part 17 | خبر صادم |

2.7K 319 164
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" رأيت الجميع يملك نصفه الآخر، إلا أنا ظللت نصفًا دون نصفه "
لـ أروى مدحت علي

__________________

مر أسبوعين منذ لقائهما الأخير، أمر " ثائر " بأن يُسجن " كيترا " في أحد الزنزانات مدى الحياة، لم يحكم عليه بالأعدام، و لم يسفك دمه، شعر أنه ربما قد يحتاجه مستقبلاً

و بالنسبة لـ " شفاء " لم يرَها على مدار الاسبوعين، كان طعامها يصلها حتى الجناح، و قد أمر " رند " بألا تزورها تلك الفترة حتى يأمرها مجددًا بالعودة

هو ليس في مزاج جيد، كما أنه يشعر بالتخبط، لم يكن ينوي أن يؤذي " شفاء " و لم يتوقع أن يصل الأمر معها و مع " رند " إلى هذا الحد!

طرق باب جناحها، لكنها لم تجب، شعر ببعض القلق يتسرب إلى داخله، ربما ليست على ما يرام؟!

حمحم ثم نطق بصوته الرجولي :
- انا السلطان، من فضلكِ افتحي الباب

لم يأتِه جواب من الداخل، تنهد بضيق ثم طرقه مجددًا، نطق برسمية بصوت عالٍ :
- على المدعوة شفاء أن تزور جناح مكتب السلطان للأهمية، من يتوانىٰ عن تنفيذ الأوامر له عقوبة قاسية

قال جملته ثم ذهب إلى جناح مكتبه ينتظر قدومها، في تلك الأثناء وصلته إحدى الرسائل من مملكة الشرق، فتحها باستغراب

لم يكن هناك تواصل بينه و بين مملكة الشرق منذ فترة، لا يعلم ماذا أرادوا منه لذا تعجب، مملكة الشرق مملكة مزدهرة و جميلة

و إن كانت أصغر الممالك حجمًا، تحكمهم سلطانة شابة تدعىٰ " تيماء "، بليغة الجمال، لديها من الحكمة و الدهاء الكثير، تحكم مملكتها بذكاء جعلها ثاني أقوى الممالك بعد مملكة الجنوب

قرأ الخطاب بتمعن، كان خبر وفاة ابنه منذ اسبوعين قد وصلها، لا يعلم كيف لكنها علمت، و كانت تخبره أنها ستأتي في زيارة بسيطة لتقوم بتعزيته

" ببالغ الحزن والأسى نتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة لجلالتكم، حاكم “مملكة الجنوب” في فقيدكم، و نبلغكم اننا على موعد معكم في زيارة قصيرة لن تدوم سوى لأيام بسيطة، لنقوم بتعزية جلالتكم

حاكمة الشرق " السلطانة تيماء " "

طوىٰ الورقة متنهدًا، فُتح الباب دون طرق على حين غرة، امتد بصره ليرىٰ من فعل ذلك فوجد أنها " شفاء "

ترتدي فستانًا بسيطًا باللون الأزرق، و على رأسها حجاب أبيض بسيط قامت بلفه سريعًا فبدا غير مرتب إذا نظرت له للوهلة الأولى

أغلقت الباب ثم نظرت للحارسين اللذان يقفان بجواره، يقفان في نفس الموضع الذي رأتهما فيه منذ أسبوعين! ألا يتحركان؟ ألا يستريحان؟ ألا يأكلان!

أبعدت الأمر عن تفكيرها حيث اتجهت صوب العرش، وقفت على بعد مترين من " ثائر "

لم تنطق و قد توقع منها كلمات العتاب اللاذعة، فقط اكتفت بالنظرة الباردة التي علت وجهها

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن