بسم الله الرحمن الرحيم
" الحروب يا سيدتي تعني الخراب
أذكر السيوف و الرؤوس تتطاير باقتضاب
لكن ألاحظتِ عندما ذكرت السلاح
نسيت وقتها أن أذكر عيناك؟ "
- أروى مدحت علي____________________
نظرت له بصدمة و قد فُتح فاها بذعر، نطقت باضطراب ظهر جليًا على تعابير وجهها العبثية :
- انت بتقول أي يا متخلف انت!لسانها لم يعتد التحدث بلهجتها الأصلية سور عند حلول المصائب، و ها هي ترى المصيبة أمام عينيها الآن!
رسم ملامح الهدوء على وجهه ثم قال :
- ادخلي الآن و فورًا للكهف، و هذا تهديد بالقتل إن لم تفعلي!صوته القوي جعلها تبكي بحرقة، كانت تهاب تهديده لكنها لا تريد العودة!
نظر " ثائر " نظرة أخيرة للحرب المُقامة أمامه ليرى " يسير " ينسحب بالجنود للخلف، شعر بالألم لرؤية جنوده يتقهقرون للخلف بتلك الطريقة الضعيفة
و لكن على حين غرة وجد ما لم يتوقع، ثمة جيش ما يخرج من مملكته بقوة نحو جيش العدو الذي كان يتقدم، جيش قوي يمتطي الأحصنة، و يتقدمهم قائد يمتطي حصانه ببسالة، الجيش مرتب للغاية، الصفوف الأولى ممكن يحملون الأسلحة و السيوف، و الصفوف الوسطى لحاملي الأسلحة النارية، و الصفوف الأخيرة لحاملي الرماح و الذين كانوا يلقونها ببراعة و دقة مما ساهم في قتل العديد من جنود العدو
و أما عن الصفوف التي لم تنضم للحرب كانت تلك الصفوف الخلفية تمامًا و التي كانت تحرك المجانيق
و المفاجأة الكبرى أن هذا الجيش كان جيشًا من النساء، تتقدمهم " رند " بحصانها دون أن تهاب الموت!
كان " ثائر " يعمل على تدريب النساء بالطبع لكنه لم يكون جيشًا أبدًا منهم إذ لم يكن يفكر حتى في جعل النساء تحارب، لأن الرجال فقط هم من خلفوا للدفاع عن الوطن بالحرب، و بنية النساء لا تسمح لهم بتلك الأعمال الشاقة
فإن لم يكن هو من قام بتدريب كل هذا الجيش فمن فعل؟ و هل تم تدريبهم في يومين فقط حين اختفى هو؟
للتو جاءت فكرة ما في عقله و رجحها بالفعل، حين كانت " رند " و " يسير " يختفيان من القصر على حين غرة، كانا يقومان بتدريب هذا الجيش باحترافية في سرية تامة!
و لأنهما يعلمان أنه سيرفض بكل تأكيد قاما بإخفاء الأمر عنه!
عملت المجانيق على تقهقر جنود العدو بقوة، كما كان لحاملات السهام أثر رائع في الفوز المحتوم لتلك الحرب.
و كما كان مخطط له من قبل " رند " و " يسير "، عادت جيوش الرجال لتنقض على جيش العدو من الخلف فحاصروهم من الأمام و من الخلف و انقضوا عليهم جميعًا
تقهقر من تقهقر و طارت رؤوس العديد منهم و انتصرت جنود الجنوب بعد التوقع الكبير بأن تلك الخسارة باتت محتومة
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Aksi- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!