بسم الله الرحمن الرحيم
" لا أتأملك بتاتًا!
هل لأنني لاحظت أنكِ غيرت درجة الماكياج التي تضعينها كل يوم يعني أني اتأملك أو أهتم بأمرك؟
هل لأنني لاحظت بمحض الصدفة أنكِ تضعين طلاء أظافر شفاف يعني هذا أني أتأملك أو أهتم بأمرك؟
هل لأنني لاحظت وحسب أنكِ ترتدين حذاءًا أطول من الذي كنتِ ترتديه بالأمس بمسافة سنتيمتر يعني هذا أني اهتم لأمرك!
إطلاقًا! لا أركز مع مع تفاصيلكِ أبدًا! ولا أركز مع كل شئ تفعلينه! على العكس تمامًا، لا تمثلين أي شئ بالنسبة لي! "لـ أروى مدحت علي
____________________
خرجت من جناحها بقلق ثم أغلقت الباب خلفها، توجهت و الإضطراب يصحبها إلى جناحه، تجر خلفها أذيال القلق الشديد و الذي ظهر جليًا على وجهها، ماذا فعل لـ " ريكتا " كي تبكي بهذا الشكل؟! هل قام بضربها!
استبعدت تلك الفكرة سريعًا عن رأسها، هو متعب و لن يستطيع ضربها، هل تراه مخيف إلى هذا الحد الذي يجعل الفتاة تبكي بهذا المظهر و تعتذر لها بكل ذرة ندم تنبع من داخلها!
طردت كل الأفكار من رأسها سريعًا و خرجت من قوقعة الشرود للتو بطرقها على باب جناحه طرقات خفيفة
انتظرت لثانية فقط ثم دخلت دون أن تسمع صوته يسمح لها بالدخول، كان يجلس بكل هدوء على الأريكة، بجواره طاولة صغيرة وضع عليها كوبًا من الشاي لا تعلم متى تم تحضيره!
يمسك بيده كتابًا و يبدو عليه أنه يشعر بالنهم لقراءة تلك السطور، حمحمت و قد ظنت أنه لم يسمع طرقها الخفيف أو صوت صرير الباب الذي أصدره فور دخولها الغرفة، لكنه لم يعطها بالًا!
حمحمت مجددًا فلم يكلف نفسه عناء رفع وجهه للإجابة عليها إذ قال بينما يصوب نظره نحو صفحات الكتاب :
- ماذا تريدين؟ذلك البرود الطاغي عليه و كأنه قطعة من الثلج يستهلك ذوبانها بضع سنين جعلها تقف بغيظ أمامه، شبكت يدها أمام صدرها ثم نطقت :
- ألم تسمع دخولي؟رفع نظره وصوبه نحوها لأول مرة منذ دخولها الجناح :
- هل تريدين مني أن انهض و انحني لجلالتكِ عند دخولكِ؟كانت تعلم أن خلف تلك النبرة الجادة نبرة ساخرة تقلل من شأنها، ملأها الغيظ فحملقت فيه بغضب بينما نطقت لتغير مجرى الحديث :
- ماذا حدث لريكتا؟ لما كانت بذلك الذعر عندما أتت لتعتذر لي؟ هل قمت بضربها؟لماذا تدافع عن ريكتا برغم أن الأخرى حاولت قتلها منذ أربعة و عشرون ساعة فقط! هل هي قلقة بشأنها؟ أم أنها تريد أن ترتاح فقط عندما تعلم أن " ثائر " ليس بهذه الخصال، و أنه يستحيل عليه أن يضرب أنثى
تنهد الآخر ثم نطق بهدوء كان كفيلًا بجعلها بركانًا يكاد ينفجر من الغضب :
- و ما شأنكِ؟
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Action- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!