بسم الله الرحمن الرحيم
" تلك النظرات في عينيها كانت رائعة للغاية، منذ المرة الأولى التي رأيتها فيها عندما قررت الإحتفاظ بهما و أنا مغرم بهذه العيون
نظرت لتلك الرأس الموضوعة على الطاولة بابتسام، هذه المرة التاسعة التي انظفها فيها لهذا الشهر، الا تكف تلك العينان عن نزف الدماء؟ "
- اروى مدحت عليهمست و قد تملكها الرعب و دب الخوف للحظة في أوصالها :
- انت اي اللي جابك هنا و دخلت ازاي! و اي اللي في ايدك ده! يارب ما يكون اللي في بالي يارب!رفع رأسه و طغى على تعابير وجهه البرود التام، نطق :
- لم أفهم الجملة الأولى.. لكني أعتقد أن سؤالك هو لماذا أنا هنا.. و هذا هو المفهوم من تعابير وجهك القبيحة.. أنا هنا لأنني كنت جائع، اما عن الذي في يدي فهو أرنب وجدته شاردًا في هذا الحي!تنفست الصعداء بعدما ظنت أنه يقوم بطهي " رحيل " قطتها! و للحظة وجدت " رحيل " تخرج من خلفه و تتمسح بقدمه.. استغربت فعلها كثيرًا فـ " رحيل " لا تعتاد على الناس بسهولة! لم أحبت هذا القاتل فجأة و بدأت تتمسح به و كأنها اعتادت عليه!
احتضنتها " شفاء " قائلة باشتياق حقيقي :
- وحشتيني يا لولو خفت عليكي اوي بجد .. مليش غيركضحك " ثائر " باستهزاء من قولها قائلًا :
- و ما الذي اخافك عليها؟ أتركتيها في بركان على سبيل المثال؟نظرت له مضيقة عينيها ثم قالت بضجر و انزعاج :
- انت! اخاف عليها منك انت! ثم إنني لا افهم كيف دخلت إلى هنا! اجود أنواع الأقفال وضعته على الباب! لو أنك لص لما ولجت بهذه البراعة! كم استغرقت في فتح القفل؟لم يجب و اكتفى بنظرات باردة علت محياه.. قالت و قد سيطر الغضب على أوصالها من هذا البارد متبلد المشاعر :
- أجب! نعلك المتسخ خطوت به في المنزل كله! لقد نظفت صباحًا! لو أنك تتعمد فعل هذا لما قمت بجعل المكان قذرًا يرثى له هكذا!رفع سبابته محذرًا بسبب نبرتها الهجومية و التي لم يستحسنها هو ثم نطق :
- انتبهي جيدًا لحدودك.. و احترمي صبري بعدم قتلك.. لو أنني لم أكن بهذا الهدوء الآن و الذي استغربه كثيرًا لشققت وجهك هذا بخنجري! و لو أن سيفي معي الآن و لم اتركه في موضع الحرب لقطعت به رأسك و لجعلت دماءك الدافئة تتناثر لتغطي أرجاء المنزل و لتكون اسوء من نعلي المتسخ الذي يضايقك حتى حتى!تنهدت بعمق ثم نطقت و قد حاولت أن تمسك أعصابها قدر المستطاع :
- انت مين؟ و مين بعتك ليا؟ مليش قرايب و محدش منتبهلي.. لو فاكر إن اللعبة الغبية اللي جاي تضحك عليا بيها دي هتأثر فيا تبقى غلطان! اطلع برا بيتي و ما اشوفش وشك تاني!تناولت منه الخنجر ثم ألقته أرضًا فغرز في الأرض واقفًا بحرفه، نظر لها " ثائر " بتعجب من تلك الفظاظة التي تعامله بها، لم يفهم كلمة مما قالت لكن نبرتها توحي بأنها تسبه ربما.. او تطرده لأنها أشارت للباب.. او ربما تخبره ألا يعود مجددًا
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Action- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!