بسم الله الرحمن الرحيم
" أصبحت ألجأ للناس منك يا من كنت ملجأي الوحيد من الناس "
- تبا!
قالها " ثائر " حانقًا بعدما لم يتوقع ما حدث، لقد انزاحت الصخور لتصنع حائطًا لا يمكن تحريكه، معلنة أنه لا مجال لهما من العودة على الأقل في ذلك الوقت، نطقت " شفاء " و قد خيم عليها الوجوم :
- تبا أي.. الله ياخدك!! أي اللي عملته فيا ده!لم يفهم من حديثها سوى أنها تدعو عليه، كانت محقة، كان نادمًا و عليه أن يتحمل نتائج أخطاءه، نطق :
- اعتذر .. لم أكن اعلم أن هذا سيحدث.. فقط أردت أن أريكِ أن الصخور قد انزاحت و أني لست بكاذب!!ضربت الصخور بيدها في حركة غاضبة لتعبر عن الحنق الذي يملؤها، لكن يدها قد انجرحت في إحدى الصخور المدببة بلا قصد، أطلقت " آهه " خفيفة بعدما تألمت، بينما ظل هو يراقبها في صمت، كانت " رحيل " آنذاك تطوف حولهما بلا حول منها أو قوة، تنظر لصاحبتها بقلق حقيقي مما حل بها و بيدها المجروحة، ربت " ثائر " على " رحيل " برفق نادمًا عما حدث منذ قليل، شعر أنه المسؤول، و أنه من يجب عليه إعادتهما سالمتين كما أحضرهما إلى عالمه
قطع قطعة قماش من ثوبه، ثم مد يده و التقط يد " شفاء "، حاولت سحبها بعيدًا عنه و قد حُقن وجهها بالغضب، لكنه كان قد ثبتها جيدًا كي لا تسحبها، نطقت " شفاء " بضيق من أفعاله الحمقاء :
- سيب ايدي لو سمحتسمع كلمة " يد " في الجملة فتوقع أنها تخبره أن يترك يدها، نطق بينما يضمد يدها بالقماش برفق خشية أن يؤلمها :
- انتظري.. سأضمدها و سأتركها.. لن آخذها معي بالطبع!نطقت بغيظ :
- لا أحب أن يلمس يدي أحد!قال بسخرية دون أن ينظر لها :
- هذا موقف عصيب.. إن لم إضمدها ستظل تنزف! لن تجيدي تضميدها لنفسك! و نحن الآن مضطرون لأن اضمدها أنا لكِتابع بسخرية بينما يرمقها من أعلى لأسفل بضيق :
- لا تقلقي مولاتي يداي نظيفتان!!زفرت بحنق ثم نطقت بالعربية متعمدة إهانته :
- أي حماقة دفعتك لفعل هذا!!نظر لها بجمود، لمْ تحدق به كما فعل هو، بعدما شعرت برهبة ما من تحديقه المريب!! كان كمن يتوعدها، ليس و كأنه من وضعها في هذا المأزق!
انتهى من تضميد يدها دون أن يجيب على تعليقها السخيف، نهض من موضعه و اتجه مكملًا طريقه في المغارة، قالت بضيق :
- أين تذهب!!التفت لها ثم نطق :
- إلى بلادي.. و مملكتي.. و حربي و جنودي!نظرت له بغير استيعاب بعدما وجدت أنه سيتركها وحدها في موقف كهذا! رأى نظراتها الغريبة فنطق :
- ماذا؟قالت :
- أنت من تسببت بهذا.. عليك إعادتي! تصرف!أخذ نفسًا عميقًا، ثم تنهد بهم قائلًا :
- خشيت أن أسألك أن تأتِ معي فترفضين، لذا قررت أن اتفحص المكان بالخارج ثم آتي لأخذك حتى أستطيع جلب جنود يحركون الصخور!
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Action- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!