عليه من تصرفه المفاجئ!
جلس أويس بجنب وليد وهو يراقب حركات كنان الي جلست جنب فيصل من بعيد ، أبتسم بسخريه من وضعها وهو يحك حاجبه بضيق
التفت وليد على أويس بملل: انت جاي وشايل هموم الدنيا معك ليه؟ ترا جاي أغير جو
بلع أويس ريقه وهو يعدل جلسته: وش سويت! " ألتفت على الزريبه وهو يراقب الحلال" وزعتوا لهم العلف؟
ضحك خليل بسخريه ووقف: احنا ضيوف
رفع أويس حاجبه وهو يجره من طرف كتفه: قم انت وياه يالله خلونا ننجز "وقف وهو يلتفت على كنان ونطق بحزم" انت خلك هنا!
رفع فيصل حاجبه بتعجب وهو يقرب من كنان بعد ما قفى أويس هو والعيال: وش مسوي له؟
رفعت كنان كتفها بمعنى مدري وقامت وهي تمدد جسمها : بروح اجيب العلف
عدل فيصل وقفته وهو يلحقها: نروح سوا
عند أويس ألي سحب ليّ الماي وهو يمده لخليل ووليد: كل واحد ياخذ واحد ويحطه بحوض
رفع وليد حاجبه وهو يقرب عيونه: حدك ماني بأصغر عيالك!!
رفع خليل ليّ الماي وهو يلوح فيه على أويس: شف عندي احساس أن جلدك يحكك من يوم وصلت! وش نوحك؟
وسع أويس عيونه وهو يأشر لهم ينزلون الليّ بعد ما حس انهم ناويين يمحطونه فيه: لا أبوكم ولا أبو من طلب منك عون!
وليد: أسلوب يالحبيب اكبر منك ترا!
التفت خليل على وليد ونطق بجديه: خلاص غثيتنا امنا اكبر منك اكبر منك! " ألتفت على أويس ألي كان واقف بينهم" وانت وش بتسوي؟
عدل أويس وقفته وهو يلتفت على يمينه ويساره يدور فيصل : فيصل وينه! نروح نجي...
قطع كلامهم وهو يشوف كنان مو جالسه بمكانها! التفت عالعيال بعد ما تغيرت ملامحه بضيق: أضن راح هو والوغد يجيبون العلف
عند كنان ألي كانت تحاول تسحب كومة العلف بصعوبه ، شمر فيصل اكمامه وهو يقرب منها : أبعد انا بسحبه لك
تقدم وهو يسحبه بكل سهوله تحت أنظار كنان ألي زفرت بسخريه : زين عالأقل نستفيد
عدل فيصل وقفته وهو يجلس على العلف ويلتفت عليها: ما قالت لك أمك شي ولا انت ما سألت؟
زمت كنان شفايفها وهي تجلس على طرف: ما لقيت فرصه اكلمها
رفع فيصل حاجبه بعدم تصديق: تستهبل! لك يومين تقول مالقيت فرصه ! متى عساك تلقاها إن شاء الله؟
التفتت كنان عليه تمثل بجديه: شف ترا الموضوع محرج اكثر من الي قاعد تتخيله! امي تحسب اني ابيها ومابي ادخل فالعميق بسببك!
نزل فيصل راسه وتنهد: كنت احسبك عون!
عدلت كنان جلستها عشان تكون مقابلته ونطقت بقلة حيله: شف بساعدك بكل شي بس لاعد تجيب طاري البنت لي او لغيري!
رفع فيصل راسها : أحلف لي بالله انك ما تقول كذا لانك تبيها!
وسعت كنان عيونها بدهشه وهي تمسك راسها: يالله عفوك ورضاك من هالمخبول!! " رفعت سبابتها على وجهها" هذا وجه زواج!
أبتسم فيصل وقف وهو يمدد جسمه: لو انك بنت تزوجتك
أرتعش جسم كنان بغرابه من كلمته ، أرتبكت وقامت تلهي نفسها بأي شي حولها!
التفتت على فيصل بفضول: الحين صدق تحبها! ولا تستهبل عشان شفتها مره!
تنهد فيصل وهو يعقد حواجبه بضيق: ليه تعاملني نفس الزير! ترا جد اتكلم معك! لا تضايقني بكلامك الي ماله داعي!
رفعت كنان حواجبها بدهشه من ردة فعله وهمست: والله مو قصدي بس فضول!
مد فيصل وهو يرفع كومة العلف ونطق: تعال خذ
جلست كنان وهي تعطي فيصل ظهرها وتاخذ كومة العلف على ظهرها وتمشي صوب الزريبه
التفت أويس عليها وهو يشوفها جايه وعلى ظهرها العلف وفيصل وراها من بعيد ، تقدم وهو يتنهد بضيق ويسحبهم من على ظهرها: ثور وقال احلبوه! قلت لك اقعد مكانك ولا تتحرك صح ولا لا !
عدلت كنان وقفتها وهي تمسك ظهرها بألم: كذا تشكر الي يساعدونك؟
التفت على فيصل وكمل: لأنكم اغبياء ما تستشيروني حتى! لأن العربه جنب المستودع ليه ما حطيتوا العلف فيه عالأقل وجيتوا!
رمى فيصل العلف عالأرض وهو يعدل وقفته وملامحها الي تدل عالصدمه : كان في عربه؟؟
مشى أويس هو يعطيهم ظهره : ايه يا مال الشربه لو انك سائل او عالأقل كلفت على نفسك تلف جنب المستودع
كان وليد وخليل ميتين ضحك عليهم وهم متكيين على شبك الزريبه ويتأملون منظرهم وهم يشيلون العلف على ظهورهم، تقدمت وحده من الخرفان وهي تضرب الشبك بقوه ، مسك خليل ظهره بألم ووليد الي فز من مكانه بخوف ومات ضحك على خليل ألي كان يحك مكان الضربه ويتأوه ويضحك بنفس الوقت
مسك وليد بطنه وهو يحاول يجمع انفاسه:تستاهل ما جاك
عدل خليل جلسته وهو يلتفت عليه: شكلك مشتهي وحده !
قام وليد وهو يهرب من خليل الي طار يلحقه باللي حق الماي وماهو ناوي يتنازل عن عنه!!
....
عند ليث قدام باب الطاحون وهو يتلفت يمين يسار وأبتسم لا إراديا وهو شايف ظبيه تمشي بخطوات تملاها الحيا ، رجع بخطواته على ورا أول ما قربت ونطق: ها وش عندك اليوم بعد
رفعت ظبيه نظرها : تحسن وصلح لي قفل الباب إذا جيتي لهنا تضايقك!
رفع ليث حاجبه بنكر: من قال اني متضايق! " ألتفت على مكانه المعتاد وعدل جلسته" ليه ما قلتي لعواد؟
تنهدت وهي تسند ظهرها على جدار الطاحون: ما لحقت عليه أمس رجع من الوادي تعبان
ليث: ذكريني اصلحه لك واحنا راجعين
رفعت ظبيه حاجبها : مو كأنك ماخذ راحتك بزياده معي!
أبتسم ليث بسخريه : مدري مين الي ماخذ راحته بزياده ، المهم يصلحه لك اليوم ولاعاد تجين الطاحون
زمت ظبيه شفايفها : ليه!
قوست ليث حواجبه بجديه: مو خايفه من كلام الناس وهم يشوفونك كل يوم عند باب الطاحون!
نزلت راسها وهي ترسم على ارضية الطاحون بعود الخشب: عادي قول لهم جايه تشحت
ضحك ليث بقوه بلا شعور وهو يضرب جدار الطاحون من كلامها ، مسح وجهه بكفوفه وهو يحاول يهدي نفسه: الله يصلحك ويهديك ليت الأمور بالسهوله ذي
رفعت راسها وهي تحاول تخفي خجلها بعد ضحكه: المهم قفل الباب لا تنسى تزينه
تنهد وهو يمسح حواجبه بأطراف أصابعه: مضيعه أخوك ولا شلون ماعد دريت
رفعت ظبيه كف يدها وهي تسند خدها عليه: اخوي ما يحتك بأهل الديره كثير ولا ينزل لهم إلا فالعيد عشان ينزل لهم الأضاحي " تنهدت وكملت" ما أشوفه إلا اول الصباح وهو طالع والليل وهو راجع
عدل ليث جلسته وهو يسمع لها بأنصات وهز راسه بأندماج وكملت: اخوي ما قال لك ليه طلعنا من الأردن؟
عقد ليث حواجبه : لا ما قال لي
زمت شفايفها وهي ترجع لوضعيتها: زين واضح انه باقي ما وثق فيك زين
ضحك ليث بسخريه : ليه ! لهالدرجه شي مهم يخليكم تطلعون من دياركم!
أبتسمت بسخريه متبادله: نفس الي طلعك من ديرتك وخلاك تدوج بين الديار
عقد حواجبه بجديه وهو يقوم من مكانه وينفظ ملابسه بضيق بعد ما جابت الطاري وهو يتنهد: شكل الشغل اليوم يالله سترك وعفوك
حست ظبيه بضيقته من كلامها لكن اكتفت انها تسكت
....
أقبل المغرب عليهم فالزريبه وقاموا العيال يفرشون في غرفة عثمان الي ما كان موجود بعد ما صرعتهم الشمس وهم جنب الحلال
كانوا جالسين شبه دائره ، تنهد وليد وهو يسند ظهره عالجدار بشويش بعد ما ضربه خليل بالليّ حق الماي ونطق: ليتك جبت عزبتك معك
رفع فيصل حاجبه لأن الكلام كان موجه له وتخصر بمزح: ودك بدور ثاني على ظهرك؟ " التفت وهو يكمل عتب " وإذا جبتها ومحد فيكم يفكر يعاوني فيها!
ضحكت كنان بخفه : ما يقدرون يستغنون عن الشاهي حقك
عقد أويس حاجبه وهو يلتفت على كنان: شعندك تضحك! اعرفك بالقوه تطلع الأبتسامه!
التفت عليه خليل بأستغراب : وش فيك عليه من الفجر وانت رايح جاي عليه! ما صارت ترا!
رفع أويس حواجبه بجهل: وش سويت! عادي سؤال ليه كبرتوا الموضع!
رفع فيصل ذراعه وهو يحاول يلطف الجوا: شدعوه يا عيال محد بيحاسب احد على ضحكته " التفت على كنان وهو يميل راسه بمزح " جد شعندك صاير تضحك نفس الناس؟
رفعت كنان جاجبها وهي تبرر: متى ضحكت!!
مد أويس أصبعه عليها بأثبات: إلا ضحكت له وهو يحكي أول !!
أبتسم فيصل والتفت على أويس يهديه بعد ما تورط: كنت امزح ترا لا تشدها!
وقفت كنان من بينهم ونطقت بضيق وعيونها على أويس: ودك الأدمي يصير جدار جنبك زين كان قلت من أول ولا جيت!
طلعت من الغرفه تحت انظارهم المصدومه والي يشوفون انه كان تافه ولا له معنى لكن أويس وكنان كبروا الموضوع عالفاضي!
التفت وليد وهو يضرب كتف أويس بخفه وهو يأشر عالباب: روح اعتذر له! هذا وعمتك موصيك عليه اجل لو ما وصتك وش كنت بتسوي!
وسع أويس عيونه ونطق برفض: عنده اربعه جدران يضرب راسه بأقربهم! انا سألته سؤال ليه يتحسس! " قصر نبرت صوته وكمل" لو انه رجال كان ما اثرت فيه كلمه جايه وكلمه رايحه!
عدل خليل جلسته بقلة صبر ونطق بحده: أقول خل عنك المثاليات وروح اعتذ منه انت الغلطان من البدايه مستقعد له على كل شي
هز فيصل راسه بإيجاب وهو يسند ذراعه على ركبته: ايه صادق اليوم فالزريبه أي حركه يسويها تهزئه وكأنه أصغر عيالك!
تنهد وليد وهو يأشر عالأرض: تذكر يوم قلت له انقلع من هنا وليتك ما جيت الولد أبتسم لك وحاول يلطف الجو وسكتنا قلنا ما بنسوي حساسيات بيننا دام انه ساكت! لكن انت زودتها حتى على ضحكته مستقعد له فيها! عز الله محد فينا ضحك!
زم أويس شفايفه وحاول يبرر عن نفسه لكن قاطعه وليد وهو يأشر له عالباب وبنبره هاديه: لا تبرر ولا تسوي لنفسك حجج! روح عدل موقفك معه وإذا خلصت وقتها تعالوا سوا " التفت على أويس بجديه" الولد ما بينام برا بسببك!
زفر أويس بغضب وهو يقوم من بينهم ويطلع برا الغرفه صار يتلفت يمين ويسار لكن ما كانت موجوده!
تنهد وليد وهو يمسح على وجهه بكفوف يده ، نطق خليل وهو ينسدح ويشبك كفوفه ورا راسه: زين سويت فيه خله يتأدب شوي اليوم مدري شفيه متنرفز منه!
أبتسم فيصل وهو يعدل جلسته: صح انه ثقيل دم وحساس بزياده نفس الي يقولون من لمس جدتي ماتت بس إذا جينا للجد الولد لطيف وسمح
وليد: خلنا نشوف وش بيصير ولا بروح اسحبهم الأثنين من شوشتهم ونشوف وش من جني ضربهم
كان أويس يمشي جنب شبك المواشي وهو يحاول يلمحها لكن عجز! بدأ الخوف يسيطر عليه أول ما استوعب انها بنت وبالزريبه لوحدها! تقدم وهو يشوف ظلها قدام شبك الأبل وهي تهمس بعتب للقعود الي كان جالس قبال الشبك: ادري ليه امك كانت هايجه ذاك اليوم " ميلت راسها وهي تدخل أصبعها بالشبك تحاول تلمسه وكملت" لأنها كانت خايفه ياخذونك منها ما كنت تدري انهم يسوقونها للموت " نزلت يدها وتنهدت وهي تسند ظهرها عالشبك" تدري! ما يهموني والله بس وش بلاه من اليوم يهاوشني! جيت ابي اغير جو وانبسط هنا من حبسة البيت وهو زاد خنقني
فزت كنان على صوت خطوات أويس ألي كان يمشي بخجل وهو مشبك يدينه ورا ظهره ونطق وهو معطيها ظهره: من اليوم أدور عليك يا وغد كان قلت انك جاي هنا!
نزلت كنان راسها بعتب وهو تتجنب تشوفه : وش ودك بعد الحين! اشوف ان وجودي مضايقك! كان قلت لي وربي ما كنت بطب هالمكان لو تترجاني اجيه بعد
التفت عليها أويس وتنهد بضيق : ما ودي اتناقش معك بهالموضوع لكن اتمنى ترجع لأن العيال قلبوا علي بسببك
ضحكت بسخريه وكملت ترسم عالأرض بأصبعها: زين ما سوو فيك أنا والله ما بقوم من هنا الين تعتذر
أبتسم بسخريه متبادله وجلس : أجل خلنا هنا احسن لا انا ولا انت راجعين ولا انا الي بعتذر ولا انت الي بترضى
عدلت كنان جلستها : أبد مرتاح ، كنت أحسب اني عنيد طلع من اردى مني
تسند على الشبك وفي داخله فرحه عارمه تعلن عن انتصاره في انه ما خلاها تحتك فالعيال وهو موجود! كان يغلي غيره وهو يشوفها بين العيال ! مو حب ولا معزه! لكن فكرة أن بنت بينهم وتضحك وتسولف معهم تثير الأشمئزاز في نفسه !
عند وليد الي قام من بين العيال وهو يعدل غترته بجديه ، قام خليل وراه وهو يحاول يهديه: يا رجال خلك شوي ويجون
التفت وليد عليه بحده: لو اخليهم على كيفهم بيقعدون ألين الفجر شايف الساعه عشره متى عساهم يرجعون!
مد فيصل يده وهو يشده من كتفه: هد نفسك أول ترا مو بزران الواحد فيهم كبر الجمل
تنهد خليل وهو يوقف جنبه: نروح كلنا! هم اغبياء وانت اغبى منهم
مسك فيصل راسه وهو يتنهد ومشى رواهم بقلة حيله
كان وليد يمشي بجديه لأنه يشوف الموضوع قاعد يكبر على قلة سنع! اكثر من مره تخرب الجلسه وهم مبسوطين بسبب تافه! قرب من أويس وكنان ألي كان الصمت بينهم هو سيد المكان وكل واحد متسند على الشبك ويهوجس في حاله
فزت كنان وهي تشوف العيال جايين ووقفت وهي تنفظ ثوبها بربكه، قرب منهم وليد بجديه ونطق: وش صار عليكم؟ عساكم تصالحتوا؟
أبتسمت كنان بتوتر وهي تسحب أويس من كتفه واليوكان مسوي نفسه ما يسمعهم: ايه من أول بس كان الجو زين عشان كذا قعدنا هنا شوي بعدها نجيكم
أبتسم أويس بسخريه وهو ينزل غترته على عيونه وكفه ورا راسه ، عصب وليد من حركته وسحب الغتره بجديه وحده : حركات الوغدان هذي ما نبيها يوم اني اتكلم معك ترد!
تنهد أويس وهو يلتفت له ويرفع حاجبه: سم طال عمرك وش بغيت؟
شد وليد على كفه بضيق وهو يقرب منه: يوم انك تطلع مشاعرك التافهه على غيرك وتستخف فيهم روح بيتك ولا تزعج أحد فيها! من الصبح واحنا ساكتين وانت مشتط على قلة سنع! " رفع أصبعه السبابه وهو يأشر على كنان الي كانت واقفه ومصدومه من الموقف " وإذا كان بينك وبينه شي تفاهموا وحدكم وبعدها افرش وجهك! بس انت مو تارك مجال لأحد يتكلم أو يتفاهم معك!
أبتسم فيصل وهو يتقدم بينهم ويحاول يلطف الجو : يا عيال والله الموضوع ما يستاهل كل هالحساسيات هدوا بالله
رفع أويس يده وهو يخلخل اصابعه في شعره ويرجعه على ورا ورفع راسه: خلصت؟ " التفت على كنان وهو يأشر عليها" زي ما قلت بيني وبينه انت وش علاقتك؟ قاعد انا وياه هنا ويالله لك الحمد جيت مثل الثور الهايج!
مد وليد يده وهو يسحب كنان من ذراعها ويدفها قدامه عشان تمشي: أمش بس الولد لو بيده بتنامون هنا للفجر
مسح خليل وجهه بملل وهو ينطق بحده: خلاص انت وياه اقرفتوا عيشتنا! والله لو ما تروحون كلكم الحين الغرفه ما يصير إلا بلا!! بسرعه قداميي!!!
كانوا العيال مصدومين من أنفعال خليل المفاجئ وال يعتبر من النوادر!! وفوق هذا هو اصغرهم شلون يصرخ عليهم ويمشيهم على كلامه!
أبتسمت كنان بأرتباك وهي تتشبث بذراع أويس وتحاول تسحبه معها وهمست: أمش لا تكبر الموضوع على قلة سنع! فالغرفة نتفاهم
زم وليد شفايفه وهو يشوف أويس وكنان ماشيين قدامه وفيصل وخليل وراه
كان الجو غير مريح فالغرفة وكل واحد قاعد بزاويه ويتحاوشى أنظار الي جنبه
تنحنحت كنان بأرتباك : اسمعوا! الموضوع كله بدأ بسببي واشوف أني أنا الي لازم اصلحه
ضحك وليد بسخريه وهو يسند ذراعه على ركبته ونطق بهمس مسموع: مدري مين الي كان مشخصنها من الصبح
مد خليل يده وهو يضرب كتفها بخفه: اسكت انت مالك دخل والبلا كله عند هالأثنين إن ما تصالحوا والله ماعد اطب لهم زريبه
التفت أويس على خليل وهو رافع حاجبه: أنا وش دخلني تكلم مع ثقيل الطينه الي جنبك
عقد فيصل حاجبه ونطق بحده: خلاص انت وياه كل ما حاولنا نصلح بينكم قام واحد فيكم يتوغدن! " مد اصبعه وهو يومئ لأويس يقوم " قم اعتذر من كنان بسرعه!
وسع أويس عيونه : ليه اعتذر له انتوا ما تدرون وش بيني وبينه وش دخلكم!
رفعت كنان حاجبها بضيق: وش بيني وبينك! وش سويت لك عشان تستبيح ضيقتي !
أبتسم وليد : قم اعتذر يالله
مد فيصل رجله وهو يضرب فخذ وليد: مسوي طالع منها! وانت تعتذر له من فوق خشمك
فز وليد من مكانه : الحين صرت انا الغلطان واعتذر له؟
خليل: ايه ! شي بينهم انت وش دخلك !
قام أويس وهو يقرب من كنان ويعدل لها غترتها تحت انظارهم ويسحبها عشان تقوم: قم يالله راجعين!
مد فيصل يده وفز يسحب أويس من ثوبه ويجلسه: وين رايحين! اقعد مكانك!
أويس: أبوي جاي الصبح وانتوا واضح مطولين بنقاشكم والموضوع بيني وبينه بس مدري ليه مدخل هالعله نفسه فالموضوع وانا ودي انام
وقف خليل وهو يقفل الباب ويحط المفتاح في جيبه: والله ما تطلعون بتقعد هنا غصب عن خشمك!
كان أويس يحاول يطلع كنان من الغرفه لأنه فطريا عاجز يتقبل أنها ممكن تنام بينهم وكلهم عيال! فكرة أن في بنت مثل أخته بتنام بينهم مضايقته جدا بس مو قادر يشرح هالشي لأحد! لكن حركة خليل خلته يفقد أمل أنه يطلع كنان من المكان هذا!
تنهد وهو يوقف من مكانه ويسحب مفرش كنان على زاوية الغرفه وهو يأشر لها: تعال نام هنا
مسك وليد غترته وهو ينزلها: شوفت عينك حتى واحنا نايمين بيوديه أخر الدنيا
قامت كنان بسرعه وهي تجلس على مفرشها وتبتسم لهم: لا ابد عجبني المكان ! تدرون متعود أنام وحدي
تجاهلها وليد وهو ينسدح على مفرشه ويلف عالاجدار والعيال ألي هزو راسهم بتفهم وكل واحد جلس يرتب مفرشه عشان ينام ، ناموا العيال كلهم ذيك الليله إلا كنان وأويس كان الوضع بالنسبه لهم أصعب من انهم ينامون وينتهي الموضوع!
....
دخل عواد المجلس الي ينام فيه هو وليث وجلس وهو يعدل مفرشه ونطق بهدوء: انت الي عدلت قفل الباب الي برا ؟
عدل ليث جلسته وأبتسم بأرتباك وهو يحك قفا راسه: أيه صلحته اليوم المغرب بعد ما رجعت من الطاحون ، تدري بنت لوحده هنا لازم تتأكد أنها تقدر تقفل الباب
رفع عواد راسه وكان واضح على وجهه الحزم: كنت بصلحه!
حس ليث أن عواد في شي فخاطره : يا رجال كلنا واحد بعدين شفتك مشغول قلت اشيله عنك ما اقصد شي
رجع عواد انظاره على المفرش: زين خلك مشغول بنفسك
عض ليث شفته السفليه وبدأ الخوف يتملكه أن عواد يمكن يفهمه غلط! تنهد وهو ينزل غترته وعلقها على طرف الباب: زين إن شاء الله حصل خير " التفت عليه وكمل" وين كنت كل هالوقت أول مره ترجع متأخر كذا!
رفع عواد انظاره على ليث وثبت عيونه وكأنه سرحان! انتبه على نفسه ونزل عيونه بأرتباك وهو يتنحنح: سالفه اكبر منك
رفع ليث حاجبه من جوابه المتوقع وانسدح على مفرشه ووجهه على عواد : ما اختلفنا بس ما يمنع تقول لي
وقف عواد وهو ينفخ الفانوس وينسدح بفرشه: انخمد وانت ساكت تعلم أن مو كل شي لازم تعرفه ويوم انك تتكلم وتطلع الي فقلبك وقتها روح اسأل
زم ليث شفايفه وهو الي كان يلوم عواد على سكوته وغموضه المبالغ فيه وناسي نفسه ! التفت على الجهه الثانيه وهو يأنب نفسه ويأدبها عشان ما يتدخل بشؤون أحد غير نفسه

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن