بسم الله الرحمن الرحيم
" كيف كنتَ من قبل و كيف أنتَ الآن؟ كنت غريبًا عن بلاد قلبي، لا تألفك روحي و لا تأنس لكَ مشاعري، و الآن أنت فؤادي، و روحي و كلي.
غادرتني و خلفت خلفك زهرة ذابلة، صحراء جرداء، قلب مكسور، و فتاة تمقت الحياة، إشتقتك، إشتقت لك يا ربيع قلبي و تقتُ إليك، يا من هفا فؤادي إليك، و لج به الشوق إليك، دلني كيف أنساك، أخبرني كيف السبيل للهروب؟ و مهربي ينحصر منك و إليك!
كلما حاولت أن أنساك، عاد عقلي يفكر في لقياكَ، كيف أهرب و كلما هربت عدتُ إليكَ؟
لقد كنت ملجئي من الناس، و الآن أبحث عن ملجأ منك! "لـ أروىٰ مدحت علي
________________
ركض " ثائر " بأقصى سرعته نحو جناح الجواري كي يرى ما الأمر الذي جرىٰ، لم تأتي أصوات صراخ منه؟ و من تلك التي تصرخ؟
وصل " ثائر " لجناح الجواري على عجل، انحنى له جميع الحضور، اتجه نحو صوت الصراخ، ليجد أنها إيرين، تجلس في سريرها تصرخ من الألم، و حولها تجلس خادمتين تحاولا مواساتها
أمر " ثائر " بخروج جميع الحراس، و أمر أحدهم بجلب طبيب القصر إلى هنا فورًا
كانت " إيرين " تبكي بألم و قد كانت تشعر بالألم في بطنها، لم تمر سوى دقائق حتى أتي طبيب القصر كما أمر " ثائر "، طلب الطبيب منهم أن يخرجوا جميعًا حتى يستطيع فحصها
حملها " ثائر " حتى جناحه كي لا يخرج جميع الجواري من الجناح و كي يفحصها الطبيب هناك بينما كانت هي تتلوى من الألم في تلك اللحظات
وضعها " ثائر " في جناحه ثم خرج، كان الجميع يقف أمام جناحه حوله، ينتظرون معرفة ماذا حدث لها، لكنه نطق بهدوء :
- ليعد الجميع إلى عمله، سأطمئن عليها بنفسي من الطبيب و سأطمئنكمانحنوا لن جميعًا و عاد كل منهم إلى عمله، عاد الطهاة إلى المطبخ الكبير لاستكمال تحضير العشاء، و عادت الخادمات تنظفن ما كان بيدهن، و عادت الجواري إلى الحرملك مجددًا، عدا تلك التي أتت متأخرًا، إنها " شفاء "
عندما سمعت أصوات الصراخ، بدلت منامتها القطنية بفستان صغير مع حجاب، لم تكن تستطيع الخروج بمنامتها و لهذا استغرقت وقتًا طويلًا إلى حد ما في تبديل ملابسها، وصلت إلى جناح " ثائر " فوجدته أمامها و قد كان يصرف الجميع في تلك اللحظة
نطقت بغير فهم :
- ثائر ماذا حدث؟تنهد بعمق ثم نطق :
- ايرين، كانت تصرخ متألمة، لا أعلم ماذا أصابها، انتظرت أن يرحل الجميع حتى ادخل جناحي مجددًا و اطمئن عليها من الطبيب، بَعد إذنكاستغربت قوله كثيرًا، لم يعلق على عدم انحناءها له، و لم يصرفها كالبقية، و قال لها " بعد إذنك "! هذا لا يحدث كثيرًا هذه الأيام
نظرت حولها فرأت الجميع يتظاهرون بآداء أعمالهم، بينما علامات الفضول على وجوههم، كل منهم يدّعي آداء عمله، بينما عينيه مصوبة نحو جناح " ثائر " تمامًا
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Action- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!