part 24 | خطابين قلبا الموازين |

2.8K 347 82
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" لماذا تضيع بين طيات النسيان؟
لماذا كان حُبك ذاك الداء صعب الشفاء؟
لماذا كنت تلك القشة التي قسمت ظهري
و كنت تلك الغمامة السوداء التي غلفت روحي
كاذبة أنا إن اخبرتك أني تجاوزتك
فعقلي قد يفقد كل خلية به، إلا التي تحمل ذكراك
قلبي بعدك سقط في بؤرة من الظلام
أغلق أبوابه بامتهان
مرت الأعوام و نسيت أن أنسى
قد تجاوزتني أنت، ولا أعلم انا متى سأضع ذكراك بين دفاتر الماضي "

لـ أروىٰ مدحت علي
_____________________

حرك سبابته نحوها قائلًا بفخر ظهر على تعابيره :
- ذكية، أذكى مما توقعت، أخبريني لما شككتِ بها و لم تشكي في شخص آخر؟

نطقت بعنجهية مقصودة :
- في البداية كان جم شكّي نحو إيرين، و هذا لأنها هربت

رفع " ثائر " كلا حاجبيه بدهشة، و كأن ما يسمعه الآن هو آخر ما توقع أن يمر على مسامعه، نطقت " شفاء " لتخرجه من بؤرة الإندهاش التي كان حبيسها لعدة ثوانِ بقولها الرحيم :
- اعتذر، لم يخبركَ أحد ولا حتى أنا، أنت متعب و يفترض بك الراحة، لا تفكر في أشياءَ كهذه

تنهد بغضب ثم نبس بصوت حاد :
- لماذا؟ و كيف هربت!؟ يجب أن أعاقب حراس الجناح على هذا الإهمال!!

حاول النهوض من موضعه برغم ذلك الألم الذي رافقه في رحلته الشاقة للنهوض، كاد الألم يفتك به، تحمله بصعوبة حتى نهض و خطى بضع خطوات كالطفل الذي لم يألف المشي بعد، حاولت " شفاء " إعتراض طريقه حيث وقفت أمام الباب مباشرة ثم نبست بضيق :
- أنت متعب، لا تذهب رجاءًا!

أجابها الآخر بتعابير مقتضبة :
- شفاء، أفسحي الطريق رجاءًا

هزت رأسها نفيًا ثم نطقت :
- اجلس و سأشرح لك الأمر، من فضلك اجلس و الا ستظل متعبًا!!

ضرب كفًا بكف ثم جلس على الأريكة مجددًا، جلست بجانبه تقول :
- لقد ذهبت و سمعت من الجميع، و سألت الحارسين و تحدثت معهم أيضًا، الحارس الأول قد غفا لوقت أطول، فاستيقظ الآخر ليقوم بحراسة الجناح بمفرده، و اضطر لدخول المرحاض، و في تلك الدقائق هربت إيرين، هل هذا إهمال؟

نطق مصححًا حديثها بنبرة حادة حاول إلجامها قدر المستطاع :
- هذا هو الإهمال بعينه!

ابتلعت ريقها ثم نطقت في محاولة فاشلة لإقناعه :
- كل ما ستفعله من غضب سيكون غير مفيد أو مُجدٍ، رجاءًا استمع لي، يمكنك أن تعاقبهم لكن بعد أن تُشفى تمامًا، و لا تجعل العقاب قاسٍ لدرجة كبيرة أرجوك

اكتفى بالصمت و الحملقة فيها بينما يفكر في الأمر بداخل عقله، فوجدت " شفاء " أن الفرصة باتت مناسبة لإقناعه فتابعت :
- عاقبهم فيما بعد، يجب أن ترتاح الآن وحسب، و أيضًا لقد انتهى النقاش بيننا و لم نتابع الحديث حول من وضع السم في الطعام، لماذا شككت في ريكتا؟

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن