part 2 | يأكل القطة |

4K 312 160
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" لطالما تمنيت أن أصرخ صرخة مدوية، أعبر بها عن حزني، عن الهموم التي مزقت فؤادي، عن تراكمات أثقلت روحي، صرخة تعبر عني و عما يجيش في صدري "

نزل سؤالها عليه بصعوبة، كانت تعكس الكلمات! يفترض بها أن تقول " من أنت " و ليس " انت من "!

تنهد بينما يضغط على ذراعه بألم ثم رفع عينيه لها قائلًا بنبرة أثارت ريبها :
- لا تقلقي، سأغدقكي و أغدق عائلتك بالهدايا، فقط عندما أعود لمملكتي متعافيًا

نظرت له بريبة و استغراب أكثر من ذي قبل، و في عقلها يدور سؤال واحد، من ذلك الغريب الذي يتحدث العربية الفصحى؟.. سألت بقلق :
- اي اللي جابك هنا؟

نظر لها بلا فهم، هو لا يفهم تلك اللغة التي تتحدث بها! لم يفهم من الجملة سوى كلمة " هنا "! لكن على كل حال استطاع تفسير من تقول من تلك الكلمة و من تعابير وجهها المستفهمة.. نطق و قد رفع عينيه و ثبتهما على عينيها :
- اسمعي ايتها الغريبة، لا أستطيع فهم ما تريدين قوله، لكن على كل حال.. أنا هنا بسبب انحدار بعض الصخور علي، و التي قامت بسد طريقي

قالت بخوف من ذاك المجنون الذي ظهر فجأة بذراع شبه مبتورة و لهجة و شكل غريبين :
- اطلع برا

ظهرت علامات الاستفهام على وجهه جلية، نطق بنفاذ صبر :
- قلتُ لا أستطيع فهم لغتك! أصفيقة أنتِ أم حمقاء!؟

ابتلعت ريقها ثم قالت بهدوء كي تجاريه و تقلد ما يفعله :
- اخرج من منزلي

رفع إحدى حاجبيه مما دب الرعب في قلبها، نهض من موضعه و اقترب منها بينما يقول بنبرة هادئة تشبه هدوء ما قبل العاصفة تمامًا :
- أنا السلطان ثائر، سلطان بلاد الجنوب، خلقت لأحارب و أريق الدماء!.. يكفيكي شرفًا اني اخترت منزلك دونًا عن المنازل لأبقى فيه حتى اتعافى، أتعلمين ما معنى أن يكون السلطان في ضيافتك!

تراجعت للخلف بعدما حال بينهما متر و نصف تقريبًا، قالت بهدوء كي لا تثير المشاكل مع فاقد الأهلية هذا :
- اسمع.. يا جلالة السلطان.. أنا فتاة صغيرة و فقيرة و لن أجيد خدمتك سيدي! لذا يمكنك البحث عن منزل آخر في المنطقة يحسنون ضيافتك أكثر مني!

ابتسم بعدما أعلنت خضوعها، و لم يكن يعلم أنها فقط تجاريه بالحديث كي تتخلص منه! قال بهدوء بعدما عقد يديه خلف ظهره :
- أما عن انك صغيرة فهذا لا يهم.. أجيد خدمة نفسي بنفسي.. و أما عن المال.. فهاكِ صرة قطع ذهبية من النقود

قال جملته بينما يلقي لها بصرة من المال، ضربت رأسها بخفة براحة يدها و قد تملكها اليأس، سأل بدوره :
- جارية من أنتِ؟

هزت رأسها نفيًا بينما تقول :
- لست جارية سيدي

قال بينما يهز رأسه بتفهم :
- إذا.. زوجة من؟ أين زوجك؟

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن