part 5 |صخور الكهف |

3K 290 93
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" - صغيرتي، لا تقلقي كل شئ سيكون على ما يرام
نظرت حولها لتجد أن المكان أصبح خاويًا، سألت :
- لكنهم أمروك بقتلي كي تعيش أنت؟
ابتسم ابتسامة غريبة بينما يقول :
- تعلمين دوماً أنني أريك الأفضل لك، إن مت أنا ستبكين بحرقة على فقداني، و انا لا اريد لقلبك أن ينكسر!
عقب جملته بإخراج سكين من جيب سترته ثم وضعه في عنقها ببطئ لتتناثر دماؤها الدافئة في الأرجاء "

- اروى مدحت

انتهت الجلسة التي جمعته بـ " ملهم " و الجد " حسن " بعدما انزعج " ثائر " من حديث الأخرين، مزاجه سئ منذ جاء! لم يكن بهذا السوء حقًا قبل أن يأتي

قال " ملهم " في الجلسة أن الكهف مغلق منذ زمن، كيف و هو الذي أتى منه؟! هذا الفتى مزعج حقًا، يتفوه بالتراهات مرارًا و تكرارًا

أيعقل أنه يحلم؟ ربما.. فكل شئ وارد الحدوث في هذا العالم الغريب!

أنهى " ثائر " الجلسة معهم بنهوضه و ذهابه للغرفة التي كان سيبيت بها

أسدلت الشمس خيوطها الذهبية في الأرجاء المظلمة و نشرت النور في الأنحاء، الطيور تزقزق هنا و هناك كأنها تنشد أنشودة محفوظة عن ظهر قلب

وضع " ثائر " الوسادة على وجهه من الانزعاج ناطقًا :
- ايرين أغلقي الشرفة

لم يجد استجابة، رفع رأسه فلم يجد هذا السرير الفخم الذي اعتاد النوم عليه، و لا تلك الجارية التي ما أن يستيقظ حتى يجدها في وجهه جاهزة لتلبية أوامره، فيخبرها بإغلاق الشرفة و تمتثل فورًا، بل فتح عينيه على بعض الشقوق الموجودة في الحائط

و ألم ظهره من النوم على هذا السرير الضيق الغير مريح بالمرة، و زقزقة العصافير المزعجة التي لم يجد من يوقفها هذه المرة!

و لا أخفيك سرًا، لقد سقط من على السرير عدة مرات أثناء تقلبه في نومته! بسبب ضيق السرير الذي لم يعتد النوم عليه!

تثائب بضيق ثم تمدد قليلًا، أخرج شيئًا من الوسادة فتبين أنه خنجره و الذي آثر وضعه هنا كي لا يسرق، ثبته على خصره جيدًا ثم خرج ليغسل وجهه و يصلي مع الجد " حسن "

" ثائر " مسلم.. يتبع الدين الاسلامي، لا يقتل دون سبب كما يدعي!

هو فقط يهدد.. عندما يقتل و يريق الدماء فهو بفعل هذا من أجل وطنه وحسب!

خاض " ثائر " عدة معارك، بدايتها مع دول مجاورة له، و نهايتها مع دول الشمال

كانت دول الشمال تطمح أن تحتل مملكته بأي طريقة! حاولوا التعاون مع عدة ممالك أخرى فقط ليستولوا على مملكته، كان لابد له من أن يضع لهم حدًا!

لكنهم رفضوا المفاوضات معه، و أصروا على الحرب، لذا و كل ما فعله أنه حارب!

انتهى " ثائر " ثم خرج يجفف وجهه بمنشفة، سمع صوتًا قادمًا من المطبخ يقول :
- انت صحيت، صباح الخير

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن