part 29 | هي أم عرشك؟ |

3K 335 113
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

يا من بات قلبها طاهر كـ مَريم العذراء
اقتربي رجاءًا كي أتنفس الصعداء

ما زال حُبك في فؤادي يا مرهمي
رغم الصِعاب و رغم ما مر بي!

يا من أذوب إثر لهجتها الحانية
قلبي في حُبك قد هوىٰ، و كنتِ أنتِ الجانية

لـ أروى مدحت علي

________________

ألقى " ثائر " جسده على السرير بتعب، إذ كان اليوم طويلًا و مُتعبًا للغاية، الجناح هادئ، و يرجع هذا لعدم وجود " شفاء "

هي لا تثير الضوضاء، و لا تتصرف بجنون بالطبع! لكنها كانت تقوم بفتح العديد من الأحاديث معه، و هذا يعجبه لا يضايقه!

و هذا الصمت الموجود في الجناح برغم أنه ساعده على الإسترخاء إلا أنه لم يعتد عليه في الآونة الأخيرة لذا بات يمقته بشدة!

هو يعشق الهدوء، لكن عندما لا تكون هي موجودة فقط

سمع صوت الباب يُفتح على حين غرة و يندفع منه شخص ما فجأة، نهض من موضعه بفزع!

من يمكنه فتح الباب هكذا دون إذن حتى! ألقى بصره ليرى الفاعل فإذا به يجدها " شفاء "!

نطق بلهجة حادة تحمل شيئًا من الغضب :
- إلى متى ستظلي هكذا تخالفين القواعد؟ ألم أخبركِ عدة مراتٍ أن تطرقي الباب يا فتاة!

أغلقت الباب حولها ثم اتجهت نحوه و كأنها لم تسمع توبيخه لها للتو، أمسكته من ذراعه ثم سحبته لينزل من السرير، نطق بتذمر :
- ماذا تريدين مني! أين تريدين مني الذهاب

نطقت بضجر :
- علمني المزيد من الدروس، هيا سريعًا لن نتأخر!

نبس بضيق بينما أبعد يده التي تقوم هي بسحبها عنها :
- أي دروس!

وضعت يدها على خصرها بينما تقول :
- دروس الدفاع عن النفس يا ثائر!

فهم الآن ما يحدث، يبدو أن " رند " فعلت مهمتها بنجاح! لكن هل آذت " شفاء " لتطلب بإلحاح هكذا!

كان عليه معرفة ما جرى بينهما بالضبط، و كان ينوي طلب " رند " في الغد ليسألها، لكن " شفاء " سبقتها إلى هنا

نطق بضيق :
- لا، انت بالكاد تقبلين بدرس الصباح، و الآن تريدين دروسًا إضافية! الأمر سيكون مُرهقًا علي!

صمتت قليلًا بينما عبس وجهها، لكن ملامحها لانت بعد قليل إذ قالت :
- هل أنت متعب اليوم للغاية

كان سينطق بشئ ما لكنه تراجع على الفور و نطق بعدها :
- اليوم كان مُرهقًا للغاية

تمتمت " شفاء " :
- حسنًا، سأتركك لترتاح، و أعود انا لجناحي لأنعم بالدفء و الهدوء و السكينة، و لآكل بعض الفُشار أثناء قراءة كتاب ما

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن