محارب الجنوب

part 19 | هرب السجين |

بسم الله الرحمن الرحيم

" قيل لي الحب فان، برغم اني احببتك بكل تفاني "
لـ أروى مدحت علي
____________________

ضغط على كلماته التي قالها بحدة أصمتتها :
- تراجعي عما تفعليه يا إيرين، و اعتذري حالًا، و إلا سيكون عقابك وخيم، صدقيني لن اتساهل معكِ أبدًا

شبكت يدها أمام صدرها، ثم استدعت دموعها لكنها لم تفلح في جلبها كما اعتادت، كانت تبكي كالتماسيح لتخرج نفسها من هذه المواقف، صمتت و لم تعتذر كما قال، و قد شعرت بالإضطراب، و شعرت أيضًا بهذا الخطأ الجسيم و الفادح الذي أوقعت نفسها فيه، نطق " ثائر " بصوت هادئ رخيم دب الرعب في قلبها، فهو لا يتحدث بمثل هذا الأسلوب إلا حين يغضب بشدة :
- سأعتبر أن ما حدث هو أفعال ما بعد صدمتك في أمر الطفل، لأنني لو اعتبرت انك بكامل قواكِ العقلية الآن، سيكون لي تصرف آخر، أخرجي الآن، و لا أريد رؤية وجهك حتى آذن لكِ بالخروج، و لا اعلم من الأساس كيف سمحوا لكِ برغم تهديداتي الصارمة لهم بألا يخرجوا أيًا من الجواري!

وقفت أمامه و كأن على رأسها الطير، بالرغم من أنها كانت تشتعل حرقة من الداخل، نطقت بهدوء و نفاذ صبر :
- ستتزوج؟ هي من جعلتكَ تفعل بنا هذا! منذ متى و السلطان تتحكم به امرأة!

قبض على يده كي لا يفتعل مصيبة اليوم، نطق و قد ضغط على كل كلمة يقولها بعدما نجحت تلك اللعينة في إشعال براكين غضبه :
- و لأجل أنني رجل، فإنني لن أصفعكِ الآن لأنني لن أحاول استعراض قوتي كي أهدد امرأة، لكنكِ وصلتِ إلى مرحلة صعبة ولا أريد التهور، لأنني لو تهورت الآن يا إيرين سألقي رأسكِ هذا من تلك الشرفة، و لن أحرركِ أيضًا لأن هذا سيكون رحمة لكِ، ستبقين جارية، لكن و منذ هذا اليوم فأنا سأبحث بجدية عمن أبتاعكِ له، لم اعد اريدك، يبدو أن أساليب الرفق و اللين لم تنجح معكِ

ابتلعت ريقها بينما تنظر له و لعروقه المنتفخة، و لقبضة يده التي تكورت إستعدادًا للكمة قادمة، حاولت احتواء الموقف فعانقته علّ قلبه يلين و يخضع لها، لكنها فوجئت به يبعدها بحدة ناطقًا و قد أشار بسبابته نحو الباب :
- أخرجي و إلا جعلت الحراس يلقونكِ خارج بوابات القصر، منذ اليوم انسي اني كنت ودودًا معكِ من قبل، و احفظي وجهي الصارم هذا لأنكِ سترينه كثيرًا

وقفت أمامه دون إبداء أي رد فعل، برغم أنها كانت تود لو بكت الآن، فلقد فشلت كل مخططاتها بسبب نيران الغيرة التي أعمتها، نطق بصوت جهوري أرجفها :
- أخرجي!

سمعت كلمته الأخيرة و التي جعلت جسدها ينتفض من مكانه، فخرجت ركضًا من جناحه عائدة إلى جناح الجواري قبل أن يفتعل مصيبة أخرى!

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*

غطت " شفاء " في نوم عميق منذ ما حدث بالأمس، لم تنم من التفكير في عرضه، كانت طوال الليل مشغولة بالتفكير، عقلها المجهد كان بحاجة لنوم عميق، لكنها لم تنعم به كما توقعت!