part 14 | السر |

2.9K 296 128
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" أنت أقوى مئة مرة من البكاء على ما قد انتهى و فارقك "
- اروى مدحت

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*

لم ينجح الحراس في اللحاق بـ " كيترا " للمرة الثانية على التوالي كما حدث في الصحراء، و لم يعلم " ثائر " لمَ قد جاء لمراقبة القصر بالضبط، لكن ما هو متأكد منه أن " كيترا " قد ترك شيئًا هامًا و قد عاد لاسترداده، لذا قد قرر أن ينصب له فخًا كي يمسك به عندما يعود مجددًا

لن يقوم بحصار المدينة بالجنود، سيترك الوضع آمنًا بالنسبة له ليعطي له الفرصة للعودة إلى القصر و من ثم الامساك به بالجرم المشهود

انتهى " ثائر " من احتساء كوب الشاي المفضل لديه صباح اليوم، نهض بنشاط كعادته، ثم بدأ في آداء بعض الحركات القتالية كإحماء لما هو قادم من تدريب للجنود في الساحة الكبرى

طُرق الباب فجأة ثلاث طرقات خفيفة ليقاطعه عما يفعله قليلًا، و هذا أكثر ما يضايقه، أن يقاطعه أحد عن فعل شئ يحبه!

ترى من تعيس الحظ الذي يطرق الباب!!؟ نهض من موضعه، تنفس بعمق كي يطرد بعضًا من الغضب المختوم في صدره و الذي كان بصدد الخروج و إحراق من طرق الباب.. انتهى ثم فتح الباب، كان يعتقد في البداية أنها الخادمة التي تجلب طعام الفطور، و كان سيكتفي بتوبيخها.. لأنه ذكرها بالأمس ألا تمر صباح اليوم لأنه سيأكل بنفسه و يتدرب.. و الجميع هنا يعلم أنه يحب ألا يقاطعه أحد.. إلا شخص واحد لم يكن يعلم.. فوجئ أن الطارق على الباب هو " شفاء "

كانت ترتدي نفس الملابس المتسخة بفعل الرمال منذ الأمس، و نفس الحجاب الملفوف بعناية حول رأسها الدائري، أثار هذا استغرابه بعض الشئ، لكنه رجح أن أيًا من الملابس هنا لم تناسبها.. و لم يشأ مساعدتها سوى عندما تطلب

ترك الباب مفتوحًا و تركها تقف على مشارف الغرفة ثم بدأ يقبض على يده و يرخيها كإحماء لللكمات التي سيسددها في الساحة.. بينما ينظر لـ " شفاء " دون أن يعيرها اهتمامًا

حمحمت " شفاء " إشارة منها أنها تريد التحدث، رفع عينيه إليها ثم نطق بنبرة فيها شئ من الحدة :
- أ لم أقل لكِ ألا تأتي مجددًا؟ هناك غرفة المكتب يمكنكِ الانتظار فيها..!

نطقت " شفاء " باقتضاب بدا عليها :
- لا اعرف أين غرفة المكتب.. ثم إنني لا أجد فرق.. لا تقلق لن أمكث كثيرًا، فقط أردت أن أسألك على قطتي

نطق باستنكار :
- لا، هناك فرق.. اولا انا أتدرب هنا و لا أحب أن يقاطعني أحد متطفل، أما هناك يمكنني الاستماع اليك

صمت ثم تابع بلهجة آمرة لم ترق لها كثيرًا :
- و بالنسبة لقطتكِ.. لن تأخذيها سوى عندما تحصلي على غرفتك الخاصة

وضعت يدها على خصرها باعتراض ثم نطقت بنبرة يشوبها الغضب :
- لما؟ هل ستتحكم بي؟

قال بضيق :
- الجواري قد يقتلنها

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن