بسم الله الرحمن الرحيم
" و كأنني حين أنظر لعينيك يتوقف الوقت عن الحراك، أرى فيهما ما لا أراه في العالم بأسره!
ليتكَ تعي أن القلب لا يهوىٰ سواكَ، و أن سعادتي تكمن في رؤياكَ، و أن هنالك سحر خاص بعنياكَ "
لـ أروى مدحت علي
____________________
إبتلعت ريقها ثم شعرت بالتيه، أخفضت رأسها في تشتت ثم نطقت بنبرة متلعثمة و كأنما فقد لسانها أبجديته :
- سـ سيدي..لقد.. لقد كنت سأخبرك حقًا.. لكني خفتُ أن تعتبرني خائنة مثله، صدقني سيدي انا لم أشاركه في أي مما فعله! كنت ....
توقفت عن التحدث بعدما نظرت إلى تعابير وجهه علّها تستطيع قراءة ما في خاطره، لكن تعابيره الصامتة ووجهه الخالي من المشاعر منعوها عن فعل ذلك، تنهدت بمرارة ثم أخفضت رأسها قائلة :
- لا أعلم أتصدقني أم لا، لكني لم أذنب قط سيدي
وضع يده على خنجره ففهمت ماذا سيفعل، نزلت منها الدموع تحرق وجنتيها بألم، لم تذنب، حتى عندما راسلها " كيترا " منذ أيام يخبرها أنه يريد رؤيتها و أنه سيأتي أسفل القصر دون أن يراه الحراس، رفضت بشدة الخروج لمقابلته، و الآن ستذهب إلى مصيرها دون أن تقترف ذنب واحد، لكنها تسامح " ثائر "، هو لا يعلم مدى صدقها، لذا فلن تحمل ضغينة له
وقفت على ركبتيها ثم أحنت رأسها استعدادًا لقطع عنقها، شردت قليلًا بينما تتخيل مظهر الدماء التي ستملأ الغرفة، و رأسها المقطوع و الذي سيتدحرج هنا و هناك
و بدأت عيناها تدمعان، انتظرت لثوانِ فلك تسمع أي شئ حولها، نظرت إلى أعلي لتجد " ثائر " قد وضع خنجره جانبًا
سألت بحرقة شاعرة بتلك المرارة تسيطر على حروفها :
- سيدي، أ لن تقتلني؟
شبك يديه خلف ظهره ثم أخذ نفسًا عميقًا و نطق :
- عفوت عنكِ
ابتلعت ريقها ثم نطقت :
- حقًا؟ حقًا لن تقتلني؟
أومأ إيجابًا فنهضت من على الأرض بسعادة بالغة، بعدما كانت قد يأست ظنًا منها أنها ستكون ضحية الآن
نطق " ثائر " بينما يكوب وجهها بكفيه :
- أعلم مدى صدقك، و لهذا يصعب على قتلك، لذا ستكونين تحت الإختبار
على ثغرها ابتسامة راضية ثم نطقت بسعادة :
- لن أرسب مهما حدث سيدي!
*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*
أتىٰ صباح جديد يحمل الكثير من التفاؤل و الأمل، جلست " شفاء " على سريرها متكورة، كانت تشتاق لـ " رحيل "، بالأمس جاءت متعبة لذا آثرت النوم ثم البحث عنها صباحًا
الوحيد الذي سيدلها على " رحيل " هو " ثائر "، و هو يكره أن يقاطعه أحدهم صباحًا!!
فتحت خزانة الملابس الموجودة في غرفتها، وجدت العديد من الفساتين المغلقة.. برغم أنها رأت كل ملابس الحرملك و التي كانت فساتينًا مفتوحة لا تناسب حجابها، لكن " ثائر " قد ملأه بملابس فضفاضة
أنت تقرأ
محارب الجنوب
Aksi- أكنت سلطانًا و لست عبدًا؟ قال بابتسام : - و برغم هذا فإني أقسم أنكِ ملكتيني!
