part 34 | وقع في الفخ |

2.7K 294 185
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" ورقة الشجرة تظل موضعها في أمان و هدوء، حتى تأتي الرياح فتقتلعها من موضعها دون إذن!
يمكنك أن ترى أن الريح قد ظلمت الورقة باقتلاعها و إلقائها
و يمكنك أن ترى أن الريح قد أكرمت الورقة بأن جعلتها تطير و تزور الكثير من الأماكن بدلًا من وقوفها دون حركة
انت من تستطيع أن تحدد إن كنت تريد حياتك سلبية ام ايجابية، انت وجهة النظر الوحيدة، انت بطل قصتك و الوحيد الذي بإمكانه التحكم في أن يرى إيجابيات حياته أو يظل عالقًا أمام سلبياتها "

- أروى مدحت علي
__________________

- أين أنت بذاهب؟
قالتها " شفاء " على مضض بينما تنزل على ذلك الدرج الغريب معه، ثمة درج سري في جناحه لم تكن تعلم بشأنه أبدًا!

همس إليها بصوت خافت لتطالعه هي بإنصات شديد :
- دقائق وسنصل، لا تقلقي

ظلت تمشي خلفه حتى صعدت على درج آخر يقود للأعلى

كانت الأجواء حولها مريبة، الغبار يغطي المكان بالكامل و قد صنع طبقة رقيقة فوق الجدران، شبكات العناكب تملؤ زوايا ذلك الممر و كأن العناكب قد أعلنوا عن جعله إمبراطورية لهم!

كانت تمشي بينما تنظر حولها تطالع المكان و على وجهها علامات التقزز حتى اصطدمت به أمامها لأنه توقف فجأة، سألت بفضول :
- أوصلنا؟

هز رأسه إيجابًا و لم يتحدث، أزاح بعض القماش المتدلي من الحائط أمامه لتسقط عينيها على حديقة مليئة بالأشجار

كان الجو ليلًا مما لم يمكنها من الرؤية بوضوح كبير، لكن المنظر كان غاية في الروعة، خطى " ثائر " بضع خطوات أمامها ثم جلس على العشب و أشار لها لتجلس أيضًا

جلست أمامه مباشرة بينما تطالع الأجواء حولها بغرابة، كان الهواء رائعًا، بدأت الرياح تداعب حجابها فتطاير قليلًا للخلف

نطقت باستغراب لتقطع الصمت الذي خيم عليهم :
- أين نحن؟

أعاد شعره للخلف بيده ثم نطق :
- حديقة سرية، لا يعلم بأمرها سواي

سألت مستفسرة بشئ من الفضول الذي لاحظه في عينيها :
- و لماذا كنت تهمس عندما كنا في الطريق إلى هنا؟

تنهد ثم نطق :
- هناك جاسوس ما في القصر، أخبرني يسير عن بعض المعلومات التي تتسرب من جناح عملي إلى العامة، لقد خطى بين العامة بنفسه و سمع الأحاديث تتداول

صمت ثم تابع :
- كنت أشك في يسير في البداية بعدما أخبرني، لكني استبعدت شكوكي، يسير ليس بالشخص الذي قد أشك فيه، أنا اعرف الخائن من قبل أن أكشفه، استطيع معرفته من عينيه! من تصرفاته، قبل حتى أن اتأكد من خيانته

قهقهت قليلًا بينما تقول :
- ذكي حقًا و دقيق الملاحظة

ربت على رأسها براحة يده ثم نطق متنهدًا :
- أشعر أننا سنخسر الحرب هذه المرة، جنود الشمال ليسوا بهذه القوة لأتوقع الهزيمة، و بنفس الوقت لا أشك ولو للحظة في قوة جنودي أو عزيمتهم، لكني أشعر أن هناك شيئًا خاطئًا سيحدث، ثمة شعور سئ داخلي يخبرني أننا سنخسر تلك الحرب حتى أنني أشعر أنه قام بتأجيل الحرب لأنه يخطط لمكيدة ما يريد أن يتأكد من أنها ستفتك بنا جيدًا!

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن