بسم الله الرحمن الرحيم
" ليس ألمًا عاديًا، لقد إنتهت آخر ذرة من الأمل داخل قلبي، و روى اليأس تلك الأرض القحطاء "
- أروىٰ مدحت علي___________________
فوجئ عندما رآها في وجهه، بالتأكيد استطاعت الخروج لأن حراس الحرملك اتجهوا للخارج لمحاصرة القصر، و إذًا لم يكن هناك من يمنعها عن ذلك
نطق بهدوء :
- عودي للحرملك ريكتا، ربما تتعرضي للأذى في الخارجكان سيذهب قبل أن تعترض " ريكتا " طريقه، وقفت أمامه بغير اتزان، حاولت أن تلملم ثباتها لكنه تسرب منها دون قصد!
تلعثمت بالحديث، لكنها أمسكت زمام الأمور على الفور عندما كان سيرحل و نطقت :
- هذا انذار كاذب، لم يهرب أي من المساجينجذبه حديثها، لم يعلم ما علاقتها بالأمر أو كيف علمت تلك المعلومات، عاد خطوتين للخلف ثم سألها و علامات الاستغراب تعلو وجهه :
- لماذا تقولين هذا؟اهتزت نبرتها مجددًا فنطقت :
- فقط أصدر الأمر لجميع الحراس بالعودة إلى أماكنهم و سأقص عليك ما حدثلم يصدقها، شعر بالشك في حديثها، و راوده شعور ما أنها تفعل هذا لتغطي على هروب السجين و الذي ربما يكون " كيترا " شقيقها!
حاولت " ريكتا " قراءة ما في عينيه و لم تستطع كعادتها، نطق هو :
- سأذهب لرؤية ما يدور خارج القصر، و عندما أعود سأستدعيكي لتخبريني، حسنا؟شعرت أنه لا يثق بها، و أحست بما في خاطره، و بأنه يُكذّب ما تقوله و يشعر بأنها تغطي على هروب احدهم، تنهدت بعمق ثم تابعت :
- ثق بي، لا أنوي خداعكنظر لثوانِ في عينيها ثم نطق :
- ادخلي للجناح، سآتي بعد دقائقدخلت الجناح و قد كانت تفرك كفيها و تحاول أن تبث الإطمئنان لقلبها، انتظرت بعض الدقائق حتى سمعت الأصوات خارج الجناح تهدأ
كل الجلبة التي كانت بالخارج قد اختفت، يبدو أن " ثائر " قد اسكتهم جميعًاحركت رأسها للخلف بملل، لم تكن تعلم كيف ترتب كلماتها التي ستقولها أمامه، لكنها فضلت ان تشي بالحقيقة قبل أن يعرفها هو
فُتح باب الجناح على حين غرة فانتفضت للحظات، كان " ثائر "، نزع رباط رأسه و ترك العنان لشعره، كان شعره بني اللون، ليس بالطويل و ليس بالقصير، لكنه ناعم، سأل " ثائر " بصوته القوي كما اعتادته " ريكتا " :
- ماذا كنتِ تودين إخباري؟ابتلعت ريقها ثم نطقت بتلعثم :
- في الحقيقة، لم اشأ أن اخفي عليك الأمر، لأنني لم أعتد على هذا، لذا أردت اخبارك فور أن حدث، لكني ارجو منك ألا تغضب رجاءًا أو تتخذ قرارًا سيئًا بشأن أي شخص أذكر اسمه، حسنًا؟صمت لثوانٍ ثم هز رأسه إيجابًا، تركت العنان لكلماتها بالخروج دون أن تخاف من رد فعله مجددًا :
- لقد بدأ الأمر منذ بعض الوقت، عندما جائتني إحدى الخادمات، اخذتني لمكان بعيد عن مسامع الجميع، ثم أخبرتني أن كيترا اخي يود رؤيتي لأنه اشتاق لي، و لا اخفي عليكَ سيدي انا اشتقته أيضًا، لم اود ان أقابله لانه خائن لكَ، و لأنني لم آخذ اذنك أيضًا، أخبرتني الخادمة أن هناك من سيثير الجلبة في القصر بحجة أن أحد المساجين قد هرب، و بهذه الطريقة سيقل عدد الحراس في السجن، و عندها يمكنني رؤية كيترا لدقائق، لم تترك لي الخادمة مجالًا للرفض، نطقت بكلماتها ثم انطلقت من أمامي و كأنني وافقت! لكني يا سيدي لم أشأ أن أقحم نفسي فيما يفعلون، حتى لو كان هذا على حساب مشاعر اشتياقي لأخي، كان من الممكن ألا اخبرك، خصوصًا أني لا اعلم ما رد فعلك تجاه اخي و الخادمة و الذي قد يكون عدوانيًا، لكني أخبرتك يا سيدي لتعلم اني لم افعل شيئًا من خلف ظهرك، و لهذا اطلب منك أن تخصص لي وقتًا لرؤيته، أعلم أنه خائن و ستقوم بإعدامه عاجلًا أن آجلًا، و أنا بهذا لا أشكك في نزاهتك، و لكن لأطفئ نيران شوقي لأخي
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Action- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!