بسم الله الرحمن الرحيم
" سأكون الشخص الذي تمنيت أن أجده بجانبي، سأجلس بجوار تلك التي تتكور بحزن على أرض الغرفة، سأتأكد من جفاف وسادات فتياتي بعد نومهن لأتأكد أنهن لم يبكين، سأكون ذلك الشخص الذي افتقرت لوجوده في حياتي عندما مررت بأوقاتي الصعبة، لن أجعل أحدهم يمر بأزماته بمفرده، سأكون النصف الثاني لكل نصف لم يجد نصفًا يعينه، سأرسم البسمة على وجه كل فتاة تعيش بفترة صعبة، وحيدة، تظن أن لا أحد في هذا العالم يشعر بوحدتها، لكني أشعر، لأني جربت هذا الشعور جيدًا، ألِفته بشكل كبير، فبات جزءًا لا يتجزأ مني، آثاره لازالت تتشبث بروحي، لذا و منذ ذلك الحين، أقسمت أني لن أصبح أو أمسي، حتى أتأكد أن الجميع بخير، أقسمت ألا أدع أحدهم يصارع بمفرده كما فعلت "
لـ أروىٰ مدحت علي________________
نادت " شفاء " بصوت عالٍ في الأرجاء، التف الجميع حولها من خادمات و خدام و طهاة، فصرخت مستنجدة و قد كانت تحاول التقاط أنفاسها من بين كلماتها :
- السلطان.. أنه متعب، رجاءًا اجلبوا الطبيب حالًا، أنه لا يفيق!سمع الجميع حديثها ففزعوا، وقف البعض مذعورًا، إن مات السلطان " ثائر " سيموت مجدهم معه! هو من كان يخطط بشكل جيد، و يدبر الأمور بحكمة، لو جاء الف حاكم من بعده لن يفلح في فِعْل ما فَعَل هو
مرت بضع دقائق كانت هي تقوم باستنجاد كل من يقف، جاء طبيب ما و قد كان يبدو عليه العجلة، كان يرتدي سترته بينما يركض، و بيده الأخرى يمسك حقيبته الطبية، يبدو أن أحدهم استدعاه على عجل
ركض للداخل فدخلت هي خلفه، ثم أغلق الباب، لتبدأ همهمات الجميع في الخارج، خائفون، مذعورون، يدعون أن ينهض سالمًا، ينتظرون أن يعرفوا ماذا دعاه
هزٌه الطبيب قليلًا فلم يستجب، وضع سبابته على انف " ثائر "، فوجد أنه يتنفس انفاسًا مضطربة، شعر الطبيب بالاطمئنان و عاد الأمل و السكينة لقلبه للحظات
قلبه الطبيب على جنبه كي تعود أنفاسه منتظمة، و بدأ بنظر حوله في الأرجاء، كان ما يعاني منه هو اضرار التسمم، مر عليه حالة تعاني من نفس الأمر منذ فترة، تعرض للتسمم بواسطة نبتة الإيكالا البحرية، هذه النبتة قليلة الوجود هنا، أحدهم اشترى السم بصعوبة خصيصًا ليقتل السلطان
نظر الطبيب فوجد عربة الطعام التي كانت بالأمس، تقدم منها، بالتأكيد لن يصل السم للسلطان سوى عن طريق الطعام، و هذا هو الطعام الوحيد الموجود بالغرفة، سأل الطبيب " شفاء " :
- هل أكلتِ من هذا؟!لم تكن " شفاء " تشك أنه تعرض للتسمم بواسطة هذا الطعام سوى عن طريق سؤال الطبيب، فنفت قائلة :
- لا، رفضت تناول العشاء بالأمس، لكن السلطان تناول القليل منه
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Action- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!