part 12 |سلطان الشمال يأخذ شفاء |

2.6K 304 72
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" في حضرتي تجد الأمان، أمانًا كالذي يبحث عنه الصغير و لا يجده سوى بين احضان والدته، تجد الحنان كما لم تجربه قط، في أَرْوِقَة قلبي تجد الحب و الرعاية، كشقيقة ترعى أخاها بحب و امتنان، بين ثنايا روحي، لن تجد سوى النقاء، نقاء زهرة قد تفتحت أوراقها و لم تُقطف بواسطة أحد بعد، فلازالت تحتفظ برائحتها التي تميزها، كل هذا بلا مقابل، بلا جزاء! يكفي أني شخص موجود في حياتك، سواء أن كنت شقيقتك، صديقتك، والدتك، شخص نكرة لا يُلتفت له! ستجدني دومًا بهذه الصفات، فقط لأنني الأنثى، و لأنني من المؤنسات الغاليات"

لـ أروى مدحت علي

________________

أنهى " ثائر " جملته محتفظًا بثباته المعهود، لم يحرك ساكنًا لكن عينيه الثاقبتين كانتا تراقبان الماثل أمامه عن كثب، نطق " كيترا " بانفعال :
- هل كنت تحبها جدًا سيدي؟! لم تخبرني من قبل، و لم أرها في حياتي برغم أني رفيقك في كل شئ!

نطق " ثائر " بوجوم :
- لقد كنت أحبها، لكنك يا كيترا لا ترى أيًا من جواري.. و ما الذي جد؟ بالطبع كانت موجودة و لم ترها كبقية جواري!

اهتز ثبات " كيترا " ثم وقف كالفرخ المبلول قائلًا باقتضاب :
- أجل لم أرها، لكني اعتقدت أنها بما انها مميزة، على اقل تقدير سأقابلها مصادفة و لو لمرة

رفع " ثائر " إحدى حاجبيه و قد طغى الشك عليه.. ثم شبك يديه خلف ظهره قائلًا بنبرة يشوبها الحدة :
- لا أتنازل عن مبادئي حتى و لو كانت مفضلتي

ولّاه ظهره ثم تابع و قد احتفظ بنفس الثبات :
- دعك من هذا، ماذا قلت في أمر التخلي عن العرش؟

ابتسم " كيترا " بسمة لزجة لم يرها " ثائر " لأنه ولاه ظهره، ثم قال بعدما ابتلع لعاب حلقه :
- لهذا سألتك إذا كانت مفضلتك ام لا، أرى يا سيدي حلًا آخر

صمت " ثائر " فوجد " كيترا " فرصة لمتابعة حديثه لذا أردف بلا تردد :
- أرى أن تتنازل عن الحرب القادمة، و تقدم لهم عهدًا بعدم اقامة حرب لمدة تصل لعشر سنوات على الاقل، هذا عرض لا يُرفض!

همهم " ثائر " ثم نطق بعدما التفت له :
- هم من يحاولون نصب المكائد لي، لذا اقوم بالحرب معهم، لا أخطئ في هذا، يستحقون!

حاول " كيترا " إسترضائه قائلًا :
- لكن ما قلته منذ قليل هو قرار سديد، بل هو القرار الأصوب بالنسبة لي، بالطبع بعد قرار جلالتكم

أشار له " ثائر " بطرف يده ليرحل، انحنى له " كيترا " برسمية ثم نطق بعدما أخذ نفسًا عميقًا :
- سأعود في الغد لأرى ماذا قرر سيدي

قال جملته و غادر مغلقًا ابواب الغرفة الملكية خلفه، نطق " ثائر " موجهًا كلماته لإحدى الحراس الذين كانوا يقفون خلفه :
- يسير

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن