| حلقة خاصة 1|

1K 139 112
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" أهيم في حبها كالمجنون
و فؤادي بها مفتون
إن عاث القتلة فسادًا
قلت لهم أن دمي في عشقها مهدور "
- أروى مدحت علي
____________________

تجلس في جناحها تداعب خصلات شعرها بملل، تتأمل بطنها الكبير بألم ثم تربت عليه، تنظر نحو الشرفة التي تسلل منها بعض خيوط الشمس الذهبية في نية صريحة لغزو الجناح دون إذن، تبتسم في نية منها بأن تنهض بعد قليل و تجلس في الشرفة لتستنشق الهواء، لكنها تقوم بتأجيل الفكرة لشعورها بالكسل الشديد
لحظات ظلت تصارع فيها نفسها هل تنهض أم لا، حتى فاز الطرف الأول داخل عقلها بعدما أقنعها بالنهوض، قامت لتنهض بهدوء لكن زوجها فتح عينيه على حين غرة

"ثائر" بعين نصف مغلقة :
_ إلى أين ستذهبين؟

تبسمت قائلة :
_ حاولت جاهدة ألا أوقظك، كيف استيقظت!

ابتسم بدوره ثم سحبها لتجلس مجددًا قائلًا :
_ على كل حال، ابقي هنا لا تذهبي

عبست بضيق فطبع قبلة على راحة يدها قائلاً بصوت ناعس :
_ لما الغضب؟

تأففت بانزعاج ثم قالت :
_ أريد التحرك يا ثائر! أشعر بالملل من البقاء طوال الوقت أحدق في الحائط

نطق مازحًا :
_ حدقي في وجههي، هو أقل مللًا

أبعدت وجهه عن يدها بخفة بينما تقول :
_ وجهك قبيح أيضًا

ضحك بينما ينهض بجذعه ثم نطق :
_ حسنًا، ماذا تريدين لتسليتك؟

فكرت للحظة ثم قالت :
_ لا أدري، أريد التحرك وحسب

أمسك "ثائر" الفرشاة بجانبه ثم بدأ يمشط لها شعرها قائلًا بنبرة مقنعة :
_ الطبيب قال أنكِ في شهوركِ الأخيرة ولا يجب عليكِ التحرك حتى لا يتأذى الطفل، و لهذا أخذت إجازة لشهر كامل من العمل كي أبقى بجواركِ، ماذا الآن؟

حول عينيه مازحًا ثم قال في محاولة منه لخلق جو ضاحك بينهما :
_ و قد عرضتُ عليكِ أيضًا أن أجلب بعض الجواري ليكنّ في خدمتك و لكنكِ رفض..

وكزته في بطنه قبل أن يكمل حديثه فتألم و قد أصدر صوتًا خفيفًا جراء ألمه ثم تابع :
_ لا تكوني عنيفة! هم لكِ و ليسوا لي على كل حال

التفت نحوه بعدما انتهى من صنع جديلة في شعرها قائلة :
_ لا أستطيع إعطائك الأمان

ضحك مردفًا و قد نهض تمامًا من على السرير استعدادًا لجلب الفطور :
_ لماذا؟ هل خنتكِ من قبل؟

هزت كتفيها قائلة :
_ انت لا تعتبر هذا خيانة، لذا لن اعطيكَ الأمان كما قلت

استكملت حديثها بغضب مشيرة نحوه بسبابتها بنبرة تهديدية :
_ و لا تتحدث في هذا الأمر أمامي مجدداً!

أنزل سبابتها بهدوء ثم طبع قبلة على رأسها وهو مائل بجذعه قائلًا :
_ لا أتحدث في هذه الأمور سوى لخلق بعض المشادة المازحة معك! احب استفزازك

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن