" الجزء الأخير "

3.3K 280 230
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" الحروب يا سيدتي تعني الخراب
أذكر السيوف و الرؤوس تتطاير باقتضاب
لكن ألاحظتِ عندما ذكرت السلاح
نسيت وقتها أن أذكر عيناك؟ "
- أروى مدحت علي

____________________

نظرت له بصدمة و قد فُتح فاها بذعر، نطقت باضطراب ظهر جليًا على تعابير وجهها العبثية :
- انت بتقول أي يا متخلف انت!

لسانها لم يعتد التحدث بلهجتها الأصلية سور عند حلول المصائب، و ها هي ترى المصيبة أمام عينيها الآن!

رسم ملامح الهدوء على وجهه ثم قال :
- ادخلي الآن و فورًا للكهف، و هذا تهديد بالقتل إن لم تفعلي!

صوته القوي جعلها تبكي بحرقة، كانت تهاب تهديده لكنها لا تريد العودة!

نظر " ثائر " نظرة أخيرة للحرب المُقامة أمامه ليرى " يسير " ينسحب بالجنود للخلف، شعر بالألم لرؤية جنوده يتقهقرون للخلف بتلك الطريقة الضعيفة

و لكن على حين غرة وجد ما لم يتوقع، ثمة جيش ما يخرج من مملكته بقوة نحو جيش العدو الذي كان يتقدم، جيش قوي يمتطي الأحصنة، و يتقدمهم قائد يمتطي حصانه ببسالة، الجيش مرتب للغاية، الصفوف الأولى ممكن يحملون الأسلحة و السيوف، و الصفوف الوسطى لحاملي الأسلحة النارية، و الصفوف الأخيرة لحاملي الرماح و الذين كانوا يلقونها ببراعة و دقة مما ساهم في قتل العديد من جنود العدو

و أما عن الصفوف التي لم تنضم للحرب كانت تلك الصفوف الخلفية تمامًا و التي كانت تحرك المجانيق

و المفاجأة الكبرى أن هذا الجيش كان جيشًا من النساء، تتقدمهم " رند " بحصانها دون أن تهاب الموت!

كان " ثائر " يعمل على تدريب النساء بالطبع لكنه لم يكون جيشًا أبدًا منهم إذ لم يكن يفكر حتى في جعل النساء تحارب، لأن الرجال فقط هم من خلفوا للدفاع عن الوطن بالحرب، و بنية النساء لا تسمح لهم بتلك الأعمال الشاقة

فإن لم يكن هو من قام بتدريب كل هذا الجيش فمن فعل؟ و هل تم تدريبهم في يومين فقط حين اختفى هو؟

للتو جاءت فكرة ما في عقله و رجحها بالفعل، حين كانت " رند " و " يسير " يختفيان من القصر على حين غرة، كانا يقومان بتدريب هذا الجيش باحترافية في سرية تامة!

و لأنهما يعلمان أنه سيرفض بكل تأكيد قاما بإخفاء الأمر عنه!

عملت المجانيق على تقهقر جنود العدو بقوة، كما كان لحاملات السهام أثر رائع في الفوز المحتوم لتلك الحرب.

و كما كان مخطط له من قبل " رند " و " يسير "، عادت جيوش الرجال لتنقض على جيش العدو من الخلف فحاصروهم من الأمام و من الخلف و انقضوا عليهم جميعًا

تقهقر من تقهقر و طارت رؤوس العديد منهم و انتصرت جنود الجنوب بعد التوقع الكبير بأن تلك الخسارة باتت محتومة

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن