part 27 | اجلبه لي حيًا أو ستموت |

3K 325 126
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" عندما نفقد شخصًا لا نتذكر له سوى المواقف الحسنة وحسب، و إن كان لا يزال معنا، لا نذكره سوى بالمواقف السيئة وحسب
بطبعنا نبحث عن الكمال، و هذا الكمال لن نجده، فالله وحده الكامل
لذا لا نرى سوى الجوانب السلبية للجميع، لكن عندما نفقد ذلك الشخص، نفتقده كثيرًا، نشعر بالفراغ، لذا لا نتذكر سوى الحسن مما كان يفعله! "

- أروىٰ مدحت علي

______________

نهض " ثائر " في الصباح الباكر كعادته، ابتسم و شعر بالسعادة لأنه سيقوم باستئناف تمارينه الصباحية، و تمارينه داخل ساحة القتال

لكن ينقصه شئ ما عليه أن يفعله قبل كل هذا، حاول التأكد من أن " شفاء " لا تزال تغط في نوم عميق إذ سأل :
- شفاء، هل أنتِ مستيقظة؟

لم تجبه و لم يأتِه ردها، أعاد جملته فلم تجبه، أخذ نفسًا عميقًا ثم نطق بهمس :
- من الجيد أنها لا تزال نائمة

اغتسل و أدى ما كان عليه آداؤه قبل أن ينزل لغرفته الخاصة، و لم يدرِ أن " شفاء " كانت مستيقظة كل هذا الوقت، لكنها لم تكن تريد بدأ التدرب الآن

لكنه قال جملة غريبة، قال أنه من الجيد أنها لا تزال نائمة! ماذا سيفعل في غرفته الآن و لا يريد منها معرفته؟

نهضت بخطوات خفيفة و قامت بفتح باب الغرفة السرية، هبطت للأسفل ببطئ تحاول أن تتحسس الدرجات بقدمها خشية أن تسقط للأسفل فتتدحرج كالبطريق

وصلت إلى الأسفل بأمان بعدما انتهت من تلك الدرجات الصعبة! لكنها و للمفاجأة لم تجد " ثائر "!

كيف؟ لقد راقبته يدخل الغرفة السرية بأم عينها، فكرت للحظات، و مرت على عقلها فكرة، يبدو أن هناك غرفة سرية بداخل الغرفة السرية، هذا هو الحل المنطقي الوحيد!

انتظرت القليل من الوقت ثم سمعت صوت تحرك مفاجئ يصدر من الحائط، اختبئت خلف طاولة موجودة هناك فرأت " ثائر " يخرج متلفتًا حوله، ثم ضغط على حجر ما فأُغلقت الغرفة في ثوان و كأنها لم تكن موجودة

لكن لما لم يخبرها بشأن الغرفة؟ أيخفي شيئًا ما لا يريدها أن تراه؟

هكذا فكرت، تابعت خطوات " ثائر " بعينيها حتى اختفى، سمعت خطواته الثابتة تصعد الدرجات و من ثم إغلاق باب الغرفة، وصلت للحائط ثم ضغطت على الحجر فانفتحت الغرفة و معها انفتح فاها بصدمة، كانت غرفة واسعة ذات طابع قديم

تقدمت قليلًا منها ثم بدأت تلقي أنظارها للداخل، ثمة طاولة في منتصف الغرفة تمامًا، تحوي بعض الأوراق و الحبر

جلست بفضول تقرأ المكتوب، ثمة ثلاث ورقات، نظرت حولها بفضول فوجدت على الأرض العديد من الأوراق الملفوفة بشئ ما

فتحت إحدى الأوراق على الطاولة لتقرأهغ بتمعن، كان الخط رائعًا بحق!

كان مرسومًا بشكل جميل، قرأت الورقة الأولى فوجدت الحديث كالآتي :
" شفاء فتاة طيبة للغاية و إن بدا للوهلة الأولى أنها صعبة المراس، كانت ترعاني أثناء مرضي بصدر رحب و كأنها تعرفني منذ زمن و لم اتزوجها منذ أيام، فتاة خلوقة لها من الحنان ما يكفي لتعيش بلادي في سلام، و برغم أني ألحظ تلك الغيرة المدفونة في عيونها عندما أذكر إمرأة أخرى أمامها، إلا أنني أحب أن أخرج تلك الغيرة من أعماقها، و حقًا يا ذاتي إن رأيتِ تلك الرسائل مستقبلًا، فأنا أقول لكِ أنكِ لن تجدي فتاة مثل شفاء، و يالسعادتي عندما علمت من الجندي يوم الزفاف أنه لا يمكنني أن اتزوجها زواجًا مؤقتًا، و يالسعادتي عندما وافقت هي أن تتزوجني زواجًا دائمًا، و للمفاجأة، لقد طلبت مني ألا اتزوج بعدها، ترى هل هي بهذين الفعلين تحبني في الخفاء و لم تعلن حبها بعد؟ الأيام ستُثبت لكِ يا ذاتي"

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن