بسم الله الرحمن الرحيم
" صغير، كطفل في مقتبل العمر يمسك بإحدى الورود
و على شفاهه الناعمة بسمة تستطيع إضحاك من بالوجودمتسرع، كشاب في عمر الزهور و بعنفوان شبابه
ما إن يغار على إحداهن يكون في أبهى اقتضابهحكيم، كعجوز قد مر من عمره ما لم يستطع هو استدراكه
و برغم هذا يملك من الحكمة ما لم يستطع غيره امتلاكهفترات و أعوام تمر على عقلي المسكين دون أن أدري
أن المواقف تنسج له عمرًا جديدًا دون أن آخذ حذري "لـ أروى مدحت علي
____________- عودة للأحداث الحالية -
شعر أن من يمشي به قد سكن لوهلة فعرف جيدًا أنه قد وصل للوجهة المطلوبة، لم يكن بإمكانه الهرب!
فهو مقيد بشكل جيد كما أنه ملفوف في بساط بطريقة تجعله يشعر بالإختناقشعر بجسده يُلقى على الأرض، ثم قام الرجل بلف البساط فدار " ثائر " مع البساط الذي فتحه الرجل حتى وجد نفسه ملقى
نهض من موضعه بعدما فتح الرجل البساط، نظر أمامه ليجد " بشر " يجلس على العرش بابتسامة شريرة تزين ثغره
كان " بشر " قد توقع مسبقًا أن تنهال عليه الشتائم و السباب من قبل " ثائر "، و هذا ما لم يحدث لسبب يجهله!
نطق " بشر " :
- مفاجأة بالطبع أليس كذلك؟شبك يديه خلف ظهره مردفًا :
- بالطبع انت قد توقعت الآن لماذا احضرتكلم ينبس " ثائر " ببنت شفة فقد كان ينظر لـ " بشر " وحسب دون إبداء أي رد فعل
سأل " بشر " بعدما أمسك برأس " ثائر " المقيد :
- لماذا لا تتحدث؟لم يعجبه " ثائر " بأي رد فعل، رفع " بشر " رأسه إلى أعلى بينما يقول :
- نسيت شيئًا هامًا، انت لم تنحني لي عند دخولك، بالطبع لأنك كنت مقيد في بساط، لكن لا مشكلة، انحني لسلطانك الآنو لمرة أخرى لم يتحدث " ثائر " أو يبدي أي رد فعل على تلك المسرحية التي يقوم بها " بشر "، كان يجلس كالصنم مقيد اليد و الأقدام ينظر لـ " بشر " أمامه و كأنه عظمية متحركة
أشار " بشر " بغيظ بيده للحارسين ليجعلا " ثائر " ينحني رغمًا عنه فنفذ الحارسين ما قال بالضبط إذ أمسك أحدهم برأس " ثائر " و طأطأها لأسفل أمام " بشر "
نطق " بشر " بعدما رفع وجهه لأعلى بتعالي :
- زوجتكدق قلب " ثائر " لما سمع لتوه، إن قام ذلك الأحمق بفعل ما يدور في رأسه سيموت " ثائر " غيظًا
تابع " بشر " بكلمات وصوت هامس و قد كان يتحرك قلب " ثائر " مع كل كلمة ينطقها بذعر :
- زوجتك ستُقتل امامك إن لم تتخلى عن مملكتكرفع " ثائر " وجهه ثم نطق للمرة الأولى مذ جاء و بنبرة تحذيرية مخيفة :
- أقسم يا بشر، إن آذيت زوجتي سأجعلنك عبرة لمن لا يعتبر! و مملكتي لن اتخلى عنها أيضًا، كيف تكون بتلك الوقاحة! كيف تجرؤ على اختطاف سلطان من الأساس! و أي سلطان؟ الأقوى بلا منازع!
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Action- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!