part 31 | رحلة صيد |

3.1K 311 103
                                    

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم

" قل لي يا مُعذّب فؤادي بأي وقت ستزول
آلمني قلبي و بشدة إثر الذبول

أوتار قلبي كانت تتراقص معكَ كالطبول
فتركتني فَعثتُ في القلوب فسادًا كالمخبول

قل لي بربك أي دمع بعدك يُذرف؟
دمع من دماءٍ من عيناي يُنزف!

راق لعقلي زوالك كثيرًا
و قلبي في الحضيض يُتَألّم!

رباه إن تلك الحرب صعبة
بين عقلي الذي آنس الراء
و قلبي الذي يمحوها! "

لـ أروى مدحت علي

_______________

تنهد ثم نطق بصوت رخيم :
- معكِ حق، كنت مخطئًا

قال جملته ببساطة ثم ولّاها وجهه ليخلد للنوم، تنهدت " شفاء " بضيق ثم وضعت يدها على رأسها بيأس منه

_تصبحين على خير، حبيبتي
قالها دون أن ينظر لعينيها فاحمرّ وجهها، هذه من المرات القليلة التي ينطق بها بعض الكلمات المعسولة! هل يعاني من خطب ما في عقله؟

لم تجب على ما قال، و اكتفت بالابتسام الذي لم يره

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*

عاد للخلف بضع خطوات بينما ينظر للجثة بضيق، لو علم السلطان أنه جلبها هنا لقتله!

لم يأخذ الإذن منه قبل فعل ذلك حتى، كل ما فعله أنه جلب جثة شخص قد أُعدم منذ يومين كي يجري بعض التجارب عليه من أجل العلم وحسب!

هكذا فكر و هكذا برر لنفسه ما فعله في الخفاء

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*

فتح " مهد " باب الزنزانة التي خصصها من قبل لأسر ابنة السلطان - بليغة -

نظر أمامه فوجدها تقف منتصبةً كشجرة مر عليها الزمن و لم تتزعزع من موضعها، كرجل مسن ترك الزمن تعاليمه على وجهه ولازال حيًا لا يتقبل الموت بعد

ترك " مهد " زجاجة المياه من يده ثم نطق ببسمة لم تفارق وجهه :
- أرى أن جميلتي استعادت عافيتها بتلك السرعة

ابتسمت بدورها بسمة لم يُجد " مهد " تفسيرها، تقدمت خطوتين للأمام بينما تقول :
- أتعلم يا مهد؟ كنت فارسي الشجاع، كنت أحبك بصدق حقًا! كنت أظن أنك ملجئي و أماني، لكن أتعلم؟ ربما بعض الآمال لا تتحقق

لم يفهم مقصدها فحدجها بنظرة غير مبالية مما جعلها تتابع :
- لم تكن مجرد شخص أحببته يا مهد، أتعلم شعور أن تجرب الحنان لأول مرة في عمرك، ثم يسلب منك قهرًا و يحل محله القسوة و الجفاء في لحظة واحدة؟

صمت فتابعت " بليغة " حديثها دون أن تذرف دمعة واحدة من عينها :
- أتعلم أني لم أجرب شعور الحنان يومًا؟ ماتت والدتي، و كان أبي قاسيًا معي، و لأول مرة جربت هذا الشعور معك! لكنك لم تترك لي هذا حتى، لم تكتفي بسلب الحنان مني بل فضلت أن تحطمني تمامًا، فضلت أن تحطمني و كأن قلبي لا يشعر، و كأنك لا تعي كيف سيعاني قلبي، و كأنك لا تعلم أن هذا القلب الصغير لن يحتمل الألم!

محارب الجنوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن