بسم الله الرحمن الرحيم
" غارق في بحور اليأس و انا الذي أجيد السباحة منذ نعومة أظافري
أمواج القُنوط تتلاطم، و تتقاذفني في كل اتجاه
الأمر أشبه بأن ينكسر جناحك، بعدما فُزتَ بمسابقات في الطيران
الأمر أشبه بأن تموت وحيدًا، بعدما كنت ذو شعبية كبرى
كنت تبحث عمن يساعدك، و لا تجد، و لن تجد! فلا تبحث "- أروىٰ مدحت علي
___________________شعر بأن أحدهم قد صفعه للتو، لقد توقع أن " إيرين " هربت كي لا يتخلى عنها وحسب، و عندما ترحل " تيماء " ستعود بشكل أو بآخر!
لكن أن تذهب لعدوه و تتزوجه؟ هذا ما لم يكن في حسبانه يومًا، نظرت " شفاء " لتعابير وجهه و التي لم تفهم منها حالته الآن، وجه خالٍ من المشاعر يصعب تفسيره!
لم تستطع منع ضحكاتها و التي خرجت من فمها عنوة بينما تقول :
- مفضلتك بتتجوز يا ثائررمقها بنظرة حادة فصوبت أنظارها بعيدًا عنه و قد صمتت و كأنها لم تقل شيئًا للتو، وضع الخطاب جانبًا ثم استلقى على السرير ليغفو دون إبداء أي غضب أو رد فعل، لكنها كانت تعلم تمامًا أنه يكتم غيظه في نفسه
تركته يغفو بينما حاولت هي و بشدة أن تكتم ضحكاتها لأنها شعرت أن الموقف لا يتناسب الآن مع قهقهاتها السخيفة، لكن شعور الشماتة احتل قلبها للحظات، كان يقول مفضلاتي منذ قليل!
*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*
ل
م تنم، لقد خلد " ثائر " إلى النوم منذ قليل و لم تفعل هي، كان الأرق رفيقها لساعات طويلة، ظلت شاردة تنظر لسقف الغرفة فقط
لوهلة اشتاقت لهاتفها، و مواقع التواصل الإجتماعي برغم أنها لم تكن اجتماعية البتة!
لكنها كانت تحب أن تعرف ما يدور في العالم من حولها، و آخر الأخبار المنتشرة و تلك القضايا التي تثير الجدل، كانت تهوىٰ البحث و القراءة عن علم نفس و لغة الجسد، و كان هذا هو كل ما يجذبها
تقضي ساعات طويلة للتطلع لهذه المعلومات بنهم بالغ، و تهوىٰ الجلوس بمفردها في المطاعم و المتاجر فقط كي تراقب العامة و تفسر تحركاتهم، و هذا كان كل ما يجعلها سعيدة بحق
ماذا لو وافق " ثائر " على ترك هذا العالم و المجئ معها إلى عالمها؟ ماذا سيحدث!
نظرت لـ " ثائر " على حين غرة، لم تكن ترى بشكل جيد نظرًا للإضاءة الضعيفة بالغرفة، إذ أطفأ " ثائر " المثير من الشموع كي ينام، و لكنه ترك البعض منها كي تبث القليل من الضوء فقط
ركزت على عينيه، عينيه تملكان سوادًا غريبًا، ليس هذا غزلًا! و لكن بحق عندما أمعنت النظر لعينيه لاحظت شئ أسود كبير يتحرك حول عينيه و فوق جبهته!
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Action- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!