بسم الله الرحمن الرحيم
" أشعر بالتشتت، بالدوار، أشعر كأني كالتائه الذي تتقاذفه دروب الحياة "
- أروىٰ مدحت علي
___________________قال " ثائر " جملته بهدوء عجيب ثم عاد يستكمل طعامه و كأن شيئًا لم يحدث، و كأنه لم يفجر مفاجأة للتو، و كأنه لم يشعل الغضب في قلوب بعضهم، و السعادة في قلوب البعض الآخر
ابتلعت " ريكتا " ريقها في صمت دون أن تتحدث، حركت شعرها الأسود للخلف منتظرة أن يستكمل حديثه، و ظل هو يراقب تعابير " شفاء " دون كلل، نطقت " شفاء " بهدوء تام لتقطع حلقة الصمت التي حلت عليهم :
- مبارك لكسألت " ريكتا " و قد ابتلعت الغصة في حلقها :
- من سعيدة الحظ التي ستحظى بحب مولاي و كرمه؟حرك ملعقته داخل الصحن أمامه ثم تابع بابتسام و هدوء قاتل حديثه ليفجر مفاجأة ثانية لم يتوقعها أي منهم :
- ربة الصون و العفاف، شفاءكانت " شفاء " في ذلك الوقت تتناول قضمة من الطعام الذي أمامها بلا مبالاة فبصقتها على الفور بعد أن سمعت جملته الأخيرة، ماذا يقول هذا المعتوه؟ يبدو أنه يتحدث عن " شفاء " أخرى غيرها!
نطقت " شفاء " بتوتر بالغ دون أن تنظر لأحد ما :
- اعتذر لم أقصد أن...نبس " ثائر " بابتسام بينما فتحت أفواه الجميع بصدمة بالغة :
- لا عليكِ، عزيزتيظلت تفكر في نفسها بتوتر! لماذا يفعل هذا؟ هو لا يحبها! و هي لا تحبه! هل جن؟ أم يظنها أميرة بحق؟ ام تراه يظنها " إيرين "! لم تكن تعرف ما أسبابه، لذا ظلت موجهة أنظارها صوب الصحن دون أن تتحدث أو تنبس ببنت شفة!
توجهت الأنظار نحوها فجأة، فأخفضت بصرها بخجل أكثر، لم تكن تعتاد أن ينظر الجميع اليها، و في موقف محرج كهذا تمنت لو التهمتها الجدران أو اختفت حتى ترفع هذا الحرج الذي حل فجأة، نطقت لتقطع نوبة الصدمات التي حلت على الجميع هذه :
- من فضلك ثائر اود التحدث معك على انفرادركضت فورًا بإحراج نحو جناح مكتبه بعد أن ألقت بجملتها، كانت تود أن تسأله عن تلك الحماقة التي تفوه بها منذ قليل! و ماذا يقصد بحديثه هذا بالضبط
نهض هو بدوره و على ثغره ابتسامة واسعة لم يعرف أحدهم سرها ولا متى هو، لكن خطواته المفاجأة تلك و التي لا يستطيع أحدهم تخمينها تعجبه كثيرًا، نطق بحزم لتلك الأفواه المفتوحة جميعها قبل أن يرحل تاركًا كل منهم في حلقة الصمت :
- انتهى العشاء، عودوا إلى أعمالكم، ألقاكم في الغدثم رحل من الغرفة تاركًا كل من الجلوس في حلقة صدمته، وضعت " ريكتا " يديها على رأسها بألم بعد أن رحل ثم نطقت باقتضاب بدا على ملامحها :
- حلت علينا المصيبة الكبرى، سيتزوج ثائر سيتزوج السلطان*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*
سأل " ثائر " بفضول مصطنع و كأنه لم يفجر إحدى المفاجآت منذ قليل موجهًا حديثه لـ " شفاء * فور دخوله :
- ماذا تريدين؟ اضطررت لإنهاء العشاء بسببك
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Action- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!