part 32 | عرض زواج |

2.9K 295 169
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" لا أدري ما المميز في أن أرسم ما يؤلمني في صورة كلمات و جمل "
- أروىٰ مدحت علي

_________________

_تستأذن الحضور؟ أقلت ابنته أم خُيّل لي؟
قالها " ثائر " باستهجان بعدما استغرب ما وقع على أذنيه للتو، ابنة سلطان الشمال تمكث في إحدى البيوت هنا و تستأذن المجئ؟
هذا ما لا يحدث كل يوم!

نطق " يسير " و قد شبك يديه أمامه :
- اعتقد انها جاءت لتطلب الصلح مولاي، جيشهم ضعيف للغاية و اعتقد انهم لم يجدوا سوى ذلك الحل

نفى " ثائر " على الفور و قد انتصب بينما يشبك يديه خلف ظهره :
- لا، والدها لن يرسلها هي لطلب الصلح، كما أني علمت بطريقة ما أن بينهما خلافًا يجعلها تمكث في إحدى القصور بعيدًا عنه بحجة الدراسة

همّ " يسير " بالنهوض ليقف في مواجهة " ثائر " بينما يقول :
- اذا ماذا تقترح يا مولاي؟

نبس " ثائر " :
- اسمحوا لها بالمجيء

نطق أحد الوزراء باقتضاب و اعتراض متأدب على قراره :
- لكن يا سيدي إنها عدوة لنا! كيف نسمح لها بالمجئ؟

دُفع باب مكتبه على حين غرة، كانت " شفاء "، نظرت أمامها فوجدت العديد من النبلاء و علية القوم يجلسون جميعًا و يبدو أنهم كانوا في اجتماع هام، بينما يقف " ثائر " و في مواجهته " يسير "

نظروا لها جميعًا بعدما فاجئتهم فنطقت هي بتوتر - إذ كانت تمقت و بشدة أن تتوجه جميع الأنظار عليها - :
- السلام عليكم

نطق أحد الوزراء على الفور :
- كيف تدخل امرأة المجلس هكذا! تستحق ان تعاقب و يـزج بها إلى السجن، أهي جارية ام خادمة؟

لم يتوقع الوزير أن يمسك به " ثائر " من ياقته قائلًا بنبرة حادة :
- انت من سيزج به إلى السجن اليوم، كيف تجرؤ على أن تنطق بهذا الحديث؟ كيف تجرؤ على أن تلقب السلطانة بأنها خادمة أو جارية!؟ أتعلم أنك ستعدم رميًا بالرصاص اليوم! سأشرف على أن أسفك دماءَك بنفسي!

هربت الدماء من وجهه ووقف كالفرخ المبلول أمام عيني " ثائر " الغاضبتين، نطق بصوت مرتجف خرج منه بصعوبة تامة :
- انا اسف، اقسم اني لم أعلم أنها السلطانة، لا يوجد تاج على رأسها لذا ظننتها مجرد عاملة، اعتذر يا سيدي اعتذر

لم يجد أي أمل في أن يعف عنه " ثائر " إذ انطلقت الشرارة من عينيه فوجه بصره لـ " شفاء " قائلًا بصوت شابه الترجي :
- رجاءًا مولاتي، انا آسف!

نظر " ثائر " لـ " شفاء " بحدة كي لا تنطق بأنها تسامحه، كانت ستقول لتوها لـ " ثائر " أن يعفو عنه، تراجعت هي بقدمها عدة خطوات كي ترحل لجناحها بعد كل هذه المشكلة التي ظهرت من العدم فقطع خطواتها صوت " ثائر " يقول :
- لا ترحلي! مكانك!

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن