part 30 | جثة |

2.9K 329 97
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" أفعل الشئ السئ بمحض إرادتي صدقًا
و لكني أجلس في زاوية ما أبكي ندمًا

هل أنا شرير لأني فعلت السئ؟
أم انا خيّر لأني ندمت عليه؟

هل أنا الشخص و نقيضه؟
فكيف لي أن أكون الطيب و الشرير في نفس القصة!

انا الذي أفعل السئ و من ثم أبكي و كأنني كنت مرغم على فعله
هل أنا الطيب ام الشرير؟
هل أنا السئ ام الخيّر؟
كيف لي أن أكون اثنان في آن واحد! "

لـ أروى مدحت علي

_______________

طوى الورقة في يده بغضب عارم، من ذاك الذي يجرؤ على مساومته؟
تنهد بعمق بينما تغزو بعض الأفكار الشيطانية عقله، نفث الهواء من فمه بضيق بعدما اتخذ القرار في نفسه

زم شفتيه ثم نطق بنبرة شقت الأرجاء من قوتها :
- اكتب يا جندي

بدأ الجندي يكتب بعدما امتثل لأمره على الفور فقال " بشر " :
- افعل ما شئت، عرشي اهم بالنسبة لي من أي شخص مهما بلغت صلة قرابته مني!

جملة متوقعة من شخص مثله، لكنها فاجأت " مهد " كثيرًا، ألهذه الدرجة هو جشع طماع؟

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*

جاءت الفتاة بكوبين من الشاي ووضعتهم على الطاولة، و كان برفقتهم صحنًا من البسكويت الشهيّ

تناولته منها " شفاء " و التي جلست بامتنان ثم نطقت :
- شكرًا لكِ

ابتسمت الفتاة ثم جلست أمامها تتناول قطع البسكويت، سألت " شفاء " :
- ما اسمك؟

نطقت الفتاة :
- لُطف

استكملت " لطف " حديثها قبل أن تعلق " شفاء " على اسمها :
- انت متواضعة جدا

استغربت " شفاء " و التي نطقت :
- لم تقولين هذا؟

هزت " لُطف " كتفيها ثم نطقت :
- وجهتي لي كلمات الشكر عندما أتيت، و أيضًا تطلبين ما تريدينه بأدب بينما نحن جواريكِ ما دمنا جواري السلطان و أنتِ زوجته

تبسمت " شفاء " ثم قالت :
- هذا ليس تواضعًا، انا اتصرف بطبيعتي وحسب، و على الجميع فعل هذا، لماذا ينبغي علي التصرف بعنجهية مقصودة ما دمت سلطانة؟!

ض

حكت الفتاة ثم نطقت :
- ليس تصرفًا قسريًا، و لكن الجميع يفعل هذا لذا وجدت أنك مختلفة، و هذا أذهلني بعض الشئ

أمضت " شفاء " ما يقارب الساعة تتجاذب فيها أطراف الحديث مع " لطف "، كانت " لُطف " فتاة شغوفة تحت المرح، تهوىٰ الأحاديث الشيقة و فضولية إلى حد كبير

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن